|
كامب ديفيد الإخوانية
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 19:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أطلق رجل الأعمال ساويروس مؤسس حزب المصريين الأحرار قنبلة صوتية تلقاها هدية من أحد الإخوان الإرهابيين، فى تصريحاته لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن الوضع المتأزم للتنظيم الإخوانى الذى بدأ يتهاوى بين شعب مصر، وحاولت تلك التصريحات أن تهب لنجدة تنظيم إخوانى لا شرعية له والمسئول الوحيد عن إطلاق يدى الإرهاب فى سيناء وبقية محافظات مصر، حيث حاول قول أن الجماعة يصل عددها من مليون إلى مليونى فرد، وجانبه الصواب فى ذلك لأن غالبية هذا العدد من الشباب الذين يقبضون أجرهم للخروج فى مظاهرات، وجانبه الصواب فى إعترافه بأنهم مسلحون وهذا الإعتراف فى حد ذاته يقف حائطاً صخرياً كبيراً يجعل الدولة والقانون والقضاء والشعب المصرى كله يرفض التصالح أو التطبيع مع أعداء يحملون السلاح يعيشون وسط مجتمعاتهم وأحياءهم وشوارعهم ويجاورونهم فى السكن ولا يريدون أعلان خطأهم وتوبتهم.
كيف يأتيك النوم وأنت تعلم علم اليقين إن جارك فى الحى والسكن يمتلك سلاحاً ومتفجرات وعلى أستعداد فى أى لحظة للإنقضاض عليك وعلى غيرك من المواطنين؟ ويا ليته توقف عن إرتكاب الجرائم الإرهابية وإحداث الفوضى والتخريب والحرائق فى الشوارع والجامعات وإيقاف حركة المواصلات وغيرها من الأعمال المستمرين فى إرتكابها، مما يعنى أن لديهم النية فى إخضاع الدولة والشعب بالقوة والعنف والإرهاب ليعودوا من جديد ليمتلكوا حكم القبيلة المصرية ويعود مرسى شيخاً للقبيلة الإخوانية، منذ ثورة الشعب المصرى على سلطتهم الفاشلة والحصاد المر فى سنة واحدة زرعوا فيها أتباعهم فى كل المؤسسات الحكومية والشعبية ونشروا الفتن والطائفية وقاموا بتقسيم المجتمع إلى كفار ومؤمنين، هل بعد كل هذا يقوم المواطن بتطبيع العلاقات والتصالح مع عدو يصافحه بيده اليمنى وفى يده اليسرى سلاحاً؟؟
هل يوجد سبب مقتع لوجود تحالفات مكونة من جماعات وحركات إخوانية إسلامية منشقة عن الجماعة الأم؟ إذا أفترضنا جدلاً أن الإخوان المسلمين ستظل كما يطلبون بإعادة هيكلتها، ودخل الشعب المصرى أفواجاً إلى حضن الجماعة، فهل سنسمى المصريين المنضمين لهم بالإخوان المسلمين المصريين؟ وهل هذا دين جديد سيؤمن به المسلمين المصريين من جديد؟ بلا شك المسلم المصرى لا يحتاج إلى جماعات تعمل على تقسيم صفوفه فهذا إخوانى بلا عنف وآخر شباب الإخوان وأحرار الإخوان وإخوان منشقون وقائمة لا نهاية لها، إن الدولة والمجتمع والشعب لا يحتاج إلى وجود تلك الجماعات والتطبيع معها لأنها وبإصرار تحمل أسم إخوان الجماعة الأم.
ونسأل: ما هى الأهداف الذين يريدون تحقيقها من وراء تأسيس جماعة الإخوان المسلمين منذ سنة 1928 وحتى الآن؟ إذا كانت حقاً حركة دينية سلمية خيرية، فهل ما فعلوه وأرتكبوه ومارسوه من أحداث وعمليات وأغتيالات سياسية منذ نشأتهم، وما يصدر من جماعات الإخوان المسلمين من إعتصامات ونشر الفوضى فى الشوارع والجامعات وتمويل المتظاهرين، هل كل هذا يدل على خيرية وسلمية ودينية الأهداف الإخوانية؟ هل ينشرون الدعوة للإسلام بأعمالهم التى يعرفها كل مسلم؟ لماذا لا ينخرطون فى المجتمع المصرى كمسلمين مثلهم مثل بقية الشعب دون تمييز أنفسهم بعبارة إخوان مسلمين؟ وهل يعنون بتلك العبارة أن المسلمين ليسوا إخواناً؟ وإنهم كجماعة إخوان مسلمين تحتكر الإخوة الإسلامية وكل من ينضم إلى جماعتهم يدخل إلى مجتمع الإخوة الإسلامية؟
إن مشكلة هؤلاء الشباب الإخوانى بكافة أسماء حركاته أنهم حركات إخوانية منشقة الآن ترفض العنف والإرهاب، عملاً بمبدأ التقية وفى الوقت نفسه يريدون السماح لهم من الدولة بالعمل السياسى، وهو الشئ الذى يتعاطف معهم فيه البعض من الصحفيين والمثقفين متناسين أنهم حركات إخوانية دينية، وهو الشئ الذى يرفضه القانون والذى رأينا نتائجه البشعة منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن حيث تسلطت على المجتمع المصرى جماعة الإخوان المسلمين وجعلوا من أنفسهم أوصياء على المسلمين دينياً ودنيوياً، جماعة إسلامية تحكم وتدير الدولة والشعب عليهم السمع والطاعة للحاكم بأمر الله حاكم الإخوان المسلمين. وفى كل هذا يصرخ الإخوان المسلمين بأعلى صوتهم فى وجوه جميع المصريين بالتكفير قائلين: أنتم يا شعب القبيلة المصرية لستم إخوان ولستم مسلمين!!!
إن الفكر الإخوانى وغيره من فكر الجماعات الدينية الإسلامية هو الذى يصنع الإرهاب ويجعل من الدولة والمجتمع أعداء لهم وأعداء لله، لأنهم وضعوا أنفسهم أوصياء على الإسلام وأنهم يملكون الحق الوحيد فى هدم الدول والمجتمعات وسفك الدماء بأعتباره جهاداً بأمر الله، تعددت الأسماء لكن الأصل واحد لذلك فالدولة والشعب لا يملك عداوة لأحد ولم يعتدى على أى إنسان مسالم، يكفى أن يتنازل هؤلاء المنشقون ويعلنون بكل صراحة أنهم شباب مصرى مسلم ولا علاقة لهم بكلمة إخوان، يكفيهم إعلان خروجهم الفكرى والعقائدى من الإخوان وعدم تأسيس حركات موازية سيأتى عليها اليوم أن تتغول وتكبر لتمارس ما تمارسه الجماعة المحظورة، وأن يعلنوا إستعدادهم لوضع أيديهم فى أيدى بقية شباب المجتمع لبناء وتقدم ونهضة مصر.
متى تكون المصالحة والتطبيع؟ عندما يعلن هؤلاء الشباب وتلك الحركات الدينية: أنهم ليسوا إخواناً لكنهم فقط مسلمين يدينون بدين الإسلام الذى يؤمن به الجميع فى العالم، فى هذه اللحظة أنا أول الداعمين لهم والداعين للمصالحة والتطبيع الوطنى معهم كمواطنين مصريين يفتخرون بهويتهم المصرية.
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رفع المصاحف هو الحل
-
التصالح مع الذئاب
-
أصحاب الفتنة والخيانة
-
تحالف الهزيمة الإسلامى
-
جدار برلين الإسلامية
-
تسمية الإرهابيين ثواراً
-
هنيئاً يا شعب تونس
-
ابن رشد الغنوشى
-
التدريس الجامعى للإرهاب
-
ليسوا من الإسلام
-
دواعش العراق الطائفية
-
كوبانى ورقصة الموت
-
ذبح المسلمين على الطريقة الإسلامية (2)
-
ذبح المسلمين على الطريقة الإسلامية (1)
-
أصحاب الأصابع المكسورة
-
هداية فاطمة ناعوت
-
تحالفات الإرهاب (2)
-
تحالفات الإرهاب
-
أصولية وتخلف الإعلام (2)
-
أصولية وتخلف الإعلام (1)
المزيد.....
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|