أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - الاعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال لا يلغي الحق بالمقاومة















المزيد.....

الاعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال لا يلغي الحق بالمقاومة


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4637 - 2014 / 11 / 18 - 19:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


لأن السياسة لا تعرف الفراغ ، يمكن تفهم أن ينشغل أهالي قطاع غزة والفصائل وحكومة التوافق الوطني بموضوع إعادة إعمار القطاع ، وأن تستمر حركة حماس وبقية فصائل المقاومة بالحديث عن المقاومة والصواريخ والأنفاق والاستعداد للحرب القادمة الخ ، وأن تنشغل القيادة الفلسطينية بالعمل الدبلوماسي الدولي في السعي نحو استصدار قرار دولي بإنهاء الاحتلال ، والانضمام للمنظمات الدولية الخ .
لكن السياسة بالنسبة لشعب كالشعب الفلسطيني الخاضع للاحتلال ، ليست فقط ملء فراغ ، وليست فقط ممارسات أو انجازات معزولة هنا أو هناك ، لهذا الحزب أو ذاك ، بل هي تجميع وتحشيد لكل الجهود الدبلوماسية والنضالية في إطار استراتيجية وطنية ، فلا السياسة والدبلوماسية تُغنيان عن المقاومة ، ولا المقاومة تُغني عن السياسة والدبلوماسية ، فكلاهما وجها عملة واحدة ، كما يجب الحذر أن يكون إعمار قطاع غزة على حساب المقاومة كحق وممارسة ، أو على حساب وحدة أراضي الدولة المنشودة .
مع افتراض نجاح مساعي القيادة الفلسطينية بالتصويت على القرار الفلسطيني بإنهاء الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطين والانضمام لمحكمة الجنايات الدولية وغيرها من المنظمات الدولية ، فإن ذلك لن يؤدي إلى إنهاء الاحتلال مباشرة ، وستبقى فلسطين والقدس تحت الاحتلال ولكن بمسمى دولة فلسطين المحتلة ! كما كانت دول العالم الثالث خاضعة للاحتلال وكونها كذلك لم يسقط حقها بمقاومة الاحتلال ، أيضا فإن إعمار غزة لن ينهي واقع أنها أراضي محتلة ، و الإعمار لن يؤدي بالضرورة لإنهاء الحصار، كما أن استمرار فصائل المقاومة في الحشد العسكري وفي وضع استراتيجية دفاعية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي على قطاع غزة ، سيؤكد ويكرس الانقسام ، لأن الفصائل الفلسطينية لم توجد للدفاع عن كيان غزة أو ممارسة الحكم فيه ، بل لتحرير فلسطين والقدس في مقدمتها .
فهل هناك رؤية أو استراتيجية وطنية لمرحلة ما بعد ذلك ؟ .
في الحالتين سنعود ونصطدم بالواقع المر ، وهو أن فلسطين – الدولة والشعب - خاضعة للاحتلال . إن قرارا أمميا بالاعتراف بدولة فلسطينية وبإنهاء الاحتلال لن يردع إسرائيل عن مواصلة الاستيطان والتهويد ،إلا إذا صدر القرار عن مجلس الامن بناء على المادة السابعة من الميثاق ، وهو أمر مستبعد ، فهناك عشرات القرارات الدولية التي لم تلتزم بها إسرائيل ، كقرار التقسيم 181 لعام 1947 الذي يمنحنا وبإرادة دولية 46% من مساحة فلسطين ، وليس 22% التي تطالب به منظمة التحرير اليوم ، و قرار 194 حول عودة اللاجئين ، وقرار مجلس الأمن 1515 لعام 2003 الذي يؤكد على حل الدولتين بالإضافة إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في لاهاي . أيضا سيستمر قطاع غزة تحت الاحتلال ، والإعمار – إن تم - سيكون تحت إشراف الاحتلال وربما بشروطه ، إن لم يكن ثمن إعمار القطاع ورفع الحصار عنه هو فصله نهائيا عن دولة فلسطين والمشروع الوطني .
إسرائيل لن تخرج من دولة فلسطين بقرار أممي فقط ، بل سيحتاج الأمر لقوة تجبرها على ذلك . فالشرعية الدولية قد تمنح الفلسطينيين قرارا بالاعتراف بدولتهم ، ولكنها لن تخوض الحرب مع إسرائيل نيابة عنهم لتصبح الدولة المستقلة حقيقة قائمة على الأرض وليس مجرد قرار على ورق . وحتى انضمام الدولة الفلسطينية للمنظمات الدولية ولمحكمة الجنايات الدولية لن يغير من الواقع شيئا كبيرا ، ولا نعتقد أن محكمة الجنايات الدولية ستجر قادة إسرائيل للمعتقلات الدولية ، حتى وإن صدر قرار من محكمة الجنايات بمتابعة قادة الحرب الإسرائيليين ، فحبل المحاكم الدولية طويل وقد تستغرق إجراءات المحكمة سنوات طوال .
إذن ما بعد حصول الفلسطينيين على ما يريدون من الأمم المتحدة سنكون أمام خيارات ثلاثة :
1- إما العودة للمفاوضات مجددا ، ولكن هذه المرة ما بين ممثلي دولة فلسطين الخاضعة للاحتلال وإسرائيل ، وقد جربنا لعقدين من الزمن المفاوضات ، ولا نعتقد أن مجرد تغيير المسمى من شعب خاضع للاحتلال إلى دولة خاضعة للاحتلال ، في ظل استمرار الاحتلال والانقسام ، سيغير كثيرا من موازين القوى على طاولة المفاوضات وبالتالي من مخرجات المفاوضات .
2- الدخول في مواجهة مع الاحتلال ، سواء أسميناها انتفاضة او مقاومة شعبية وحتى مسلحة إن تطلب الأمر في نهاية المطاف ، متسلحين بالشرعية الدولية وبالتأييد الدولي الشعبي والرسمي لمطالبنا الواضحة والمعترف بها دوليا وهي إنهاء الاحتلال . ونذكر هنا أن ميثاق الامم المتحدة يعطي للدول الاعضاء المستقلة حق الدفاع عن النفس ن فكيف الحال إن كانت الدولة العضو خاضعة للاحتلال ؟ ! .
3- الجمع بين الأمرين وهو الشيء الصحيح ، بمعنى العودة لطاولة المفاوضات والتمسك بخيار السلام على قاعدة الوضع القانوني الجديد ، مع إطلاق يد الشعب ليمارس حقه في الدفاع عن نفسه ودولته ، سواء اسمينا ذلك مقاومة أو انتفاضة الخ . الاعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال أو تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال ، سيمنح شرعية إضافية للمقاومة ، كما أن المقاومة ستتسلح بالموقف الدولي الجديد .
في جميع الحالات لا مناص عن المقاومة حتى تصبح الدولة حقيقة قائمة ، ولكن ليس المقاومة الفصائلية والارتجالية وذات الأجندة الخارجية ، بل مقاومة في إطار استراتيجية وطنية وتحت قيادة وطنية شرعية تمثل حالة توافق وطني ، تحدد وسائل وأشكال المقاومة الشعبية ، وقد تكون حالة الاستنفار الشعبي في القدس وعمليات طعن المستوطنين بداية لحالة عصيان ومقاومة شعبية ، مما يستوجب العمل على توسيعها لكل الاراضي الفلسطينية بتواز مع العمل الدبلوماسي وجهود إنهاء الانقسام .
وكخلاصة نقول : إن الحراك الدولي للرئيس ولمنظمة التحرير يزعج إسرائيل ، كما يزعجها صواريخ وأنفاق الفصائل في قطاع غزة ، ولكن في الحالتين فالأمر بالنسبة لها قابل للاستيعاب والاحتواء ما دام التصرفان منفصلين عن بعضهما البعض ، وما دام الشعب مغيبا وخارج دائرة العمل الميداني . ما يشكل خطرا وتهديدا حقيقيا لإسرائيل هو التواكب والتنسيق بين المقاومة والحراك الشعبي الشامل والعمل السياسي والدبلوماسي في إطار وحدة القيادة والموقف بعيدا عن الحسابات الفصائلية الضيقة التي شوهت المقاومة والانتفاضة قبل ذلك .
Ibrahemibrach1@gmail.com



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعمار غزة أكبر وأخطر من كونه مسألة إنسانية
- ما سر هذا الاهتمام بذكرى استشهاد أبو عمار ؟
- تفجيرات غزة الإرهابية وردة فعل حكومية خاطئة
- معركتنا الوطنية الأساسية في القدس والضفة وليس في غزة
- وعد بلفور : قراءة مغايرة
- إسرائيل تريد فرض معادلة : إما غزة أو القدس
- العلاقة الجدلية بين المشروع الوطني الفلسطيني والبعدين العربي ...
- الانقسام الفلسطيني وصناعة دولة غزة
- سر صمود ومقاومة غزة
- الأبعاد الهوياتية القاتلة للقضية الفلسطينية
- وقف إطلاق نار دون هدنة قد يكون أسوء من الهدنة
- أحذروا مؤتمر باريس المشئوم
- حرب غزة الكاشفة
- شكرا للمملكة المغربية ... ولكن
- صمود غزة يختزل مسيرة شعب
- غزة ضحية عدوان إسرائيل وصراع المحاور العربية والإقليمية
- الحرب والهدنة في فلسطين : التباس في المواقف والأهداف
- حتى لا تحصد إسرائيل بالهدنة ما عجزت عنه بالحرب
- ما تريده إسرائيل وما يريده الفلسطينيون من الحرب
- عدوان إسرائيلي متعدد الاهداف


المزيد.....




- فرنسا: قتيل وثلاثة مصابين في عملية طعن نفذها تلميذ بمدرسته
- لحظات عصيبة خلال زلزال تركيا
- الرئيس الفلسطيني يهاجم حماس بألفاظ نابية ويصف نفسه بـ -زعلطي ...
- ترامب يحض بوتين على وقف الهجمات الروسية على كييف، وزيلينسكي ...
- قريباً... شرطيات محجبات في شوارع برلين؟
- شم النسيم لا يكتمل بدونها لماذا يعشق المصريون الرنجة؟
- اجتماعات عسكرية وسياسية في إسرائيل تبحث سبل التعامل مع غزة
- عشرات الشهداء في مجزرتين بجباليا البلد واليرموك
- باكستان تضع خطا أحمر للهند وتعتبر تجاوزه إعلانا للحرب
- نصف الآباء قلقون من الشاشات.. لكن 58% يعتمدون عليها لإبقاء أ ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - الاعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال لا يلغي الحق بالمقاومة