|
راسم عبيدات .. -اسير القدس -سلامات .. واجمل تحيات ..؟!
محمد زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 1302 - 2005 / 8 / 30 - 10:27
المحور:
حقوق الانسان
منذ ان عرفت الاسير راسم عبيدات، الذي يقبع الآن في السجون الاسرائيلية، وهو لم يتغير او يتبدل.. واذكر ان معرفتي به قد زادت بينما كان طالبا في جامعة بيت لحم يعمل بهمة ونشاط على خدمة الطلبة ونشر الوعي السياسي والاجتماعي والمطلبي في صفوفهم.. كان من الذين يعملون دون كلل او ملل.. وطالما شاهدته بعد ذلك ينطلق سيراً على الأقدام "باص رقم 11" قاطعا هضاب ووديان ومرتفعات القدس وخاصة وهاد وهضاب مسقط رأسه جبل المكبر-السواحرة.. فهو عضو نشط ومشارك فعال في المؤسسات الخدمية والتربوية في بلدته وله في "كل عرس قرص"..! كما يقال.. ولكن من جهة اخرى ينطبق عليه المثل "سبع صنايع والبخت ضايع"..؟ وكنت اعجب من جلده وقدرته على الاحتمال والمتابعة.. فهو يتابع كل صغيرة وكبيرة ولا يترك شيئا للصدف او ضربات الحظ..! الا ان حظه صعب.. فطريق النضال الذي اختاره من اجل حرية شعبه وفك اسر وقيد القدس والاقصى والقيامة.. يجعله من المغضوب عليهم لدى "اولاد العم" .. لذلك فهو كثيرا ما "يشرف" "بيت خالته"..! فما ان يطلق سراحه حتى يعاد الى السجن وقائمة التهم طويلة وجاهزة ضده..! وذات مرة اعتقل "ابو شادي".. وفاجأتنا الصحافة الاسرائيلية بأن التهم الموجهة اليه هي من "العيار الثقيل".. فانتابنا القلق عليه هذه المرة .. رغم معرفتنا بالمبالغة والتهويل الذي كثيرا ما تلجأ اليه وسائل الاعلام الاسرائيلية.. وبالفعل تمخض الجبل فولد فأرا، واطلق سراحه بعد ان مكث في السجن ردحا من الزمن بتهم امنية غامضة وغير مقنعة..!
وعندما نذكر ونستحضر راسم عبيدات فاننا بكل تأكيد نتذكر ونستحضر رفاقه وصحبه المعتقلين معه ربما بنفس التهم المفبركة او الملفقة وكذلك الالاف من الاسرى الصامدين في غياهب الزنازين..! والاسير عبيدات في رأيي هو من المناضلين الحقيقيين المؤمنين بعدالة قضيتهم ولم يتركوا الجبل بحثا عن الغنائم المشبوهة.. كما ان معدنه نقي.. وتشعر وتحس بأنه مشحون بالطهارة والنقاء الثوريين.. وهو من العاملين المخلصين لقضية القدس.. سخر لها الكثير من وقته وجهده للدفاع عن عروبتها ومقدساتها من خلال مقالاته الصحفية او نشاطاته النقابية والاجتماعية وسعيه الدائب الى تنبيه المسؤولين ومن بيدهم بعض الامر والنهي الى ايلاء القدس المزيد من الجهد والاهتمام والابتعاد عن الشعارات الفارغة الطنانة الرنانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع..؟! سنوات طويلة قضاها راسم عبيدات في السجون الاسرائيلية لم تزده الا ايمانا واصرارا على حرية شعبه وخلاصه من نير الاحتلال البغيض.. وهو مؤمن حتى النخاع ان القدس ستعود عربية الوجه واليد واللسان ولو بعد حين..!
كثيرا ما جاء "ابو شادي" الى "حوش دار سليم" حيث اسكن في جبل المكبر.. وجلسنا معا نتجاذب اطراف الحديث.. الذي لا يخرج عن هموم واوجاع شعبنا الفلسطيني وخصوصا المقدسيين الذين اصبحوا بين "حانا ومانا" في ظل الوضع الضبابي الذي يكتنف مستقبلهم.. ووجود ما يشبه "فلة الحكم" او "الطاسة الضايعة"..! وكنا نضحك ونقهقه في حضرة بعض الاشخاص من خفيفي الظل والدم.. وادهشتني قدرة ابو شادي على التعامل مع الناس البسطاء بكل حب وتواضع بعيدا عن التكلف والتصنع..! والاستماع بصدر رحب الى شكاواهم وكأنه يملك فانوس علاء الدين السحري..! والان لا شك ان ابو شادي وصحبه في غاية القلق على ما تتعرض له القدس واهلها من مخططات تهويد غير مسبوقة، والمخفي اعظم..؟! وحتى الان يجري تمديد اعتقال ابو شادي ورفاقه بصورة غير قانونية.. اذ ما زال المحققون يفتشون عن تهم يلفقونها لهم.. واذا ما كان هذ الأمر صحيحا وبما انني على معرفة بشخصية راسم عبيدات.. فانني اريد ان "ازجي" لهؤلاء المحققين الاشاوس لائحة اتهام بحقه لعلهم يستفيدون منها في محاكمته التي طالت دون وجه حق..؟!
فانا ازعم ان الاسير راسم عبيدات المولود في جبل المكبر من اعمال مدينة القدس يدعو الى ما يلي:
- محاربة الفساد في اجهزة السلطة الفلسطينية ومؤسسات المجتمع الفلسطيني، وهذا يعني خلق سلطة قوية ومتماسكة ومؤسسات خلاقة وفاعلة، مما يعني بالتالي تهديد امن اسرائيل بشكل مباشر..؟! وخاصة ان المتهم يقوم بحملة تحريض ضد الفساد من خلال كتابة المقالات في الصحافة المحلية.
- المتهم يمارس النشاط الاجتماعي والنقابي في القدس من اجل نشر الوعي وزيادة الحس بالمسؤولية ومعرفة الحقوق وهذا يؤدي الى تعريض امن اسرائيل الاشتراكية العظمى (على اساس انها عضو في الاشتراكية الدولية) للخطر الداهم..؟!
- المتهم يحارب الظواهر السلبية في مدينة القدس مثل النزاعات والطوش "الفالصو" وآفة المخدرات وغيرها من الظواهر السلبية وهذا يعني عرقلة مخططات دولة اسرائيل الديمقراطية، ويعرضها لخطر وجودي قد يؤدي الى زوالها..؟!
- المتهم يؤمن بالسلام العادل واقامة دولة الشعب الفلسطيني على ارضه على ان تكون القدس العربية عاصمة للدولة العتيدة.. ولا بديل عن القدس..! وفي موقف المتهم هذا اعتداء صارخ على صلاحيات "اله" اسرائيل، مالك الملك وسمسار العقارات السماوي الذي منح ارض اللبن والعسل لشعبه المختار..!
يبقى ان نقول لابي شادي وصحبه وكل اسرانا البواسل.. نرى وجوهكم على خير في ميادين الحرية.. وكما كانت جدتي العجوز تردد دائما: "عمر ما سجن اقفل ابوابه على سجين"..!
* الكاتب صحفي فلسطيني يقيم في مدينة القدس.
#محمد_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
-
مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري
...
-
جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة
...
-
الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة
-
السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق 3 أشخاص بعد إدانتهم بجرائم -إر
...
-
ماذا سيحدث الآن بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
...
-
ماذا قال الأعداء والأصدقاء و-الحياديون- في مذكرات اعتقال نتن
...
-
بايدن يدين بشدة مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
-
رئيس وزراء ايرلندا: اوامر الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين ا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|