تيلي امين علي
كاتب ومحام
(Tely Ameen Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 16:38
المحور:
القضية الكردية
ليست هي المرة الاولى ولا الاخيرة التي يكشف فيها بعض الناس هنا وهناك عن توجهاتهم الشوفينية تجاه الكرد ، وما يحملونه من افكار عفنة رغم تبجحهم بالديمقراطية وحقوق الانسان والشعوب . لقد تعرض الشعب الكردي فيما مضى ولا يزال ، الى موجات من حملات الحقد والتشويه والاساءة . وبطبيعة الحال يفهم الكرد الاسباب التي تدفع بالبعض من السياسيين العرب وحكامهم لسلوك طريق التضليل ولصق التهم المجانية بالكرد وحركته التحررية وتجربة شعب كردستان في الادارة الذاتية والنجاحات التي احرزها منذ ان استقل بحكم اقليمه في جنوب كردستان ، هذه التجربة التي اصبحت محط انظار واعجاب المجتمع الدولي ومنظماته ، والتي برهنت على زيف الاتهامات التي كان الحكام العرب وغيرهم يوجهونها لشعب كردستان .
لكن ما لا نفهمه هو التجاء بعض العناصر العربية التي تحتسب على الطبقة المثقفة والواعية ،الى الاساليب الرخيصة التي تعبر عن حقد دفين ضد الكرد ووطنه كردستان . فعلى عكس قائمة طويلة ، من المثقفين العرب وشعرائهم وادبائهم ومتنوريهم ، يتقدمها الشاعر المبدع محمد مهدي الجواهري، الذين احبّوا الكرد وساندوا نضالهم التاريخي ودعوا الى اقرار حقوقهم والاعتراف بها ، نسمع احيانا من بعض دعاة التنور والثقافة اصواتا ناشزة وكريهة ، تشير الى عقم ثقافة اصحابها وزيف ادعاءاتهم . من هذه الاصوات التي تثير الاشمئزاز ولا غيره ، سمعنا الشاعر سعدي يوسف يعبر في قصيدة له عن كم هائل من الاضطرابات النفسية التي سببّتها له العمى التي اصابته من جراء النجاحات الكردية الاخيرة وفشل الحملة العروبية الارهابية ضد كردستان واخفاقها في اعادتها الى عصر العبودية .
ان فشل دولتين عربيتين ، العراق وسوريا ، للتصدي للارهابيين الدواعش ، وتحطيم البيشمه ركه الكردية لاسطورة التفوق الداعشي في جنوب كردستان ، والصمود الاسطوري لمدينة كوبانى في غربها وتحولها الى رمز عالمي للمقاومة والبطولة ، اشعل نار الحقد والحسد في قلب سعدي يوسف وجعله يبطئ في الخفقان ويشعره بحتفه ، لكنه آثر قبل الرحيل اظهار معدنه الجاهلي المتعصب بوصف كردستان بقردستان . هذا الوصف لا معنى له ولا يحتاج الى توضيح او ردّ ، ولا يعبر الا عن سقوط الشاعر يوسف سعدي وسماته الاخلاقية الوضيعة . وستكون موضع استهجان ، سيما وانه اساء الى العراقيين جميعا واختار ان يكون عبيطا مصريا . نقول له في الاخير خسأت يا رجل .
#تيلي_امين_علي (هاشتاغ)
Tely_Ameen_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟