فرات البديري
الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 13:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
زارني طيفً ،عظيم الشأن ينشد الإرث القديم ،فسئلت ؟ من أنت ، وأجابني الطيف العظيم ، أنا والدٌ دغدغ الغدر عقول بنيه ، ذهب المال بعقل ذويه ،منذ الأزل وأنا أحارب لعنتاً مرت على أنهاري ،وغزت بيوت عيالي ،أصّحوا ؛ كفى فأنا العراق بيتكم ورزقكم ،وعلى أرضي بُنيت أمجادكم، لا تبخسوا حقي فأنا عِراقكم، فذُهلت! ،قشعر الجسم اليهُ فوقفت ،أنتَ الِعراق موطني مبتغاي و سيدي؟ نتشرف بحضرتك يا عراق ،نتطلع بك الأفاق، لزمن يعتليك الخير والأفراح والعناق، لمن يقطنك، تعود لتَرتفعُ راياتنا على أرضك و الأمجاد والعلوم و الجسور والأنفاق وناطحات السُحب وأبراج فلان، متى تعود فمنك قد تناسلت كل الفئات والأعراق.
أرجو العراق سيدي، حدوده التي أمست ملاذ الظالمين، أمانه الذي يبقى دعاء الطالبين، وخيرهُ الذي لم يعد لأبنائهِ، تربته التي قد صبغت حمراء، أن تعود لأخضرارها، أفراحهُ وماءه دجلة و الفرات تُضرب بك الأساطير والحكاية، من جديد، عن أرض أحلام مذ كنت وليد، عن الحدائق المعلقة وشكلها الفريد، وأرض بابل والحضر، أرض الرسالات السماوية وعلي وأبنهُ الشهيد، وغيرها المزيد، جمال بغداد وأرياف ميسان، وكردستان الجليد.
أجابني المقدس العراق، كل ما تبغا يكون (لكن)، قلت ماذا موطني؟ أملّي علي ما تريد، أسّكتني! دعني أكمل ما أريد، قاطعتموني زمناً، منذ أن قتل السبط على أيدي يزيد، مَنتفضة راياتكم، ما عُليت أصواتكم، ما خجلت قاماتكم، ما ربحت ثرواتكم، ما قبل دعائكم، فماذا أريد؟ أني ملئت الأرض خيراً، وجوفي وبساطي الذي كان نعيماً وأنتثر أخفي المزيد، بل أنت الذي ماذا تريد؟ فيكفي نفاق وشقاق فأنا العراق ،يكفي أحاديثٌ عن التقسيم والتفتيت فأنا العراق، فما زرعتم تربتي ألا رصاص وحديد وسقيتموني المزيد، يكفي نبيد، يكفي نبيد بعضنا ، وعلى الباب ينتظر الأعوان من ال يزيد.
#فرات_البديري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟