أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد سعده - انتحار زينب مهدي














المزيد.....

انتحار زينب مهدي


أحمد سعده
(أيمï آïم)


الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 13:39
المحور: سيرة ذاتية
    


إمبارح كنت قاعد في كافيه هادي على النيل، وكان تقريبا فاضي إلا من رجل وسيدة بالترابيزة المقابلة، وقريت بانزعاج خبر انتحار بنت إسمها "زينب مهدي" على ما يبدو بسبب الاكتئاب والضغوط ورفض الواقع والحياة...
وقعت كوباية العصير على الترابيزة وعلى أوراقي من شدة انزعاجي...
.
الرجل قام من مكانه وترك لي علبة مناديل..، شكرته فابتسم ورجع لمكانه..
قمت علشان أقعد في ترابيزة تانية..، قام الرجل تاني ولقيته بيساعدني في نقل شنطتي وأوراقي واللاب للترابيزة اللي هقعد عليها..، شكرته بعبارات كتير من نوعية "ربنا يباركلك" .. ابتسم وطبطب بإيده على كتفي ورجع مرة تانية مكانه....
.
بدأت أتابع الرجل والسيدة، وعرفت هو ليه كان بيبتسم من غير ما يتكلم لما لقيتهم بيتعاملوا بلغة الإشارة...
الرجل كان يشرح للسيدة بمنتهى السعادة والابتسام إمكانيات الآيباد اللي شاريه جديد غالبا كهدية لها..
.
بعد شوية بصوا في الساعة وطلبوا الحساب، وسابوا بقشيش للشاب اللي بيقدم الطلبات.. وده عرفته من الامتنان والابتسامة على وجه الشاب.. وطبعا لم ينسى الرجل أن يبتسم لي وهو ماشي..
واتحركوا باتجاه النيل، علشان كان فيه مركب مستنياهم ...
.
رجل وسيدة في عقدهما الخامس يعيشون حياتهم بمنتهى الإقبال والحماس...
لا كراهية أو انزعاج أو أحقاد من عجزهما، ولا شعور بالظلم أو الحرمان...
.
رجل وسيدة لم تمنعهما إعاقتهما من الاستمتاع بالحياة...، والثقة في أن الله يمنحهما ما يستحقان من سعادة ورزق ومحبة...!!
.
أن تعيش سعيدا راقيا طيبا أمر لا علاقة له بعقبات الحياة أو الإحباطات العادية... بأقل الأدوات حولك تستطيع أن تسعد نفسك وتصنع السعادة لمن حولك... فقط لو أردت ذلك..
.
وهنا تسائلت لماذا انتحرت "زينب مهدي" بكل هذا اليأس والاستسلام...؟!! .. رغم أنها تمتلك شبابها وكل حواسها، لكنها، فعليا، فقدت الإحساس بقيمة الحياة... لأن حواسها مزروعة في قلب يائس محبط وميت..
.
مش عيب إن الحياة تهزمك..، دي جولة عادية متوقعة ومحتملة في مباراة طويلة في الحياة.. إوعى تكابر وتنكر هزيمتك... وإوعى تستسلم للإحباط.
إوعى تستهين بدورك في إنك تسمع إنسان وتشاركه همومه وتحاول تخفف عنه..، ربما كانت تحتاج "زينب" لمن يسمعها وينقذها من النهاية المؤسفة.
.
السعادة مش كتالوج... مفيش قواعد ثابتة.. دايما خللي عندك أمل إن أفضل أيام حياتك لسة جاية... سيبك من التشاؤم ونظرات الناس وتقاليدهم البالية، ودور دايما على رفيقك ونصيبك.... فربما تنتظرك السعادة على بعد خطوات وأنت لا تدري..!!
.
لا تفقد الحب فهو آخر ما تبقى من أمل ونور وسط غابة من الظلام...
.
الرحمة لزينب..، والمجد للإنسان الذي يدرك قيمة الحياة وقيمة دوره فيها، المجد للإنسان الصبور البشوش الذي يواجة الحياة اليومية بكل مآسيها ومباهجها بمنتهى الشجاعة والإصرار والتسامح والرقي....
أعجب



#أحمد_سعده (هاشتاغ)       أيمï_آïم#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضن ووداع
- عايدة
- قصة -محمود ومريم-
- الدولة الإِسلامية .. كابوس لا ينتهي.!
- ضجة حول تصريحات الكاتبة فاطمة ناعوت عن أضحية العيد
- عام من النشاط النقابي
- ما بعد الحرب على غزة.
- حول الموقف المصري من الحرب على غزة.
- الجرف الصامد من غزة إلى سيناء.
- السِيسِي على خُطَى الشيطان.
- هل صليت على النبي اليوم؟!!
- عنف ذكوري بشع في الشارع العام ضد الصحفية سارة سعد
- تحرش
- مصر .. كابوس الانهيار!!
- تعريف موجز بفيلم الخروج للنهار.
- قراءة في مستقبل مصر ما بعد الانتخابات الرئاسية.
- انتبهوا .. مصر على أعتاب جهنم
- أُمي الغالية, أفتقدك جدا .. وسأظل أفتقدك للأبد.
- النساءُ .. الجاريات المعتقات
- المعطف الأحمر (قصة قصيرة)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد سعده - انتحار زينب مهدي