أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - البُوق وال(بُقّ)














المزيد.....

البُوق وال(بُقّ)


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 12:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد مذبحة شمال سيناء الأخيرة، جعلها اللهُ آخر دماء نفقدها على يد شياطين الإرهاب، تداول نشطاءُ تويتر تغريدة قديمة وردت باسم السيد الإخواني "علاء صادق" تحمل التهديد والوعيد لمصر والمصريين، جاء فيها:
“إذا لم يتم عودة مرسي لن تتوقف العمليات الجهادية في سيناء، بل ستمتد لعموم مصر! عودوا إلى صوابكم، مرسي له الشرعية.”
وبعيدًا عن ركاكة الصوغ وتهلهل البناء اللغوي، إلا أنني أعدتُ نشر صورة التغريدة بصفحتي بتويتر، وصدّرتها بتعليق كتبتُ فيه: “الإخوان المجرمون يعترفون على لسان بوقهم الركيك.”
بعد خمس دقائق، وحسب، فوجئت بمواقع وجرائد لا حصر لها نشرت تغريدتي بعدما غيّرت كلمة: (بوقهم) إلى: (بقهم)!! (فاطمة ناعوت: “الإخوان المجرمون يعترفون على لسان بقهم الركيك.”)!!!
وجلستُ أفكّر: تُرى ماذا تعني كلمة: (بقهم)؟ وكيف تُنضّدُ حتى نُحسن قراءتها؟
وحسب لسان العرب، نعرف أن "البُوق” هو: +أداةٌ مجوّفة يُنْفَخُ فيها ويُزمَر.” وحين نقول: “فلان بوقُ علان": فهو "داعيةٌ له وإمّعة.” (الأمّعة: التابع الذليل منعدم الشخصية ). وجمع بوق (أبواق).
أما "البق"، فلا أدري ما هو وإن كنت أرجح أن من كتبها يقصد (الفم) بالدارجة المصرية. ويا ترى ما جمع "بُق"؟! لستُ أدري!
المشلكة هنا أن مَن كتب تلك الكلمة المفترض أنه صحفيٌّ، خريجُ كلية إعلام أو آداب قسم صحافة، أو ما شابه! فكيف لم يفهم كلمة (بوقـهم) في عبارتي؟ تلك جريمة معرفية كبرى! ثم هو أضاف جريمةً أخرى بأن ظّن كلمتي خطأ طباعيًّا! ثم هو أراد أن "يتفذلك" ويصححها! وتلك جريمة ثالثة! ثم هو فكّر ورأى، بفطنته وثقافته، أن أقرب كلمة للبوق هي "البُق"، فتحولت: بوقهم، إلى: "بقهم”! وتلك جريمته الرابعة!
طيب فيه كده في الدنيا؟!
عيبٌ ولا يليق، وجريمة مهنية وأخلاقية أن يكون الكاتبُ أو الصحفيُّ ضعيفًا في قدرات القراءة الصحيحة، فقيرًا في أدوات بيانه، ركيكًا في صوغ جملته وتركيبها، ثم يتجرأ على الصحيح من القول فيُلبسه ثوبَ الخطأ!!
لكن القصة لم تنته هنا، تبقّى بها أمران، أحدهما محزنٌ والآخر مبهج. المحزن أن مواقع وجرائد وصحفًا كثيرة وأفرادًا كثيرين أعادوا نشر التغريدة في نسختها المغلوطة دون أن يتدبّروا ماذا ينشرون! والمفرح، أن كثيرًا من قرائي انتبهوا للخطأ وراسلوني لينبهوني أنه تمّ العبث بتغريدتي، ومنهم بالمناسبة من لم يقرأ تغريدتي الأصلية لكنه شك أن أكتب كلمة (بق) في تغريدة بالفصحى. أولئك القراء الذين يعرفون أسلوب كل كاتب ويستطيعون بسهولة أن يميزوا فيقولوا هذا ليس أسلوب الكاتب الفلاني.
وللتدليل على أهمية إتقان اللغة، التي باتت في حال يدعو للرثاء. أستشهدُ بموقفٍ جرى قبل خمسة وعشرين قرنًا، أي عام 551 ق م. سُئِلَ الفيلسوفُ الصيني كونفوشيوس:
- كيف نُصلِح العالمَ الذي نعيشُ فيه؟
فأجاب:
- إصلاحُ العالم سهلٌ، إذا صَلُحَتِ اللغةُ التي يستخدمها الناس.
- وما معنى ذلك؟
- إن اللغة السائدة ليست صائبة، لأن ما يُقال، عادة، لا يحمل المعنى المقصود. وإذا كان ما يُقال لا يحملُ المعنى المقصود، ضاعت الحقيقة. وإذا ضاعت الحقيقةُ، فسدت الأخلاقُ والفنون. وإن فسدت الأخلاقُ والفنونُ، ضَلّت العدالةُ. وإذا ضَلّت العدالةُ، احتار الناسُ وتاهوا. وإذا احتار الناسُ، عجزوا عن الفِعل. وإذا عجزوا عن الفِعل، توقف العالمُ وتدهورت أحواله!

يبقى أن أختتم مقالي بنكتة طريفة وردت على لسان شخصية "أساحبي" الشهيرة "أبو ضحكة جنان”:
(6 سنين ابتدائي + 3 إعدادي + 3 ثانوي + 4 كلية، وأبوك طلع عينه مصاريف، وفي الآخر تقولي: ’صومن مقبولن وافطارن شهين؟!‘ أنت اللي زيك مش لازم يعيش للفطار أصلا! )

----



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة (مكملين) ايه بالظبط؟!
- نعلن الحبَّ عليكم
- العنصريّ في سلة القمامة
- رانيا وصاحبتها
- فتاوى تكسيح الأطفال
- كأننا نتعلّم (1)
- فاطمة ناعوت -كاتبةٌ صحفية وشاعرة ومترجمة مصرية - في حوار مفت ...
- أنا ابن مصر العظيم
- استلهموا هجرة الرسول
- أنا أعلق إذن أنا موجود
- ماذا نفعل بالإخوان؟
- أنا عاوزة ورد يا إبراهيم!
- عيد ميلاد دولة الفرح
- قرد فاطمة ناعوت
- لا تقربوا الصلاة!
- اطفئوا مشاعلَهم، نورُها يُعمينا
- هل لدينا محمد يونس؟ 2-2
- القطة التي كسرت عنقي
- قرّاء العناوين والصحف الصفراء
- رصاصة في رأس يفكر


المزيد.....




- الكويت تدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
- “نزلها واستمتع”.. تردد قناة طيور الجنة الفضائية 2025 على الأ ...
- كيف تنظر الشريعة إلى زينة المرأة؟
- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - البُوق وال(بُقّ)