أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - من ذكرياتي عن الزمن الماضي














المزيد.....

من ذكرياتي عن الزمن الماضي


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من ذكرياتي عن الزمن الماضي .
...........نسينا حتى اسماء بعض التمور ...هل هو برحي ام خستاوي او بريم لو سكري ...ولكنه رائع في مظهره ...ورائع في طعمه ...ورائع في فوائده ، فقليلا منه وكأس من الشنينة للبن الذي تستخرجه امهاتنا بعد ان تضع (الروبة )التي عملتها الوالدة مساء اليوم الماضي ، بعد ان تضع خميرة وهي عبارة عن قليل من اللبن وتضيفه الى الحليب ونسميها (خثرة) بعد غليه وتبريده ...وفي صباح اليوم التالي تخرج من هذه (الروبة ) لنأكل منها وبعد ذلك تضع الباقي في ما نطلق عليه باللغة الدارجة (_ الشجوة ) وهي عبارة عن جلد الغنم او الماعز وبعد تدبيغه وتنظيفه يتم عمل وعاء وما نطلق عليه الشجوة ، فيوضع اللبن الخاثر وتسد الشجوة بخيط وبشكل محكم بعد نفخها من قبلها اي من قبل الوالدة بواسطة الفم ويتم تحريك الشجوة الى الأمام والى الخلف ولفترة من الزمن ، والوالدة لها خبرة بالوقت المحدد وبعد ان تستنفذ الوقت الكافي ، تعاود فتح هذا الوعاء ( الشجوة) واذا كانت هذه الشجوة حجمها كبيرا تسمى ( مروجح ) لأن طريقة عملها مختلف عن الشجوة ، فهو يعلق على جسر خشبي يسمى (مروجح ) وهو متأتي من كلمة مرجحة أو مرجوحة ، وكذلك يحرك الى الأمام والى الخلف حتي تنتهي الفترة الزمنية لذلك ، وبعد فتح الوعاء ويسكب ماء باردا أو مثلجا لكي يتجمع الدهن المتراكم نتيجة هذه الحركة أمام وخلف، فيتم تجميعه واخراجه وفصله عن اللبن ونطلق عليها (الزبدة ) ونستخدمها بعد ذلك ....قسم منها للأكل اليومي ، والقسم الأخر يتم جمعه في وعاء خاص مصنوع من القرميد المفخور ( البستوكة ) وهي معروفة لدى العراقيين في القرى والأرياف ، وهذه تصنع بأحجام مختلفة وتستعمل لأغراض متعددة لخزن الطعام وعمل الخل والطرشي بأنواعه وتخزين الدبس وغير ذلك ، وكانت هذه التي اطلقنا عليها (البساتيك) مفردها (بستوكة ) تشكل جزء أساسي من أساسيات البيت ...لتجميع الميرة البيتية ( المونة ) وهناك أنواع أخرى من مستلزمات البيت الاساسية في العقود الخمسة او العشرة الماضيات ، مثل الكوارة وهي مصنوعة من الطين ومعضدة (بالحلفة) نوع من انواع الحشيش المعروف لدى الوسط العراقي لتمتينها وحتى تكون خفيفة وسهلة الحمل وهذه الكوارة تستخدم لتخزين الحبوب مثل الرز والعدس والهرطمان والطحين والملح والتمور او بعض انواع التمور ، لأن أغلب التمور كانت توضع في اوعية جلدية هي نفسها التي اسميناها الشجوة ، لأن بعد مضي فترة على أستخدام هذا الوعاء لعمل اللبن واستخراج الزبد ، تكون بعد هذه الفترة غير صالحة للأستخدام فيحولوها الى وعاء لتخزين التمور ونسميها ( الكيشة ) وهذه تحافظ على التمور لفترة طويلة قد تدوم سنة او سنتين وربما اكثر ، وهذا الذي ذكرناه ومواد الميرة والتموين للبيت الريفي وللقرى ، تجمع وتوضع في غرفة خاصة قد يطلق عليها احيانا ( العنبار ) وقد يطلق عليها البيت الطويل ، أو غرفة الطعام ، ولاكن لا يطلقون عليه أسم مخزن ...بالوقت الذي هو الأصح أن يطلق عليه المخزن الذي يخزن فيه الطعام بأنواعه ، وأضافة الى البساتيك والدنون مفردها ( دن ) وهو وعاء كبير ومن القرميد المفخور على شاكلة البساتيك ، والذي مثلما ذكرنا يستخدم لتخزين الدهون والدبس والخل والطرشي ، والكوارات التي مثلما ذكرنا لتخزين الحبوب والطحين وغر ذلك ، وكذالك توضع قطع خشبية تثبت على طول غرفة الطعام ، تثبت هذه على حيطان الغرفة وترتفع ما بين المتر او يزيد قليلا وهذه ( تسمى ثبتان ...مفردها ثبت ) لتعليق التمور الغير مفصولة عن عراجينها (عثوك) وتخزينها الى الشتاء وكانت هذه غذاء رئيس للعائلة الريفية مع الدبس واللبن وخاصة فترة الغداء ، وفي العشاء في أغلب الأحيان كانو ا يطبخون التمن مع ما تبقى من طبيخ الظهيرة ( المرق ) أن كان متوفرا ، وأن لم يكن فيعمل ما كنا نطلق عليه ( الخوشاب ) وهو معمول من عصير النارنج وماء ويخلط معه الدبس . هذا كان نمط الحياة التي كنا نعيشها نحن ابناء القرى والأرياف في محافظة ديالى ونحن منها في بهرز ، وهي حياة صعبة بعض الشئ وتفتقر للكثير من مقومات الحياة ، وقد تختلف من مكان لأخر بعض الشئ ولاكن بتقديري ، أن حدث هذا فهو أختلاف طفيف . وكانت الحياة وما تفرض علينا من نمط متدني في العيش الكريم ...ولاكن كان هذا هو الواقع ، وقد يختلف بشكل جذري نتيجة لأختلاف نمط الحياة الحالي ، وطبيعة البيت وشكله ومحتواه ، وأختلاف في وسائل الأنتاج ( وسائل العمل وطبيعتها ) ، لأن البيت في السابق كان يتوجب عليه أن يوجد فيه الحيوانات مثل الأبقار والأغنام وهي وسيلة من وسائل العيش ، وكذلك الحمير والخيول للأستخدام للنقل وتحميل المنتجات الزراعية وحمل الحطب للأستخدام المنزلي وحتى للحراثة والركوب لقطع مسافات غير قصيرة ، فكان البيت واسع ويوجد في أغلب البيوت بستان صغيرة فيها نخيل واشجار مثل البرتقال والنارنج وغير ذلك وأغلب البيوت كانت فيها الكلاب لحراسة البيت في الليل . شكرا للأستاذ موسى فرج الذي دغدغ احاسيسنا بنموذج التمور التي نشرها مما حرك فينا الشجون ، فاستثار القريحة التي عادة بنا بالذاكرة لأكثر من ستون عاما أو يزيد ، بالرغم من قساوة الحياة وبساطتها ، ولاكنها كانت حيوية وناشطة ويغلب عليها تماسك المجتمع ومكوناته ، وهي ميزة مهمة وتدعوا الى الأعتزاز والتمسك بمنظومتها القيمية ، والتي من المهم ان نستعيد ذاكرتنا ونعمق هذه المفاهيم التي تعمق لحمة شعبنا وتكاتفه وتعايشه وتعاونه للسير نحو الحياة الرحبة والسعيدة .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
17/11/2014م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى رفيق
- استذكار للمناضلة نرجس الصفار
- لعصفورتي الصغيرة
- الأشاعة وأخواتها
- عثمان الموصلي أحد أعمدة الثقافة والفنون
- الى متى تستمر معانات ناحية بهرز
- بلا عنوان
- حول استيزار الوزراء للدفاع والداخلية في العراق
- تأملات ومحاكات مع الذات
- دوافع قيام الحرس الوطني العراقي
- حول سعير الحرب في سوريا وأمتداداتها
- مناشدة وتحذير عن الذي يجري في الأنبار
- مطالبة بالكشف عن جريمة اغتيال أثير عبد القادر من الطائفة الم ...
- رسالة محبة للرفيق عبد الواحد كرم ..أبو سلام
- عشية العيد وسوريا الحبيبة ما زالت تأن من أوجاع الحرب العبثية ...
- ترانيم العيد
- الأعياد عند بعض مكونات شعبنا العراقي
- الى الشاردة في عيونها والمتصابية مع خمرتها والمجون
- تمنياتنا بالشفاء العاجل للفنانة والمثقفة بشرى سميسم
- لك المجد ياحزبي العظيم


المزيد.....




- ريابكوف: خطر وقوع صدام نووي مرتفع حاليا
- إعلام إسرائيلي: دوي صافرات الإنذار في إيلات خشية تسلل طائرة ...
- إفراج موقت عن عارضة أزياء باليمن بعد ظهورها من دون حجاب
- أطباء لا يستطيعون التعرف على هوية أسير مفرج عنه بسبب التعذيب ...
- حريق كبير قرب قاعدة عسكرية إسرائيلية بالقدس
- استشهاد طفل فلسطيني بسبب نفاد الحليب والدواء
- هل اقترب عصر الأسلحة الذرية من نهايته؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة -إسرائيلية- في بحر العرب
- حماس ووجهتها المقبلة.. ما علاقة بغداد؟
- مصر.. اعترافات صادمة للطفل المتهم بتحريض قاتل -صغير شبرا-


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - من ذكرياتي عن الزمن الماضي