أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين القطبي - مدى الواقعية في المطالبة باقليم للتركمان في العراق...














المزيد.....

مدى الواقعية في المطالبة باقليم للتركمان في العراق...


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 18:35
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


اعاد النائب ارشد الصالحي، رئيس الجبهة التركمانية مطالب قديمة، بتاسيس اقليم للتركمان في العراق، تعود الى بداية التغيير في العام 2003.

وبمجرد الحديث عن حق شعب من الشعوب بالاستقلال فان مجموعة من التداعيات تثار حول القضية، تشبه دوائر الماء بعد القاء الحصاة في بركة...

دعاة حقوق الانسان، واليسار، والتنظيمات الداعية للحرية، تقف بالتاكيد الى جانب اي شعب يعاني من الظلم والتهميش، وتحاول المساعدة في بناء مؤسساته الخاصة..

وفي المقابل فان التربية الوطنية التي نتعلمها في المدارس، وتتردد في وسائل الاعلام، تعطي للـ "الوحدة الوطنية" قداسة اكبر بكثير من حقوق الانسان، ومن حق تقرير المصير. لهذا تقف اكثر القوى الوطنية بالضد من نزعات الابتعاد عن المركز...

لكن قضية التركمان العراقيين لها خصوصية، تختلف فيها عن بقية المجموعات السكانية، وهي اكثر تعقيدا من مجرد مطاليب شعبية، او حركة تحرر سياسية.

من خصوصياتها ان الارض التي يعيش عليها المكون التركماني ليست وحدة جغرافية واحدة بل مناطق متباعدة تشبه الجزر السكانية وتتوزع على محافظات كثيرة... واغلب هذه الجزر - ما عدى مركز قضاء تلعفر - لا تتشكل الاغلبية المطلقة فيها من التركمان، وانما خليط سكاني عرقي وقبلي قد لا تتعدى نسبة المكون في بعضها نسب الاقليات الصغيرة..

ولكن في المقابل فان الثقل السياسي للجبهه التركمانية في الوقت ذاته يحضى على الساحة السياسية بوزن اكبر بحكم الاعتماد على دعم الحكومة التركية، المالي والسياسي، المؤثر، خصوصا وان تركيا تحضى بدور اقليمي ملحوظ وعلاقات متينة مع الغرب.

اي ان هنالك حركة سياسية لها حضور سياسي واعلامي، لها مصدر تمويل غني، ولها طموح كبير في الحضور الفعال في الموقف السياسي العراقي، لكن اقدامها تقف على ارض هشة.. وهذه مشكلة.

المشكلة الثانية ان اعتمادها على التمويل المالي من انقرة، والاوامر الجاهزة، جعلها تهمل الجانب العلمي، وتفتقر الى دراسات ستراتيجية، ولم تسعى للاستفادة من تجارب الشعوب الاخرى، التي تتشابه معها في ضرفها السياسي.

تسقط الجبهة التركمانية في مطالبتها باقليم، عامل مهم هو الارض والوحدة الجغرافية من حساباتها، وتهمل دور الاقتصاد في نشوء الكيانات الادارية-السياسية، محاولة بناء الهرم من الاعلى، اعتمادا على الصفقات السياسية وليس على الحراك الجماهيري، ورغم ان لها في ذلك تاريخ حافل من التجارب الفاشلة، الا انها تظل تندفع لمواقف انقرة بدون اي ترو.

لذلك فمطالبة الجبهة التركمانية باقامة اقليم تركماني لا يتعدى كونه مطلب غير مدروس وغير ناضج، وهو اشبه بارتداء المعطف الشتوي في القيض الحارق، لمجرد انه اسود.. فالمطلب هذا لم يخضع لدراسة علمية ولم يأخذ واقع الارض والسكان بنظر الاعتبار، ويهمل العامل الاقتصادي والثقافي والجيوسياسي اللازم لانشاء الكيانات الادارية.

استحدثت تركيا شعار "اقليم تركمن ايلي" في اواسط التسعينات للتشويش على مطاليب كردستان باقليم فيدرالي، عندما كانت العلاقة الكردستانية التركية تمر باسوأ ضروفها تاريخيا، الا ان هذا المطلب بدأ يختفي بالتدريج مع التحسن المضطرد في العلاقات بين اربيل وانقرة، حتى وأدته تركيا بنفسها مع زيارة داود اوغلو الى اربيل في اغسطس 2012 (كان حينها وزيرا للخارجية)، وتوقفت الجبهة التركمانية عن طرحه كليا.

اليوم يبدو ان سماء العلاقات الثنائية تتلبد بغيوم الشك بعد امتعاض انقرة من الخطوة الكردستانية الاخيرة في كوباني.. فبعد ان كانت ادارة اردوغان تنتظر من داعش القضاء على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في المدينة، الحليف الاساسي لحزب العمال الكردستاني التركي، اعتبرت انقرة ان ارسال اربيل لقوات البيشمركة المجهزة بالاسلحة الثقيلة بمثابة خطر على مصالح تركيا الستراتيجية، وتجاوز من اربيل على الخطوط الحمر في العلاقة التي تربط البلدين.

وعودة الجبهة التركمانية للمطالبة بالاقليم "تركمن ايلي" يأتي متزامنا مع الفتور في العلاقة التركية مع اقليم كردستان..

الخطأ الذي تقع فيه تركيا هو ان المطالبة هذه، التي اثبتت فشلها سابقا عندما كانت الظروف مهيأة لنجاحها، ستؤدي الى عزلة الجبهة التركمانية على الساحة السياسية العراقية، اكثر من السابق، وتفقد تركيا بذلك اقوى اوراقها ضد الكرد.

اما الخطأ الذي تصر الجبهة التركمانية على ارتكابه، هو انها لا تعتمد على قوة الجماهير التركمانية، ولا تتدارس واقع وضروف هذه المجاميع السكانية من اجل الخروج بمطاليب عملية، تنبع من صميم الواقع التركماني المتميز، انطلاقا من مصالح جماهيرها، بل حولت نفسها الى مجرد باروميتر قديم، لقراءة التذبذب في علاقات تركيا مع الاقليم، والقوى العراقية الاخرى، للاسف.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجعفري في تركيا... اسمع كلامك اصدقك...
- الشرق الاوسط... داعشي وان لم ينتمي
- داعش في بغداد.. للتغطية على كوباني
- كوباني تكشف اسرار داعش
- اللعبة الامريكية القذرة في كوباني
- نائب لا ضرورة له.. لمنصب لا صلاحيات له
- ابوبكر البغدادي.. هل هو المهدي المنتظر؟ سؤال للشيخ جلال الدي ...
- تحرير سد الموصل.. بين الجيش والبيشمركة
- الرئيس العبادي.. خياران وفرصة واحدة
- كش مالكي
- هل انتحرت داعش بدخول سنجار
- دخول داعش.. الفاتيكان تعلم والمالكي تفاجأ!
- اسرائيل واستقلال كردستان
- المالكي.. تهديد خجول لاربيل
- جريمة البارزاني
- جلسة البرلمان.. فاصل ونعود
- الكرد الفيلية في ديالى، امانة في عنق البيشمركة
- من الماركسية الى المالكية.. اقلام تنحدر نحو الشوفينية.. حسن ...
- داعش... هل تستطيع البقاء في الموصل؟
- كردستان دولة عظمى في المنطقة!؟


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين القطبي - مدى الواقعية في المطالبة باقليم للتركمان في العراق...