أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سمير إبراهيم خليل حسن - الرُّوح وحقوق الإنسان















المزيد.....

الرُّوح وحقوق الإنسان


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1301 - 2005 / 8 / 29 - 09:51
المحور: حقوق الانسان
    


كثرت لجان الدفاع عن حقوق الإنسان فى بلادنا وأكثرهم يزعم أن مثل هذه الحقوق لا تحتاج لمساعدة أجنبية. وهؤلآء يعملون على تثبيت سلطة الطاغوت حيث هى فى بلادنا بسبب انتشار الجهل والفقر والأمية التى تعمل قوى الطاغوت على دوامها فى عيشنا فلا نقوى على التغيير إلا بمساعدة غربآء يرسلهم اللَّه لنصرنا إن أردنا نصر اللَّه. وقد جآء نصر اللّه من بعد الاستجابة لطلب المستضعفين فى بلادنا "وما لكم لا تقٰتلون فى سبيل ٱللَّه وٱلمستضعفين مِنَ ٱلرجال وٱلنِّسآء وٱلولدان ٱلذين يقولون رَبَّنا أَخرِجنَا مِن هذه ٱلقرية ٱلظالِمِ أهلُها وٱجعل لنا مِن لَّدُنكَ وليًّا وٱجعل لَّنا مِن لَّدُنكَ نصيرًا" 75 ٱلنِّسآء.

فقد جعل لنا اللَّه نصيرا ونحن نرفض نصره لنا بزعم الوطنية والخصوصية الدينية والقومية وغيرها من مزاعم شيطانية تبعد عنّا الفرج الذى دنى من بيوتنا



ٱلرُّوح وحقوق ٱلإنسان



فى طول وعرض ما يسمّى لغوًا ٱلوطن ٱلعربى وٱلإسلامىّ ينتشر لون من ٱلبشر تنازل أكثرهم عن جميع حقوق ٱلإنسان ٱلتى نشأت بنفخ ٱلرُّوح فيه. وهم يعلنون فدية أرواحهم لصالح فئة من ٱلناس تتسلط على عيشهم وقولهم.

لقد أعلن ٱللَّه أنَّه "جاعل فى ٱلأرض خليفة" 30 ٱلبقرة.

وبيَّن فىۤ إعلانه أنَّ ٱلخليفة هو من ٱلبشر. وقد بيّن وسيلة ذلك:

"فإذا سَوَّيته ونفخت فيه مِن روحى فَقَعُوا لهُ سَٰجدينَ" (29ٱلكهف).

فٱلرُّوح هى ٱلوسيلة لتحويل ٱلبشر من بهيمٍ إلىۤ إنسان مميّز عن بقيَّة ٱلدَّوآبِّ ٱلتى تسجد له بفعل ٱلرُّوح. ثمَّ إلى خليفة للَّه ٱلعليم ٱلسّميع ٱلبصير ٱلشهيد ٱلقدير ٱلقادر ٱلقوىّ ٱلعزيز ٱلجبّار ٱلمنتقم ٱلغفور ٱلرّحيم ٱلودود ٱللَّطيف ٱلغنى ٱلحميد ٱلوكيل ٱلولىّ ٱلملك ٱلرّازق إلىۤ أخر ٱلأسمآء ٱلحسنى ٱلتى لا يوجد بينها ٱسم للفقير وٱلضعيف وٱلمتخلف وٱلمريض وٱلجاهل وٱلأعمى وٱلأصمّ وٱلأخرس وٱلخاضع وٱلتابع وغيرها من ٱلأسمآء ٱلتى يوصف بهاۤ أكثر ٱلذين يحملون ٱليوم ٱسم مسلم وعربىّ.

ومَثَلُ ٱلرُّوح يبينه لنا منهاج ٱلوندوز. وٱىّ كومبيوتر من دون وندوز لا تُنزّل مناهج فيه. وبتنزيل ٱلوندوز يبدأ تنزيل مناهج أخرى ويستطيع ٱلعامل عليه ٱلخبرة فيها وتطويرها وٱلتنافس فيها.

وما يجب ٱلعلم به أنَّه قبل نفخ ٱلرُّوح فى ٱلبشر لم يكن سوى بهيم يفعل وفق مزر بورد لا تكتسب مناهج بذاتها. وبنفخ ٱلروح فيه بدأ يكتسب ٱلمناهج ٱلمنزَّلة ويخبر فيها ويعلم بٱلحقوق ٱلتى تميّزه عن بقية ٱلدَّوآبِّ. ومن يعلم بحقوقه ويسعى ليكون خليفة فىۤ أسمآء ٱللَّه ٱلحسنى لا يتنازل عنها لغيره من ٱلبشر. وهو إن تنازل عن حقه فى هذا ٱلرُّوح رجع إلى حال ٱلبهيم ٱلأوَّل. وهذا ما يفعله أكثر أبنآء ٱلأعراب وٱلمسلمون للطوآئف ومن يزعمون فقهًا فى ٱلدِّين. وهم يصرخون بأعلى ٱلصوت معلنين "بٱلروح بٱلدّم نفديك يا زعيم". وٱلزعيم يفرح لهذا ٱلصراخ بفعل جهله بما يحدث. فهو يتحوَّل إلى ما يشبه راعى بهاۤئم لا تنفعه زيادة عددهم. وراعىۤ أىّ قطيع لا يحتاج من ٱلعلم فى رعاية ٱلقطيع لأكثر من مزمار. وهو بجهله حتى بدليل ٱسمه ٱلزعيم ٱلذى يفرح به يسعى فى زيادة جهله وجهل أتباعه من ٱلبشر ٱلذى تخلّى عن ٱلرُّوح. وٱسم زعيم من أصل ٱلفعل زَعَمَ ٱلذى يدلّ على قول كاذب يظنّ قآئله أنَّه ٱلحقّ ويبذل كلَّ شىء فى سبيل منع ضياع قوله.

هذا ٱلفهم يسوقنا للقول أنّ حقوق ٱلإنسان لا تلزمه لجان هنا ولجان هناك. بل يحتاج إلىۤ إنسان يسعىۤ إلى تطوير حقوقه فى ٱلرُّوح كفرد بوسيلة وحيدة هى ٱلعلم ثمّ ٱلعلم حتى يوصل إلى ٱلعلم بكيف بدأ ٱلخلق. فإذا ٱقترن سعيه وعلمه بتنزيل ٱلقرءان فى نفسه تحكَّم فىۤ أفعال نفسه. ولَبِسَ جميع ٱفعال ٱلسَّيئة. وهىۤ أفعال سوءٍ يريدها فاعلها. وجميع أفعال ٱلسَّوءة وهىۤ أفعال سوءٍ تحدث من دون إرادة فاعلها. وهو ما يبيّنه بلاغ ٱللَّه ٱلعربىّ:

"يٰبَنِىۤ ءَادَمَ قد أَنزَلنَا عَلَيكُم لِبَاسًا يُوٰرِى سَوءَٰتِكُم" (26 ٱلأعراف).

وإذا ٱقترن عمل هذا ٱلفرد مع أمثاله من ٱلأفراد من دون ٱلنظر إلىۤ أصل كلٍّ منهم ٱلقومىّ أسسوا لأنفسهم مجتمعًا بموجب ميثاق مدينىّ تُسنّ به تشريعات لا تسمح بزعيم ولا فدية بٱلرُّوح.

كما يسوقنا فهمنا هذاۤ إلى ٱلقول أنَّ مفاهيم ٱلوطن وٱلقومية وٱلطآئفة هى مفاهيم من لا يعلم أنّ ٱلأرض للَّه وأنَّ ٱلدِّين عنده ٱلإسلام له وحده من دون زعمآء بٱلدين وزعم بٱلرِّضى وزعم بٱلنَّسبِ. وهو ٱلذى يورثها لمن يشآء من عباده ٱلصَّالحين. وهو ينصر عباده على ٱلمتعدين.

وما يحدث فى ٱلأرض ٱليوم من هزآئم لأولئك ٱلذين يزعمون أنهم عباد للرّحمٰن عربًا ومسلمين. يبيِّن أنَّ عباد ٱللَّه ناس أخرون ينصرهم ٱللَّه على شعوب وزعمآء ٱلعرب وٱلمسلمين. وما يزعم به ٱلعرب وٱلمسلمون يُظهرُ أنّ ٱللّه لا يصدق ٱلقول مع عباده إذا كانوا هم عباده حقًّا:

"إن ينصُركُمُ ٱللَّهُ فلا غالبَ لَكُم وإن يَخذُلكُم فَمَن ذا ٱلَّذى يَنصُرُكُم مِّن بعدِهِ وعلى ٱللَّهِ فليَتَوَكَّلِ ٱلمؤمِنُونَ" (160 ءَال عمران).

أمّا ٱلحق فإنَّ ٱللَّهَ صادق ٱلقول. وهو ينصر قومًا ويُظهر بنصرهِ لهم أنَّهم عباده ٱلذين وعَدَ بنصرهم إن نصروه. ونصرُ ٱللَّهِ فى نشر إعلانه وركن دينه ٱلأساس "لآ إكراه فى ٱلدِّين":

"يَٰأيُّها ٱلَّذين ءَامنوۤا إن تنصروا ٱللَّهَ يَنصُركُم ويُثّبِّت أقدامكم" 7 محمد.

أمّا مَن يزعمون ٱلعربية وٱلإسلام فنجدهم يدعون من دون ٱللَّه زعمآءَ جهادٍ وكهنة مجانين وزعمآء قوم جاهلين. وهم ٱلّذين لا يستطيعون لأنفسهم نصرًا:

"وٱلَّذين تَدعُونَ من دونهِ لا يستطيعون نَصرَكُم ولآ أنفُسَهُم يَنصُرُونَ" 197 ٱلأعراف.

ومثلنا عليهم فيما يحدث ٱليوم فى ٱلعراق. حيث يُدفع ركنَ دين ٱللَّه "لآ إكراه فى ٱلدِّين" إلى ورآء بزعم ٱلإسلام. فلا يفسحوا لديمقراطيةٍ ولا لفيدراليةٍ ضربَ عليها رسول ٱللَّه ٱلمثل فى دولة ٱلمدينة ٱلمنورة.

وكذلك لنا مثل عليهم بما تطلبه ٱلجماعات ٱلإسلامية من طاعة لولى ٱلأمر حسنى مبارك فى مصر. وهذا يشعرناۤ أنَّ كاهن هذه ٱلجماعات ٱلدكتور يوسف ٱلقرضاوى قد أنهى مفاوضاته ومساوماته ٱلمالية مع راعى شعب مصر بتحويشة عمر جديدة على حساب عيش وحقوق حملة ٱلرُّوح من ٱلمصريين.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميثاق شعوب ٱلعراق على سبيل ٱللَّه
- حقوق ٱلمرء وحقوق ٱلمرأة
- فتوى على الهوآء
- الاستنساخ
- ما هو سبيل اللّه ؟
- الإرهاب الإسلامى كما يبينه كتاب اللَّه
- الدين خرافة أم علم ؟
- الديمقراطية دين المؤمنين
- من أجل عراق على سبيل المدينة المنورة
- شرع ٱللَّه ومسئولية الإنسان
- مسودة ٱلدستور ٱلعراقى
- التطرف
- كيف نعلم أنَّ اللَّه يعلم ؟
- الانقلاب
- إلى شيوخ شيوخ الأزهر وشيوخ الوهابية وشيوخ قم وجميع شيوخ السل ...
- هل يقبل المسلمون بدستور دولة المدينة المنورة
- دستور دولة المدينة المنورة


المزيد.....




- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سمير إبراهيم خليل حسن - الرُّوح وحقوق الإنسان