أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - البطاقة التموينية هي الدّاء و العلّة . !!!














المزيد.....

البطاقة التموينية هي الدّاء و العلّة . !!!


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 16:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان نظام المقبور صدام قد لجأ للبطاقة التموينية تحت ضغط عوامل عدّة منها حالة الحصار الأقتصادي التي فرضها المجتمع الدولي وبها عاقب العراقيين و ليس رأس النظام ، و عدم توفّر السيولة التي تمكّنه من اللجوء الى السوق السوداء لتأمين حاجة الفرد العراقي و توفير سلّة الغذاء التي هو بحاجة اليها ليبقى على قيد الحياة ، والأهم من كلّ ما ذكرته هو رغبة النظام و خوفه من قيام معارضة لابد وأن تطيح به سببها عامل الجوع و البطالة و تدنّي القدرة الشرائية للدينار العراقي الذي أصبح لا يساوي شيئا و اختفى من سلّة العملات الدولية بعد ان كانت له حظوة و قيمة .
ان البطاقة التموينية وفّرت حدا أدنى من مستلزمات العيش وان كانت لا تفي بالغرض المطلوب الاّ انها استطاعت ان تسكت المعد الخاوية بعض الشيئ ، وخلقت منه عنصرا اتكاليا ينتظر مواعيدها ، قانعا بحياة الدراويش و امواله تذهب الى جيوب السّراق و الفاسدين و الطفيليين مكتفيا بالوقوف مستجديا أمام الفضائيات و عدسات الكاميرات يسأل عن مفردات البطاقة التموينية و عدم تأمينها في أوقاتها و خلوها من مواد كثيرة ، و المواطن في هذه الحالة تحوّل من عنصر فاعل في بقاء الحكومة أو تغييرها لما يتمتع فيه من قدرة على المناورةو المطالبة بحقوقه و توفير مستلزمات الحياة الضرورية الى انسان سلبي و عاجز يفتقد ارادة التغيير و عناصره ، راضيا بما هو موجود و ان كان لايسد احتياجاته . ان البطاقة التموينية في صيغتها الحالية و تمسّك الدولة بها انما هو نوع من الخدر الذي يشل قدرات الفرد و يمنعه عن المطالبة و السعي مع أبناء شعبه لتغيير واقعه الفاسد و تبديل تلك الوجوه الكالحة التي امتصت دمّه و عاشت على جهده و اغتنت من عرقه , لا ادري كيف يقبل آدميّ على العيش في بيوت الصفيح وفي الخيام و العراء في بلد ميزانيته فاقت ميزانية ثلاثة من دول الجوار ولا يثور و لا يطالب بمعرفة الأسباب و معاقبة السرّاق و المرتشين و الفاسدين !!! كيف لا يثأر لأنسانيته وهو يرى النعيم و رغادة العيش تحظى بها الطبقة السياسية التي كان هو السبب وراء مجيئها للحكم حين أدلى بصوته لها في و المدن وأولاده من المدارس و شوارع العاصمة و المدن الأخرى وقد تحوّلت الى بحيرات يحتاج الى زوارق للتنقل . ان التأثير السحري و السلبي للبطاقة التموينية لم يظهر تأثيره على ديناميكية المواطن العراقي و جاهزيته للنضال اليومي من اجل التغيير و رسم متقبله و مستقبل أولاده فحسب بل امتدّ خزينه المعرفي فما عاد يميّز وهو الحصيف بما ينفع و ما يضر ، بمن هو صادق و شفّاف و نظيف و بين من هو لص و سارق و تافه . بين الوطني المحبّ لوطنه و شعبه وبين العاهر الفاجر . أقول ان الجوع يشحذ الهمم و السكين واني لأعجب ممن سامه الجوع و الخسف و لم يصرخ و ينزل للشارع و يشهر سيفه .فهذا الأمام علي عليه السلام يقول : أعجب لمن ضامه جوع ولم يشهر سيفه . كما قال في موقف آخر : ما رأيت نعمة موفورة الاّ والى جانبها حقّ مضيع . فلو لم تكن البطاقة التموينية سبب العلّة و الداء لما وصلت اليه الحال ما وصلت و لوجد العراقي أسبابا اخرى لتحسين واقعه المعيشي و جرّبها كما جرّبتها شعوب أخرى و حصدت ثمار التغيير .ان الحملة الأيمانية التي ابتدها المقبور صدام وهي محظ نفاق أسهمت و الى حدّ كبير في تغييب وعي المواطن و دفعت به نحو الوراء ليظلّ مجتمعا تقليديا في مرجعياته و مواقفه من الوجود و أغلبه غارق في غيبيات و أساطير فات زمانها و أصبحت تؤلّف معوّقا فكريا فعّالا يمنعه من متطلبات الحداثة و قبولها و التكيّف معها و تنميتها و انضاجها و ابتكار الجديد منها .

الناصريه – خليل الفخري



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصّة قصيره - في ىحم الليل يولد تاريخ البشرية
- في رحم الليل يكتب الشجعان تاريخ أوطانهم
- هل يقتفي العراقيون خطى الشعب التونسي ؟ !!!
- حكايات من التراث
- ماذا سيقول الأجداد في الأحفاد لو عادوا إإإ
- لن يبقى من العراق سوى الحجارة ، ان استمرّ الحال !!!
- فيروز !!! تداعيات أعياد الميلاد 2013 و العراق ينأى !!!
- حريق العراق ؛ سوف يلتهم الجميع . !!!
- سيندم الجميع و لات ساعة مندم !!!
- فيروز ليل الترقب و الصمت بين الرغبة و التشهي
- العراقيون أمام خيارين ، انتظار المهدي المنتظر أو العمل من أج ...
- العراق ، خطوتان الى الوراء و خطوة ثالثة الى الوراء كذلك !!!
- ابو سميه ، عينه على الدالنوب و قلبه في العراق .
- أمّي
- حتى لا ننفخ في رماد ... !!!
- حتى لا ننفخ في رماد
- قيسُ بن سعد بن عبادةَ الانصاري !!!
- فيروز ، مع الرعاة جئتُ أغنيك !!!
- فيروز -;- عند شُبّاكها يسهرُ الليلُ !!!
- فيروز ، شقائق النعمان و حاوية العسل !!!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - البطاقة التموينية هي الدّاء و العلّة . !!!