|
مؤامرات إبليس
صفاء الهندي
الحوار المتمدن-العدد: 4637 - 2014 / 11 / 18 - 08:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قد لايعلم العالم والعرب والمسلمون بصورة خاصّة ان عالمنا تقوده حكومة وربما عدّة حكومات اخرى سرية ومعلنة، وهي نفسها القوّة التي تحرّك كل الحكومات الرسمية التي يعرفها الناس. قد لايصدّق البعض هذا الامر لأول وهلة.. لكن الدلائل التاريخية والمعاصرة الاحداث والوقائع السياسية والاجتماعية والدينية فضلا عن الوثائق والبراهين اثبتت بما لامجال للشك بـ صحّة وصدقية هذه الحقيقة. الحقيقة التي يعلمها ويوقن بها البعض ويرفضها ولايريد تصديقها البعض الآخر خاصّة عندما تلامس دينه ومعتقده ومورثه ومجتمعه. كـ عرب ومسلمون خاصّة من بين كل الامم لدينا الكثير الكثير من الدلائل والقرائن والبراهين المنصوصة التي أثبتت للناس وللعالم اجمع قبل 1400 سنة بأنهم فعلا مهدّدون من قبل (سلطة) وتأثير حكومة الشيطان بما يفوق كل البراهين التي طرحها وأقرّ بها الآخرون بكتاباتهم ومذكراتهم واعترافاتهم بهذا الخصوص والتي ظهرت لاحقا في اوقات متأخرة. وحتى لايشكَل علينا بـ (لا سلطة للشيطان على الناس..) نقول ليس شرطا ان تكون السلطة بـ نحو الحكم والحاكمية او القوة الجبرية للشيطان بحيث تمكنّه من اجبار الناس وسوقهم لطاعته بالقوة.. بل نقول وفق ما مُنح من قدرات وامكانيات نفسية وروحية فريدة ومواهب وطاقات (سايكولوجية- و - مادية) تمكّنه من التكوّن والتصوّر والتخيّل وانتحال صورة وشكل الانسان نفسه والوسوسة التلاعب بمشاعر واحاسيس الناس ضمن (خلقية) وحيثية ممنوحة معينة لاتتأتى لأحدٍ غيره. بهذه الامكانيات يستطيع الشيطان دعوة الناس وغوايتهم وفرض سيطرته وسلطته عليهم. وقد كشف السيّد الصرخي الحسني هذه الحقيقة - التكوينية و التاريخية – وتجلّياتها الواقعية بين الناس على مرّ التاريخ. تجسّيد ابليس اللعين تارة بهيئة (الشيخ النجدي) وتارة بصورة (المغيرة ابن شعبة) وتارة اخرى بهيئة (شيخ عابد زاهد)، مبيّنا خلال المحاضرة التاسعة والعشرون ضمن سلسلة محاضرات (تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي) ان أبليس اللعين يلعب دورا رئيسا واساسيا في الماضي والحاضر في تأسيس وتأصيل وتعميق النزاعات والمؤامرات بين المسلمين، وحضوره الدائم المؤامرات التي تُحاك ضد الحق وأهل الحق، من خلال تلبّسه بهيئة بعض شخصيّات المسلمين.. والتي عادة يعرف عنها الوقار والصلاح والعبادة ولها رأي وقرار بين المسلمين، وهذا ما أثبتته الكتب والسير التاريخية الإسلامية عند السنة والشيعة وهو ما أجمع عامّة المسلمون عليه في تصور وتمثل إبليس بعدة شخصيات. ومن بين الشخصيات التي تمثل بها إبليس هي شخصية الشيخ النجدي ذلك الشيخ الوقور والعابد كذلك تبدى إبليس لقارون أثناء عبادته وعزلته على الجبل بهيئة رجل عابد وغلب قارون بعبادته وجعل قارون يتواضع له ويسمع لرأي إبليس حتى استطاع إبليس من حرف قارون وشغله بالدنيا وحبب إليه جمع المال. كما أكّد السيد الصرخي الحسني تمثّل وتصوّر إبليس في صورة المغيرة بن شعبة أثناء اجتماع السقيفة وانشغال الامام علي (عليه السلام) في تجهيز النبي (صلى الله عليه وآله) واعترض المغيرة حول تولي الامام علي (عليه السلام) للخلافة والولاية بدعوى لا تجعلوها كسروانية وقيصرانية أي لا تجعلوها وراثة لتكون بذرة الخلاف وتأصيله بين المسلمين منذ ذلك الحين ولكن رغم ذلك حضر الامام علي (عليه السلام) السقيفة مرغما لكي يحافظ على وحدة المسلمين وحفظ الصالح العام وحفظ الدماء، وأعتبر السيّد الصرخي الخلافات العقائدية والفكرية ينبغي أن لا تطغى على جانب السلوك العام والأخلاق والإنسانية والرحمة والتعاطف وحب العراق وشعبه وعروبته ودينه بالرغم من تمسك كل طرف بعقائده. لأنه هناك مشتركات عديدة فالإسلام والتوحيد والنبوة والإمامة بعنوانها العام والصلاة والصوم والزكاة والحج والقومية والعروبة ووحدة الدم كلها كفيلة بتعزيز روابط الأخوة الحقيقية الصادقة. بالرغم أنه متمسك وملتزم ومعتقد بأحقية أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بالخلافة والولاية لكنّه دعا الى احترام الآخرين ورموزهم ويبقى الاعتقاد قلبي عقدي إيماني، الملفت للامر أن السيّد الصرخي يستحضر ويستدل في كل مفصل من مفاصل الروايات الواقع الخارجي الموضوعي المعاصر ليعطي بذلك القيمة العلمية والموضوعية والإستفادة من التاريخ والأحداث والروايات بما يتناسب و واقع الأمة الإسلامية وما تعانيه من تمزق وشتات وضياع تحت مسميات دينية وطائفية وتكفيرية ومليشياوية التي يقودها رموز السياسة المفسدون وأئمة الضلالة والإنحراف. الذين تلبّس إبليس بهم وسخّر لهم مطاياه من وسائل إعلام ورجال دين يدافعون عنهم ويصفّقون لهم ويدعون الناس للتمسك بهم رغم إنحرافهم وفسادهم وفراغ مرجعياتهم علميا. تصوّروا أن (مرجعية دينية) يطبل لها الإعلام وطلبة حوزة لا تمتلك أي بحوث فقهية أو أصولية أو تاريخية أو عقائدية أو تفسيرية وهذا راجع لغباء المجتمع وجهله وبلادته، ومع ذلك ومهما كشفت من فراغ لتلك الرموز والعناوين وكشفت مفاسدهم سيبقى المجتمع متمسك بهم رغم ما يعانيه من ضياع وحرمان وفقدان للأهل والأحباب إثر الإقتتال الطائفي. وخاطب في الوقت ذاته الشرفاء والأحرار والوطنيين ممن ساروا مع نهجه في الإعتدال والوسطية والخلاص وحب العراق والمتعاطفين مع قضيته وما أثّره الإعلام في تشويه صورته أمامهم والطعن به من قبل المنتفعين قائلا: http://www.mediafire.com/listen/zkdzqzsbdnc6ddu/29.29.mp3 (لكن الآن لنسأل ليسأل كل من تعاطف معنا الآن حتى يعرف حجم المصيبة والجريمة والإفك والإفتراء الذي وقع علينا لماذا قبل عام قبل عامين قبل خمسة أعوام قبل عشرة أعوام لماذا لم يكن بهذه الصورة وبهذه الفكرة التي يحملها عنا لماذا كانت الصورة منحرفة ومشوهة ومشوشة ومقلوبة عنده تجاهنا لماذا؟ من الذي أثّر عليه؟ كيف تحرك الإعلام في التأثير في هذا الشخص وفي ذاك الشخص يدعي الوطنية وهو من الوطنيين يدعي التدين وهو من المتدينين يدعي الإسلام وهو من المسلمين يدعي المسيحية الأخلاقية الحقيقية المنتمية الى الدين الراجعة الى الله (سبحانه وتعالى) ومع هذا هو يطعن فينا وهو ينتقدنا وهو يفتري ويكذب علينا، لماذا اجتمع الجميع علينا؟ سؤال لمن تعاطف ويتعاطف معنا الآن سؤال للأحباء للأعزاء للأبناء للاصدقاء للاخوان ممن التحق معنا والتحقنا معه وصرنا في مسيرة واحدة وفي خط واحد وتحت منهج واحد من أجل الخلاص من أجل الإنسانية من أجل الأخلاق من أجل العراق من أجل النازحين من أجل المساكين من أجل المشردين من أجل المرضى من أجل الفقراء من أجل الأغبياء من أجل البلهاء من أجل الجهال الذين يعشيون في بلد من أغنى البلدان يعيشون في بلد يمتلك من الميزانية ما لا يمتلكه الغير يمتلك من الثروات الطبيعية غير النفط ما لا يمتلكه الغير يمتلك من الموارد البشرية ما لا يمتلكه الغير يمتلك من المراقد المقدسة ما لا يمتلكه الغير يمتلك من الآثار ما لا يمتلكه الغير يمتلك من العقول والعباقرة ما لا يمتلكه الغير، أين كل هذا لماذا صرنا في الحضيض والى حضيض والى تسافل والى قبح وفساد ونحن نرضى لهذا ونصفق لهذا ونشكر الله على هذا وفعلنا هذا بأنفسنا وبأيدينا لماذا نفعل هذا؟ لماذا وصلنا الى هذا الحال؟ لأننا أغبياء لأننا جهلاء لأننا بلداء سلطنا الفاسد المفسد القبيح صدقنا بالكاذب صدقنا بالمنتفع والانتهازي وبقينا ندافع عنه وسنبقى ندافع عنه بعنا آخرتنا بدنيا هذا الانتهازي والمنتفع المدعي للمرجعية صاحب المرجعية الإعلامية التي لا حقيقة لها من العلم ولا حظّ لها من العلم لا تمتلك لا من الفقه ولا من الأصول ولا أي شيء من العلم لا في الفقه ولا في الأصول ولا في التاريخ ولا في العقائد ولا في التفسير ولا في الحديث ولا في الرجال لا تمتلك أي شيء فقط إدعاءات إعلامية فقط أدعاءات من أناس منتفعين يقبضون الدينار ويشهدون بعلمية هذا واجتهاد هذا يكذبون على الناس مقابل بعض المال مقابل الفتات نبقى نصدق بهذا وبذاك ونبقى في هذا الحال والى أسوء حال ونحن ندافع عن هذا لأنه يمثل المذهب يمثل الطائفة ينتصر به المذهب، وماذا حصل للمذهب؟ غير التشويه والتشويش والطعن والتنفير كل الجرائم صارت ترتكب باسم أهل البيت (عليهم السلام) كما أن هناك ترتكب باسم مذهب أهل السنة باسم مذهب الخليفة الأول أو الثاني أو الثالث أو باسم منهج أم المؤمنين عائشة، كذلك هنا ترتكب باسم الحسين وباسم علي ابن أبي طالب (عليهم السلام) هذه ضلالة هذا فساد هذه شيطنة هذا قبح).
#صفاء_الهندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطفل الشهيد محمد تقي (قصّة قصيرة جدا من الواقع).
-
لازال مسلسل الضحك على الذقون مستمرّا..
-
نفاق سياسي، حينما تختل الموازين وتميل الكفّة.. تتغيّر المواق
...
-
مليشيات.. ثأرنا وثأرهم.
-
الأديب عز الدين جلاوجي و -العشق المقدنس-.
-
الرجل النبيل، احرِقوها عليه، حرام، ثلاث قصص قصيرة جدا.
-
واعظ؛ الثورة؛ مُنتخب؛ ثلاث ومضات قصصيّة.
-
حكيم، مسلم، صيّادون، ثلاث ومضات قصصيّة.
-
لهذه الاسباب قرّرَ القوم تصفية السيد الصرخي الحسني..
-
فتوى الجهاد تعني خنقق كل بادرة من اجل السلام.
-
قطع المياه عن الجنوب واغراق الفلوجة الآن بأمر المالكي وليس ا
...
-
قطع المياه عن الجنوب أزمة مُفتَعَلة ! .
-
الشيوعيّة كفرٌ وإلحاد ..
-
بيان 74 (حيهم .. حيهم .. حيهم اهلنا اهل الغيرة والنخوة) . مح
...
-
مهارات القيادة وصفات القائد .. مقتدى الصدر مثالا .
-
قراءة في كتاب : ( كيف تفقد الشعوب المناعة ضد الأستبداد ) .
-
الإعلام العراقي يقع ضحية المكر والخداع السياسي .. الفلم الهن
...
-
قضيّة أمام انظار المرجعية : أرادة الجماهير يسحقها البرلمان ا
...
-
وماذا بعد الفيدرالية ؟
-
السيد كمال الحيدري : الله ديمقراطي والنبي سليمان (ع) لا يفهم
...
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|