أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - تفسير القرآن وأسباب النزول (9)















المزيد.....

تفسير القرآن وأسباب النزول (9)


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 19:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لا تعود أهمية كتب تفسير القرآن وأسباب النزول إلى ذكر الوقائع (المادية) التى كانت سابقة على نزول الآيات فقط (وهو ما يؤكد بشرية النص القرآنى الذى جاء متوافقــًا مع ما أبداه البعض من ملاحظات "دنيوية" فجاء النص مؤيدًا لتلك الملاحاظات) وإنما تعود أهمية تلك الكتب (أيضًا) إلى معلومات غاية فى الأهمية حول أنّ بعض الآيات التى (نزلتْ) لم يتم العثور عليها ، وفى هذا الشأن ورد فى كتب التراث العربى/ الإسلامى معلومات عن آيات لم تـُكتب فى المصحف الحالى ، مثال ذلك ما ذكره ابن الأنبارى عن ابن شهاب الزهرى أنه قال : ((بلغنا أنه نزل قرآن كثير، فقـُـتل علملؤه يوم اليمامة الذين كانوا قد أودعوه ولم يعلم بعده ولم يُـكتب)) ويُدعم هذا النص ما نقله الخوئى عن السيوطى أنّ عمر بن الخطاب قال ((لا يقولنّ أحدكم قد أخذتُ القرآن كله وما يدريه ما كله ؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذتُ ما ظهر)) (النص المؤسس ومجتمعه – السفر الثانى – تأليف خليل عبد الكريم- دار مصر المحروسة- عام 2002- ص66)
وعن الوقائع المادية التى كانت سابقة على النص القرآنى آية ((ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لستَ مؤمنًا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة)) (النساء/94) عن تلك الآية كتب الواحدى ((حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس قال : لحق المسلمون رجلا فى غنم له فقال : السلام عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فنزلتْ الآية)) (أسباب النزول للواحدى ص115 والحديث رواه البخارى عن على بن عبد الله ورواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة وكلاهما عن سفيان) وعن قتل (المشركين والكفار) نزلتْ نفس الآية (النساء/94) لأنها بدأتْ ب ((يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله فتبيّنوا)) وفى بعض الأخبار وردتْ (فتثبّتوا) وقال أبو جعفر الطبرى اختلفتْ القراءة فى قراءة (فتبيّتوا) فقرأ ذلك عامة المكيين والمدنيين وبعض الكوفيين والبصريين (فتثبّتوا) بمعنى التثبت وليس التعجل والهرب . ويؤيد القمى النيسابورى اختلاف القراءتيْن (فتثبّتوا) من التثبت . وقرأها حمزة وعلى وآخرون (فتبيّنوا) من التبين (غرئب القرآن للقمى النيسابورى – المجلد الرابع – ص64) وجاء فى (التبيان فى إعراب القرآن) قال لمن ألقى عليه السلام لستَ مؤمنـًا وقتله (أبو البقاء عبد الله العكبرى- ج1- المكتبة التوفيقية بالقاهرة- عام 1980- ص191) ومن الأمور المُـلفتة للنظر ما جاء فى تفسير الفخر الرازى لكمة (السلم) والمراد بها الاستسلام والانقياد للمسلمين ، أى طاعتهم والدخول فى دينهم وقبول الوقوف تحت راية دولة قريش ، لأنّ الآية ((ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لستَ مؤمنـًا)) فإنّ كلمة (السلام) وردتْ فى بعض القراءات (السلم) بغير ألف وبعد ذلك تمّ تثبيت لفظ (السلام) بالألف (خليل عبد الكريم- مصدر سابق- ص119)
ومما يدل على ضياع بعض الآيات ((حدثنا عبد الله قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن خلاد قال : حدثنا يزيد قال : أخبرنا مبارك عن الحسين أنّ عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله فقيل كانت مع فلان يوم اليمامة فقال : إنـّا لله وأمر بالقرآن فجُمع)) (كتاب المصاحف- تأليف السجستانى (817- 888 م) دار الكتب العلمية - بيروت- لبنان- عام 1985- ص16) ومما يؤكد (بشرية) القرآن ما قاله عمر ((إذا اختلفتم فى اللغة فاكتبوها بلغة مضر، فإنّ القرآن نزل على رجل من مضر)) (السجستانى- ص17) وطالما كان هناك إختلاف فى اللغة ، فإنّ هذا الاختلاف يؤكد (بشرية اللغة) والطابع المُميّز للغة كل قبيلة. وعن فلان عن فلان عن يحيى بن عباد عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير قال : أتى الحارث بن خزيمة بآيتيْن من آخر سورة براءة (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عِنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم) إلى قوله (رب العرش العظبم) (التوبة/128، 129) رغم أنه لا توجد سورة فى المصحف باسم براءة ، فماذا حدث ؟ تمّ الغاء اسم (براءة) ووضعتْ الآيتان فى سورة التوبة ؟ يُجيب عن هذا السؤال باقى الخبر فى النص الذى قاله ابن خزيمة لعمر بن الخطاب الذى قال : من معك على هذا ؟ قال لا أدرى والله إلا أنى أشهد أنى سمعتها من رسول الله ووعيتها وحفظتها ، فقال عمر وأنا أشهد أنى سمعتها من رسول الله ثم قال : لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة فانظروا سورة من القرآن فالحقوهما فيها فألحقتها فى آخر سورة براءة)) تأكيد جديد على أنه كانت هناك سورة بعنوان (براءة) فأين ذهبتْ وماذا حدث؟ الاجابة فى نفس الخبر الذى أورده السجستانى ((... عن فلان عن فلان عن عبد الله بن جعفر الرازى عن أبيه عن الربيع بن أنس عن أبى العاليه عن أبىّ كعب أنهم جمعوا القرآن من مصحف أبىّ فكان رجال يكتبون ويُملى عليهم أبىّ بن كعب فلما انتهوا إلى الآية فى سورة براءة (التى لا وجود لها فى المصحف) وموجودة فى سورة التوبة/127) ونصها (ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون) وأثبتوا أنّ هذه الآية آخر ما أنزل الله من القرآن ، فقال أبىّ بن كعب إنّ رسول الله قد أقرأنى بعد هذا آيتيْن (لقد جاءكم رسول.. الخ) وقال وهذا آخر ما نزل من القرآن ، قال فختم الأمر بما فتح الله به بلا إله إلا الله بقول الله ((وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نـُوحى إليه أنه لا إله إلاّ أنا فاعبدون)) (الأنبياء/25) فما علاقة كل ذلك بسورة (براءة) التى اختفتْ ؟ الاجابة كما ذكر السجستانى ((حدثنا فلان عن فلان عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال : أراد عمر بن الخطاب أنْ يجمع القرآن فقام فى الناس فقال : من كان تلقى من رسول الله شيئـًا من القرآن فليأتنا به. وكانوا كتبوا ذلك فى المصحف والألواح والعسب ، وكان لا يقبل من أحد شيئـًا حتى يشهد شهيدان (الأدق لغويًا شاهدان – ط . ر) فقـُـتل وهو يجمع ذلك ، فقال عثمان بن عفان : من كان عنده من كتاب الله شىء فليأتنا به وكان لا يقبل من ذلك شيئـًا حتى يشهد عليه شهيدان (نفس الخطأ اللغوى – ط. ر) فجاء خزيمة بن ثابت فقال إنى قد رأيتكم تركتم آيتيْن لم تكتبوهما. قال : وما هما ؟ قال : تلقيتُ من رسول الله (لقد جاءكم رسول من أنفسكم.. الخ) فقال عثمان ((وأنا أشهد أنهما من عند الله فأين ترى أنْ تجعلهما ؟ قال : أختم بهما آخر ما نزل من القرآن فختمتُ بهما (سورة) براءة)) فمن أخفى سورة براءة ولماذا اختفتْ ولماذا لم يتم العثور عليها ؟
فإذا كانت الآيتان المذكورتان وردتا فى سورة التوبة كما تقدم (التوبة/128، 129) فإنّ الاشتباك بين سور القرآن يمتد إلى الاشتباك بين سورة التوبة وسورة الأنفال وفى هذا الشأن كتب السجستانى ((عن فلان عن فلان عن عوف بن جميلة قال : حدثنى يزيد الفارسى قال : حدثنى ابن عباس قال : قلتُ لعثمان ما حملكم على أنْ عمدتم إلى الأنفال وهى من المثانى وإلى براءة وهى من المائين ففرّقتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموهما فى السبع الطوال ، ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان كان رسول الله مما يأتى عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه شىء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات (الأدق لغويًا هذه الآيات- ط . ر) فى السورة التى يُذكر فيها كذا وكذا . وإذا أنزل عليه الآية يقول ضعوا هذه الآية فى السورة لتى يُذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة وكانت براءة (تأكيد جديد على تلك السورة التى لا وجود لها) من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننتُ أنها منها ، فقبض رسول الله (أى مات) ولم يُبيّن لنا أنها منها ، فمن أجل ذلك قرنتُ بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتهما فى السبع الطوال)) (السجستانى- مصدر سابق- ص38، 39)
وكان المفكر الكويتى الراحل الجليل أحمد البغدادى على دراية تامة بالتراث العربى الإسلامى ، فكتب عن علاقة القرآن بالاجتهادات البشرية قائلا ((تدل الكتب الإسلامية التى وُضعتْ حول النص القرآنى مثل كتاب السيوطى (الإتقان فى علوم القرآن) على سبيل المثال لا الحصر، دلالة قاطعة على عدم قدسية النص القرآنى ، بما أثبته السيوطى من سقوط بعض الآيات ، وكذا لاختلاف القراءات حول بعض هذه النصوص ، وما أدخله البعض من تعديلات على بعض الكلمات . لقد تدخل العنصر البشرى فى صياغة النص وتجميعه وترتيبه. فمن ينكر أنّ سورة البقرة مدنية وأنها ليست أول ما نزل على النبى ؟ وأنّ سورة العلق التى ورد فيها أول كلمة للوحى الإلهى (اقرأ) تأتى بعد (البقرة) بخمس وتسعين سورة ؟ أو أنّ سورة التوبة جاءتْ بعد سورة الأنفال بدون البسملة لأحد سببيْن : الأول أنها ابتدأتْ ب ((براءة من الله ورسوله)) وهو ما يتعارض مع الرحمن الرحيم كما كتب البعض (وهو تفسير لا معنى له) والآخر أنّ عثمان بن عفان اعتقد أنها استكمال لما قبلها (سورة الأنفال) ولذلك لم يتم وضع البسملة فى بداية السورة ، وهو التفسير الأقرب للعقل ، كما نعرف أنّ الخليفة عثمان جمع المسلمين على مصحف واحد وأحرق بقية المصاحف حتى تكون القراءة واحدة ، فلماذا قام عثمان بذلك ؟ الاجابة بسيطة : اختلاف الكتابات التى قام بها البشر وهم هنا الصحابة أو الكــُــتاب ، وأدى ذلك إلى اختلاف القراءات)) (أحمد البغدادى – أحاديث الدين والدنيا – مؤسسة الانتشار العربى – عام 2005- ص37- 38) وسأل سؤالا لا يجرؤ الأصوليون على طرحه ويتجنـّبون مجرد التفكير فيه وهو : هل يُصدق أحد من الباحثين أنّ مريم ابنة عمران (تكون) أخت هارون الوارد ذكره مع النبى موسى ، على الرغم من الفاصل الزمنى بينهما والذى يزيد عن ألف عام ؟ (ص51) وسؤال آخر: أليس عجيبًا أنّ الأديان (بما فيها الإسلام) حرّمتْ الخمر وبعض أنواع الطعام ولم تـُحرّم الرق ؟ (أى العبودية) بينما فى مؤتمر برلين عام 1885 تم إلغاء الرق دوليًا وتجريم من يتعامل به على العالم أجمع بما فى ذلك دول العالم الإسلامى ، وبذلك تفوّق الحس الإنسانى والعقل الإنسانى على النص الدينى (ص55) وأضاف أنه ((لا خلاف على أنّ النص الدينى قد تبنى فى أحكامه الرؤية الاجتماعية القبلية لقريش فى المقام الأول ، حيث يسود التمايز الاجتماعى ، بدليل أنّ مجتمع المدينة الإسلامى فى روحه وتشريعاته لم يشهد إرتقاء المكانة الاجتماعية لمن كانوا عبيدًا مثل بلال الحبشى مؤذن الرسول الذى رُفض طلبه الزواج من إحدى الحرائر، لولا ضغط من النبى ، ومع ذلك لم يتم الزواج)) (57، 58) وتساءل هذا المفكر الحر ((كيف تردع السارق فى ظل شرعية الغزو وعقلية الغنيمة؟ ألا ترى أنّ البدو دخلوا فى دين الله أفواجًا بعد فتح مكة بحد السيف ، ثم ارتدوا بمجرد وفاة النبى)) (63) وأنّ ((مِنْ الحريات التى لم يعرفها النص الدينى قديمًا ولا الفكر الدينى حديثـًا ، الحرية التى أكدتها لجنة حقوق الإنسان للأمم المتحدة عام 1993 وذلك حين قرّرتْ ((حق كل فرد فى أنْ تكون له اعتراضات ضميرية على الخدمة العسكرية كممارسة مشروعة لحق حرية الفكر والضمير والدين)) (64) ونظرًا لكل ذلك فإنّ الأصوليين يتمسّكون بحديث نبوى نصه ((لا تفكروا فى ذات الله كى لا تضيعوا)) ولو ((نظرنا إلى مسألة التفكير فى نطاق البيئة الصحراية (التى أنتجتْ النص القرآنى) حيث محدودية التفكير فى موضوعات الحياة المحدودة ، حيث لا علم ولا حضارة ، باعتبار أنّ العرب آنذاك أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب وتعتمد الثقافة الشفهية وفى مجال وحيد : الشعر، سنجد أنّ مسألة التفكير لا علاقة لها بحرية الفكر التى نعرفها اليوم وتـُمارس من خلال حرية الرأى والتعبير والضمير)) (68)
وتطرح مسألة (اللا مفكر فيه) نقضًا لمقولة (صلاحية الدين الإسلامى لكل زمان ومكان) بالتطبيق لنص آية ((ما فرطنا فى الكتاب من شىء)) (الأنعام/38) التى يتمسّك الأصوليون بها، وأنّ اشتراط المشاهدة (مثلا) بالعين المُجردة للمواقعة الجنسية أمر ممكن فى ذلك الزمان (وتلك البيئة) بسبب عدم وجود الأبواب للمنازل ، ومن ثم يمكن تطبيق عقوبة الجلد (أما عقوبة الرجم) فلم يذكرها القرآن بل أخذها النبى محمد من توراة اليهود فى المدينة على الرغم من ذكر القرآن تحريفهم للتواة)) (145، 148) وأنّ عمر بن الخطاب أوقف النص الدينى الخاص بالمؤلفة قلوبهم (التوبة/60) وكان السهم يُدفع للمشركين الذين كان النبى وخليفته أبو بكر يدفعان لهم من الغنائم وهم رؤوس (الشرك) ليألف قلوبهم تجاه المسلمين ويأمن عداوتهم وكذلك الأمر مع سواد أرض العراق التى احتجزها عمر ليعود نفعها على المسلمين بدلا من توزيعها غنيمة لمن حازوا عليها بالسيف ، مخالفـًا بذلك النص الدينى فى توزيع الغنائم (الأنفال/41) حيث فهم عمر الغنائم فى حدود الواقع الذى نزل فيه النص . ومن خلال السوابق (العمرية) يمكن القول أنّ تلك السوابق أسّستْ قاعدة (إذا اتسع الواقع ضاق النص) (158)
وإذا كان القرآن نصّ على ((إنـّا نحن نزلنا الذكر وإنـّا له لحافظون)) (الحجر/9) فإنّ البشر تدخلوا فى النص وغيّروا فى كلماته مثلما فهل الحجاج بن يوسف الذى غيّر فى مصحف عثمان أحد عشر حرفـًا فمثلا كانت الآية فى سورة البقرة /259 فى البداية (لم يتسنّ وانظر) بغير هاء فغيّرها (لم يتسنه بالهاء ، وكانت الآية 48 من سورة المائدة فى البداية (شريعة ومنهاجًا) فغيّر كلمة (شريعة) وجعلها (شِرعة) وفى سورة يونس/22 كانت الآية فى البداية (هو الذى ينشركم) فغيّرها إلى (هو الذى يُسيركم) وفى سورة يوسف/45) كانت الآية فى البداية (أنا آتيكم بتأويله) فغيّرها إلى (أنا أنبئكم) وفى سورة الشعراء/116 كانت الآية فى البداية (من المٌخرجين) فغيّرها إلى (من المرجومين) وفى سورة الزخرف/32 كانت فى البداية (نحن قسّمنا بينهم معايشهم) فغيّرها إلى (معيشتهم) وفى سورة محمد/15 كانت الآية فى البداية (من ماء غير ياسن) فعدّلها إلى (من ماء غير آسن) وفى سورة الحديد/7) كانت الآية فى البداية (فالذين آمنوا منكم واتقوا لهم أجر كبير) فبدّل كلمة (اتقوا) بكلمة (أنفقوا) وفى سورة التكوير/24 كانت الآية فى البداية (وما هو على الغيب بظنين) فعدّل كلمة (بظنين) بكلمة (بضنين) وهى الأكثر اتساقــًا مع مجمل الآية (السجستانى- مصدر سابق – ص59)
وذكر السجستانى ((حدثنا الحسن بن عفان قال حدثنا يحيى بن عيسى حدثنا عبد الله قال حدثنا محمد بن قدامه قال حدثنا جرير بن الأعمش عن ثابت عن زيد بن ثابت قال ، قال النبى (( أتـُحسن السريانيه ؟ فإنها تأتينى كتب)) قلت : لا. قال : فتعلمها قال : فتعلمتها فى تسعة عشر يومًا)) ((وفى صحيح البخارى أنّ النبى أمر زيد بن ثابت أنْ يتعلم كتابة اليهود ليقرأه عليه))
وبغض النظر عن المبالغة والادعاء فى مسألة تعلم اللغة السريانية فى 19 يومًا ، فإنّ السؤال هو: كيف عرف محمد بوجود تلك اللغة؟ ولماذا اهتم بها لدرجة أنْ أوصى زيد بتعلمها؟ والأهم لماذا أمره بأنْ يتعلم ((كتابة اليهود)) أى اللغة العبرية ؟ وهل يمكن ربط تلك الأسئلة بما ورد فى القرآن من ألفاظ أجنبية عديدة لا علاقة لها باللغة العربية وكان من بينها السريانية والعبرية ؟ كذلك من الأشياء المهمة فى مسألة التدخل البشرى فى النص القرآنى ، ما أورده السجستانى عن فلان عن فلان عن أنس بن مالك أنّ رجلا كان يكتب لرسول الله ، فكان إذا أملى عليه (سميعًا عليمًا) كتب (سميعًا بصيرًا) وقال هذا الرجل أيضًا ((إنما كنتُ أكتب ما شئت عند محمد)) ولذلك فإنّ هذا الرجل – كما قال أنس – ((رأيتُ هذا الرجل منبوذا على وجه الأرض)) (السجستانى – ص7، 8) مما يؤكد صحة الواقعه : أى أنه كان يكتب ما يشاء ويُعدّل كيفما شاء فيما كان محمد يُمليه عليه من الآيات .
وفى مصحف عبد الله بن مسعود (إنّ الدين عند الله الحنيفية)) (السجستانى – ص70) بينما هى فى المصحف الحالى الذى اعتمده عثمان بن عفان ((إنّ الدين عند الله الإسلام)) (آل عمران/19) فماذا حدث ؟ ولماذا كتب ابن مسعود كلمة (الحنيفية) بدل كلمة (الإسلام) ولماذا غضب عثمان من ابن مسعود وأصرّ على كلمة (الإسلام) ورفض كلمة (الحنيفية) رغم أنّ القرآن اعترف بالحنيفية فى بعض الآيات مثل ((قلْ صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفـًا وما كان من المشركين)) (آل عمران/95) أى وردتْ فى نفس السورة التى ورد بها إنّ الدين عند الله الإسلام كما أراد عثمان وليس الدين عند الله الحنيفية كما أراد ابن مسعود.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتب التفسير وأسباب المزول (8)
- من أين يأتى العدو ؟
- هامش على أسباب النزول عن مارية القبطية (7)
- تابع تفسير القرآن وأسباب النزول (6)
- مصر بين الوهم العروبى و(حقيقة أفريقيا)
- تابع تفسير القرآن وأسباب النزول (5)
- تابع تفسير القرآن وأسباب النزول (4)
- تفسير القرآن وأسباب النزول
- لماذا يكره الأصوليون باب أسباب النزول ؟ (2)
- لماذا يكره الأصوليون باب أسباب النزول ؟
- بشأن منح جائزة ابن رشد للغنوشى
- العلاقة بين الإرهاب والغزو والنهب
- الأصولى وتوقف النمو العقلى
- بشر يحاكمون الحيوانات والحشرات (3)
- بشر يُحاكمون الحيوانات والحشرات (2)
- بشر يُحاكمون الحيوانات والحشرات (1)
- دراما حياة ومقتل عثمان بن عفان
- الجمل وصفين وبحور الدم
- القرآن والأحاديث والسيرة والغزو
- هامش على أحاديث وسيرة (نبى) العرب (3)


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - تفسير القرآن وأسباب النزول (9)