أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بويكن باهي عمر فرح - حقيقة الفلسفة في العالم العربي الجزائر نموذج















المزيد.....


حقيقة الفلسفة في العالم العربي الجزائر نموذج


بويكن باهي عمر فرح

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 19:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الثورات و الزحزحات الكبرى :الاجتماعية ,السياسية , الاقتصادية ,الفكرية .......لا تقوم على وعي و إدراك سطحي و أولي للوقع و الوقائع بحيث يكون هذا الوعي رهينا بمدى أدراك وجودها أو ترتيبها , فهذا النوع من الإدراك للواقع في أي حقل هو مطلب إجرائي لكن لايجب الاكتفاء به , بل يجب تعديه و إنضاجه وذلك من أجل أحداث طفرة في هذا النوع من الوعي وكسر قيوده فمن الترتيب إلى إعادة النظر في الترتيب ومن الوصف إلى التفكيك والتحليل ,و من الظاهر إلى الباطن و اللامرئ و قلب دفة من إدراك الوقائع إلى نقدها و تأويلها و معرفة المركزي و الدائري بها و الفعل الفلسفي هو وحده عصب هذه الثورات الكبرى و بالأخص الفكرية التي من البديهي أن يكون لها إرهاصات وإنعكسات في جل الميادين و ذالك بسبب سعيها لإحداث التغيير .
و الفلسفة هي المهندس الذي يبني و يخطط لتشريع الكيان المدني و الثقافي و الفكري و الاجتماعي للمجتمعات في التاريخ الإنساني منذ اللحظة الشرقية إلى غاية اللحظة الغربية ,فالفلسفة هي الأم التي ترعى صيرورة الفكر على طول الحقب المتوالية و ذالك محاكات لدرجة الوعي التي بلغتها .و من هذا المنطلق فأن الفلسفة قادرة على تغير منحى و ملامح و طلاسم الفكر في العالم العربي, بل و أكثر فبإمكانها تطعيم الفكر العربي عن طريق زرع أساسيات الفعل الفلسفي في قلب هذا الفكر لإضفاء نوع من القوة على هذا الحقل الخصب و الثري و ذلك من أجل صبغ الفعل الفلسفي العربي الراهن بكل إنشغالتنا وكل مقومات الشخصية و الكيان الفكري العربي الاصيل و هذا يكون من خلاال تقفي حركة هذه الأخيرة خلال مسيرتها على طول تاريخها الحافل بالثورات الفكرية الكبرى و الطفرات الجذرية , و كأنها حلبة صراع للأفكار الغلبة و البقاء فيها للأقوى و الأصح رهين مدة فعاليته أو أكبر مدة يكون صالح و مساير لدرجة وعي الأمة فيها .
كما يجب الاهتمام بالمعطيات و الأسباب و الدوافع التي كانت تحمل الفعل الفلسفي فيها بهذا المنحي وتجعلنا نتعاطاه بهذا الشكل و محاولة تحريك وتحفيز هذه العوامل في بيأتنا الفكرية لربما كانت دافعا في إرساء ركائز الفعل الفلسفي في الفكر العربي و كذا إجلاء السحب التي لطلما عطرة الجو الفكري فيه , و ذلك بغية معرفة موقعنا في هذا الفلك العالمي الضخم .لكن كيف نقرأ الفعل الفلسفي في الموروث العربي ؟و كيف نوضف الفلسفة في مسألة النهضة ؟ وكيف نستطيع تميز هذا الفعل في ضل امتزاجه بكل هذه التعكير والأقنعة ؟و كيف نشخص الأوضاع الراهن للفكر في العالم العربي ؟ وهل هناك حقا همزة وصل تصلنا بالفكر الفلسفي في مجتمعاتنا العربية ؟ ولمذا هذا التهميش لهذا الحقل الخصب ؟و متى نصل لدرجة الحديث عن فكر فلسقي يسمح بالتعبير عنا وعن كينونتنا ؟ ومتى يصبح للفلسفة أيدي تمكنها من العبث بالأحداث و ترتيبها وفقا لما يجعلها أفضل؟ ومتى نتمكن من استثمار فعليتها لتغير الواقع المعيش (le vécu de l homme ) ؟ و متى نتخلص من هذه القيود التي لا يزال الفكر الغربي يتخبط فيها ؟
تتعرض الفلسفة منذ زمن ,في العالم العربي و الإسلامي بصورة خاصة , وفي العالم الثالث بصورة عامة ,لحملة تهوين يقودها البعض ضدها باسم مناهضتها للدين تارة , و باسم عدم جدوى كل تأمل نظري تارة أخرى .
وهذا الموقف من الفلسفة ليس بجديد في العالم العربي و الإسلامي بالذات ,حيث سبق للفلسفة أن تعرضت له ,خاصة في جوانبها الميتافيزيقية, أو الماورائية ,ف ي الماضي , وعلى يد شخصيات عربية إسلامية مثلا حجة الإسلام الغزالي(450ه-55ه,105م-111م) و أبن صلاح(الشهروزي ت 643ه), و العلامة عبد الرحمن إبن خلدون (732ه-808ه,؟1332م-1406م) و غيرهم لحملات لم تتوقف عند حد التهوين من شأن الفلسفة بل تجاوزت ذالك ألى مرحلة التجريم و التحريم لها بحجة كفر أصحابها و فساد منتحلها .و إذا كنا لا نتفق مع الغزالي ومع إبن خلدون في ذالك الموقف الذي وقفوه ,ومن هذا النوع من الفلسفة ,فإننا مع ذلك نسارع إلى القول بأن تلك المناهضة للفلسفة ليسة مبدئية كما ذهب بعض المستشرقين ولكنها وليدة ظروف موضوعية جعلتهم يقفون من الفلسفة هذ الموقف المناهض (......)
و الفلسفة مؤثرة خطيرة لأنها تدفع إلى التساؤل و تتطلب الوضوح في كل شيئ و التساؤل يدفع إلى الحوار و الحوار يدفع إلي الطرح الموضوعي للقضايا و المشاكل و الطرح الموضوعي لها يدفع أل مواجهتها بأسلوب منهجي , و المنهجية أعمق الثورة عرفتها الإنسانية إلى اليوم ,لأنها الوحيدة القادرة على تعليمنا شيئا جديدا ومن ثم فهي أخطر أداة فكرية توصلت إليها الإنسانية على يد الفلاسفة بالذات ,من أمثال إبن رشد و ديكارت و بيكون و غيرهم و استطاعت أوروبا بعد ثورتها على المنطق الصوري الأرسطي أن تحقق بها نهضتها و تفوقها على بقية الإنسانية في كل الميادين .

لكن لمذا تحولت العقلنة إلى شيطنة في الفكر العربي الإسلامي منذ اللحظة الِأولى لظهور بوادر التفلسف الإسلامي؟
ماهي دواعي وعوامل التفلسف عند المسلمين ؟ماهو مهم لممارسه الفعل الفلسفي بهذا الشكل لقراءة هذه الصفحة الكبيرة لتشكيل تصور عنه ؟
بداية القراءة هي التحرر من ماهو محوري في هذه الصفحة ,لأن الحدث تختلف قراءته لأن كل شخص وعقلتنه لهذا المحوري
فحدت البعث هو المحوري لاكن كلن وعقلتنه له , لاكن إذا حرجنا عن هذا التاريخي محاولين عقلنته و موضعه و إخراجه من الغطاء الديني و التاريخي كيف نفهم هذا الحدث بعيدا عن هذا الغطاء؟
وفق الإنتماء الديني وصفنا ماقبل الدين بالجاهلية و مابعده بالإسلام , الجهل هنا ليس جهل القراءة و الكتابة فقد كانة هناك معلقات وفي الإسلام كان هناك صحابة لا يعرفون الكتابة يجب التخلص من هذه الاعتبارات التي تلون أفكارنا
فالصلات خطاب مباشر بين الله و الإنسان إذا أراد أن يتكلم مع الله يقرئ القرءان و الإنسان بعد أن يصلي يعرج به إلى السماء وهي تجديد العهد مع الله (الالتزام)(من لم تنهه صلاته عن المنكر فزادته بعدا عنه وتقاعسا مع الله في حين عند غير المسلمين هي حركات رياضية ,عودة إلى تقبيل الأرض لأنها الأم الكبري .
تمنطقه الفلسفة فأصبحه زندقة وأصبحت العقلنة شيطنة (مقال الدكتور علي حرب العقلنة و الشيطنة )محاولا ان يجد أوجه التشابه بين الاثنين و أرجع الأمور إلى أصلها الأول طرح السؤال و رفض الوقائع وترتيبها أما ونحن نرفض هذا الترتيب والمعطيات هذا الرفض يصاغ في شكل سؤال العقلنة متسائلا هو من رفض هذه المعطيات ومن رفض هذا التكريم للإنسان بعتبار أن الذي يكرم هو إبليس ترتيب المعطيات بهذا الشكل أن الذي يكرم هو الذي خلق من طين ويكرمه من خلق من نار
الرفض قد يمارسه صاحب السؤال الفيلسوف ف الآخرون يرون أن الأشياء عادية أما الفيلسوف فيرى أن الأمور ملغمة وقابلة للانفجار فهو يدرك أن الوقائع غير طبيعية ويرفض الترتيب ويتساءل ويقف وقفة إبليسيه السؤال هنا فعلة شيطانية فهذا الأصل قي الترادف بين العقلنة و الشيطنة عند علي حرب وأصبح مورث ذهني و الثقافي عند العرب
لممارسة هذه الشيطنة و التساؤل و أن تهم لترتيب هذه الوقائع بشكل أخر هو العقل (العقل فعال)
العقل من العقال الذي يكبل به البعير فأصبح العقل بمفهومه اللغوي تكبيل مقابل المفهوم الفلسفي حرية التساؤل,يصبح خاضع خاشع مطيع يحمل ما لا يحمله البعير ولا يتحرك,و من تجليات الشقاء العقل. الأشقياء يطرحون السؤال و البلهاء هم السعداء لعدم طرحهم السؤال,
في قراءتنا هناك الكثير من الأحداث يجب عقلنتها وشيطنتها : ما المقصود بالبعثة كفلسفة,كشيطنة و أبلسة ؟
البعثة من الناحية السياسية انقلاب,و من الناحية السيميولوجية تجديد و ثورة ,و من الناحية الفلسفية قطيعة ,البعثة لحضت لتصادم التاريخي و الثقافي زمنين يلتقيان بمنضو متين بالمفهوم الأرسطي يجب تناولها على أنها لحضت لتصادم ,يذهب كمال عبد اللطيف إلى أن العرب عاشوا ثلاث لحضات لتصادم :
البعثة
الترجمة الوافذ الشرقي الإغريقي
مايحدث الأن (بدء منذ نهاية القرن التاسع عشر يوم حملة نابليون على بلاد الشام )
مع التراث الذي يصنع مفهومه فيستفيق هذا التفكير مع الأخر مع الغرب المتفوق هذا مايصنع علومه وثقافته هذه اللحظات هي التي تصنع هذه المساحة الذهنية عند العرب
البعثة لحضت التقاء الثقافتين مايهمنا هو المفاهيم و المعاير الثقافية (انتقال)تحطم كل القيم مثال على ذلك العبد مساوي لسيد أكرم الناس أتقاهم , معيار الرجولة كيف تحول ؟
كلما اقترب هذان المفهومان اشتعلا يقو طيبت التزيني الإسلام المحمدي الباكي ومع هذا المفهوم يضعنا أمام عتبة أساسية يدعونا إلى أن نكون حذرين في قرأت تاريخ الإسلام .
عند قراءة بعض الحركات مثل محمد إقبال, الأفغاني,محمد عبدوا ,أو الحركات المعاصرة السيد قطب فما أبطأ الأمة هو تشيعها اختلافها تمزقها وإستأصالا لسبب التخلف يجب العودة إلى ماقبل الاختلاف زمن الإختلاف عند هؤلاء هو ماجاء بعد الصحابة وهناك مرحل في التاريخ الإسلامي تختلف عن ماسوا ها لذلك يجب الحذر لهذا التقييم التاريخي وهنا تقع المغالطة فيجب النضر إلى الفلسفة الإسلامية على أنها سجيل تختلف وقائع صفحاته
وما يتطلبه التأسيس و الميلاد هو أن لايكون هناك إختلاف و تنوع و تشتت
سلطة بني أمية تضهر بمشهد فكري أحر عند المسلمين : الفرق الكلامية و الصراع بين الأشاعرة و المعتزلة و الذي يتغذى من مشكلة العقل و النقل ,فمن أعطوا مساحة للعقل حوربوا وأضطهدو لاكن لمذا هذا؟
فظهرت فرقتين : فرق العقل و فرق النقل
و البعض ضويق عليه (العقل)و الحرون كانوا بعيدين عن كل هذا(النقل), القول بالعقل هو القول بحرية الإنسان وبأنه له القدرة على إتيان أفعاله وهذا رفض للقدر و الإديولوجيا الأموية بحيث كان يجب ترويج إديولوجيا القدر و أن الإنسان رهين ماقدرله و القدر أحد أركان الإسلام وبني أمية رفضوا فكرة أن الإنسان قادر على أن يخلق أفعاله
الفكر الأشعري لا يدعوا إلى رفض العقل حتى أن النص لن يكون نص مالم يكن هناك عقل يتفهمه لاكن النص أولا
الإعتزاليون هم أصحاب لنقل لاكن مذا يتعقل العقل ما لم يوجد نص مبادئ الخمسة العقل, التوحيد........... الإنسان مكلف و الذي يكلف هو من له العقل و الحرية
الأشاعر لم يقولوا بتسير الإنسان العدل الإلهي و التكليف الإنساني الذي يعني حريته لاكن هذا لا يعني حلقه أفعاله وإنما هو يكتسب أفعاله الكسب وإرادة الشيء و الاهتمام به فيعطينا الله ما نريده(الوسائل و القدرة التي تم بها الفعل من عند الله تعلى )
الفعل واقع ونتيجة يتقاسمه عاملان الإرادة الإنسانية و الوسائل الإلهية
عبد الصبور شهين, محمد عمار, هؤلاء لما وضف محمد أوزيد, الهيرومنطيقا في فهم النص وضفة هذه الصفحة التأويلية بحيث أفادت بأنه ارتد و المرتد الكافر لا يحق له التزوج بمرءة مسلمة فطلقة زوجته ونفي .........هذا هو العقل العربي موروث عفن.
ما كان مضطرب هو السياسي وليس الفكري لكن المستمعين مزجوا بين ما هو سياسي و فكري و قرءه هذه المرحلة قراءة طالحة .
المؤشر الثاني :تاريخانية الفكر الإسلامي
قراءة الفلسفة الإسلامية في سياقها التاريخي حتى إذا اضطررنا إلى توظيف المسكوة عنه(أركون), مشكلتنا هي القراءة اللاتاريخية لتراثنا عملية تمزيق التاريخ (إبن خلدون) العنصر التاريخي حتى تكتمل قراءته يجب عدم فصله عن زمانه مثلا القول الفلسفي الغزالي يجب استضافته و تمحيصه حياته في البلاط و المنفى وافتراض وضعيات اجتماعية بديلة هذا ماوضفه طيبت التزيني
المؤشر الثالث:السؤال السياسي و الديني
إبن رشد برشديته وضع حد لهيمنة الكنيسة و أدى إلى فلسفة الأنوار هل هي عمل ديني أم سياسي؟ ألم تحركها عوامل سياسية أو دينية ؟
مقام به محمد عابد الجابري في الفلسفة وصل إلى أن العقل الإسلامي به عقلين :العقلانية الشرقية و العقلانية المغربية الأولى كانت عرفانية صوفية و الثانية برهانيه أرسطية, ختزلة المشرقية في إبن سينا. و المغريية في أبو الوليد إبن رشد.
العرفانيون مختزلون في إبن سنا بين الفلسفة و الدين بحيث حاولوا إيجاد الترادف بينهما حاولوا ان يقولوا بأن الشريعة و الحكمة عملة واحدة أي الواحدة تنوب عن الأخرى وقد يحدث بينهما تكامل لاكن ليس تطابق عكس ماأتتبه المغربية إنطلقة من الوعي بأن الفلسفة شيء و الحكمة شيء لاكنهما لا يتصادمان على الرغم م أنهما قد يترادفا .
العقلانية العرفانية : إني أرى ما لا ترون لكني لا أستطيع أن أريكم ماأراه لكن يجب مبايعتي عند إخضاعها إلى مسطرة فكرية ليس لها معنى وبالتالي التطابق ليس له معاني محددة .
زمن الرسول كان السؤال ديني مات الرسول وجاء الخلفة ,غزوة حنين الغنيمة تعطى إلى الفقراء المؤلفة قلوبهم أعطى لهم الرسول أغلبية الغنيمة بينما الأنصار لم يأخذوا شيء(هنا بدء الحديث السياسي فكانت هذه هي بذرة تعاطي السياسي )
بناء المسجد: عمار بن ياسر عندما اشتكى إلى الرسول (ص)مازحا قتلوني يارسول الله فقال عليه الصلاة و السلام إنما تقتلك الفئة البغية وفي الحروب بين معاوية وعلي كرم الله وجهه عمار بن ياسر قتل فتظهر الفئة البغية يجب أن تطرد فيقول معاوية أن من جلبوا عمار هم الفئة البغية .
بعد وفات الرسول(ص)لابد من خليفة و تاسيس نضام سياسي فوضف الديني فيما هو سياسي بمعنى أن الديني إنتقل إلى السياسي فستقل الحكم عند بني أمية (حكم مستبد)لا تكن سياسي ولا مجدد ديني و أثارة ماهو مباح فكري ؟ فتحول السؤال وجاء بغطاء فكري وهو في لبه سياسي وديني.
نلاحض اليوم أن الإيديولوجيات السياسية قد حلة اليوم محل الأنظمة الثيولوجية اللاهوتية التي سادة في الماضي ,من أجل تسميم أجواء النقاش و منع كل حوار حقيقي ,و حده الموقف العلماني قادر على تحريك و طرح الإشكاليات .
فهذه كلها أغطية حجب بها الفعل الفلسفي عند العرب , ولم يستشعروا تخلفهم إلى بعد حملة "نابليون "على مصر وبلاد الشام ,فأدركوا تخلفهم و تقدم غيرهم ,فطفت على الساحة الفكرية العربية الإسلامية مسألة النهضة و طموح التقدم ,مسألة تحقيق غد أفضل ,و تخريج أحسن للفرد العربي ,وكان كل ذالك متضمنا في الإشكالية الكلاسيكية لقكر النهضة كما صاغها "شكيب أرسلان": (لمذا تخلف العرب وتقدم غيرهم ؟).
حان الوقت عندنا لتلم الفلسفة بظروف مجتمعنا السياسية و الاجتماعيةو الدينية و الفنية و الثقافية , لأنها هي التى تشكل فلسفة العصر , و العكس صحيح فهي بمثابة فروع الروح الواحدة ,روح الشعب ,وهنا كان حضور الفلسفة ضروري لكي تتماهى الروح مع تلك الميادين ,هذا المجال يحتم على روح الشعب أن يرقي إلى مستوى الإيمان العقلي , من أجل ضروريات الحياة ,لكي تتوقف ألام الرغبة ,و تتقدم العقول نحو الكلي ,فتتحد الفلسفة مع روح العصر التي تضهر فيه فهي لا ترقي فوق زمانها ,و إنما هي تعي جوهر عصرها و زمانها ,أو أنها المعرفة الفكرية لما يوجد في ذالك العصر , مثلما الفرد لايجاوز زمانه لأنه إبنه .
إن الناس يقبلون على الفلسفة في مرحلة معينة من التطور الروحي ,أو عند درجة معينة من الثقافة العقلية .في هذا الشأن يقول أرسطو في الميتافيزيقا :"أن الناس بدؤوا في التفلسف ,عندما توفرة لديهم مطالب الحياة المادية ,فالفلسفة نشاط حر غير نفعي, و هي حرة ,لأن قلق الرغبة أو الحاجة قد زال "
وفي كثير من الأحيان ينفي وجود هذا الفعل في عالم العربي سواء بوصفه حصحصة أو بأنه لم يرقى إلى مستوى التفلسف و تدحض كل أشكال هذا الفعل الراقي و لنضرب المثل بالجزائر التي غالبا ما يؤرخ للكتابة لفلسفية بها بدء من جيل الإستقلال , وهو الجيل الذي سبقته أجيال أخرى بلا شك عبر التاريخ العميق للجزائر ,حيث يمكننا أن نعود به إلى لوكيوس أبوليوس صاحب الحمار الذهبي و ليد مدينة مداور,مداوروش حاليا و القديس أغسطين و ليد تاقشطة عنابة و سوق هراس حاليا ,أو إلى أبن خلدون الذي صاغ مقدمته المشهورة بتهرت أو إلى عهد قريب للأمير خالد ,و حمدان خوجة ,أو إلى الشيخ عبد الحميد بن باديس , علما أن هذه الأسماء نجد لها مكانا ضمن أعمال من اشتغلوا على أعلام الجزائر .
كما و أن للجزائر العديد من الأسماء التي من شأنها أن تسمى بالفكر و التفكير في الجزائر , بحيث أن كل المؤشرات اليوم تدل على أن الوعي الجزائري ,يمر بمرحلة حساسة و هامة في نفس الوقت,و هو يعيش مخاض إرتقائه لمرحلة أفضل ,مرحلة ستضهر في نمط الفكر الكلي لهذا المجتمع ,وفي نمط الحياة الراقية و لهادئة , وفي طريقة التعبير عن الشعور العام ,شعور الاستقرار المصاحب بنشوات الإرتقاء نحو الأفضل ,نحو بلوغ الطموحات ,و هذا لايتسنى إلى عن طريق الإرتقاء في سلم المعرفة و التفكير ,الأن وعينا يعمل على تجاوز الحياة الحسية المتغير و الغير مستقرة على الدوام ,الذي عشها طويلا في عصر الفكر ,أي أنه يتجاوز المباشرة ,و يتجاوز رضى اليقين وسكينته ,و توافقهما مع وجودنا الكلي , في الداخل وفي الخارج على حد سواء ليتحلص من معانات إنعكاسه على الذاته,دون أن يؤسس مهيات لفعله الواعي ,بل هو يعمل الأن ليتجاوز ذالك الإنعكاس , لأنه ليس من طبيعته الذاتية ,الذي عاش الوعي الضياع و الإغتراب , فالآن أصبح أكثر وعيا , وحينما يخلص الوعي عن ذاته هذه القشور الفارغة و ينسجم مع مطلب الحياة ,حتما سيخلص الناس من ما هو شائع و مألوف ليكفو عن النظر إلى الأسفل ,و لينظروا إلى الأعلى , حيث النجوم و العضمة ,و لينسوا رموز العذاب و ذكريات الأيام الطويلة التي إغتصب فيها الفكره , لينفذ إلى صميم الأشياء و يحولها إلى أشياء غامضة, عن طريق السؤل الفلسفي ,فلا شيء يعطيه هذه القدرة, قدرة تحول المألوف و الشائع إلى شيء غامضى ,سوى الوعي الفلسفي .
ومن بين هده الأسماء "محمد أركون" و "مالك بن النبي " فالأول يسعى ‘إلى تطبيق منهح متعددة المشارب على التراث العربي الإسلامي يمكن حصره في الدراسات اللغوية , اللسانية ,الأنتروبولوجية ,و هو ما يسميه بالإسلاميات التطبيقية مقابل للنزعة الإستشراقية , وإن كان كما يصرح هو بنفسه بأنه ,يعمل داحل ما يسميه بالعقل المنبثق ليتخلص من التصنيف الذي يقوم له بعض القراء حوله بشكل أعتباطي تستمد مشروعيتها من فكر عابر لايتعرضه شيء , ومن ثقافة يضبطها قانون السوق .
و الثاني يتميز بتحليل الأحداث المحيطة به ,فقد أكتسب من ثقافته ذات الطابع المنهجي قدرة كبيرة و اهتماما بقضايا العالم المختلفة من حيث هي قضيا ذات طابع حضاري ,وهو مايميز جل أعماله بوصفها تنطوي تحت طائلة مشكلات الحضارة ,وهاهنا يمكن إعتبار أفكاره إمتداد لفكر إبن خلدون رغم بعض الاختلاف الكامن بينهما تمكن بناء على قدرته المنهجية و رؤيته الفلسفية النادرة ,بوضع يده على أهم قضيا العالم المتخلف ,فأنجز مجموعة من الكتب الموسومة "بمشكلات الحضارة "بدأها في باريس ثم تتبع حلقتها في مصر ة الجزائر ,أن المهمة الأساسية لفكره هي نشر الوعي ورفع التخلف ,أو على الأقل التنبيه إليه و إقتراح سيبل الرشاد من التيه من منطلق خلفية دينية إسلامية .
عرف مالك بن النبي أيضا بمعادلته التالية :نتاج حضاري =إنسان+تراب+وقت.
وبفكرته عن القابلية لاستعمار:للشعوب العربية و الإسلامية قدرا كبيرا للقابلية للاستعمارو التي يعود أساسها إلى قلة العلم ,وتوهم قوة الاستعمار .
بويكن باهي عمر فرح



#بويكن_باهي_عمر_فرح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بويكن باهي عمر فرح - حقيقة الفلسفة في العالم العربي الجزائر نموذج