حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1301 - 2005 / 8 / 29 - 11:59
المحور:
المجتمع المدني
الحياة اليومية شبكة لا محدودة من المعاملات، بيع وشراء، جيرة، عمل، رفقة مواصلات، طوابير في المحال والمصالح والطرقات. المعاملات مرآة المجتمع، لا تخطئ، بها تتميز مجتمعات وتتدني أخري. المجتمعات الصحيحة تسودها معاملات الاحترام، احترام القانون والنظام، احترام الخصوصيات، احترام الاختلافات في الدين واللغة والجنس والعِرق والفكر. عندما تسمو المعاملات تفرض الخطوط الفاصلة نفسها.
المعاملات لا تقتصر علي العلاقات بين الأفراد، لكنها تشمل أيضاً علاقة الأفراد بالأنظمة الحاكمة. الأنظمة التي تحترم شعوبها تفرض احترام العالم لها، انتهي الزمن الذي كانت فيه الأنظمة تقهر الشعوب، تخفي عنها الحقائق، الإعلام لم يعد محلياً، اتسعت شبكة التغطية، ضاقت السموات مهما اتسعت.
للنظر في حياتنا، لنراجعها حتي لو لم يكن تغييرها ممكناً، لنتدارس، علي الأقل لنفهم، حالنا وصل لما يستحيل أن يُرضي. الشجار هو لغة الحياة اليومية، مشاجرات الجيرة عُرف سائد، إما تعدياً علي حقوق الآخرين أو لما اِعتُبِر لعب عيال. تنشئة الأطفال علي البجاحة والفظاظة مظهر قوة، الاجتراء علي الطريق العام دليل مكانة، النصب هو الذكاء الأعظم. ما أكثر ما تختفي القتامة تحت الثياب البيضاء الناصعة، ما أشد سم معسول الكلام فتكاً وتدميراً.
أما علاقة الدولة بالشعب ففيها الكثير مما يجب تغييره، عندما يقدم النظام نموذجاً لا يُحتذي تَعُم الفوضى والسخط، عندما ينشغل بتأمين نفسه تخلو الساحة لكل العابثين. إعلام يعوذه الحياد يشعل النيران، يأتي بعكس المُراد، إنه دليل ضَعف، لا مصداقية له، بلا مستمعين ولا مشاهدين. مسئولون تعلوهم الشبهات، رأي عام بلا اعتبار، بطالة، غلاء، محسوبية، طبقية، عشوائية، انتخابات بلا مسمي، جَد في موضع الهَزل وهَزل في موضع الجَد، أساتذة جامعات محزونون، صحفيون وراء القضبان، كلها مسامير في قنبلة واحدة، يا لشدة فتكها.
نكتب لوجه الله، بلا زيف، لا نبغي إلا الحقيقة،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟