أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تجمع الماركسيين اللينيين الثوريين العراقيين - جان جون جيائو القائد الماوي البارز 1917 2005















المزيد.....



جان جون جيائو القائد الماوي البارز 1917 2005


تجمع الماركسيين اللينيين الثوريين العراقيين

الحوار المتمدن-العدد: 1301 - 2005 / 8 / 29 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جان جون جيائو القائد الماوي البارز ( 1917 ــ 2005 )


نقلا عن مؤسسة الاعلامية لحركة الثورة البروليتاريا العالمية
رحيل الرفيق جان جون جيائو احد ابرز القادة الثـــوريين في القرن العشرين عن عمر
يناهز 88 عام


جان جون جيائو والرفيقة جيـان جين زوجة ماوتسي تونغ اعضاء من المجموعة الاربعـة
المعروفة في الصين والعالم ، ومن الطبيعي يمكن تسمية تلك المجموعة ( بالخمسة ) ذلك
ان الاربعة هم الاتباع لزعيم الحزب الشيوعي الصيني الرفيق ماوتسي تونغ ، بعد شهر من
رحيل ماوتسي تونغ عام 1976 قام اولئـك العناصر القيـادية المناوئة لمجموعة ( الاربعة )
بانقلاب عسكري للتحكم بقدرة الدولة ومن خلال القمع الدموي واعتقال مجموعة ( الاربعـة)
بهذا وضعوا نهاية الثورة الثقافية الكبرى للبروليتاريا واسقطوا النظام الاشتراكي في الصين .

نبىء رحيل الرفيق جان جون جايائو تناقلته وكالة الانباء سينهوا في العاشر من مايس
10/5/ 2005 ولكنه كان قد رحل في الحادي والعشرين من نيسان 2005 . لقد لقد اخفى
القادة الصينيون خبر وفاته مدة ثلاثة اسابيع . ذلك لانهم يخشون ان يثير خبر وفاته قيـام
حركات مؤيدة لماوتسي تونغ ومعارضة الحكام الحاليين ، ان هذه المسالة تكشف بطلان الادعاء
الحكومي بان جيان قد فقد نفوذه في الصين والعالم


ان مجموعة الاربعة قدمت الى المحاكمة عام 1981 حيث وجهت لهم التهم التالية : التطرف
خلال الثورة الثقافية والسعي لاستلام الثورة بعد رحيل ماو ، جيان جين وجان جيان جيـائو
حكما بالاعدام وقد استبدل هذا الحكم فيما بعد بالسجن المؤبد ، اما الرفيقان الاخران باتوون
يوان و ون هان ون اللذان تواطئا مع الحكومة خلال المحاكمة فقد حكم عليهمــا بالسجن
عشرون عاما ، اعلن عن وفاة جيان جين زوجة ماو الذي يشك فيه بعد في عام 1991 بعـد
ان امضت خمسة عشر عـاما في سجن انفرادي . وفي عام 1998 اطلق سراحه وتوفي
خارج السجن ويقال انه مازال حيا . وطبقا لما نقلته وكالة انباء سينهوا الصينية فان جان
جيان جيـائو كان قد اطلق سراحه عام 1998 لاسباب صحية ، ولكن الحكومة الصينية التي
تعرف مكانته الحقيقة قد تعاملت مع المسالة سرا حتى كان يعتقد من انه كان داخل السجن
لحين وفاته.

دافعت جيان جين بجدارة عن نفسها وعن الخط الذي انتهجه ماو ، جن جان جيائوا الذي كان
يعاني من مرض السرطان رفض التعـاون مع المسؤولين ورفض حتى الحديث داخل المحكمة
والاكتفاء برد التهم الموجه اليه وخلال جلسات المحكمة كانت عيونه الحادة تنظر الى المسؤولين
باحتقار . ان الذين شاهدوا نظراته من خلال شاشات التلفزيون التي نقلت المحاكمة الى العالـم
يدرك ذلك جيدا سوف لن ينسى نظرات الازدراء تلك ، قالت جيان جين داخل المحكمة من ان
إسقاط تلك القيادة التي عزمت على العودة الى الوراء واحياء النظام الراسمالي في الصين ليس
عمل صحيح وجيد واضافت قائلة ان على اولئـك الذين يقومون بمحاكمة القيادة والاف الثوريين
الاخرين ان لايذرفوا الدموع خوفا فقدان وظائفهم



من يلقي النظرة في الوقت الحاضر الى الوراء للمقـارنة بين النظام الحالي والنظام الاشتراكي
ايام ماو والثورة الثقافية سيشاهد بوضوح تفاوتا عظيمــا بين النظامين . يشاهد تفاوتا بين
الاشتراكية ( حتى ايام الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ووقع بعض التطرف فيهـا ) والنظام
هـذا التفـاوت اقرب الى الليل والنهار ، يشاهد تفاوتا بين ذلك النظام الذي كان يزج ملايين
الناس في المعترك السياسي ويشركهم في العملية السياسية للبلاد وبين النظام الحالي الذي هد
الاشتراكية ثم مارس القتل العام والقمع الدموي كما جرى في ساحة ( تيان ان من ) عام 1989
الذي ادخل الرعب والهلع في قلوب الجماهير وخنق نطق المعارضة وهي في المهــد ، هذا
هذا التفاوت بين النظامين اشبه بالتفاوت بين الليل والنهار


واحدة من الاتهامات التي وجهت الى مجموعة الرفاق الاربعة هو انهم ارادوا من بكين اثارت
تمرد عسكري في شانغهاي ضد الانقلاب العسكري ( حيث كان هناك جن جان جيائو قائد للحزب
في شانغهاي ) يتخذ مركزا للتمرد ضد الانقلابيين في عموم الصين

وعلى الظاهر فان قائد الانقلاب العسكري هو ( هوا قو فنغ ) ( وهوا كو فن ) انتخب في عهد
ماو نائبا وخلفا له ، ويبدو ان تواطئا مع تلك القـوى ذات النفوذ التي كانت تقف ضد ماو
وتخالف سياسة قادة ذلك الانقلاب ، اما القائد الحقيقي للانقـلاب كان تنغ هسياو بنغ ، تنغ ه
من ( أنصار الراسمالية ) في الحزب الشيوعي الصيني ، وقد اسقطه ماوتسي تونغ خلال الثـورة
الثقافية البروليتارية ، لقد قام تنغ هسياو بنغ بطرد هو قو فنغ بعـد انتصار الانقـلاب العسكري
بفترة قصيرة ثم غير مسار الصين بشكل مفضوح وعلني وقاد الصين بسرعة من النظام الاشتراكي

والذي كانت قبلة كل قراراته ( خدمة الشعب ) الى بلد شعاره ( الغني عظيم ) ! .

لقد وضع تنغ هسياو بنغ الصين بشكل كامل في الطريق الراسمالي فتحولت الصين الى ما نشاهده
اليوم . كان الناس قبل هذا الانقلاب يقومون يوما بعد يوم بادارة شؤون حياتهم على كافة الاصعدة
والمجالات الاجتماعية، كانت الجماهير تقوم بالمطالعة والنقاش والبحث في كل امور الحياة بلا خوف
وكان المسؤولون في الحزب والدولة يمارسون النقد بعضهم البعض ويشاركون اتخاذ القرارات التي
تهم مستقبل المجتمع وبعد الانقلاب تحولت المدن الصينية الى مشاغل انتاجية شاقة العمل ، معنـاه
عودت مئات الملايين من العمال في القرن الحادي والعشرين العيش الى ظروف القرن التاسع عشر
وسبعة ايام عمــل في الاسبوع بمقدار 12 ساعة عمل في اليوم الواحد ومع ذلك غير قادر على
تامين حياة اسرته وعلاوة على ذلك ينشغل باله و يسوده القلق من البطالة ، يعني هذا ايضا العودة
الى شروط العمل الذي الغي في الصين قبل اكثر من نصف قرن . تلك المئات من الملايين يجدو
انفسهم العيش بصعوبة وقسوة ومعــانات ليس من اجل حياة افضل للبشرية بل من اجـل زيادة
الارباح واموال اصحاب الرساميـل الكبرى في البلدان الراسمالية والمقاولون والسماسرة المحليــون
القرويون مازلوا يشكلون الاكثرية الساحقة في المجتمع الصيني يغوصون في الفقر المدقع وحيــــاة
متردية اكثر فاكثر، تنحني ظهورهم اكثر تحت ثقل الضرائب الاقطاعية واحيانا يرغمون على ترك او
فقــدان ما يملكونه من الارض حتى الطبقات المتوسطة لم تفلت من هـذه الضغوط الظالمة التي
واصحاب النفوذ تمارسها اقطاب في الحزب والسلطة , انهم محرومون من لذة العيش الكريم .

وحيمنا يتناول اصحاب الثروة من حزبيين وغير حزبيين داخل بروجهم البراقة والزاهية العاليـة
المشرفة على اكواخ الفقراء يتحدثون بفخر عن انجازاتهم ومهارتهم في ( التعامل مع الشحاذين )
يعني كيفية استخدام البوليس للهراء والعصى لطرد الجياع من الشوارع الرئيسية في المدن ، ان
البلاد باسرها تعاني اليوم من الامراض الاجتماعية التي قضى عليها النظام الاشتراكي في الصين:
الإدمان الدعارة وءاد البنات حديثي الولادة . في عام 1949 وبعد الانتصار في الحرب الثـورية
الطويلة الامد وسقوط ممثلوا القوى الاجنبية ومعهم الاقطاعيون واصحاب الرساميل المهنية علـــى
اقتصاد البلاد بداء في الصين الطفرة الكبرى نحو المستقبل فقد نقلت الاشتراكية ملكية المصانع
والمعامل الانتاجية الكبرى الى ملكية الشعب وطوال العقـد التالي ( الخمسينات ) ومن خلال النضال
المستميت والكبير ظهر وسيطر نظام الكومونات الشعبية في تنظيم وادارة الزراعة في البلاد ، ولكن
ماو بعد ان درس هذه التجربة وتجربة الاتحاد السوفيتي في المرحلة الاشتراكية واحياء الراسمالية
بعد وفاة ستالين , وجد ان ملكية الدولة الاشتراكية للانتاج غير كاف وغير ضامن لاعادة احياء
الراسمالية فقد شاهد ماو ان في الاتحاد السوفيتي وبدرجات مختلفة في الصين بوادر ميلاد راسمالية
وظهور برجوازية جديدة داخل الحـزب الشيوعي ومن بين اولئك الذين كانوا ثوريين في السابق
رافعين شعار كفى ثورية ، ومن خلال السعي على توسيع وبسط نفوذهم وهيمنتهم على الحزب
والسلطة اعتبروا مسالة الثورة قد وصلت الى نهايتها ، ومن اجل التوجه بوجه هذا التيار كان ماو
يعتقد بتطوير الثورة وادامتها بدون ذلك فان خطر محدق بالثورة


حول هذين الاتجــاهين داخـل الحــزب الشيوعي الصيني كان يتمحور الصراع في الصين في عام
1966 نقل ماو هذا الصراع من بين اطار قيــادة الحـزب الى اعضاء الحزب والشعب ودعا الى
( ضرب المراكز القيادية ) دعا الاعضاء الحزبيون والجماهير الى نفد تلك المجموعة من قيـــادة
الحزب التي تريد احياء الراسمالية ودحرها . وان تقوم ذاتها بابتكار . العمل والادارة والبحث في
مستلزمات الاشتراكية الحديثة ، وقيادة المجتمـع في الاتجاه الثوري ونقله ما استطعتم نحو الثورة
ودعا ماو كذلك الى دراسة الماركسية بشكل جيد حتى تتمكن الجمـــاهير من التميز بين الماركسية
والتحريفية بذلك تستطيع ان تكون سيدة نفسها وقائدة لذاتهــــا كانت تلك بداية للثـورة الثقـافية
البروليتارية . جيان جين ( زوجة ماو ) وجان جون جيــائوا كانا في قلب تلك الثورة التي يسبق لها
مثبل لقد كان الحزب يواجه خطر وموقفا صعبا وكان يجب الاطاحة بعدد من قيــاداته وفي نفس
الوقت توجيه وقيادة الصراع الشاق للثورة الثقافية البروليتارية ان يجري مواكبة ودراسة الاحداث
خطوة خطوة . وخلال تلك الثورة كان يجب بناء الحزب الشيوعي الصيني من جديد ، وعلى خلاف
ذلك فان التيار الداعي لاحياء الراسمالية سيكون هو المنتصر



جان جون جيائو كان صحفيا من مدينة شانغهاي وقد التحق بالحزب الشيوعي في الثلاثينــات من
القرن الماضي وقد شارك في الحزب ضد الاحتلال الياباني وبعد انتصار الثـورة في الصين اصبح
من احد قادة الحزب في منطقة شنغهاي ، وفي عام 1976 في اوج الثورة الثقــافية ، قاد النهضة
في شنغهــاي المعروفة ب ( طوفان جانيوري الشهر الاول في السنة ) او عاصفة قوية ، اذا قام
اذ قام قام عمال المعامل والمصانع والمؤسسات في شنغهاي ، وابناء المحلات والمدارس بعد اشهر
من البحث والمناقشة والجدال حول الثورة الثقافية البروليتاريا حول الموضوعات المهمة التي يحتدم
عليهـا الخلاف ، قام هؤلاء بزعامة الاعضاء الثـوريين فـي الحزب بنتيجة المسؤول الحزبي في
شانغهــاي وتخفيض درجته الحزبية واحتلال مقر بلـدية شانغهاي الذي اصبح مقر قيادة الاتجاه
الراسمالي وقاموا بادارة المدينة بانفسهم . في البداية حاول هؤلاء الثوريين تحويل كومون شانغهاي
على غرار كومونة باريس التي تاسست عام 1976 في اول ثورة عمالية لكن عمرها قصيرا ، ولم
يكن لها جيشا منظما كما ان كل المسؤولين كانو منتجنبون يمكن عزلهم بسهولة ، واعتبر ماركس
الذي شهد كومونة باريس ( حكومة الطبقة العاملة ) حيث كانت النموذج الاول لدكتاتورية البروليتاريا
ولكن بعد تدارس الاوضاع قال لهم ماو ، ان الظروف الحالية ان كومون ( بلدية ) لايمكن الامكانيات
اللازمة لاقامة حكومة البروليتـاريا ذلك ان الصين تعيش ظروفا على غير تلك الظروف التي تنباء
بها ماركس لظهور الاشتراكية ، فالصين الاشتراكية تعاني من الحصـار الامبريالي الذين يسيطرون
على العالم ، وسوف تسقط تلك الحكومة بسرعة اذا لم يكن لديها جيشا منظما دائم ، وهكذا فبدون
نظاما يتمتع بالاستقرار ، يعني قادر على الدكتاتورية ضد اولئك الساعين الى اسقاطه ، وبدون حزبا
يعتمد على العناصر الواعية وطليعة الطبقة العاملة قادر على قيادة الجماهير لاقامة تلك الدكتاتورية
فان مثل هكذا نظام سوف لايدوم طويلا . لقد قال ماو بدون ذلك يعني ان ممثلي المجتمـع القدبم
سوف يلتمسون من خلال تجربتهم ومهارتهم وارتباطاتهــــم الاستفاده من سؤ وانعدام المساوات
في المجتمع للعودة الى السلطة.



لقد اقترح ماو بان على ثوار شانغهاي تشكيل لجان ثلاثة في واحد ( تركيب من ممثلي التشكيلات
الثورية ، قادة الحزب الثوريون ، وجيش التحرير الشعبي ) هذا النوع من لجان الثورة قد تم تشكيلها
في جميع ارجاء الصين خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى


وقد استنتج ماو من حصيلة عمل تلك اللجان الثورية فقال : ان الجماهير استطاعت من خلال ( فضح
الجوانب المظلمة في الحزب الشيوعي ، الامساك بكل جوانب الامور من الاسف .

طبعــا ان ذلك لم يكن طريقا تعجيزيا ، ذلك ان هـذا الجيش الذي قال عنه بغيابه لايمكن اقامة
دكتاتورية البروليتاريا هو الذي قام باعتقال أتباع ماو ، كذلك لم تكن نظرية ماو كافية لحفظ النظام
الاشتراكي من السقوط ، لقـد حذر ماو قـبل وفاته من ان هنـاك مجموعة سوف تقـوم بالاستفادة
السيئة في تحريف اقواله من اجل عودة الراسمالية الى الصين وفي نفسي الوقت سوف تقــــــوم
مجموعة اخرى ببذل الجهود والاستفادة من اقواله لتحريك الجماهير وتشجيعها للوقوف بوجه اولئك
التحريفيين ، ومن اقوال ماو هذه ادرك الماويون من هناك صراعا جديا امامهم وعليهم تقع الكثير
من الاعمال والمهمات التي يجب استكمالها والنهوض بها.

وبمؤازات عبور الثورة الثقافية البروليتارية مراحلها المختلفة كان جون جيائو قد تحول الى واحد
من القادة البارزين في الحـزب الشيوعي الصيني لم يكن جان قائدا للنضال الشائك والمعقــد ضد
( أتباع الراسمالية ) وحسب بل كان ايضا ( للتربة ) الاجتماعية ، اذ قلب الاوضاع على نفسها يعني
تغير الظروف الاجتماعية التي ظلت قائمة في المجتمع القديم والتي كان أنصار الراسمالية يغذونها .
وبقيادة ماو قام جان به مناقشة وتحليل التجربة ومشاكل المجتمع الاشتراكي وقدم من خـــلال ذلك
خدمات جليلة لتكامل النظرية الماوية حول الاشتراكية

في عام 1975 وصل الصراع داخل الحزب الشيوعي الصيني ذروته من جديد فكتب في ذلك الوقت
مقالة ( حول تطبيق الديكتاتورية البروليتاريا بجوانبها المتعددة ) الذي نشر بشكل واسع ، فكانت المقالة
قصيرة ولكنها مركزة وذات مفاهيم مهمة ، لقد احثت هذه المقالة انفجارا سياسيا كانت لها تاثيرهـــا
في المجتمـع ، هـذه المقالة ناقشت ماهيــة التناقضات في المجتمع الاشتراكي وشخصت ابعــاد تلك
التناقضات مؤكدا من ان الاشتراكية تنقسم دائما بالتجاذبات الاجتماعية بين القديم والجديد وبهذا اعطى
بعــدا جديدا للنظرية الماوية القائلـة بان مرحلـة الاشتراكيــة هي مرحلة عبـور بيــن المجتمـع القديم

والمجتمع والجديد ، لقد قال اولا : ان الاشتراكية لم تستكمل بعد ملكيتها في المجتمع ولهذا فانها سوف
تفقد بسهولة ماتملكه حالي

ثم قال ايضا : ان العلاقات بين الناس خلال عمليات الانتاج ينبغي ان تتغير دائما وبعبـــارة اخرى ان
على قوى الشعب المنتجة الاشتراك اكثر فاكثر في عملية الانتاج والاهم من ذلك ان تشارك في القاعدة
الانتاجية ، التوغل والمشاركة في ظل ادارة المجتمع وفي اتخـــاذ القرارات حتى تلك القرارت الخاصة
بنوعية وشكل الانتاج وما الذي يمكن انتاجه ولمن يمكن انتــاجه ، ما هو الهدف من بنــاء وتنظيم
المؤسسات واهدافها واغراضها الاجتماعية علاوة على ذلك فان علاقات التـوزيع يجب ان تغير حتى
يتوصل المجتمـع قليلا نحو الغاء التوزيع على اساس مقــدار العمل والسير خطوة خطوة نحو تامين
الظروف المادية والمعنوية للسير نحو ( كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته ) .

ان الاشتراكيـة التي وضعت مبـدا ( لكل حسب طاقته ) كانت طفرة اجتمــاعية افضل لتخليص القـوى
المنتجة من الاستثمار في المجتمع القديم ، ولكن الاشتراكية نفسها ما زالت هي احدى منابع توليــــد
عدم المساوات الذي يشكل جوهر الظلم الاجتماعي

بدون النضال الدائم من اجل التغير ، تغير كل اشكال وانواع العلاقات الاجتمــاعية بين الناس ( ليس
فقط ملكية الانتــاج ) وبدون النضال الدائب في المجـال الثقـافي والفكري ، بدون النضال الدائم ضد
الافكار والعادات المتوارثة من المجتمع القديم ، فان الملكية الاشتراكية سوف تتحول لى طبل اجوف
وبدلا من التفوق وغلبة العــلاقات الاجتمـــاعية القديمة فانها سوف تجد نفسها اسيرة لتك الروابط
والعلاقات الاجتماعية المعيقة للنشوء والتطور ، بدون ذلك يصعب بنــــــاء المجتمع الجديد وتطويره
باستمرار ، فان القوى المحافضة القديمة سوف تقوي وتجدد نفسها وتعود بقوة انتقامية اكبر

في المجتمع الاشتراكي القديم تقع اهم الصراعات داخل الحزب الشيوعي نفسه : بين ممثليه وحملــة
الاراء والسياسات التي تدافع عن البرجوازية الجديدة ، وبين ممثلي البروليتاريا التي لاتستطيع التخلص
من الطبقة العاملـة الا بعد ان تحـدث في كل جوانب المجتمــع ثورة يعالجون امورهم بشكل ثوري ،
هذا التصادم والتجاوب في الصراع بين نهجين ايديولوجيين وسياسيين داخل الحزب الواحد يولد
ضغطا ، لان الصدام بين الاراء والتطلعات ، الاستراتيجية والسياسية التي تحـاول ان تقـود المجتمع
يزداد ضراوة كلما سعت احدى لجر المجتمع الى استراتيجيتها واهدافها .



لقد كتب جان جون جيائو في مقالته الصراع الطبقي بين البروليتاريا والبرجوازية صراع طبقي بين
قوى سياسية متفاوتة والصراع الطبقي في مجاله الايديولوجي ( الافكار ) بين البرجوازية والبروليتاريا
سيكون صراع طويل ومعقد وقد ينتهي احيانا الى صراع حاد ومرير ، حتى اذا توفى جميع نسل
المالكين واصحاب الراسمال السابقين فان هذا الصراع الطبقي لايتوقف ابدا وسوف يكون احياء الطور
الراسمالي ممكنا على يد افراد ذو قدرة في الدولة مثل لين بياو . هنا اشار جان الى لين بياو الذي
كان قد توفى منذ زمن من تلك المقالة في محاولة منه للاشارة الى ان ذلك ممكن ان يحدث على
على ايدي عناصر قيادية في الحزب والدولة قاصدا بذلك تنـغ هسياو بنغ دون ذكر اسمه ، بعـد
مرور سنة على تلك المقالة قال ماو بصراحة ( انكم تقومون في تنفيذ قيام ثورة اشتراكية ولكن
لاتعلمـون لحد الان اين تقف البرجوازية وفي أي مكان ، ان البرجوازية موجودة داخـل الحزب
الشيوعي ، انهم اولئك الداعين الى انتهاج الطريق الراسمالي .

لقد كتب جان ان الحل الصحيح هو ( ان التجربة التاريخية تشير لنا بانه لايمكن للبروليتاريا الانتصار
على البرجوازية ومنع تحويل الصين الى بلد تحريفي ( اشتراكية في الاسم ولكن راسمالية في التطبيق)
من تطبيق الدكتاتورية البروليتـارية على البرجوازية في كل جوانب المجتمع وعلى مختلف مراحله ))
ونقل جان عن ماركس قولا يشرح فيه ( الديكتــاتورية على كافة الاصعدة ) فقال ان ذلك معنـــاه
النهوض والتقدم خطوة بعد بعد اخرى نحو ( الغاء التفاوت الطبقي بشكل عام ) الغاء جميع العلاقات
الانتاجية التي تتوكىء عليها التفاوت الطبقي ، الغاء كل العلاقات الاجتماعية التي تطابق مع تلك العلاقات
الانتاجية وتثوير كل الافكار التي تنشاء عن هذه العلاقات الاجتماعية .

ويستخلص جان جيان جيائو مقالته : ( الطريق الوحيد الى هذا الهدف .. تطبيق ديكتاتورية البروليتارية
على كافة الاصعدة والجوانب على البرجوازية وادامة الثورة تحت ديكتاتورية البروليتاريا حتى النهاية
والى الوقت الذي تزول فيه المفاتيح الاربعة من على الكرة الارضية ومعهـــا تزول امكانية الوجود
البرجوازي وباقي الطبقـــــات المستثمرة ويتم تجفيف كل المنابع التي تتولد فيها البرجوازية الحديثة
وما دمنا لم نحقق ذلك فعليا تغذية السير نحو الامام وان لانوقف عجلة السير هذه ابدا )


ان الشرح المفصل لهذه النظرية ومعانيها بابعــادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية موجودة في
كتاب الاقتصاد السياسي لشانغهاي هذا الكتاب وضعته مجموعة من الباحثين يقودهم جان جون جيائو
ان كتاب شانغهـاي هو دراسة مهمة وغنية خاصة في شرح الاقتصـــاد السياسي للاشتراكية . كتأب
شانغهاي هو ادراك للفهم الماركسي القائل بان الاقتصاد في النهاية ليس هو العلاقات بين الاشياء
وانما هو يحقق في العـلاقات بين الناس ويستخرج معالمهـــا وابعادها من بين الانقاض التاريخية
ويضعها امام البحث بشكل مبسط وقابل للادراك والفهـم والاستيعــاب . لقد خاطب مؤلفــوا الكتاب
( الشباب الذين يقفون في الصفوف الامامية للنضال داخل القرى والارياف والمصانع ) قالوا ( من اجل
تحسين قدرات الشباب النضاليـــة في هــذه الحرب الطبقية ومن الواجهـة السياسية ضرورة التعليم
الاسرع الذي يستوجب دراسة الاقتصاد السياسي ) ،



لقد قام أتباع الراسمالية قاموا منذ اليوم الاول لكسب السلطة بالغاء هذا الكتاب ومنعه من الانتشار
وصادروا الطبعة الجديدة منه بعد رحيل جان جون جيائو ، قامت وساءل الاعــلام الغربية بتوجيه
سيل من الاكاذيب والتلفيقات بحقه ، هذا الامر يشير الى ان مكانة جان في الثـورة الثقافية البروليتارية
كانت رفيعة ومرموقة . ان هذا السيل من التلفيقـات كان ينحدر من اولئك الذين وجهوا حملاتهــــم
الاعلامية ضده وضد الثـــورة الثقافية البروليتارية ، ان الثورة الثقافية البروليتارية هي قمة التحولات
الاجتمـاعية التي توصلت اليهــا البشرية طوال الثورة الثقـــافية البروليتــارية كانت من اجل حفظ
دكتاتورية البروليتاريا وخدمة لاهدافهـا ، لقد كانت ضرورة مهمة لهذا الهدف ، ان على اولئك الذين
يعتقدون بان هناك طريقا اخر ان يقوموا به هو الدليل الساطع وليس الاتهام الباهت .


ينقل هذا كتاب شانغهاي عن ماركس ( ليس هناك طريقا سهلا ومريحا للوصول الى العلم والمعرفة )
و فقط اولئك الذين لايتعبهـم الطريق لاتهابهم منحدراته الصعبة يحالفهم الحظ في الوصول الى قم
سيحكمون ) ويستمر كتاب شانغهاي في العرض ( ان قادة البروليتاريا الثوريون يصرفون تمام عمرهم
في سبيل ارساء القواعد التي تساعد على تكامل النظرية الماركسية ، ومن خلال أتباع النخب البارزة
للبروليتاريا ومن خلال الدراسة الدقيقة لمؤلفات ماركس ، لينين والقائد الملهم ماو يجب السعي بكل
قوة وبلا كلل من اجل الثورة الاشتراكية والبناء الاشتراكي من اجل الوصول الى اقامة الشيوعية
في كافة انحاء العالم ، يجب الاسترشاد بالنظرية الماركسية والتركيز على معارفها والتمسك بها .



اليوم ومن خلال الوقوف على اكتاف التنين ( الغول ) يجب تطوير الماركسية نحو تكاملها ، هذا الامر
ضروري وطبيعي ، ان على الماويين استخلاص التجارب الاشتراكية والثورة الثقافية خلال مسيرتهــم
ان يقومون بعرض وتكامل الحقائق التي كشف عنها ماوتسي تونغ ورفاقه الذين قاتلوا جنبا لجنب
معه وساهمو في الكشف عنها .



#تجمع_الماركسيين_اللينيين_الثوريين_العراقيين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفترق الطريق الرفيق كارلوس ماريجويلا
- العمل مع الجماهير والعلاقات بالشعب الرفيق كارلوس ماريجويلا
- تناول الافكار
- الانتخابات او الطريق المسلح
- من نشاطان الشهيد الشيوعي البرازيلي الثوري البارز كارلوس مايج ...
- البروليتاريا الروسية تستعيد مجدها الثوري
- رسالة تضامنية ثورية
- من اقوال الرفيق ماوتسي تونغ
- لينين بصدد تحرير المراءة
- غدا الدستور الظلامي سيكون مرمى هدف فوهة بنادق البروليتاريا
- رسالة تضامنية من الرفاق الماركسيين اللينينيين المغربيين
- المجد والخلود للرفيق الراحل جن جان جيائو
- بدمائهم الزكية سوف تقطف حركة الثورة البروليتاريا ثمارها
- النظام الملكي البائد وجمهورية 14 تموز البائدة وجهان لدولة ال ...
- المجد للثوار الماركسيين اللينينيين الماويين الاتراك والويل ل ...
- مع الجيش الشعبي المعاصر في الفلبين
- تجمع الماركسيين اللينينيين الثوريين العراقيين والجبهة البرول ...
- (( الماركسية اللينينية الماوية !! ودحضا للتحريفية الطوباوية ...
- التحليلات التحريفية بمجملها اقرب الى العشوائية وليست طبقية
- الغرب الراسمالي والامبريالية العالمية والموامرات


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تجمع الماركسيين اللينيين الثوريين العراقيين - جان جون جيائو القائد الماوي البارز 1917 2005