الأيزيدية .. للباحث والمفكر والإنسان زهير كاظم عبود

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث
(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 22:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الأيزيدية .. للباحث والمفكر والإنسان زهير كاظم عب

كتَبَ الكثير عن الديانة الأيزيدية ممن غير ملمين بأحوالهم وعقائدهم وعاداتهم وطقوسهم , وغير مطلعين عن قرب عن حقيقة ديانتهم , منهم الكاتب عباس العزاوي في كتابه( تاريخ اليزيدية وأصل عقائدهم ) الذي أوقعهُ في مطبات كثيرة معتبراً الأيزيدية هم مسلمين موالين لسلطة بني أمية , مع العلم أن العزاوي ترك أثراً تأريخياً قيمّاً من الكتب والأبحاث الرصينة في تاريخ العراق , كذلك السيد عبد الرزاق الحسني في كتابه ( اليزيديون في حاضرهم وماضيهم) فقد تجنى عليهم وعلى ديانتهم وعاداتهم وطقوسهم , منها وصفهم بإباحة المحرمات والموبقات في الأماكن المقدسة , مع العلم إنه عايش أبناء الديانة فترة قليلة وسريعة عام 1948 , مع العلم أن الأيزيديون ديانة مغلقة يخشون اطلاع الغرباء عليها خوفاً من التحريف , وكذلك خوفهم من الحروب والتصفيات الجسدية , ولكن كل هذا حصل على مرّ العصور والحكومات حتى منتصف عام 2014 مما حصلَّ لهم من انتهاكات وقتل وسبي وبيع لنسائهم وقتل لشبابهم في قضاء سنجار وزمار من مسلحي داعش , إضافة لتفشي الجهل والأمية بين ابنائهم مما منعَ الكثير منهم من كتابة تأريخهم , كذلك مما منع الكثير من الكتاب والباحثين من معرفة حقيقة ديانتهم , مع العلم أن الكثير كتب عن ديانتهم ولكن بشكل مشوه .
لكن الكاتب والباحث والمفكر والانسان العادل زهير كاظم عبود قد عايش أبناء هذه الديانة وكتب الحقيقة عنهم في كتابه (الأيزيدية) الصادر عام 2011 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر , جاء الكتاب في 758 صفحة من القطع الكبير وتوزع إلى المقدمة وستة كتب صادرة سابقاً من قبل الكاتب وقد جمعها في كتاب يمثل تأريخ أبناء هذه الديانة بشكل رصين وحقيقي بعيداً عن الميول أو التطرف , الكتب الستة هي ( لمحات عن اليزيدية , الأيزيدية وخفايا واساطير , عدي بن مسافر مجدد الديانة , الأيزيدية والتنقيب في التاريخ الأيزيدي القديم, طاؤوس ملك رئيس الملائكة عند الأيزيدية , الأيزيدية وصمت إبراهيم الأول) مع ملحق للصور والمصادر .
الكاتب والباحث زهير كاظم عبود المدافع الحقيقي عن القضية الأيزيدية والقضية الكردية وعن القيم الإنسانية من خلال ما قدمه من كتابات وبحوث , حيث كرس حياته من اجل الانسان العراقي بكافة طوائفه واديانه , وقد احتلت اهتمامة بالديانة الأيزيدية بسبب احتكاكه من خلال عمله في مناطقهم ومنها مدينة الموصل .
تعرض ابناء الديانة الأيزيدية إلى الكثير من الظلم والقتل والأسر لنسائهم وتشويه ديانتهم ومعتقداتهم الدينية وانتمائهم القومي على جميع المراحل , فكان كتاب الباحث زهير كاظم عبود (الأيزيدية) عبارة عن بحث وافي منطلقاً من الحقائق والحجج الموثقة ليقدم لنا بحثاً يعتمد على الحقيقة والموضوعية الذي أثرى بها المكتبة العربية والعراقية , حيث أماط اللثام وحل الألغاز عن أقدم ديانة في العراق تؤمن وتوحد الله سبحانه وتعالى وتدعوا للمحبة والتسامح والتعايش السلمي بين القوميات والأديان الأخرى.
الباحث زهير كاظم عبود بواسطة كتابه هذا فكك لنا الرموز والألغاز والأساطير والحكايات والخرافات التي كتبت عن هذه الديانة , منها كتاب اسماعيل بك ( اليزيدية قديماً وحديثاً) , وكما ذكرنا كتاب السيد الحسني ( اليزيديون ماضيهم وحاضرهم) الذي يؤكدون بأن أبناء هذه الديانة يبيحون المحرمات ويعبدون الشرّ ويقدسونه , إلا أن الباحث زهير كاظم عبود ومن خلال كتابه هذا اظهر الحقائق من خلال البحث والتعايش في مناطقهم, وأظهر الطعون التي وجهت لهذه الديانة التي نخرت جسدهم الثقافي والديني , ودفع عنهم ممن وضع الأساطير والحكايات الخرافية المنسوجة عنهم وهي كتابات سطحية خيالية بعيدة عن الواقع .
على مرّ العصور والحكومات قد الحق بأبناء هذه الديانة الحيف والتشويه والنكبات والقتل والتشريد من قبل الحكومات المتعاقبة , مع العلم أن ابناء هذه الديانة قد قدموا الضحايا والشهداء على مذبح الحرية والدفاع عن الوطن وعن جبال كردستان دفاعاً عن معتقداتهم وافكارهم , فقد شهدت أرض لالش وسنجار وزمار دماءً لأشلاء تناثرت وقدمت الغالي والنفيس من الشهداء في صفوف الحركة الوطنية والأنصارية في كردستان العراق , لذلك علينا أن ننصف أبناء هذه الديانة بنقل الحقائق الموضوعية كما نقلها لنا الباحث زهير كاظم عبود من خلال كتابه ( الأيزيدية) .

#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات