حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 22 - 21:57
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
قبل أن يبدأ ليل أوربا المظلم فى جر أذيال الرحيل نهائيا عن شمال البحر المتوسط وغربه ، فى مابين القرنين الثالث عشر والرابع عشر .. كان ذلك الوقت الذى أتم فيه المشرق العربى والإسلامى إستدارته مشيحا بوجهه الغاضب ومعطيا ظهره لإبن رشد وإفكاره التى كانت إنقاذا للعقل الإنسانى من ظلمة الكهنوت الدينى السياسى ذو الطابع الإستبدادى ..
ذهب حينذاك هذا المشرق دونما أن يبذل ولو محاولة للحوار أو التسامح مع ابن رشد موليا كامل وجهه شطر أبن تيمية ( والذى جاء بعد رحيل ابن رشد بما يقرب من السبعين عاما ) ،
ذهب هذا المشرق العربى والإسلامى المنكوب ليستمد من ابن تيمية جذور الأسلام السياسى بأصوليته التى جسمت على فكره وكبلت عقله ،
فى هذا الوقت كانت أوربا تلتفت إلى ابن رشد وتنحنى لتلتقط ماركلته أقدام ذلك المشرق الأحمق من أفكار جاء بها الرجل ..
قرأت أوربا أبن رشد وحاورت أفكاره وتفاعلت معها ، فأعانها ذلك على الإنتفاض والتخلص من هيمنة الكهنوت الدين السياسى على مناحى الحياة ، وانطلقت مخيلة الإنسان الأوربى محلقة بعيدا عن تلك الأصولية المكبلة للعقل ..
وظلت الندبة التى أحدثتها تلك المفارقة التاريخية على حالها فى رؤوسنا نحن أبناء هذا المشرق حتى تاريخه ..
وبقيت الأسئلة :
لماذا فعل المشرق ذلك ؟ ولماذا لم يكن لشمال وغرب البحر الأبيض المتوسط كذلك ؟
لماذا ظل ابن رشد غريبا مطاردا فى المشرق العربى والإسلامى حتى تاريخه ( رغم انه ابن ذات الجلدة وتحدث وكتب بنفس اللغة ) ؟
ولماذا لم ينصفه أبناء جلدته ، فى حين نصفه أبناء شمال وغرب البحر الأبيض المتوسط فكان ضمن أحد أسباب الإنصاف الحضارى لهم ؟
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟