أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - من يعاندُ الزمنَ سيسحقهُ














المزيد.....


من يعاندُ الزمنَ سيسحقهُ


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 22 - 17:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خذ نفسا عميقا يا صديقي واقرأ المنشور .. من فضلك لا تنتفض وتغضب وتثور .. وتهدد بالويل والثبور .. عندما نتناقش بأمور .. حولها الكون يدور .. بل انظر الى الحياة بأمل وسرور.
فالحقيقة التي لا لبس فيها ولا شك، بأنك شئت أم أبيت ! ستعيش مرة واحدة فقط على هذه الارض.
حياتك هي ومضة قصيرة جدا لا تقاس بالنسبة لعمر هذا الكون المعمور. هي ومضة، وبقدر ما هي قصيرة جدا، هي ثمينة جدا جدا، بل هي أثمن من كل ما في هذا الكون من مجرات وكواكب وبدور. وإن لم تقدرها حق قدرها، وتصنع منها أفضل الممكن، وعبثت بها شقيا، وسلمتها لأبالسة الدهور، فستخسرها للاشيء.
إقرأ بتمعن ، تأمل بهدوء ، فكر بعمق ، اسأل تساءل ، ولا تأخذ بقول قائل، إن لم تفْحَصه وتُمحِّصه وتحلِّلَه بعقلك الفاعل. وتَثقَّف، ثم تثقف بشغف وعشق وحبور .. لتستنير بنور .. وتكتشف بنفسك المستور.
والعقل الفاعل هو الّذي يشاكس فكريا مع الحياة، يتعارك معها يوميا ويناضل للحصول على تجربة غنية المفاصل، توصله الى قلب الحقيقة في المقابل.
هذه الحقيقة المستخرجة من الحياة بصعوبة بكلتا يديه، تماما كما تُستخرج بعد الخض المنهك الشديد، الزبدة الشهية من الحليب.
هي تجربته الخالصة التي ستقدم له السعادة في حياته والامان. فيغادرنا لحظة المغادرة المحسومة لكل إنسان، براحة روحية وثقة واطمئنان.
أما العقل الخامل فهو عكس الفاعل: كسول لا يشاكس مع الحياة ولا يناضل ويأخذ الحقيقة من أفواه الآخرين مصدقا لكل ما يقوله قائل.
هذه الحقيقة المأخوذة بسهولة عكس المستخرجة بصعوبة لا تعبر عن تجربته، وربما ستخدعه بتقديم سعادةً مزيفةً ينام فيها على سرير الوهم باتكالية بلهاء دون تجربة وعناء.
فثقافة الحياة هي شجاعة وجرأة وإقدام ونجاح وتألق وكشف وحبور .. يتوجها العلم فتحا مبينا لخفايا الأرض والكون المجهول.
وثقافة الموت هي جبن وخوف وتهور وتقديس القبور .. تخلف قاتل وضياع وانهزام وذبول .. يتوجها الجهل فسادا بكل الأمراض الاجتماعية وأنواع الشرور.
والجاهل عدو نفسه ويساق كالدمية البلهاء من الآخرين الى حتفه.
وقطار الزمن العملاق المحمل بالمجرات والكواكب والشموس، والأرض وما عليها من دول وأمم وشعوب، شئت أم أبيت ! إلى الأمام بخطى ثابتة يسير .. ومن يحاول معاندته أو إرجاعه إلى الخلف أو إيقافه عن المسير، فهو أحمق ضرير سيقع في المآسي والمحن وسيسحقه قطار الزمن الذي لا يرحم الجهلة والمتخلفين المتشبثين بفكر صنمي عفا عليه الزمن.
والكرة الأرضية شئت أم أبيت ! حول نفسها والشمس تدور .. ولا ساحر ولا مسحور .. وإنما قوانين جذب ونفور .. أوجدتها الطبيعة بنفسها بلا آمر ولا مأمور .. أدت بشكل مذهل دقيق الى هذا التوازن الكوني المنظور.
ولا تشغل تفكيرك كثيرا بماهية السؤال الفلسفي المشهور: من جاء قبل البيضة ام الدجاجة؟ فسيضيع منك الوقت الثمين وانت في الدائرة الفارغة في البحث على اللاشيء تدور.
أنا شخصيا أميل الى اعتبار أن البيضة جاءت قبل الدجاجة. أو أن الدجاجة خرجت من بيضتها بعد أن كسرت قشرتها الظلامية وتحررت من سجنها للخروج الى الحياة والحرية.
والى من يريد احراجي بالسؤال التقليدي ومن اين جاءت البيضة والدجاجة؟ اجابتي له: من عوامل الطبيعة وتطور الحياة عبر ملايين السنين.
ونشوء الحياة هي عملية معقدة جدا تشابكت بتفاعلات كيميائية وقوانين فيزيائية وعوامل بيولوجية ومناخية، وليست ابدا :كن فيكون، وانما هي تطور على الارض وفي الكون عمره مليارات السنين.
ومن يعتقد انه يملك الحقيقة المطلقة فهو في شطط عظيم وصاحب فكر سطحي هجين.
أما الليل والنهار فهما ظاهرتان طبيعيتان ، وليس لهما في الحقيقة وجود. وعيب علينا في عصر الطب والنت ، أن نكون في الشرق للجهل وقود.
أوليس هناك مشكلة تهز الوجود في أن يصبح دم الإنسان في بلادنا العربية والاسلامية أرخص من البارود!
لا يمكن مقارنة دم الانسان وحياته، بأي شيء لأنها اثمن مما في الكون.
ولكل مشكلة سبب وربما أسباب ، سمنت عبر السنين كالأبقار، وانفجرت في وجوهنا بعد طول غياب .. بوحوش ضارية كاسرة مسلحة الأنياب .. من جماعات القتل والارهاب .. انفلتت من عقالها تغتال الأبرياء وترسل الشباب الى الانتحار بوعدٍ كذَّاب .. في الحصول على حوريات من سراب .. وتفتك بالأطفال والشيوخ والصغار، وتسبي النساء وتقطع الرقاب .. دون رقيب وحساب.
ولا حل في مواجهة طوابير الجهل، إلا بنور العلم المبني على الحقيقة وليس الوهم.



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو فعلتها هوليود؟ اذبحوا داعش!
- وأخيرا استيقظت الحكومة السودانية!
- ليس المهمُ أن تأكلَ لحمَ الخنزير، إنما الأهم ....
- أتضامن ، أستنكر ، أندد وأرحب
- حالش وتوريط الجيش اللبناني
- لا تحدثوني عن نصر إلهي
- -نحن شيعة علي بن ابي طالب-
- لماذا أكثر من 96% انتخبوا السيسي؟
- رسالة مفتوحة الى دولة الرئيس سعد الحريري
- هل حمص هي عاصمة الثورة ؟
- لماذا أرحب بانتخاب د. سمير جعجع لرئاسة الجمهورية؟
- لماذا جن جنون نوري المالكي؟
- ومن تونس الخضراء هلت البشائر
- تحسسوا رؤوسكم يا قوى 14 آذار!
- من أخطر إيران أم إسرائيل؟
- حوار مع العم ابو ابراهيم حول الربيع العربي
- عندما يتعملق لبنان بشهدائه يتقزم القتلة
- مشايخ العار وفتاوي الانتحار
- الحرب التي اشعلها الملالي ترتد عليهم
- من هم اطفال الاخوان؟


المزيد.....




- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - من يعاندُ الزمنَ سيسحقهُ