أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آلان كيكاني - كفى لمجرمي التاريخ قدوة














المزيد.....


كفى لمجرمي التاريخ قدوة


آلان كيكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 20:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا تفلح أمة يقودها مجرمون قابعون في أعماق التاريخ. ينبغي أن تكون هناك محاكمة عادلة لمثل هؤلاء المجرمين بعيدة عن العاطفة والانحياز الأعمى المبني على الانتماء الديني أو الطائفي أو القومي، بل يجب أن تميل هذه المحاكمة إلى العقل والمنطق والقياس وفق معايير صادقة تتسم بالشجاعة والإقدام. فما بني على خطأ فهو خاطئ، واستمرار الخطأ يفضي بالتأكيد إلى نتائج كارثية لا تحمد عقباها.
هناك الكثير من الرجال دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه على أنهم أبطال صناديد حرروا وفتحوا وبنوا وحكموا وأقاموا العدل، بينما في الحقيقة لهم تاريخ حافل في الهمجية والإجرام ولو خرجوا من التاريخ وعاشوا معنا لكانوا الآن يحاكمون في المحاكم الدولية مع النازيين، إلا أن هؤلاء يعيشون حتى هذه اللحظة في وجدان وذاكرة الكثير من الناس، ولا يتوانى هؤلاء الناس بإسداء الشكر والعرفان والامتنان لهم والاعتزاز بهم وإطلاق أسمائهم على المدارس والجامعات والشوارع والمدن، بينما في حقيقة الأمر فإن مكانهم الطبيعي هو المزبلة.
وهنا أذكر على سبيل المثال لا الحصر: ينظر إلى خالد بن الوليد على أنه مثلٌ للرجل الشجاع الذي قاتل وانتصر في العديد من المعارك ويرجع إليه الفضل في الفتوحات الإسلامية والقضاء على حركات الردة في عهد الخليفة أبي بكر، وقد أطلق اسم هذا الرجل على المئات بل الآلاف من الشوارع والمساجد والمدارس في طول العالم الإسلامي وعرضه، بينما الحقيقة تقول أن هذا الرجل كان مجرماً ودموياً وهمجياً للغاية فهو الذي أباد قبائلَ عربية بكاملها بحجة إعادتها إلى الدين القويم بعد ارتدادها عن الدين الإسلامي بعيد وفاة الرسول محمد ، وهو الذي حاصر الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ ممن ارتد رجالهم عن الإسلام في أماكن مغلقة وأشعل في أجسادهم النيران وهم على قيد الحياة ناهيك عن قصص أخرى يندى لها الجبين مثل قتله لمالك بن نويرة وقطعه لرأسه ثم طبخه وأكله ثم مناكحته لزوجته بينما لم يجف دم زوجها بعد.

وليغلو في إجرامه فقد طارد عمر بن العاص، الذي هو الآخر تزخر كتب التاريخ بأفضاله وسجاياه، محمداً بن أبي بكر الموالي لعلي بن أبي طالب حتى التقطه مختبئاً في بيت مصري فحرمه من الماء في رمضاء مصر حتى قضى نحبه ثم دسّه في بطن حمار نافق ثم أشعل النار بجيفة الحمار. وما أقوله هنا هو ليس تجنياً أو تلفيقاً وإنما هو من أمهات كتب السيرة النبوية وكتب التاريخ الذي دونه المسلمون الأولون. وهناك العشرات بل المئات من القادة في التاريخ الإسلامي ممن اقتدوا بابن الوليد، بل وسبقوه في إجرامه الشنيع، وترى أسماءهم مزخرفة معطرة ومحفورة في كتب التاريخ لتقتدي بها الأجيال، وما الدواعش إلا غيض من فيض هذه الأجيال التي ترعرعت على تقديس الجناة وتأليههم.
ومن الامثلة، أيضاً، أن العثماني محمد الفاتح الذي ينظرُ المسلمون إليه على أنه أحد اساطين التاريخ الإسلامي - والبعض يبالغ بالقول أن النبي محمداً قد تنبأ به كفاتح قادم للقسطنطينية - فإنه أقدم على استدعاء أخويه أحمد وأورخان في إطار الاحتفاء بفتح القسطنطينية وقطع رأسيهما بحجة خوفه على وحدة صف الأمة المهدد من قبل أخويه الطامعين في السلطة حسب رأيه!! ويمكن للمرء أن يسأل هنا: أين الآية القرآنية التي تقول ( ومن قتل نفساً بغير حق كأنما قتل الناس جميعاً )؟ وأين هذا الفعل من الحديث النبوي ( لا يحل دم أمرئ مسلم إلا لثلاث: قاتل النفس بغير حق، والتارك لدينه المفارق للجماعة، والثيب الزاني) فوفق هذا الحديث ووفق الكثير من آيات القرآن كان يجب قطع رأس محمد الفاتح لأنه قتل نفسين بغير حق، وإنما بدل من إقامة الحد الإلهي عليه قدسه المسلمون وجعلوه نجماً ساطعاً في التاريخ الإسلامي... وليس محمدٌ فحسب، بل إن معظم الخلفاء العثمانيين قاموا بقتل أخوتهم وأبناء أخوتهم بعد توليهم الخلافة لنفس الأسباب، وزاد سليمان القانوني على هذه العادة بأن قتل ابنه مصطفى لمجرد وشاية وشى بها أحدهم في أذنه بأن مصطفى يريد الانقلاب عليه.
آن الأوان أن نظهر الحقائق التاريخية على ماهيتها ونواجهها بكل شجاعة وجسارة كما يفعل الأوربيون منذ ثلاثة قرون بدل من تقديسنا لمجرمينا واقتدائنا بهم.



#آلان_كيكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آه يا بلدي
- أمم تبني وأمم تهدم
- لماذا أفنت أمريكا صدام فيما امتنعت عن ضرب بشار؟
- بشارالأسد الأصدق منذ بداية الثورة
- الكلمة ووأدها في مهدها
- خفافيش الظلام
- عماة البصيرة
- في تمنيع العقل
- المسلمون وفوضى الحواس
- ثورات الشباب ونصيب الكرد منها
- ثورة تحطيم الأصنام
- اللهم زدني كفراً
- المسلمون مصانع للشهرة
- إلى الأخ آرام في الثوارالبيشمركة
- مرحى للحوار
- والحقد في الصغر كالنقش في الحجر
- مام علي
- أمي
- ملاك الوحي
- ضريبة الزقوم


المزيد.....




- قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آلان كيكاني - كفى لمجرمي التاريخ قدوة