حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1301 - 2005 / 8 / 29 - 10:50
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ما يحصل اليوم في العراق ، من معارك وعمليات عسكرية بين بعض الأحزاب والقوى السياسية العراقية ، التي فضلت لغة السلاح والعنف على لغة الحوار والتفاهم ، حيث أن من يطلق رصاصة واحدة ، يرد عليه الطرف الآخر بالأسلحة المتوسطة والثقيلة ، وحتى لو هذا سيؤدي الى قتل وجرح العشرات من الناس الأبرياء ، وتدمير ممتلكاتهم الخاصة ، أو ممتلكات الدولة .
في أي عراق نحن اليوم ..؟؟ ، الكثير من الأحزاب والقوى السياسية تمتلك كل أنواع الأسلحة والجيوش الخاصة بها وبمسميات مختلفة ، الكثير من الناس يملكون الأسلحة أيضا ، العصابات الإجرامية والزمرالإرهابية تمتلك المستودعات والمخازن من الأسلحة الخفيفة والثقيلة ، وأخيرا الحكومة العراقية لديها السلاح كذلك .
هكذا نرى العراق ، غابة من الأسلحة ، ولا سيطرة للحكومة العراقية على كل الذين يملكون السلاح ، لإنهم أصبحوا جيوشا وقوات ، توازي الجيش العراقي وقواته ، وتفرض سيطرتها العسكرية على هذه المنطقة أو تلك ، وتهاجم وتعتدي على من تريد ، وقت ما تشاء .
وأن ما حصل في مدينة النجف ، وإمتد الى المحافظات الإخرى قبل أيام يؤكد ذلك ، حيث إستخدم السلاح بكل أنواعه من قبل بعض أحزاب( الإسلام السياسي ) ، ولكن أن الخاسرالوحيد كما هو معروف ، في مثل هذه العمليات المسلحة هم الأبرياء من المواطنين العراقيين وليس غيرهم .
أليس من واجب الحكومة العراقية الأول هو حماية المواطنين والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم ؟؟ ، من خلال العمل بشكل جدي على تجريد كل هذه الجهات والأطراف التي تمتلك السلاح مهما كانت ، لأن إمتلاكها للسلاح يعتبرخرقا للقوانين ولا يمكن السكوت عنه أبدا .
لأن إنتشار السلاح بهذه الحالة المنفلتة ، سيساعد حتما ، على إنتعاش وإستمرارالإرهاب والإرهابيين ، وكذلك يعتبر صفحة من صفحات عدم الإستقرار والفوضى في البلد ، لأن الكل يتحدث بلغة السلاح بدلا عن لغة الحوار ، وهذا ما حصل ويحصل .
متى تتوجه الحكومة العراقية لمكافحة ومحاربة تجارة السلاح ومستخدميه ؟ ، وتخلص الكثير من مقرات الأحزاب والمنظمات والبيوت والمدارس والجامعات والمعامل والحوانيت وحتى بعض أمكان العبادة .. من الأسلحة ، ولا تسمح بذلك إلا بعد الحصول على رخصة رسمية لحمل السلاح للأحزاب والأشخاص .
فهل تبادر الحكومة العراقية على ذلك في الأيام القادمة .. ؟؟ .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟