أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - تركة معالي الوزير














المزيد.....

تركة معالي الوزير


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4642 - 2014 / 11 / 24 - 00:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الديمقراطية كلمة مرنة تحتمل اتجاهات متعددة متشعبة المعاني والأهداف ، فبعضها رحمة تحل على البلاد والعباد عندما تكون حاملة للوئام والسلام والبناء والعمران والرخاء ،وبعضها الآخر تكون نقمة عندما تحمل الفرقة والخصام والتنازع الذي يؤدي في النهاية الى الأحتراب والتنافر والخراب والتراجع على جميع الصعد الحياتية .
وما اختير للعراق من انواع الديمقراطية ،وحتى لو افترضنا جدلا ً انها من الديمقراطيات الجيدة نظريا ً ،ولكنها في واقع الحال بذور لم تنتج سوى الشوك الذي طال البلاد بأسرها فاذا تركنا :
- أختيار آلياتها الرئيسية من قبل الساسة الذين يتربعون على مقاليد الحكم وبما يخدم شخصياتهم و توجهاتهم واحزابهم .
- واذا اهملنا مايحصل من انتخاب على الأصطفاف العشائري والحزبي دون اختيار الكفاءات .
- واذا اهملنا استغلال السلطة وامكانياتها في الدعاية الأ نتخابية لمن يتربعون على كراسي الحكم وقت الأنتخابات .
- واذا اهملنا استغلال السلطة في التزوير .
- واستغلال السلطة في زج فئات واحزاب وهمية لمصلحة خاصة ،
واذا اهملنا واهملنا فاننا سنسطدم بالنتائج الكارثية عندما يتسلط اناس غير اكفاء وبعيدون كل البعد عن السلطة وسياسة الناس ، ولكنها تصبح بين ليلة وضحاها بأيديهم ،وتصبح رقابنا بقبضتهم ومصائرنا يتلاعبون بها برعونة وهمجية وغباء عندها نستذكر قول المفكر الأيرلندي الساخر جورج برناردشو :
( ان الديمقراطية لاتصلح لمجتمع جاهل ،لأن مجموعة من الحمير ستحدد مصيرك ) .
فاذا عرفنا ان نسب عالية من مجتمعنا تعيش الأمية نتيجة للظروف القاسية التي مرت بها البلاد وعلى مدى عشرات السنين ، بسبب استمرار الحروب وتسلط الأنظمة الديكتاتورية ،فهمنا ان مثل هذه الديمقراطية لاتجلب للبلاد الخير .
عندما تجبر المحاصصة الحزبية والطائفية الديمقراطية على تنصيب وزير لم يتسلم من قبل اي مهام رسمية فلن يكون كارثة على رؤوس مرؤوسية في تلك الوزارة المبتلاة فقط بل سيكون كارثة على البلاد باسرها كونه سيبث غباءه وكل صفاته الرديئة في جميع زوايا ودهاليز تلك الوزارة ،ولو تناولنا اليسير من كوارث امثال هؤلاء سنجد العجب ولن تكفينا هذه العجالة لسرد قصص عجائب ديمقراطيتنا الحالية ،فهذا الوزير يقوم بحرق اجنحة كاملة من وزارته لأخفاء مايرغب هو وحاشيته في اخفاءه ،وذلك يوزع المؤسسات المهمة في وزارته على الوزارات الأخرى ليجد نفسه في الآخر يدفع الأيجار عن الجناح الذي يجلس فيه ،وآخر يصف افراد وزارته بالكلاب ،وآخر يوزع قطع اراضي في بيته ،واخر يذهب ليدافع عن شركة غيرت مواصفات مواد العمل الى مواصفات اردئ مما وقعت عليه في عقد المقاولة ... وهكذا .
الوزير والحملة الأنتخابية :
ان المعروف في الديمقراطية ان المسؤول يتنحى ايام الحملة الأنتخابية ،ليكون هو والمرشح الجديد سواسية في الأمكانيات المقدمة وبالتالي تكون المنافسة شريفة ولكن ما رأيناه هو عكس ذلك حيث ينشط المسؤولون وعلى اعلى المستويات ويأتون بأفعال الكثير منها يستغل امكانيات الدولة في الدعاية الأنتخابية والتلفيق على المواطنين والضحك على الذقون .
يأتي الوزير الفلاني محاطا ً بالهالة الأعلامية والحمايات وسيارات الدولة الى المدن العراقية من اجل حملة انتخابية لشخصه او لكتلته وبالتالي فهو يجب ان يظهر للناس انه الأنسان القادر على توفير ما لم يوفره بالأمس عندما كان متربعا ً طيلة الأربعة سنوات الماضية !
اليس هذا دجلا ً وخداع لجموع الشعب من الناخبين الذين بعضهم ولبساطتهم ينخدعون بهذه المسرحيات التمثيلية ،التي يظهر فيها معالي الوزير يسير والأموال والخيرات تتدفق من بين يديه ويظهر انه حامي الضعفاء والمساكين ،وسيف مسلط على الفساد والباطل وهو يسبح ،في حقيقته ببحر متلاطم من الفساد والأفساد والعبث والأهمال لكل مرافق الوزارة التي كان يتربع على كرسيها .
العراق اليوم بحاجة الى اناس يتمتعون بالصدق والنزاهة والكفاءة المقترنة بالعلم واحترام الزمن حيث البلاد التي واجهت اقسى انواع التدمير والتخريب بحاجة الى الى كل دقيقة من اجل البناء والأعمار ،وهذا كله غير متوفر في الأشخاص الدين لا يجيدون التوقيع على ميزانية الدولة فيما تبقى البلاد معطلة بكل قطاعاتها ،وهم ذاتهم من وقع بالأمس امتيازات لأشخاصهم دون الشعب ،ومن هنا تبرز مسؤولية الناخب ،والتي هي مسؤولية كبيرة جدا وخطيرة ، في عدم الأنخداع بالدعاية الكاذبة وان يساءل مثل هؤلاء الأشخاص :
اين كنتم السنوات الماضية لماذا الأن في ايام الأنتخابات تكيلون لنا الوعود البراقة ،التي سبق وان سمعناها منكم دون جدوى .
من حقنا ان نتساءل هل ان نظامنا الديمقراطي، الذي يجئ لنا كل اربعة سنوات بقيادات جديدة تفرض علينا، سواء أكانت جيدة ام كانت غير كفوءة ، هو نظام ايجابي يخدم تقدم بلادنا ورفاه شعبنا ام انه عبارة عن جزء من الفوضى الخلاقة الدولية التي نظّرت لها جهات عالمية وعملت على زرعها في بلادنا ،تجعلنا ندور في حلقة مفرغة دون ان تصل بنا الى مرافئ السلامة والنجاح .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة عن ما يحيط بنا من كون
- الهلال الشيعي بين الغرب والبريكس
- العمالة الأجنبية داء وليس دواء
- الأفضل لأمريكا
- آفاق الصراع في الشرق الأوسط
- كيف توسعت داعش
- العراقيون على مشارف حصار اقتصادي جديد
- السعادة
- النفط يتخلى عن الصدارة
- وعد بلفور والتكفير عن الذنب
- حلف امبراطورية داعش العظمى
- هل الأنسان جاء من الفضاء
- المعلوماتية بديل لطلب الكفيل
- يا لعار شهداء الأنغماسية
- الوهابية المنحرفة والفكر الحر
- الهجرة ... انطلاق الامة الاسلامية
- الدين عبر التاريخ
- الرد على التحديات
- الجنائن المعلقة اجمل العجائب
- اعتذار بايدن وذيول امريكا


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طاهر مسلم البكاء - تركة معالي الوزير