أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - من قضايا العقل والفلسفة , المعرفة والوهم















المزيد.....

من قضايا العقل والفلسفة , المعرفة والوهم


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 20:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المعرفة والوهم

الوهم شكل من أشكال المعرفة أو صورة من صور فهم المعرفة لكن ما ينقصا المصداق الواقعي,قد يكون الوهم في ذات المفهوم المعرفي بمعنى أن المعرفة المقصودة هي بالذات وهم غير حقيقي وبالتالي مجرد الإيمان بكونها وهم تنتفي من صفة المعرفة لتتحول إلى مسمى أخر,من الأوهام المعرفية التي كثيرا ما ينسب البعض لها بعض المفردات السحر وما يتبعه من معارف,في الحقيقة هذا ليس وهما بل خطأ في تشخيص نوع المعرفة وإلا كواقع نؤمن به أو البعض مؤمن به ويجده من وقائع الحال لكن الصورة التي نريدها هنا صورة الذي يسقط كل الفشل المحيط به والناشئ عن أسباب وعلات يجهلها او يتجاهلها أو ان يريد ان يسكت عن جهله بها فينسبها للسحر,هذه المعرفة موهومة بذاتها لأنه لا يستطيع حقيقيا أن يثبتها أو بثبت أثرها واقعا.
الوهم الأخر وهم في موضوع المعرفة أي في الدائرة التي تصنف فيها قيمة أو وجود أو أثر المعرفة,وقد يكون لذات المعرفة وجود حقيقي ولكن توهم الواقع بها هو والذي يرسم صورة هذا الوهم ,في عالم الكيمياء التحليلية هناك نهاية يصل لها التحليل وهب أن الذرة كأصغر تركيب كيماوي هو واحد في كل العناصر إلا أن ما يفرقها هو تعدد تركيب الذرات وفقا لما مرسوم بالجدول الذري من تعدد التركيب وتغير في الصفات والخصائص تبعا لهذا التعدد,من هنا لو أستطاع الإنسان بوسائل العلم ومن خلال قوانين محددة أن يتغلب على إشكالية الترتيب الذري والقدرة على اللعب على الجدول الذري لأمكنه مثلا تحويل أي معدن إلى معدن أخر,هذه الفرضية ممكنة وغير مستحيلة ,ولكن فكرة تحويل المعادن الرخيصة الى الذهب مثلا كثيرا ما أشغلت البعض من الناس دون الوصول لنتيجة محددة,المعرفة هنا كذات حقيقية وممكنة ولكن الموضوع الحيوي الذي يحيط بها بتلك الأفكار كان وهميا ولا يزال حتى يتم تغير المنهج الدال على المعرفة والذي يحققها واقعا .
الوهم إذن هو نوع من أنواع المعرفة وشكل من أشكال العلم الناقص دليل أو دلالة ولكنه بالقوة قادر على التحول مثلا إلى خيال منتج معرفة ككثير من مفردات المعرفة التي كانت في يوم من الأيام مجرد أحلام عصافير,المعرفة الناجحة هي التي يبتكرها العقل من خلال افتراضات اقربها للتعميم هي التخيلات والتأملات خارج حدود الواقع والممكن والمعقول ,لذا فأن تنمية الخيال الفكري والمعرفي واحد من أهم طرق أكتشاف ويناء وإنتاج المعرفة.
أذن مسافات الوهم ومسافات العلم متقاربة بشرط أن نخرج العقل من التسليمات القانونية والمنطقية المقيدة لحرية العقل ,طالما أن العقل ما زال لم يملك حرية القرار المفروضة عليه بجملة قوانين الواقع وقوانين المنطق العقلي فهو تحت وصايتها وغير قادر على التجاوز عن المحذورات المنطقية والتسليمة السلبية مما يمنع أصلا من محاولة الكشف والاختراق وأكتشاف عالم الوهم لأن في تفكيك إشكالية الوهم وعزل ما هو ذاتي قيها عن الموضوعي وأعادة بناء هذا الوهم قد ينجح في أكتشاف سبب التوهم ولربما نسخ هذا التوهم من خلال إدراك العلة الواهمة ومعالجتها وتحويل جوهرها إلى مفهوم أو محدد أقرب للعلم وأقربها من الوهم هو الخيال .
يرافق الوهم في هذه الرحلة مسمى أخر وهو الخرافة والفرق بين الوهم والخرافة هو الزمن أو عامل الزمن الذي جعل من الوهم شيء له حقيقة متعلقة بالوعي به وليس بذات الوهم أنه قد تبين للعقل غيابه عن الواقع أما لكونه محال التصديق به أو لأن موضوعه أصلا يناقض المنطق العقلي ,من الخرافات التي عرفناها طائر العنقاء وهو الذي كلما أحترق ينبعث من جديد طائرا حيا,الصورة تتلاءم مع المخيلة الشعبية ولا يرفضها العقل البسيط لكن المنطق العقلي لا يسمح بالإيمان بها موضوعا منافيا لقواعد العلم كما لا يسمح بها تسليما لأن لا مثال حي ممكن القياس عليه فضلا ان الموضوع كله مجرد تمرين عقلي بسيط لعقل ساذج.
في الحقيقية العقل الأفتراضي اليوم لا يؤمن بشيء أسمه خرافة لأن العقل طالما لم يتحرر من واقع واقعه القاصر والمحدود بالضوابط والقوانين المنطقية لا يمكنه أن يتقبل الخرافة كونها صورة من صور المعرفة عليه أن يتحرى جديتها ووجودها وأن لا ينفي موضوع ما لمجرد أنه لا يلاءم منطقه,المعروف علميا اليوم أن حتى رماد الأشياء الحية عندما يراد تحليلها مخبريا فإنها بالضرورة تحمل صورة ما للخارطة الجينية وهذه الخارطة الجينية خارطة مميزة لكل كائن لا يمكن ان تكون بنسختين وهذا معروف حتى في علم الأدلة الجنائية,رماد طائر العنقاء من حيث النظره العلمية ممكن أن يكون يحمل الخارطة الجينية له وبالتالي تحت ظروف ما وأساليب تعرفها الطبيعة ممكن أعادة توليد هذا الطائر بطريفة الهندسة الجينية فلا مناص لإنكار هذه القصة طالما أن هناك خيوط علمية تقود لليقين بها وافتراضا.
الخرافة إذا هي واقع قصر العقل في فهم مكوناته وقصر في طريقة عرضه مما جعل الأمر فيه شيء من التعارض بين العلم والواقع ,بين الواقع العلمي المحدود وبين الواقع الحقيقي للعلم الأفتراضي,فلا يصح أن نبسط قواعد وقوانين الواقع القاصر ونعتمدها قوانين كلية ومطلقة ونحن نسلم أخيرا أن بين المطلق والنسبي خيط وهمي ودقيق قد يختفي أحيانا كلما حررنا عملية عَقلنَة الموضوع بالنظر من مجال أكبر وأوسع , الخرافة ليست إلا واقع غير مدرك بما فيه أن يكون واقعا عدميا غير حقيقي أو واقعا حسيا موجود وقادر على كشف هويته,لكنه يحتاج أولا إلى افتراض يمنحه حق الإثبات أو النفي عبر عملية تجريبية متحررة وحقيقية وشمولية للوصول إلى قرار نسبي شبيه باليقين.
الخرافة والوهم والأسطورة المسمى الثالث الذي ينتميان إلى عالم الخيال أو اللا تصديق العقلي بوصف الكثير من العمليين والعلميين الذين يرون بهما مخالفة صريحة لقواعد التصديق واليقين لنفس الأسباب التي ذكرناها سابقا ,الحقيقية أن الأسطورة تفرق عن الوهم والخرافة بأنهما حدث مضاف له أو عليه ومأخوذ منه وبه وبالتالي هناك تداخل بين ما هو حقيقي وبيين ما هو مصنع أخرج موضوع الأسطورة من الطابع الواقعي إلى شكلياته الخارقة أو الغير قابلة للتصديق أستنادا إلى واقعها لا إلى وقائع واقعها بالذات,مثلا أسطورة كلكامش من الأساطير العراقية القديمة التي تمثل بأحداثها رحلة البحث عن هدف أكبر من واقعها في زمنها لذا فالسارد هنا يبحث عن مخارج تبريرية لتلائم هدف الحكاية ,لو نظر إليها قارئ الواقع اليوم يراها من السذاجة والانفعال غير المبرر,لأنه بهذه النتيجة يسقط شروط القراءة على ما في ذهنية القارئ وليس ذهنية المنشئ لها,فهي أسطورة لأنها تسطير ودمج أحداث وقعت أو ممكنة الوقع مع أجزاء كانت في غاية الصعوبة في اجتيازها تمت الاستعانة بالخيال ليكمل الجزء المتعذر منه.
الأسطورة بهذا المعنى لا يمكن إقرانها بالوهم والخيال والخرافة مع إقرارنا هذا بأنها جزء من حقيقية وجزء من صنع العقل البشري المحدود بقصوريته الطبيعية عندما يتناول افتراض أكبر من الحد الذي تستوعبه أحداث الحكاية,لذا فما نسب على أنه أسطورة لا بد من التفريق بين المتخيل الأفتراضي منه وجعله قاعدة للنظر الفكري بمعزل عن جسد الحكاية,لأن الجزء الأخير واقعا محكوم بالوجودية وهذا ليس هدف الفلسفة تأكيد الموجود,هدف الفلسفة البحث عن الافتراضات المنطقية وغير المنطقية والبحث عن توافقات الأفتراض مع الواقع الحقيقي وليس على الحقيقة الواقعة المرئية والمحسوسة والمعلومة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دارون والنص الديني
- عنوان مرسل مجهول _ قصة قصيرة
- النرجس يزهر في الشتاء أيضا . قصة قصيرة
- فهم العلم 2
- فهم العلم
- فهم العلم 3
- النظر والتنظير العقلي
- الإنسان وقضية الحداثة
- حب في زمن العاصفة _ قصة قصيرة
- مدرسة الحسين وأفاق مشروع الحرية والعدل ح1
- مختارات فكرية
- النقد وظاهرة الأثراء والتنوع
- الأبيض يليق بالملاك _ قصة فصيرة
- الوجود الظاهر والموجود ظاهرة
- أبيض أسود
- التصنيف العقلي والديني ح2
- التصنيف العقلي والديني ح1
- العقل السوي وسلطان التعقل
- محاولة تناقض _ قصة قصيرة
- الرؤية الذاتية من الخارج


المزيد.....




- العثور على مركبة تحمل بقايا بشرية في بحيرة قد يحل لغز قضية ب ...
- وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يدخل حيّز التنفيذ وعشرات ...
- احتفال غريب.. عيد الشكر في شيكاغو.. حديقة حيوانات تحيي الذكر ...
- طهران تعلن موقفها من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنا ...
- الجيش اللبناني يدعو المواطنين للتريّث في العودة إلى الجنوب
- بندقية جديدة للقوات الروسية الخاصة (فيديو)
- Neuralink المملوكة لماسك تبدأ تجربة جديدة لجهاز دماغي لمرضى ...
- بيان وزير الدفاع الأمريكي حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ول ...
- إسرائيل.. إعادة افتتاح مدارس في الجليل الأعلى حتى جنوب صفد
- روسيا.. نجاح اختبار منظومة للحماية من ضربات الطائرات المسيرة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - من قضايا العقل والفلسفة , المعرفة والوهم