نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 11:56
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الفولتارين و ( واحد يسأل واحد )...!
نعيم عبد مهلهل
( هل نحن وا حد.واحد يسأل واحد ) ؟
كما كنا نحسبها في زمن الخوالي . وبحكم المتغيرات والتجربة وعدم قراءة ما كتبه علي الوردي ، يرد : كلا . في زمن كهذا نحن اثنان حتى لو كنا اخوين أو أعز صديقين.
ــ ولماذا ؟
ــ زوجتي قد تغار ولا ترضى أن أتحدَ بغيرها.
ــ هذا سهل ، أنا سأقنعها بأنكَ بضع مني ، أخي وصديقي ورفيق اجمل الذكريات .
ــ المصلحة . انت وأنا في مكان واحد ، والكرسي مصدر عيشنا واحد ولايسع أثنين ، وفي هذا الزمن من يوفر تلفزيون الفلاشا وسفرة الى جورجيا ومخشلات الزوجة ، وسلفتة الخمسين مليون مع اخواتها وجاراتها والاثاث التركي وعباءة الكلبدون والسيارة اليابانية هو كرسي .
ــ أجلس انت عليه وأنا اجلس على الارض ، أرتاح عليها ، وما يصيبك من رزق يصيبني منه حتى لو فتات .
ــ زوجتي لاترضى بذلك.
ــ أنا أقنعها ؟
ــ أنها تريد تريد مكان الجلوس في الارض لأخيها .
ــ وأين أذهب أنا ، لدي أطفال ، أنظر هذا تعاهدنا مكتوب بخط أيدينا على دفتر الانشاء حين كنا معا في السادس الابتدائي ، وقعنا عليه معا ، نتعاهد في الاخوة الى الابد ، احتجتني اعينك ، أحتجكَ تعينني ، انظر وتوقيعنا عليه .
ــ هل ليس توقعي .
ــ اعرف ان ليس توقيعك الان لقد غيرنا جميعا تواقيعنا ، ولكنه خط يدك.
ــ هذا ليس خطي .
ــ أعرف لقد قويت خطوطنا بمرور الزمن . ولكن أقسم بالأئمة أنه خطكَ.
ــ لا تقسم بهم ، لااسمح لك لتقربني الى دائرة القداسة ، أني الوذ بهم كل يوم لأبقى في هذا الكرسي لاخدم رعيتهم.
ــ أحسبني من رعيتهم.
ــ لا انت ليس صاحب عريضة تر يد توقيعا على معاملة وتذهب ، انت تريد أن تجلس قربي حتى لو على الأرض وأنت تعرف ( متسول لايحب متسول ) أقولها لكَ بميانة الاصدقاء.
ــ ها أنت اعترفت بعظمة لسانكَ أننا اصدقاء ، قرب شيئا من خبزتكَ الى فمي .أني أجوع وأطفالي .
ــ زوجتي لاترضى ............!
وبخطى ( مبهذلة وكئيبة ومرتعشة وحزينة ) يعود واحد من الواحدين الى بيته ، وعلى وسادة دمعته ، يتذكر العهد المدون في دفتر الانشاء ، وبلحظة غضب ، يمزق الدفتر ....
أما الواحد الآخر ، في الصف الامامي لخطبة الجمعة ، عطره يملأ الجامع ، يسأل المصلي بجانبه : عندما ننتهي من الصلاة نذهب الى الصيدلية لنشتري لاقدامنا مرهم ( الفولتارين ) ليخفف الالم عن اقدامنا في مسيرة الاربعين....!
دوسلدورف نوفمبر 2014
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟