ياسين المصري
الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 16:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كما يوجد ذكاء فردي لدي الأفراد يوجد بالمثل ذكاء جمعي لدي الشعوب ، ويعد سمة من سمات الدولة ككل. والعكس صحيح حيث يوجد غباء فردي يميز بعض الأفراد ، كما يوجد غباء جمعي تتميز به بعض الدول دون غيرها .
والذكاء أو الغباء الجمعي لدي دولة ما يظهر بوضوح في كافة مرافق الحياة ، وفي سلوك الأفراد والجماعات على حد سواء . يظهر في داخل الأسرة وفي الشارع وفي المدرسة وفي المعهد والجامعة وأماكن العبادة والمؤسسات الحكومية وأجهزة الدولة وفي وسائل الإعلام بشتى أنواعها.
وعندما يتخذ الغباء صفة جمعية ينكمش الذكاء أو يتوارى خجلا وراء الأسوار ، وتسود الفوضى ويعم الانحطاط ، ويصعب على المرء أن يميز بين الصحيح والخطأ وبين الحق والضلال وبين ما يجب أن يكون ومالا يجب أن يكون . وتختلط القيم وتنعدم المبادىء ويكثر النفاق والرياء والكذب وسوء التقدير ، وتتسم الحلول المتبعة للمشاكل الاجتماعية بقدر كبير من العشوائية والسطحية. ولذلك يبقى الغباء الجمعي مئات وربما آلاف السنين متحكّما ومسيطرا على عقول ونفوس المواطنين .
إذا اعترفت دولة ما بتفشي الثقافة الغبية في المجتمع ، ووجهت كل مؤسساتها نحوها ، فإنها بذلك تغذي الغباء الجمعي وتنميه بحيث يصبح قضية مسلم بها . إن أغبى الثقافات في تاريخ البشرية جمعاء تلك التي تعمل على غرس بذور الغرور والغطرسة في نفوس المواطنين وتعمل ليلا ونهارا من خلال مؤسساتها التعليمية والإعلامية على تنميتها وترسيخها في أذهان مواطنيها بصفتهم أفضل وأخير من غيرهم .
#ياسين_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟