أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - رفع المصاحف هو الحل














المزيد.....

رفع المصاحف هو الحل


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 19:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن رفع شعارات ودعوات دينية إسلامية فى حياتنا السياسية هى دعوات صريحة لهدم كيان الدولة المصرية، وتهديد الشعب بمزيد من التطرف من جانب تلك الجماعات الإسلامية الذين يعملون على إحياء نموذج الخوارج والتى كانت دعوتهم لرفع المصاحف هدفها الفتنة بتكفير وقتل الصحابى على ابن أبى طالب رابع الخلفاء الراشدين، فإذا إستهانت وتجرأت جماعة الخوارج بعد سنوات من موت النبى على تكفير وقتل على ابن أبى طالب وغيره من الصحابة وما له من مكانة عند النبى محمد، فلماذا لا تقلد القدماء وتتجرأ التيارات الإسلامية اليوم وتسفك الدم بالحيلة الماكرة برفع المصاحف؟

شعارات إسلامية كثيرة يستخدمها المسلمين المتطرفين الخارجين على إجماع المسلمين، حيث بدأت بالحاكمية هى الحل ثم الإسلام هو الحل والإخوان هو الحل والتكفير والهجرة هى الإسلام والسلفية والجهادية والقاعدية والداعشية هى الإسلام، وصالوا وجالوا يخطفون ويغتالون ويذبحون بلا رحمة ويقولون: هذا هو الحل ..هذا هو الإسلام الذى نريد تطبيق شريعته وحدوده، كل هذه الجماعات بأسمائها وأهدافها تقول للمسلمين أن الإسلام هو الحل وينخدع الملايين المؤمنين بإسلامهم فى تلك الشعارات الماكرة التى يريد أصحابها من وراءها التستر للسيطرة على حكم البلاد العربية المختلفة، ليرتكبوا جرائمهم بأكثر حرية ومن لا يقدم لهم السمع والطاعة فنصيبه كما تقول شريعتهم نحر الرؤوس!!

إن التيارات الإسلامية السياسية خوارج العصر الحديث لن يحترموا إرادة الشعوب ويرغبون فى قيادتهم كما يقود الراعى الأغنام، بالسيف والعصا لأن وجود تلك الجماعات وسعيها إلى السلطة هى أكبر خيانة للدين والوطن، خاصةً فى عصرنا الذى لديه المؤسسات الدستورية والقضائية والرئاسية وليست بحاجة إلى الرجوع إلى الخلف إلى عهود لم تكن فيها كيانات ومؤسسات لدولة أو دساتير وقوانين تطبق فى مدنيات ومجتمعات إنسانية مثل عصرنا، بل كانت قبائل ترتحل من مكان إلى آخر بحثاً عن العشب لقطيع الأغنام، أما البقية التى كانت تشتغل فى التجارة كانت دائمة الترحال والرجوع إلى قبيلتها، فلم يعرفوا ما نعرفه اليوم من حرية وأفكار مدنية وعلمية أنتجت لنا تكنولوجيا يستخدمها ويستهلكها الإنسان لرفاهيته ورفاهية بقية المجتمعات.

أعتاد المسلم حسب طبيعته الفطرية فى عدم الشك أو الإختلاف مع نصوصه الدينية المقدسة، لذلك لا يحاول التفكير فى أحداث جوهرية ومفصلية وفارقة فى تاريخ العصر الأول الهجرى مثلاً، فما حدث من تكفير وقتل لبعض الصحابة مثل عمربن الخطاب وعثمان ابن عفان وعلى ابن أبى طالب وموت عمر بن عبد العزيز مقتولاً بالسم، وغيرها من الأحداث التى تطعن فى طبيعة هذا الإيمان الفطرى الذى يدفع بالذين عاشروا هؤلاء الخلفاء المبشرين بالجنة حتى يلجأوا إلى تكفير وقتل صحابة الرسول، متجاهلين أحاديث الرسول ونصوص القرآن وهى أشياء وقعت فى زمانهم ويعرفونها جيداً ومعاصرين لها، فهل كفروا بالله وبالإسلام حتى يقتلوا الصحابة أم كانوا مؤمنين بالله والإسلام؟

ومقارنة مع ما أرتكبه المسلمين المعاصرين لنبى الإسلام مع صحابته وما يحدث الآن فى عصرنا الحديث من جماعات خارجة على الإيمان الجمعى للمسلمين تقوم بتكفير المسلمين وقتل الأبرياء متجاهلين نصوص الله وأحاديث الرسول محمد، أى أن الضحايا فى النهاية مسلمين أنخدعوا بما تقوله تلك الجماعات بأن الرجوع إلى عهد الخلافة وتطبيق الحدود والشريعة سترجع لهم حياة المدينة الفاضلة رغم أن الخلافة لم تكن كذلك، فالمجتمع الإسلامى فى عصر الخلفاء كان يسعى إلى تثبيت أقدامه ولم يكون فى حوزتهم أفكار جديدة أو قوانين تحكمهم لذلك أستخدموا ما رأوه مناسباً لعصرهم، وعمل كل خليفة على الإجتهاد فى تطبيق النصوص وما يناسب زمانه، مثال على ذلك ما قام به الخليفة عمر بن الخطاب من أبطل سهم المؤلفة قلوبهم وحرم نكاح المتعة دون أن ينهى عنه، وإجتهاداته فى صلوات التراويح وتصرفه فى الآذان وفى الطلاق وغيرها من إجتهاداته التى وردت فى الاحاديث الصحيحة.

إن شعارات الجهاد والحرب من أجل عودة الخلافة التى تزينها تلك الجماعات للمسلمين بأنها المدينة الفاضلة هو تضليل لعقل المسلم، إذن لماذا لا يحاول مسلمى اليوم هجرة الخيام والبادية وعاداتهم وتقاليدتهم الجاهلية، والتفكير فى إختلاف الزمان والمكان والثقافة والحضارة وتربية إنسان اليوم بعلوم وفنون وإبداعات لم يكن لها وجود فى عالم العصر الأول الهجرى ومحاولة الإجتهاد بثقافة اليوم التى أكتسبناها؟

إن الهجمات المسعورة من الجبهات السلفية والإخوانية والجهادية على الشعب المصرى هى هجمات أفراد مات فى قلوبهم وعقولهم الإيمان والسلام والتسامح والرحمة والأخلاق الذين كانوا ينادون بها فى سالف العصر والآوان، ودخلوا فى سوق الدعارة الأمريكية يبيعون إخوتهم فى الوطن والدين من أجل أحلام السلطة والكراسى السياسية، لذلك لن تنتهى إختراعاتهم والفتن والبدع التى يبتدعونها عند رفع المصاحف وتمزيقها بأنفسهم ليتهموا ويعلوا صراخهم بأن الجيش أو الشرطة هى التى مزقته ودنسته تحت أقدامها وأقدام الآلات الحربية التى صنعها الكفار الأمريكيين حلفاءهم الأستراتيجيين، إنه نفاق جماعات الخوارج الحديثة التى تستهين بحرمة الحياة البشرية وتتسبب فى معاناة الشعب أكثر مما يعانى فى حياته اليومية، وترهب المسلم بقولهم الماكر: إن من يقف ضد تنظيم الإخوان أو الدواعش فإنه يقف أمام شرع الله!

كلمة حق أريد بها باطل، إخوان مسلمين سلفيين جهاديين .. كلها كلمات حق يراد بها الباطل ليشرعوا الحق لأنفسهم فى سفك دماء إخوتهم المسلمين وغيرهم من البشر، يرفعون المصاحف ليقولوا للعالم أنهم أصحاب دين الإخوان المسلمين دين السلفية والجهادية والداعشية والقاعدية، كلها أديان جديدة صنعوها بأفكارهم المنحرفة وتأويلاتهم المتطرفة لعقائدهم وتناسوا أن الإسلام هو الدين الواحد لجماعة المسلمين الواحدة، وكفى خداع ونفاق يا رافعى المصاحف!!!



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصالح مع الذئاب
- أصحاب الفتنة والخيانة
- تحالف الهزيمة الإسلامى
- جدار برلين الإسلامية
- تسمية الإرهابيين ثواراً
- هنيئاً يا شعب تونس
- ابن رشد الغنوشى
- التدريس الجامعى للإرهاب
- ليسوا من الإسلام
- دواعش العراق الطائفية
- كوبانى ورقصة الموت
- ذبح المسلمين على الطريقة الإسلامية (2)
- ذبح المسلمين على الطريقة الإسلامية (1)
- أصحاب الأصابع المكسورة
- هداية فاطمة ناعوت
- تحالفات الإرهاب (2)
- تحالفات الإرهاب
- أصولية وتخلف الإعلام (2)
- أصولية وتخلف الإعلام (1)
- الآن يا كبار العلماء


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - رفع المصاحف هو الحل