أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي ماضي - إننا..نصنع تأريخاً














المزيد.....


إننا..نصنع تأريخاً


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 1302 - 2005 / 8 / 30 - 07:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لازمتني الحيرة كثيراً قبل ان أبدأ كتابة موضوعي ،إذ انه ليس من السهل أن تكتب عن شعب يصنع التأريخ ،وحينها فقط أيقنتُ من أن ماركس كان على صواب حين قال : أن ألأنسان هو الذي يصنع التأريخ وليس التأريخ أقداراً خلقها الرب وهي تمر على الناس وهم واقفون ، وأن الصراع بين الطبقات هي اللبنة ألأولى (المادة)التي يصنعُ منها التأريخ. التاريخ ولادة ووجود وبحسب علمي فأن المخاض ضريبة الوجود.
أذاً الصراع الذي يدور الان بين اروقة ودهاليز الجمعية الوطنية بين الِقوى السياسية المختلفة في العراق يصنع تاريخاً للأجيال . والحقيقة أن صناعة التأريخ هي من أكثر الصناعات صعوبة لأنها تخضع وعلى طول خط الزمن لمقايس السيطرة النوعية ألتي ستنشأها ألأجيال ولكل جيل مقايس قد يختلف عن مقايس الجيل الاخر فيختمه بالختم ألأسود أو ألأبيض ليس إلاّ ، وماذا في ذلك طالما أن إمكانية تغير ألأختام مفتوحة للأجيال المقبلة،هذا من جانب ومن جانب آخر ليس للتأريخ من نفايات ،وأن ما يُقال من أن فلان ذهب الى مزبلة التأريخ محض أفتراء وكذب ككذبة مثلث برمودا التي أبتدعتها الماكنة ألأعلامية ألأمريكية لأحكام الحصار على كوبا.وإلا فأن هناك اناسا صنعوا تأريخا بمنتهى القذارة وله نتانة تزكم ألأنوف ولكنه ما زال يُزيّنُ صفحاتِ الكتب ( مستودع التأريخ الكبير) وما زال يشغل حيزاً على رفوف المكاتب ويحتلُ مكانا في خلايا ذاكرة المثقفين وربما سيحشر عنوة بين ثنايا أدمغة صغارنا المساكين.

ثم وجدتني أستذكرُ بيتاً من الشعرِ يخاطب ألأنسان قائلاً
أتحسب نفسك جرمٌ صغير
وفيك أنطوى العالم ألأكبرُ
ثم سألت نفسي كيف يمكن لهذا العالم المترامي ألأطراف أن ينطوي داخل هذه الكينونة الصغيرة ؟! وهل هو نوع من ألأحاجي المقصود منه التعجيز أو التذاكي ،على نمط ذلك الذي سأل احد ألأئمة هل تستطيع ان تضع العالم في بيضة؟! أو هل يستطيع رُبك ان يَخلُقَ صخرةً ولآ يستطيع حملها؟! .
ولكن لغة الخطاب جاءت لتعزز الثقة بالنفس، وتنتشلَ ألأنسانَ من حضيض ِالهامشية لتضعه حيث يستحق، ليكون محوراً تدور حوله ألأشياء، لابل إنّ ما يُعَبَّر عنه بالتطور الحضاري ما هو إلاّ نمو في إدراك ألأنسان للوجود، وبالتالي نمو قيمة الموجودات وأستخدمها ،و ما أريد أن أقوله إن المفاهيم الحضارية ما هي إلاّ إنعكاس لفكر ألأنسان، وإنّ قيمتها مُستَمَدة من حاجة ألأنسان لها هذه الحاجة التي تدفعه ليدرك ثم يسخر(يستخدم) ثم يكون لما أدرك قيمة ، وإلاّ لقيمة لما لا يحتاجه ألأنسان.

وعليه فمن الطبيعي جدا ان يكون الدستور العراقي إنعكاسا للمستوى الحضاري والواقع الذي يعيشه هذا ألأنسان فعلاً وهو لن يكون إلاّ كذلك ، وأن ألأشهر الماضية أشّرت المستوى الحضاري للشعب العراقي على سلم التطور، وعلينا أن لا نخجل مما صَدََرَ عن هؤلاء الناس فهم ليسوا مقدسين بل جزء من مجتمع ٍ أعيتهُ العشائرية وأخذت منه الطائفية أي مأخذ وطحنته الحروب حد ألأنسحاق. ولذا سوف لن يكون مستغرباً ان يكون دستورنا طائفيا عشائريا تفوح منه رائحة التعصب القومي و المذهبي. أما إستفتاء المواطن العراقي المرتقب فسيكون ختم التقيس والسيطرة النوعية وجواز المرور لهذا الدستورالى حيز الوجود .أو الى مهملات التأريخ لعل الدهر يجود بمؤلِف يجمع هذه المهملات ليضعها في كتاب على غرار كتاب( تأريخ ما أهمله التأريخ).



علي ماضي
28/8/2005











#علي_ماضي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما ...
- روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما ...
- بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في ...
- سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف ...
- السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و ...
- اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ ...
- حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
- ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من ...
- ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر ...
- الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي ماضي - إننا..نصنع تأريخاً