|
أصحاب الفتنة والخيانة
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 18:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع وجود نسبة من الحرية والحقوق المدنية والإنسانية تحاول جماعات وجبهات كثيرة أستغلال هذا المناخ، لتحقيق أغراض تآمرية على المجتمع المصرى ونظامه السياسى مستغلين الذكرى الثالثة لأحداث محمد محمود لإطلاق ما يسمى بالثورة الإسلامية فى 28 نوفمبر، وإذا رجعنا إلى الوراء بذاكرتنا سنرى بوضوع فى بيانات المجلس العسكرى بقيادة طنطاوى وأعتذاراتهم المتكررة وأسفهم على سقوط القتلى فى المظاهرات الشعبية، ما يعنى عجز القيادة وفوضى القرارات وفشلهم فى السيطرة على الوضع الجديد بعد مبارك، ودخول أكثر من جهة خارجية فى الشأن العام السياسى مما أفقد المجلس العسكرى توازنه وعدم قدرته على التعامل مع قوى الضغط الجديدة داخلية أو خارجية.
لكننا اليوم لا نطالب بمظاهرات أو ثورات لأن ثورة الإرادة الشعبية جاءت وأنتخبت السيسى رئيساً وأتفقت عليه غالبية الشعب المصرى، إلا الأقلية من التيارات الإسلامية حليفة مرسى، لذلك نعيش الآن مرحلة أنتقالية لتفعيل سيادة القانون والقضاء على الفوضى والعنف الذى تقوم به جماعات الإخوان وشركائها من قطر وتركيا الأردوغانية، الذين يحاولون زرع الفتن ودفع المجتمع إلى العنف طبقاً لخطط الخيانة المرسومة لهم، والتى بمقتضاها باعوا دينهم ودنياهم المصرية وذهبوا ليعيشوا فى جنة قطر وتركيا، لكننا مواطنى مصر أغلبية سياسية وشعبية نطالب الحكومة بإظهار خط سير التحقيقات فى مصير الذين أعطوا الأوامر للجنود والقناصين بإطلاق النار على المتظاهرين وإعلان الحقيقة.
لا ننسى توافد الآلاف على ميدان التحرير وكافة الميادين في مصر إستجابة للدعوة إلي جمعة الفرصة الأخيرة,25 نوفمبر 2011 التي كان علي رأس مطالبها التخلي الفوري للمجلس العسكري عن السلطة في مصر لحكومة إنقاذ وطني لإدارة المرحلة الانتقالية حتي إنتخابات البرلمان والرئاسة في أسرع وقت. وشاركت معظم الأحزاب والقوى السياسية يرأسهم البرادعي في هذه المليونية بأستثناء جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة، مما دفع متظاهري التحرير بالهتاف ضد خيانة الإخوان للثوار فى معركتهم المصيرية ضد النظام في أحداث محمد محمود وما بعدها لتنفيذ مطالبهم.
إن جميع الأحداث التى وقعت بعد الإطاحة بنظام مبارك تلك الأحداث التى أرتكب بعضها المجلس العكسرى، وساهم فى البعض الآخر منها الجماعة الإرهابية التى كانت تتلقى التعليمات والأوامر من آن باترسون السفيرة الأمريكية فى مصر، والتى كانت يومياً تذهب إلى منازلهم سواء فى المقطم أو غيره من أحياء مصر، لوضع الخطط وتنفيذها بمعاونة المخابرات الأمريكية لإحداث الصدامات الدموية وإصابة مرافق الدولة بالشلل لتحقيق أهدافهم العدائية للوطن، يرفض غالبية المصريين لعنة الموت التى يعشقها ثوار الإرهاب الأسود الذين يزيفون ويصادرون حرية الأغلبية ويتكلمون بأسمها كلاماً ضالاً يخدم إرهابهم بأسم الدين.
لقد عادت مصر وثورتها إلى شعبها بعد 30 يونيو تلك الثورة التى واجهت تحديات الرفض والعداء من غالبية دول العالم الخاضعة للإدارة الأمريكية الحاضنة لتنظيم الإخوان الإسلامى، وأرتفعت رأس مصر ونظامها السياسى ولم يقبل بالخضوع للأصوات التى صرخت بأنها ليست ثورة بل إنقلاب على مرسى، وأستعادت مصر شرعيتها الثورية وإعتراف العالم وأمريكا للنظام المصرى بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، يقولون أنهم سيتظاهرون ويقودون ثورة إسلامية لحماية الدين والوطن من الضياع الدينى، يعنى هذا أن المشكلة بالنسبة لهم ليست حماية الإنسان وتحقيق عيش حرية عدالة إجتماعية بل حماية الدين والوطن أى هدفهم دينى طائفى أصيل، رغم علمهم الأكيد أن المصريين يعبدون ما يشاءون من أديان فى حرية كاملة ولا يعيشون الضياع الدينى الذى يعيشه أفراد وأعضاء الجماعات الإسلامية المخالفة لإجماع جموع المسلمين.
إن شعار الثورة فى يناير كان خارج أى تصنيف سياسى أو دينى أو طائفى أو مذهبى، مما يحتم على الشعب اليوم الوعى بأهداف الداعين للنزول إلى الشوارع فى 28 نوفمبر الجارى لإحياء الذكرى الثالثة لأحداث محمد محمود، وألا يكفينا المعاناة اليومية من الفوضى الإخوانية التى يسببونها فى كافة أنحاء مصر وجامعاتها وتشكيلهم للجماعات الإرهابية لقتل أبناء شعبنا الذى يسهر على حماية الوطن ومواطنيه؟ إن مصر وحكومتها اليوم فى حاجة إلى الدقائق التى تضيع هباء نظير الفوضى الإخوانية والسلفية، لتحويل تلك الدقائق والساعات إلى عمل حقيقى يحقق تعويض ما تسببت فيه الجماعة الغير محظورة التى تمارس إرهابها بحرية من خسائر فى الأقتصاد المصرى، إن مصلحة الشعب والوطن اليوم هى الوحدة والتعاون مع الإدارة السياسية المصرية للتخلص من الإرهاب والإرهابيين والصراع الذي يريدون صنعه بين أبناء الوطن لتدمير كل عمل يتم القيام به فى هذه المرحلة الجديدة من حياة مصر المستقبل.
إن الروح الوطنية المصرية ترفض صناع الكراهية والفتن والإرهاب الذين خانوا بلادهم مع أنظمة خارجية، لذلك ينتظر كل مواطن أن تتوقف دعوات التظاهر والعنف والنظر إلى الأمام والمثابرة على العمل ليرفع كل مصرى رأسه فخوراً بمصر الحرية الجديدة.
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحالف الهزيمة الإسلامى
-
جدار برلين الإسلامية
-
تسمية الإرهابيين ثواراً
-
هنيئاً يا شعب تونس
-
ابن رشد الغنوشى
-
التدريس الجامعى للإرهاب
-
ليسوا من الإسلام
-
دواعش العراق الطائفية
-
كوبانى ورقصة الموت
-
ذبح المسلمين على الطريقة الإسلامية (2)
-
ذبح المسلمين على الطريقة الإسلامية (1)
-
أصحاب الأصابع المكسورة
-
هداية فاطمة ناعوت
-
تحالفات الإرهاب (2)
-
تحالفات الإرهاب
-
أصولية وتخلف الإعلام (2)
-
أصولية وتخلف الإعلام (1)
-
الآن يا كبار العلماء
-
دافعوا عن أنفسكم أيها العرب
-
ثعابين المحظورة والأستنزاف
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|