أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد حسن يوسف - عبدي سعيد: يقلق مهاجميه فكريا















المزيد.....

عبدي سعيد: يقلق مهاجميه فكريا


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4638 - 2014 / 11 / 19 - 13:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكاتب عبدي سعيد عبدي اسماعيل, مفكر صومالي وانساني, له أربعة كتب في الشأن الاسلامي والانساني, وهو مدرس جامعي,باحث وكاتب أيضا, ورغم أنه كان معروفا لسنوات طوال في الساحة الثقافية الصومالية, إلى أن كتابه الأخير ما حقيقة حكم حد الردة؟ عمل على تعرف الكثير من الصوماليين عليه وعلى دوره الفكري والثقافي, وهو ما أدى إلى قراءة الكثيريين من الصوماليين لكتابه المذكور والتواصل معه.

وبغض النظر عن مواقف القراء الصوماليين من الكتاب تأييدا لما ورد فيه وحق الكاتب في التعبير عن أفكاره أولا وأخيرا, والرافضين للكاتب وهم قلة انطلاقا من رفضهم لأفكاره وكثيريين ممن تماهوا مع الدعوة لمقاطعة كتابه, وهم من المقلدين والمغرر بهم من قبل شيوخهم الذين كفروا رؤى الكتاب والكاتب, رغم إرسالهم الإشارت المناورة والتي مفادها أنهم لا يكفرون الكاتب وأنهم يعترضون ويهاجمون ما جاء في الكتاب!

ولكن هؤلاء يحاولون ممارسة السذاجة مع الرأي العام الصومالي, حينما يحولون إقناعه أنهم ليس بمكفرين للكاتب عبدي سعيد عبدي اسماعيل, ففي القضايا الكبرى ليس هناك فصل بين الذات الشخصية والقناعة الفكرية, فكونك تؤمن بفكر معين ورؤى ما, فهذا يعني أنك تجسد قولا وفعلا لهذه التوجهات والتي هي جزء عضوي من وجودك الانساني, والصوماليين يقولون في تراثهم الاجتماعي, أن قول الرجل يربطه Niinka waxaa xiidha orahdiisa, فقول الانسان ومقولته هي تجسيد حي لواقعه الانساني, أياً كانت هيئة ذلك التجسيد وتجلياتها على الواقع الاجتماعي.

والمعروف أن المفكر عبدي سعيد عبدي اسماعيل, لم يتنازل عن رؤاه وما يؤمن به فكرا, في إطار الخطوط العريضة التي وردت في كتابه ما حقيقة حكم حد الردة؟ وهو أكبر من التراجع عنها ولكون الأمر أولا وأخيرا يمثل بالنسبة له قناعات فكرية عمل الكاتب عليها فكريا لمدة زمن طويل من حياته, ودليل ذلك أن مبحث الردة والوارد في الكتاب, كان المفكر عبدي سعيد, قد نشره في موقع Wardheernews.com في عام 2009, أضف إلى ذلك فالكاتب لم ينشر رؤيته هذه في هذا الموقع ما بين ليلة وضحاها, فلابد أن الأمر كان قد جاء انطلاقا من قناعة فكرية أشتغل عليها بحثا لمدة من الزمن.

وبتالي فمن كفر المفكر الصومالي عبدي سعيد عبدي اسماعيل, وجد ذاته في ظل إشكالية كان هو ورائها وخلقها, ولم يكن يتوقع أن عمله لممارسة سلاح التكفير سيعود عليه, بواقع مقاومة ثقافية وفكرية دينية وانسانية, خاصة وأن هذا التيار التكفيري والمتطرف في أوساط المجتمع الصومالي, كان قد تعود على ممارسة هذا المسلك, ومن ثم العمل على تمريره بين الجماهير الصومالية دون حدوث مقاومة كبيرة وبحجم ممارسته وسياسته, نظرا لحالة التشرذم القائمة.

وحينما تعاطى هذا التيار المتطرف دينيا, مع قضية المفكر عبدي سعيد, أعتقدوا أنها ستمر دون أدنى مقاومة من قبل المجتمع الصومالي, قياسا على قضايا عديدة كان قد حشروا أنوفهم فيها فيما مضى, ولم يلقوا ردة فعل أعترضت على سياستهم وممارستهم, بالحجم والشكل المطلوب, فأدى ذلك إلى تماديهم المستمر لنيل من المختلفين معهم فكريا, بما في ذلك استهداف من هم في إطار الدائرة الفكرية الدينية ذاتها.

ويتجلى ذلك في محاربتهم لرفاقهم السابقين تنظيميا والمعروفين بتنظيم السلفية الجديدة, والذين تم وضعهم قيد الحصار والعمل على عزلهم من التواصل مع الجمهور الصومالي, عبر القطع عنهم أدوات القوة والتواصل مع المجتمع عموما, من إعلام,المساجد والتمويل الخارجي, حيث تم تزكية مؤيدي جماعة الإعتصام بالكتاب والسنة, حصرا, في صدد التواصل مع الدوائر الخارجية المرتبطة بما يعرف بالسلفية الصومالية.

كما أن مهاجمين المفكر عبدي سعيد, ليس حصرا ممثلين بجماعة الإعتصام وهم تنظيم الاتحاد الاسلامي سابقا, بل أن من يسمون ذاتهم بالحركة الاسلامية الصومالية(الدم الجديد), وهم إخوان مسلمين منشقين من تنظيم "حركة الإصلاح الصومالية", بدورهم يلعبون دورا كبيرا في مهاجمة المفكر عبدي سعيد, وذلك إنطلاقا من النسق الفكري العقائدي, والذي يجمعهم مع جماعة الإعتصام, وإيمانهم جميعا بوجود حدي الردة والرجم في الاسلام, ناهيك عن الاعتقاد بمفهوم الخلافة الاسلامية.

وقد جاء الحوار الذي أجراه القسم الصومالي في إذاعة صوت أمريكا, في عام 2012 مع الشيخ محمد أحمد نور(Gar Yare), وإعتراضه على بنود وردت في مسودة الدستور الصومالي المؤقت, والذي كان محل نقاش حينها في الأوساط الصومالية, وذلك في إطار مشاركة الأستاذ عبدالواحد الشيخ عثمان, معه في البرنامج ذاته, خاصة وأن الشيخ محمد أحمد نور, يمثل من أكبر رموز تنظيم الحركة الاسلامية الصومالية, ومن المؤسسين الخمسة الأوائل لتنظيم حركة الاصلاح, التي أنشق عنها.

وقد تجسدت ممارسة الحركة الاسلامية الصومالية, عبر رؤى مؤيديها وقنواتها الإعلامية, والتي تناولت مهاجمة الكاتب عبدي سعيد وكتابه, ومحاولتها إظهار مدى حيادها وعدم تطرقها إلى قضيته والأراء التي جاءت في كتابه, وأن كان الواقع يكذب ذلك جملتا.ورغم مهاجمة هؤلاء الإخوانيين الصوماليين للمفكر عبدي سعيد, من منظور سياسي أولا, ومنطلق من محاولة إشعاره أنه خارج عن الحركة الاسلامية في الصومال, وكمساهم في خندق الأعداء للاسلام من الفاسقين,والزنادقة وغيرهم من المعترضين على المشروع الاسلامي, وفق رؤية المتطرفين وعقيدتهم الفكرية,.

إلى أن رؤية الكاتب قد قطعت جذريا مع فكر كل قوى الاسلام السياسي الصومالي, ومع ذلك فإن الأستاذ عبدي سعيد عبدي اسماعيل, لم يمارس السلوك النخبوي, والعمل على الترفع عن حوار خصومه فكريا, حيث وجه دعوته العلنية في أن يناقشوه ويحاوره بصدد أفكاره والتي تناولها في كتابه الأخير ما حقيقة حكم الردة؟ ولم يتوقف عند الدعوة لمحاورته, بل أنه أسس لذاته صفحة مفتوحة في الفيسبوك, وجعلها كمنتدى ثقافي وفكري للحوار, ومنح من خلالها مساحة حرية مطلقة لخصومه وبحيث يمكنهم التعبير عن رأيهم وإعتراضاتهم على كتابه وأفكاره, ترى من خصومه يسمح لخصومه في أن يعملوا بما قد قام به الأستاذ عبدي سعيد؟ ويمنح المختلفين معه فكريا, الفرصة في أن يعبروا عن أرائهم بغض النظر عن مدى مصداقيتها!

بعد أن تلقى التكفريين المخاصمين للأستاذ عبدي سعيد عبدي اسماعيل, حالة مقاومة من المجتمع الصومالي المسلم عقيدتا, وواقع صمود مستنير من صاحب الكتاب الذي أثارهم, إذ يعمل التكفريين المتطرفين لمحاولة لملمة اوراقهم مجددا, وشن حملة إعلامية حشدوا لها بكل ما أوتي لهم من قوة, كخط دفاع أخير, وذلك بعد أن تلقوا مقاومة كبيرة من قبل المثقفين الصوماليين, والذين فنذوا كل دعواتهم الكاذبة في حق الكتاب والكاتب, لقد فتحوا على ذاتهم العاصفة, حينما أتضح أن جمهور صومالي كبير يؤمن بفكر عبدي سعيد, لدى فليثق هؤلاء المتطرفين دينيا, أن مواجهتهم وإختلافهم في الرؤية مع الكثير من الصوماليين, وليست مع أحد أبنائه والذين يحاولون التركيز على تصفيته جسديا ومعنويا.شخصيا لا أسعى لفرض رؤى الأستاذ عبدي سعيد, على خصومه وأنه يملك الحقيقة افكرية المطلقة, ولكني أؤكد تقديري له, حينما قال: "أنا على استعداد للحوار مع من يختلف مع أفكاري", وذلك هو التجلي لسمو الرجل, والذي يشكل شوكة في أعناق المتطرفين دينيا.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعة الإعتصام تسعى لحكم الصومال
- الرحمة لعبدالله خليفة
- مناظرة الإيديولوجي والملحد1
- لماذا لا تراهن العلمانية على الانسان؟
- ماهية ذكرى 21 أكتوبر لدى الصوماليين
- ذاكرة ذات صلة برئيس صومالي2
- ذاكرة ذات صلة برئيس صومالي1
- الولاء والأدوار الاجتماعية1
- علمانيتي ببساطة
- رجلان وإنهيار الصومال واليمن1
- الجنرال أحمد سليمان عبدالله2
- البيض ورجال اليمن في وهم
- تكفير كاتب صومالي
- قراءة لمذكرات داعية2
- الجنرال أحمد سليمان عبدالله1
- إلى أين سورية الدامية؟
- العلمانية كحاجة وجدوى
- قراءة لمذكرات داعية1
- أثر التلموديين الجدد في حياة المسلمين!
- مظاهرة ضد رئيس الصومال


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد حسن يوسف - عبدي سعيد: يقلق مهاجميه فكريا