أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - فك الإرتباط بين الضفتين ..تمهيد ل-التسوية- مع إسرائيل














المزيد.....

فك الإرتباط بين الضفتين ..تمهيد ل-التسوية- مع إسرائيل


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 00:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرة هي الحقائق التي تصدم الواقع وتضعنا في دجى التفكير وظلامية التصور ، بسبب إنعدام الشفافية والمعلومات ، والتصريح الصريح للأسباب والدواعي التي اظهرتها على ساحة الأحداث المتسارعة ، كل ذلك أيضا سببه إنعدام القيادة المؤسسية في الوطن العربي ، وإحتكار الحكم من قبل فرد واحد أحد ، وإن رأينا العديد من الأشخاص المحيطين به ، وتندرج أسماؤهم في سلم الوظائف القيادية بدءا من رئيس الوزراء ومن هم دونه،إذ يشي الواقع أنهم جميعا ليسوا صناع قرار ، وإنما هم منفذون لقرار الزعيم الأوحد.
من هذه الحقائق التي غيبت عنا جميعا ، وبدت لنا الصورة ظلا غير الحقيقة ، تلك الخطوة المفاجئة التي إتخذها الراحل الحسين في العام 1988 ،ومثلت ضربة قاصمة للشعور القومي والوطني الأردني والفلسطيني على حد سواء ، وإن وجدنا من يؤيدها ويقف معها بل وتطوع لتسويقها، لكن أحدا لم يتجرأ على كشف سرها ، وأعني من الجانب الأردني.
العارفون ببواطن الأمور يقولون أن الأمر نجم عن ضغوط أمريكية هائلة على الأردن الرسمي وعلى الراحل الحسين على وجه الخصوص، من أجل عزل الوضع الفلسطيني ، والإنفراد به ، كي يكون عامل إنفراط السبحة .
تمنع الراحل الحسين في البداية ،وكان كما عرف عنه بارعا في المناورة ، ولكن راعي البقر الأمريكي"الكاوبوي"، يعرف جيدا ماذا يريد وماذا عليه فعله ، وأي الأسلحة يستخدم كي يحقق أهدافه في هذا المسار،وجرى الضغط على الراحل الحسين في القمة العربية في الرباط التي قالت أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، تلتها خطوة لم تكن مفهومة في قمة الجزائر حيث أعلن عن قيام الدولة الفلسطينية ،وعندها فرح من فرح وشكك من شكك وغضب من غضب ، وما تزال الحقيقة مغيبة عن الجميع.
ومن قبيل المناورة ألمح الراحل الحسين في قمة العرب أنه يوافق على أن تمثل منظمة التحرير الفلسطينية الشعب الفلسطيني، لكن وزير خارجية رونالد ريغان ، جورج شولتز زار المنطقة وشدد من ضغوطه على عمان ، كي تعجل في فك افرتباط ،وأيقن الراحل الحسين أنه لا محالة من الرضوخ للضغوط المريكية ، فأرسل رسالة إلى كل من الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريغان، والمرأة الحديدية رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت هيلدا تاتشر ، يعلن فيها عزمه على إجراء فك الإرتباط مع الفلسطينيين ، من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني. وهذا يعني أن أمريكا كانت قد توصلت إلى ما نشهده منذ عشرين عاما وإتسم بالعقم الشديد منذ تلك الأيام ،ولم يدر بخلد أحد أن هذه الخطوة كانت لتوريط الفلسطينيين ودفعهم إلى توقيع إتفاق مع إسرائيل ، وأن يكون الأردن هو الثاني في عملية التوريط.
القصة بدات عندما سربت بعض الجهات المعنية معلومات تفيد أن الراحل الحسين بات جاهزا لحسم العلاقة مع إسرائيل بتوقيع إتفاق سلام معها ، وأن القيادة الفلسطينية ستخرج من المولد بدون حمص ،لا بطحينية ولا بغيرها ، ناهيك عن إحكام الهارب بزي منقبة بن علي ،الطوق على القيادة الفلسطينية بعدم رغبته في تجديد العقد العشري الموقع مع منظمة التحرير والقاضي بإستضافة قوات المنظمة في تونس ، وعدم رد العرب على رسائل الراحل عرفات بهذا الخصوص سوى المخلوع حسني مبارك الذي رد برسالة مقتضبة قال فيها مخاطبا الراحل عرفات بالقول :إن القاهرة على إستعداد لإستقبالك أنت وأعضاء مكتبك فقط، دون التطرق للجحافل الفلسطينية التي خرجت من لبنان وإستقرت في تونس ، بعد أن أفلح وكلاء أمريكا في المنطقة بإقناع الراحل عرفات بالرحيل عن لبنان على إثر مواجهة شارون وجيشه صيف العام 1982 وحصار بيروت لمدة 88 يوما ، وسط مرآى ومسمع القريب والبعيد، رغم التلوث الأثيري الذي كانت تطلقه تلك الأنظمة القومجية الكذابة المرتبطة اصلا بإسرائيل حتى قبل قيامها.
رافق ذلك دخول محمود عباس على الراحل عرفات وهو غارق في همومه بعد رسالة بن علي ، وخاطبه بالقول أنه بات ضروريا الدخول في حديث المحرمات ، فسأله الراحل :محرمات إيه يا عباس ؟فرد عليه :التفاوض مع إسرائيل ، وعندها أجاب الراحل عرفات : الله يبقى إنت شريك معاهم ، إعملوا ما بدا لكم.
الغريب في الأمر أن المخططين أبقوا على القوانين الأردنية سارية المفعول في الضفة الفلسطينية ، وهذا ما ظهر في إتفاقيات أوسلو،وأن الكونغرس الأمريكي والإتحاد الأوروبي أعلنا موافقتهما الفورية على قرار فك الإرتباط الذي أعلنه الراحل الجسين وأشادا به، وتفسير ذلك أنه جاء إستجابة لطلبهم، وهو توريط الفلسطينيين اولا مع إسرائيل ، بعد أن نجحوا في عهد المقبور السادات في عزل مصر ، وترك العرب مكشوفين بلا غطاء.
بعد توقيع أوسلو جاء رسول إلى الراحل الحسين وأبلغه أن الراحل عرفات أنجز ماعليه وسوف يشطب الدور الأردني ، وأن الحل الذي يفشل ذلك هو أن يوقع الأردن معاهدة سلام مع إسرائيل ، فكانت معاهدة وادي عربة التي لم تثمر لا هي ولا أوسلو ولا معاهدة كامب ديفيد سلاما مع مصر ، بل أينعت مستعمرات في الضفة الفلسطينية والقدس وتعميق الحفريات تحت المسجد الأقصى ، وآخر ما تفتق عنه تفكير قادة إسرائيل هو إعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية في إسرائيل.
كان يجب توريط الفلسطينيين مع الإسرائيليين قبل الأردن ،ليقال ها هم الفلسطينيون أصحاب القضية فعلوها فلا تلومونا، وهذا ما جرى إذ أصبحنا نسمع كلما دق الكوز في الجرة أن أصحاب القضية وقعوا مع إسرائيل فلماذا لا تفعل الدول العربية الشيء ذاته؟
ما يجب أن يقال في هذا المقام أنه لا أمان لأمريكا أو بريطانيا أو أي قوة عظمى في العالم ، وأن الإستسلام لرغباتها إنما يعد تفريطا بالمصالح وتضييعا للجهود ، فإسرائيل هي سيدة القوى العظمى لمهارتها في التعامل مع هذه القوى من منطلق الند للند ، والتكشير عن الأنياب المسمومة واللماطلة وغختلاق العذار والتهديد باللجوء للكنيست ، عكس الحكام العرب الذين يتخذون أعتى القرارات المصيرية من بنات أفكارهم ، وبعد ذلك تقوم برلمانتهم الصورة بإقرارها، وهذا لا يخفى على القوى الكبرى.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستطلاع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات :85% من الرأي ...
- ما ضاع حق وراءه مطالب ..مسلة ميشع نموذجا
- العراق أولا ..الثأر اليهودي
- وقفة جماهيرية بالقرب من سفارة الكيان رفضاً للعدوان ومطالبة ا ...
- خبير علم الإجتماع الأردني د.فيصل غرايبة يدعو للإهتمام بالشبا ...
- السؤال الكبير :أين الشعب؟
- عبد الحسين شعبان :إسرائيل تستعجل تفتيت العالم العربي
- توقيع رواية -أَعْشَقُني- لسناء الشّعلان في المربد
- الأردن الرسمي ..برافو وإلى مزيد
- حفل ”اُمسية في كراكاس- تضيء ليل عمان
- المرصد الأورومتوسطي يصدر تقريرين حقوقيين شاملين حول جرائم ال ...
- رسالة عربية إسلامية – مسيحية
- المؤتمر العربي التركي الرابع للعلوم الاجتماعية يناقش قضايا ا ...
- قراءة في كتاب -الكويت والخليج العربي في السالنامة العثمانية ...
- إشهار -قافلة العطش- في بلغاريا
- د. أبوغزاله متحدثاً رئيسياً في مؤتمر القيادات الاستراتيجية ل ...
- جريمة سيناء الإرهابية الأخيرة تدبير سيساوي
- حمى الله المحروسة مصر ..ولكن
- قراءة في الديوان ا لأول للشاعر المهندس خيري رمضان -وقفت بها-
- الدخان الأسود


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - فك الإرتباط بين الضفتين ..تمهيد ل-التسوية- مع إسرائيل