|
تابع تفسير القرآن وأسباب النزول (6)
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 15:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تابع تفسير القرآن وأسباب النزول (6) طلعت رضوان فى كتب أسباب النزول العديد من آيات القرآن تـُوضـّح أنّ تلك الآيات كانت تشتبك مع الواقع المادى الاجتماعى ، وأنّ (السماء) تنتظر الواقعة المادية الواقعية ، وبعدها يتم صياغتها فى شكل آية، من ذلك آية (قل يا أيها الكافرون) الواردة فى سورة (الكافرون) الآيات من 1- 6. وعن سبب نزولها أخرج عبد الرازق عن وهب قال : أنّ (كفار) قريش قالوا للنبى : إنْ سرّك (أى أبهجك) أنْ تتبعنا عامًا وترجع إلى دينك عامًا ، فأنزل الله (قل يا أيها الكافرن) وأخرج ابن المنذر نحوه عن ابن جريج وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن ميناء قال : لقى الوليد بن المغيرة والعاصى بن وائل والأسود بن عبد المطلب وأمية بن خلف رسول الله فقالوا : يا محمد هلمّ فلتعبد ما نعبد ونعبد ما تعبد ، ولنشترك نحن وأنت فى أمرنا كله فأنزل الله (قل يا أيها الكافرن) (تفسير القرآن الكريم وأسباب النزول للسيوطى – إعداد محمد حسن الحمصى – ماجستير فى الشريعة – جامعة الأزهر- ص482، 483) وما ذكره السيوطى تأكد فى معظم كتب تفاسير القرآن مثل تفسير الجلاليْن اللذيْن كتبا فى تفسيرهما لسورة (الكافرون) ما يلى ((نزلتْ لما قال رهط من المشركين لرسول الله تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة)) (تفسير الجلاليْن- جلال الدين المحلى وجلال الدين السيوطى – مطابع شركة الشمرلى – بتصريح من مشيخة الأزهر ومرافية البحوث والثقافة الإسلامية- بتاريخ 15/7/1979) أى أنّ المسألة كانت أشبه بالمساومة أو بعقد صفقة (نعبد إلهك سنة وتعبد آلهتنا سنة) ولما لم يُوافق محمد على تلك الصفقة نزلتْ السورة لتحسم الخلاف وتـُوفــّق بين الطرفيْن ((لكم دينكم ولىَ دين)) ونظرًا لأنّ تلك السورة (مكية) وفى بداية الدعوة الإسلامية ، لذلك فإنّ النبى فضــّــل عدم الاشتباك مع (الكفار) ولم يستخدم لغة الرفض لما يعتقدون به ، ولكن بعد أنْ قويتْ شوكة الدعوة حسم القرآن الأمر فقال ((إنّ الدين عند الله الإسلام)) وأكثر من ذلك ((ومن يبتغ غير الإسلام دينـًا فلن يـُـقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين)) (آل عمران/ 19، 85) ولأنّ آيات القرآن جاءتْ لتـُعيد صياغة الواقع نزلتْ آية ((ثمّ لتسألنّ يومئذ عن النعيم)) (التكاثر/8) والسبب فى نزول تلك الآية أنّ البعض سأل الرسول ((يا رسول الله ، لأى نعيم نـُسأل عنه وإنما هما الأسودان : التمر والماء؟ قال : إنّ ذلك سيكون)) رواه الترمذى وابن أبى حاتم عن ماجه (عن كتاب تفسير القرآن للسيوطى – مصدر سابق – ص482) والمعنى أنّ أهل قريش اندهشوا من سؤالهم عن (النعيم الافتراضى) بينما هم لا يأكلون إلاّ التمر (البلح) ولا يشربون إلاّ الماء وهما المقصودان ب الأسوديْن. وحتى سورة الإخلاص التى كرّستْ للأحادية (قل هو الله أحد) لم تنزل مُـسبقــًا قبل التفاعل مع الواقع ، إذْ أخرج الترمذى والحاكم وابن خزيمة عن طريق أبى العالية بن كعب أنّ (المشركين) قالوا للرسول : انسب لنا ربك فأنزل (قل هو الله أحد) إلى آخرها. وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس أنّ اليهود جاءوا إلى النبى وبينهم كعب بن الأشرف وحييى بن أخطب وقالوا : يا محمد صِفْ لنا ربك الذى بعثك فأنزل (قل هو الله أحد) وقال ابن جرير عن أبى العالية قال : قال قتادة : قالت الأحزاب : انسب لنا ربك فأتاه جبريل بهذه السورة. وعن أنس قال : أتتْ يهود خيبر إلى النبى وقالوا : خلق الله الملائكة من نور الحجاب وآدم من حمأ مسنون وإبليس من لهب النار والسماء من دخان والأرض من زبد الماء فأخبرنا عن ربك فأتاه جبريل بهذه السورة (المصدر السابق- ص 484، 485) وعن آية المواريث التى فرّقتْ بين البنت والولد (يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين)) (النساء/11) فلم تنزل قبل حدوث واقعة (مادية) مُحدّدة هى أنّ ابنتىْ سعد بن الربيع بعد أنْ اشتكتْ أمهما إلى النبى وقالت : أنّ عمهما استأثر بما ترك أبوهما وقالت : قـُتل أبوهما معك يوم أحد شهيدًا وأنّ عمهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مالا ولا تنكحان إلاّ ولهما مال فقال النبى : يقضى الله فى ذلك فنزلتْ آية الميراث (رواه الترمذى من حديث جابر بن عبد الله وقال : حديث صحيح – سُنن الترمذى 4/414 رقم 2092، ومسند أحمد 3/352برقم 14840، وسُنن أبى داود 3/120 برقم 2891، وسُنن الدارقنى 4/78 برقم 34. ومع ملاحظة جملة تلك الأم أنّ (النكاح) أى الزواج لا يتم إلاّ إذا كان لابنتيها (مال) والمعنى – بمفهوم المُخالفة- أنّ البنت الفقيرة التى لا تملك المال لا تتزوج . والدليل على اشتباك القرآن مع الواقع المادى أو ما يُسمى (الحراك الاجتماعى) ما ورد فى القرآن (فى آيات عديدة) من عتاب (الله) لنبيه ومن أمثلة ذلك ((عفا الله عنك لمَ أذنتَ لهم)) (التوبة/43) ويتضح السبب فى آخر الآية ((حتى يتبيّن لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين)) وتتضح الصورة أكثر مع الآية رقم 49 من نفس السورة ((ومنهم من يقول إئذن لى ولا تفتنى)) فورد فى تفسير الجلاليْن ((ومنهم من يقول إئذن لى فى التخلف (عن الغزو) وهو الجد بن قيس قال له النبى هل لك فى جلاد بنى الأصفر فقال إنى مغرم بالنساء وأخشى إنْ رأيتُ نساء بنى الأصفر أنْ لا أصبر عنهنّ فأفتتن)) (تفسير الجلاليْن : جلال الدين المحلى وجلال الدين السيوطى فى تفسيرهما لسورة التوبة- مطابع الشمرلى بتصريح من مشيخة الأزهر ومراقبة البحوث والثقافة الإسلامية- برقم 330 بتاريخ 15/7/1979) وكذلك العتاب الذى نزل فى آية ((ما كان لنبى أنْ يكون له أسرى حتى يُثخن فى الأرض)) (الأنفال/67) وسبب نزول تلك الآية أنه بعد انتهاء غزوة بدر وحصل جيش محمد على عدد كبير من الأسرى ، فإنه استشار بعض الصحابة فنصح أبو بكر بالرأفة بهم وأخذ الفدية. ولما أخذ رأى عمر بن الخطاب قال بضرورة ضرب أعناقهم ، فأخذ محمد برأى أبى بكر وتسلم الفدية من أهالى الأسرى ثم أطلق سراحهم فنزلتْ الآية لتـُسجّل ما حدث وتأييد رأى عمر الذى أصرّ على قتل الأسرى. وفى هذا الشأن قال ابن عمر: استشار رسول الله فى الأسارى أبا بكر فقال : قومك وعشيرتك. خلّ سبيلهم واستشار عمر فقال : اقتلهم (ولكن) رسول الله فاداهم فأنزل الله (وما كان لنبى أنْ يكون له أسرى حتى يُـثخن فى الأرض) وكتب الفخر الرازى الواقعة بتفاصيل أكثر وجاء فيه ((فقام عمر وقال : كذبوك (أى الأسرى) وأخرجوك فاضرب أعناقهم فإنّ هؤلاء أئمة الكفر وإنّ الله أغناك عن الفداء (الفدية) فمكــّن عليًا من عقيل وحمزة من العباس ومكــّن من فلان ينتسب له فنضرب أعناقهم (ولكن) النبى مال إلى قول أبى بكر و(لكن) الآية نزلتْ بتأييد رأى عمر. وكان تعليق المفكر الجليل خليل عبد الكريم على حديث الفخر الرازى (( ولا ندرى كيف يُواجه الإمام على رضى الله عنه وكرّم وجهه إخوة عقيل وأسرته لو قتله؟ وكيف يُصبح موقف حمزة من أم الفضل (مرة العباس) وأولادها منه لو نفــّـذ مشورة العدوى (أى عمر) وقتل أخاه الذى هو فى ذات الوقت عم (النبى) الذى أفزعته مشورة عمر وقال له : أتأمرنى أنْ أقتل العباس ؟ فجعل عمر يقول : ويلٌ لعمر ثكلته أمه)) (المصدر: التفسير الكبير للفخر االرازى – المجلد السابع ج 14- ص538، 539. وجاء نفس الحديث عند القرطبى- نقلا عن المرحوم خليل عبد الكريم- النص المؤسس ومجتمعه- السفر الأول- دار المحروسة- عام 2002- ص236) وكان عمر يقول ((كان الإثخان فى القتل أحب إلىّ)) (النيسابورى فى غرائب القرآن ل القمى النيسابورى- نقلا عن خليل عبد الكريم- ص377) ونقلتْ كتب التراث العربى/ الإسلامى حديثــًا لعمر بن الخطاب (غاية فى الأهمية) يكشف عن حقيقة استجابة (السماء) لرأى البشر، وهو الحديث الذى قال فيه ((وافقنى ربى فى ثلاث (وفى بعض الروايات أربع) وعن أنس بن مالك قال : قال عمر وافقنى ربى فى أربع . قلتُ : يا رسول الله لو صليتَ خلف المقام : أليس هذا مقام أبينا إبراهيم فنزلتْ الآية (واتخذوا مقام إبراهيم) (البقرة/125) وقلتُ يا رسول الله لو ضربتَ على نسائك الحجاب فإنه يدخل عليهنّ البر والفاجر، فأنزل الله (وإذا سألتموهنّ متاعًا فاسألوهنّ من وراء حجاب) فنزلتْ آية (الأحزاب/53) ولما نزلتْ آية (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) (المؤمنون/12) قلتُ أنا (تبارك الله أحسن الخالقين) فنزلتْ ((فتبارك الله أحسن الخالقين)) (المؤمنون/14) ودخلتُ على أزواج (زوجات) النبى فقلتُ : لتنتهنّ أو يبدله الله بأزواج خيرًا منكنّ فنزلتْ الآية ((عسى ربه إنْ طلقكنّ أنْ يبدله أزواجًا خيرًا منكنّ)) (التحريم/5) وحديث عمر هذا أخرجه البخارى والنسائى وابن ماجه وهم ثلاثة من الصحاب الصحاح الستة ورواه أنس بن مالك وهو خادم محمد ، أى أنّ هذا الحديث ناءٍ عن التجريح ، وورد به أنّ الآيات نزلتْ بذات الكلمات التى تلفظ بها العدوى (عمر) وأكد السيوطى أنّ سبب نزول آية (وعسى ربه) هو قول عمر (عسى ربه إنْ طلقكنّ الخ) وأنّ عمر بعد أنْ قال ذلك نزل القرآن بموافقته. ونظرًا لتشدد عمر وموقفه من المرأة قال للنبى ((والله يا رسول الله لئن أمرتنى بضرب عنق حفصة لضربتُ عنقها)) (التسهيل ل الكلبى- ج4- ص132) أما الذى جاء فى ختام الخبر فلا تعليق لنا (الكلام للمرحوم خليل عبد الكريم) إلاّ أنه من هواة قطع الرقاب. والطريف أنه لم يستثمر هذه الهواية مع الأعداء لأنه باعترافه فرّ مع الذين هربوا من وجه (كفار قريش) فى غزوة أحد)) وهناك آية خامسة نزلتْ كما جاءتْ على لسان ابن الخطاب : أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى : أنّ يهوديًا لقى عمر فقال : إنّ جبريل الذى يذكر صاحبكم عدوٌ لنا. فقال عمر: ((من كان عدوًا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإنّ الله عدوٌ للكافرين)) (البقرة/98) أما السيوطى فأورد نفس الحديث مطولا وفى آخره كما قال عمر ((ثم أتيتُ النبى وأنا أريد أنْ أخبره فلما لقيته قال : ألا أخبركَ بآيات نزلتْ علىّ ؟ فقلتُ بلى يا رسول الله فقرأ ((من كان عدوًا لله) حتى بلغ (وجبريل وميكال فإنّ الله عدوٌ للكافرين) فقلتُ يا رسول الله والله ما قمتُ من عند اليهود إلاّ إليك لأخبرك بما قالوا لى وقلتُ لهم فوجدتُ الله قد سبقنى)) (أسباب النزول للواحدى النيسابورى- ص17، 18) وأورد الفخر الرازى الخبر ذاته وضمّنه ما قاله عمر لليهود ((ولأنتم أكفر من حمير)) (مفاتيح الغيب- المجلد الثانى- ج3- ص267) وكان تعليق أ. خليل عبد الكريم ((ولا أدرى بأى سند حكم هذا العدوى على الحمير بالكفر؟ وهل توجد حيوانات كافرة وأخرى مؤمنات؟ وأنّ من مخاريق هذا العدوى (عمر) الذى بلغ علمه أنّ الحمير كافرة هو الذى أعطى الأمر بغزو واستيطان واستعمار البلد الذى هو بالإجماع أستاذ الدنيا فى الحضارة والمدنية والعلوم والآداب وكافة جوانب الثقافة ، أى مصر)) والذى علمناه من القرآن أنّ جميع ما فى الأرض يُسبّح لله. وبداهة لا يُسبّح له كافر. ولعلّ ما قاله عمر (عن الحمير الكفار) تنفى ما يدّعيه الطبّـالون أنّ (عمر) من علماء الصحابة ، إذْ لو كان كذلك لما خرجتْ من شفتيه تلك العبارات الفلوت)) كما وافق القرآن العدوى (عمر) فى مسألة ضرورة الاستئذان قبل الدخول على الشخص ولو أنه رجل ، وفى هذا الشأن قال ابن عباس : وجّه الرسول غلامًا من الأنصار يُقال له مدلج بن عمرو إلى عمر بن الخطاب وقت الظهيرة ليدعوه ، فدخل فرأى عمر بحالة كره عمر رؤيته كذلك ، فقال يا رسول الله : لو أنّ الله تعالى أمرنا ونهانا فى حال الاستئذان فأنزل الله ((يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكتْ أيمانكم)) (النور/58) (النص المؤسس ومجتمعه- تأليف أ. خليل عبد الكريم – مصدر سابق – من ص 224- 229) وما لم يذكره أ. خليل عبد الكريم عن قول عمر بن الخطاب ((ولأنتم أكفر من حمير)) ذكره المفكر العراقى الكبير جواد على الذى كتب عن آية ((إنّ عادًا كفروا ربهم)) (هود/60) أنّ السبب ضرْبُ المثل بكفر رجال من عاد فقيل ((أكفر من حمار. وهو رجل من عاد مات وله أولاد فكفر كفرًا عظيمًا فلا يمر بأرضه أحد إلاّ دعاه إلى الكفر فإنْ أجابه وإلاّ قتله)) (لسان العرب 5/295- نقلا عن جواد على- تاريخ العرب قبل الإسلام- ج1- هيئة قصور الثقافة- عام 2010- ص237) فإذا كان هذا المثل (أكفر من حمار) قيل فى زمن غابر، وعن نبى اسمه هود وقوم اسمهم (عاد) الخ فكيف وصل المثل (أكفر من حمار) إلى عمر بن الخطاب؟ ولماذا غيّر عمر صيغة المفرد إلى صيغة الجمع (أكفر من حمير) وهل السبب وجود قبيلة اسمها (حمير) نعتها القرآن وأطلق عليها (التبايعة) والمفرد (تبع) وفى هذا الشأن كتب جواد على ((وقد عرف ملوك حمير فى الكتب العربية بالتبايعة وأحدهم تبع وورد فى القرآن خبر تبع ((أهـُمْ خيرٌ أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين)) (الدخان/37) وذهب المفسرون إلى أنّ (تبعًا) كان رجلا من حمير سار بالجيوش حتى حير الحيرة ثم أتى سمرقند فدمّرها . وزعم بعضهم أنه نبى واسمه أسعد أبو كرب. وذكروا أنه أول من كسا البيت (الحرام قبل ظهور محمد على مسرح الأحداث) وأنّ التباعنة هم ملوك اليمن ويُسمى كل واحد منهم تبعًا وهو بمنزلة الخليفة للمسلمين وكسرى للفرس وقيصر للروم ولا يُسمى به إلاّ إذا كانت له حمير وحضرموت وقيل سبأ أيضًا )) (جواد على- المصدر السابق- ج3- ص139) وهل العداء لقبيلة حمير، هو سبب ورود آية فى القرآن تـُهاجم الحمير، بل وأصواتها التى تكون غاية فى العذوبة والشجن فى بعض الحالات ، ومع ذلك قال القرآن ((إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير)) (لقمان/19) وإذا كانت فى القرآن آيات عديدة جاءتْ لتـُعيد صياغة الواقعة ، فهناك أيضًا بعض الوقائع التى جاءتْ لاحقة لنزول الآية ، ثم آية لاحقة تـُزيل اللبس الذى وقع فيه البعض ، وهى وقائع تكشف عن مستوى التفكير المــُـتدنى لسكان تلك البقعة من الكرة الأرضية المُسماة (جزيرة العرب) فبعد أنْ نزلتْ آية ((وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود)) (البقرة/187) أخذها بعض صحابة محمد بحرفيتها وأحضر خيطيْن أحدهما أبيض والآخر أسود وظلّ يأكل ويشرب ويُعافس (يُضاجع) زوجته حتى يتبيّن له الأبيض من الأسود ، وبداهة لا يتحقق ذلك إلاّ إذا أسفر الصباح فذهب أحدهم إلى محمد يسأله. وانزعج محمد من هذا الغباء المُـطبق وقال له : إنكَ لعريض القفا. وتلك الحكاية بطلها (عدى بن حاتم) كما وردتْ فى (غرائب القرآن) للقمى النيسابورى- المجلد الثانى- ص280. كما أنّ الواقعة تكرّرت مع أكثر من شخص ، وهو ما رواه البخارى عن سهب بن سعيد قال : نزلتْ (كلوا واشربوا .. الخ) ولم تكن ((من الفجر)) قد نزلتْ فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم فى رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود ، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبيّن له رؤيتهما ، فأنزل الله ((من الفجر)) (خليل عبد الكريم- مصدر سابق- ص248، 249) أى حدث اشتباك بين الواقع والقرآن الذى حسم الموقف بتحديد نقطة بداية الصوم (من الفجر) ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر بين الوهم العروبى و(حقيقة أفريقيا)
-
تابع تفسير القرآن وأسباب النزول (5)
-
تابع تفسير القرآن وأسباب النزول (4)
-
تفسير القرآن وأسباب النزول
-
لماذا يكره الأصوليون باب أسباب النزول ؟ (2)
-
لماذا يكره الأصوليون باب أسباب النزول ؟
-
بشأن منح جائزة ابن رشد للغنوشى
-
العلاقة بين الإرهاب والغزو والنهب
-
الأصولى وتوقف النمو العقلى
-
بشر يحاكمون الحيوانات والحشرات (3)
-
بشر يُحاكمون الحيوانات والحشرات (2)
-
بشر يُحاكمون الحيوانات والحشرات (1)
-
دراما حياة ومقتل عثمان بن عفان
-
الجمل وصفين وبحور الدم
-
القرآن والأحاديث والسيرة والغزو
-
هامش على أحاديث وسيرة (نبى) العرب (3)
-
أحاديث (نبى) العرب محمد (2)
-
قراءة فى أحاديث (نبى) العرب محمد (1)
-
مغزى تعدد أسماء الآلهة
-
الجسد بين الإنسان والوطن إبداعيًا
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|