أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - التوافق والصحة النفسية















المزيد.....

التوافق والصحة النفسية


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1301 - 2005 / 8 / 29 - 10:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ترجع اسباب نكوص البعض من الناس الى سوء التوافق في عملهم او في التعامل مع زوجاتهم او ازواجهن او مع ابناءهم او في العلاقات الاجتماعية الى فقدانهم اساليب التعامل مع الضغوط الحياتية التي تعصف احياناً في تكوينهم النفسي حيث يبتعدون عن التوافق النفسي لا لانهم غير كفوئين او مرضى نفسيين وانما اشتدت عليهم شدائد الحياة وافقدتهم توازنهم وانعكس ذلك في التعامل على علاقاتهم مع زوجاتهم ومع اطفالهم ومع الناس الاخرين وامتد ليشمل العمل حتى اختلت الامور كلها وابتعد التناغم المتوازن عن حياتهم وحلت الفوضى التي ادت الى تقليل الكفاءة والاداء الحياتي واضطربت حينها كل الموازين.ان ما يربط هذا التنظيم المتجانس للفرد من جانب وعلاقته بنفسه وعائلته ومجتمعه وعمله من جانب آخر هو ما يسمى بالتوافق Adaptation وهو يعني بكل الاحوال التخلص من التوتر دون ما اعتبار للقيمة التكيفية.
يعني التوافق علمياً بانه محاولة الفرد لمواجهة متطلبات الذات ومتطلبات البيئة.ففي ثنايا محاولة التوافق علمياً يجد معظم الناس الاسوياء ضرورة ملحة تفرض عليهم ان يتظاهروا بوجه مبتسم حتى وان كانت تعتريهم اوهام الخوف او الاختلاف مع الزوج او الشدائد الاقتصادية ويبحث العقلاء منا عن الحلول العقلانية لحل اشكالية هذه الاختلالات وسوء التوافق ومهما كان الامر فعلينا ان نذكر ان صورة الشدة والمصاعب لاتنتهي بسهولة سحرية كما يتمنى البعض،بل يحتاج لها المزيد من الجهد والكفاح والمواجهة والجهاد مع النفس من اجل استعادة التوافق النفسي الذي ينعكس على الزوجة او الزوج،الاطفال،العمل،العلاقة بالمجتمع ويقول علماء النفس ان احسن وافضل الناس يواجهون الكثير من المنغصات وخيبات الامل والاحباط والانواع المختلفة من الضغوط اليومية ولكن عدداً قليلا منهم الذين يواجهون هذه المصاعب بشدة ويستعيدوا توازنهم الشخصي والاسري والاجتماعي.
يعد التوافق عملية متدرجة تبدأ من سلسلة من الخطوات يلجأ اليها الفرد عندما يشعر بانه في حاجة اليها وتنتهي عندما تشبع الحاجة او يستتب الامن النفسي في داخله وعبر هذه العمليات يقوم اي منا عندما يتعرض الى مصاعب وشدائد ليستعيد توافقه حيث يبدأ جاهداً فيها لتخطي العقبات من اجل ازالة الاحباط او المواقف الضاغطة واستعادة التوازن.ويقول علماء التحليل النفسي ان استعادة التوازن لاعادة التوافق يمر عبر ردود الافعال المستمرة التي لا تؤدي احياناً الى التوافق المباشر مثل القلق او الهم او الحالة العصبية الشديدة"النرفزة"،ويجد البعض اسلوب الاستجابة المباشرة لاستعادة التوافق من خلال الاسقاط Projection (آلية دفاعية لا شعورية)او من خلال الاعلاء والتسامي Sublimation (آلية دفاعية لاشعورية).
وغني عن البيان ان اولى تطبيقات عملية التوافق وما يواجهها الفرد تبدأ من مرحلة الطفولة حيث يجد الطفل اول حالة للاختيار فيها فحين يصل الى هذا العالم يجد جواً خلقه هذا الشخصان اللذان يعتبران اباء له- وليس من شك ان الوالدين اللذان يفشلان في خلق السعادة،لابد ان يختلف جو منزلهم عن ذلك الذي يخلقه ابوان يجد كل منهما في الاخر السند والقوة الثابت فعلاقة الوالدين احدهما بالاخر هي اساس الجو العاطفي الذي ينشأ فيه الطفل ويجد فيه توافقاته الاولى مع الحياة.فالتوافق الاسري ينعكس مباشرة على الطفل الوليد وتقول عالمة التحليل النفسي كارن هورني ان الطفل وهو يحاول ان يجد طريقه الى التوافق مع المجتمع يرى امامه ثلاثة طرق:فهو يستطيع ان يتجه نحو الناس او ضدهم او ان يبتعد عنهم فالذين يتجهون نحو الناس يتقبلون بؤسهم ويسعون لاقامة علاقة معتمدة على الاخرين وخاضعة لهم وبذلك يشعرون بالامن والانتماء،والطفل الذي يختار الاتجاه ضد الناس يرى الكراهية في كل ما حوله ويعد نفسه للعنف لكي يهزم الاخرين،اما الطفل المنسحب فأنه يسلك سبيلا دفاعياً هو الانعزال والابتعاد ويسعى الى الاشباع في عالمه الخاص لذا فأن(سميث)يرى ان التوافق السوي انما هو اعتدال في الاشباع،اشباع عام للشخص عامة لا اشباع لدافع واحد شديد على حساب دوافع اخرى،والشخص المتوافق توافقاً ضعيفاً هو الشخص غير الواقعي وغير المشبع بل والشخص المحبط.بينما الشخص الذي يتمتع بالتوافق السوي هو الذي يستطيع ان يواجه العقبات والصراعات بطريقة ناجحة ولا تعوق قدرته على العمل،حتى بات لدى علماء النفس ان توافق الفرد يعني توفر قدر من الرضا عن النفس الذي ينعكس فيه على اسرته واطفاله وعمله وعلاقاته الاجتماعية ويؤدي في المدى الطويل الى التقليل من الاحباط والتوتر والقلق.
عد البعض من علماء النفس ان التوافق هو الحضور في العالم،حضور مع الاسرة ومع المجتمع وامام الناس والتفاعل معهم وفي العمل المنتج،هذا الحضور يفرض نفسه علينا من خلال بعض العواطف التي نستطيع ان نطلق عليها التكيف الناجح حتى اعتبر التوافق نمطاً من المسالمة مع النفس اولا ومع الاسرة والمجتمع ثانياً على اساس ان المسالمة من طبيعتها تجنب الصراع وتلافيه،اذ ان المسالمة هي نوع من التوافق الذي يتطلب الكفاح والجهاد ضد الاحباط والقلق والشدائد التي تنزل ضيفاً علينا من حيث لا ندري،فنستقبلهم احيانا بقدر من المضض لانه نذير بخطر لا نعرف مصدره،او حتى لو عرفنا مصادرها فأنه يردنا الى حالة من القنوط وسوء التوافق مع النفس الذي ينعكس على الاسرة وعلى العمل وفي التعامل الاجتماعي،فيفتح لنا الابواب نحو الامراض بمصراعيها ويزيدنا شعوراً بالوحدة وان زاد سوء التوافق يزلزل كياننا النفسي والاجتماعي فنستشعر بالغربة في انفسنا حتى يجعلنا ان نفقد اهتماماتنا بالحياة كلها،وتغدو الوجوه المألوفة حتى الحبيبة منها اشياء غريبة،وتضيق علينا فسحة الحياة وتشمل قلوبنا حتى يمتلكها الخوف والرعب فتضطرب كل حياتنا فيتمزق النسيج العاطفي والنفسي والاسري والاجتماعي لدينا،فسوء التوافق يجلب لنا القلق،والقلق الشديد يولد الاغتراب،وما ينشأ عنها من مضاعفات ربما مرضية في المستقبل لو اشتدت الحالة ولم تجد التفريغ المناسب ،ومن انواع التوافق الذي سنتناوله لاحقاً،التوافق العقلي،والتوافق الجنسي،والتوافق الديني،والتوافق الاقتصادي،والتوافق الدراسي واخيرا التوافق المهني..



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضغوط النفسية ونتائجها المرضية
- الحاجة للآخر ..ضرورة!!
- القلق وقرحة المعدة
- الطفل بين القبول والرفض والرفض في الاسرة
- الطفولة والتلقائية
- تحرير المرأة وتحرير المجانين
- لغز القلق
- اٍعرف المسالمة، ترفض العنف
- التفاؤل والتشاؤم بين الصحة ونقيضها
- التعصب والتصلب في الرأي وعلاقتهما بالمرض النفسي
- هل تخفي شخصياتنا افعالنا ام العكس؟
- مهارة اللاعنف..مهارة الالفة والصداقة
- التكامل النفسي بين الواقعية والمثالية
- نحن واضطرابات العصر(الاضطرابات النفسجسمية)سيكوسوماتيك
- تفجير النفس بين التعصب والاكتئاب
- الصراع النفسي ..ديالكتيك الهم الانساني
- هل يتراجع العراقيون عن قيم التسامح والمودة!!
- الشخصية السلبية Passive
- الهذيان والهلاوس في المرض العقلي..حقيقة ام وهم؟
- هكذا يتم تحويل المشاعر والافكار!!


المزيد.....




- هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ ...
- المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل ...
- -تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
- صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري ...
- تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ ...
- بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل ...
- برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا ...
- سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية ...
- -تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات ...
- شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - التوافق والصحة النفسية