أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - مظاهرة من أجل العبودية!!















المزيد.....

مظاهرة من أجل العبودية!!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1301 - 2005 / 8 / 29 - 12:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أفادت وكالات الأنباء، وكما شاهدنا على شاشات التلفزة، تظاهرات في بعقوبة وكركوك يوم 26/8/2005، تأييداً لصدام واحتجاجاً على مسودة الدستور. وقد حمل المتظاهرون بمدينة بعقوبة صور الرئيس المخلوع صدام حسين، ورددوا هتافات مؤيدة لحزب البعث، كما وحملوا لافتات مكتوب عليها (الرئيس صدام صانع النصر والسلام) منددين بالدستور الجديد بذريعة أنه يفتت وحدة العراق وهم الذين عملوا على تفتيت الوحدة الوطنية منذ اغتصابهم للسلطة عام 1963. كذلك حمل متظاهرون من يسمَّون بالتيار الصدري بالإشتراك مع البعثيين في مدينة كركوك صور مقتدى الصدر ولافتات تدافع عن حزب البعث، وفي تناغم تام مع حلفائهم البعثيين الصداميين ولذات الغرض.

هتف المتظاهرون شعارات مؤيدة لصدام حسين
هذه المظاهرات لها دلالات عديدة، وتعني أموراً كثيرة نذكر منها ما يلي:
1- إن العراق ولأول مرة في تاريخه يستطيع أعداء الحكومة الخروج بمظاهرات معادية للسلطة بهذه العلنية وتخرج الشرطة لحمايتها بدلاً من سحقها كما كان يحصل في العهود الماضية. أما في العهد البعثي المقبور فكان هذا النوع من الاحتجاج يقابل بفتح مقبرة جماعية للمتظاهرين. وهذا دليل الديمقراطية التي لم يستفد منها غير أعداء الشعب وأعداء الديمقراطية ذاتها. فالحرية التي وفرتها لهم أمريكا وبريطانيا يطالب هؤلاء المتظاهرون بسحب قواتهما لكي يخلو لهم الجو لتنفيذ ما تبقى من مخططاتهم الإجرامية لإعادة نظام الإبادة الجماعية.

2- هذا دليل على نجاح صدام حسين في تحويل قطاع واسع من الشعب العراقي إلى عبيد يمجدون العبودية ويرفضون العيش أحراراً مع بقية الشعب بسلام في نظام ديمقراطي حر وعادل لا يميز بين مكونات شعبه. فقد أثبت صدام حسين أنه كان عبقرياً في الإجرام criminal geniusبكل معنى الكلمة، حيث استطاع الربط بين آيديولوجة البعث والطائفية وصبهما في سبيكة صلبة، خدمة لأغراضه الشخصية ودوام تسلطه على الشعب وتحويل هؤلاء باسم الآيديولوجية القومية والمذهبية إلى أداة طيعة لقمع الشعب. لقد نجح صدام في ترويض هذه الوحوش الكاسرة إلى إرادته وطوع بنانه، أشبه بمروض الوحوش في السيرك. فما أن سقط نظام المروِّض حتى انطلقت هذه الوحوش في أوساط الشعب لتنهش بالناس الآمنين بمنتهى الوحشية.

3- كنا نعتقد خطأً، بأن معظم البعثيين كانوا يتمنون سقوط النظام لكي يتحرروا من العبودية وينضمّوا إلى الشعب ليساهموا في إعادة بنائه بعد أن هدمته الحروب العبثية ودمره الحصار الاقتصادي. ولكن للأسف الشديد، تنكر هؤلاء لشعبهم وأدمنوا على العبودية وصاروا على استعداد تام للتضحية بأنفسهم ومستقبلهم من أجل عودة عبوديتهم. فهؤلاء هم أعداء الحرية والديمقراطية، وكما وصفهم المتنبي:
لا تشتري العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد
ولوكان المتنبي حياً اليوم لقال (إن البعثيين لأنجاس مناكيد).
فالكل يعرف كيف حوَّل صدام حزب البعث إلى جهاز للتجسس يحصي على الناس أنفاسهم وكان يعامل بمنتهى الوحشية حتى أقرب الناس إليه عندما يشك بولائه. سمعنا كيف انتقم من وزير الصحة الدكتور رياض الحاج إبراهيم، كما وعرفنا قصة الطبيب راجي عباس التكريتي وهو من عشيرة الجلاد الذي عاقبه بعد أن ألقاه في قفص حديدي وأطلق عليه كلاب جائعة افترسته وهو يتفرج على الضحية. كذلك نعرف كيف عامل صهريه حسين كامل وصدام كامل بعد أن استدرجهما من عمان إلى بغداد وذبحهما بطريقة حرب القبائل في الجاهلية لغسل العار وإعادة شرف القبيلة، وجاءوا برأسيهما إليه في أكياس بلاستيكية ليؤكدوا تنفيذ أوامره وولاءهم له. فهل حقاً يستحق هكذا جلاد الدفاع عنه بخروج مظاهرة من أجله. وهل يدافع عن هكذا جلاد غير العبيد الذين أدمنوا على العبودية؟ إن هذه المظاهرة تتطلب من علماء النفس والاجتماع دراسة هذا الشعب وآثار البعث عليه وكيف يمكن تحويل الإنسان إلى وحش كاسر وآلة طيعة وعبد ذليل في ظل الاستبداد.

4-مظاهرات البعثيين تمت بتنسيق تام مع ممثليهم في لجنة صياغة الدستور الذين تمادوا في ابتزاز الأعضاء الآخرين لإلغاء الديمقراطية وفرض شروط تعجيزية على الدستور وإبقاء ما كان مفروضاً على الشعب في العهد البائد. المؤسف أنهم نجحوا في طرح أنفسهم كمتحدثين باسم السنة العرب، وهم الذين ادعوا أنهم كانوا ضحايا البعث وصدام. وهاهم يدافعون عن البعث وصدام حسين وتصرفوا كبعثيين لا كسنة عرب. وقد ارتكبوا جريمة شنيعة بحق السنة العرب بجعل البعث رديفاً لهم. كان عليهم أن ينأوا بأنفسهم والعرب السنة الذين يمثلونهم عن البعث وجرائمه لا أن يدافعوا عن هذا البعث المجرم ويجعلوا من أنفسهم واجهة له. فكلما استجابت لهم الحكومة على طلب، تمادوا أكثر في مطالبهم بإلغاء المكتسبات الديمقراطية. فهم يطالبون بإسقاط مبدأ (اجتثاث البعث) من الدستور وإطلاق سراح جميع المعتقلين الإرهابيين وسحب القوات الأجنبية وبذلك ستتوفر لهم الفرصة الكاملة لإغراق العراق بأنهار من الدماء والمقابر الجماعية وعودة النظام الفاشي. كما هدد أحد قادة المظاهرة بكل صفاقة ووقاحة، وهو جنرال سابق في جيش صدام قائلاً:«أمامنا كل الخيارات والطرق، ونحن قادرون على اشعال العراق بكامله». ومن المؤسف حقاً أن القوات الأمريكية استجابت لهذا الابتزاز إذ قال بيان للجيش الأمريكي يوم السبت 27 آب 2005، إنه تم إطلاق سراح قرابة ألف معتقل من سجن أبو غريب "بناء على طلب من السلطات العراقية". ويأتي هذا الإجراء، الذي يعد أكبر إطلاق سراح لسجناء حتى الآن في العراق، في أعقاب مناشدة ممثلي السنة في المحادثات المتعثرة لصياغة الدستور، الحكومة العراقية بدء الإفراج عن آلاف المحتجزين لشهور دون توجيه اتهامات. bbcarabic.com). ولكن هل إطلاق سراح هؤلاء المجرمين الذي اعترفوا بجرائمهم سيقنع ممثلين "السنة العرب" في الموافقة على الدستور والبناء الديمقراطي في العراق؟ أشك في ذلك والأيام القادمة سوف تثبت ذلك.

5- أثبت التيار الصدري أنه صار ملاذاً لفدائيي صدام وغيرهم من البعثيين الشيعة، يوفر لهم الغطاء لمواصلة جرائمهم بحق الشعب، وفي هذه المرة باسم الدين والتيار الصدري عن طريق افتعال الأزمات والصدامات الدموية مع التنظيمات الشيعية الأخرى وابتزاز الناس وجر البلاد إلى حرب أهلية طاحنة بحجة المطالبة بتقديم الخدمات للشعب وسحب القوات الأجنبية وإنهاء الاحتلال الأجنبي. ولكن الهدف هو ذات الهدف الذي يعمل من أجله الإرهاب البعثي الصدامي-السلفي الزرقاوي.

6- لقد كشفت هذه المظاهرات بطلان ادعاءات بعض الكتاب العرب الذين روجوا للإرهاب في العراق ووصفوه بأنه مقاومة وطنية شريفة ولا علاقة لها بصدام حسين. وانتقدوا كل من يحاول الربط بين "المقاومة" وصدام حسين بأنه يريد تشويه سمعة المقاومة. فماذا يقول هؤلاء السادة الآن بعد أن رأوا بأعينهم كيف حمل المتظاهرون من "المقاومة الشريفة" صور صدام حسين وهم يهتفون بالروح بالدم نفديك يا صدام؟ هل المطلوب من الشعب العراقي أن يدفع المزيد من الضحايا ليثبت لهؤلاء العربان أن ما يسمونه "مقاومة وطنية" ما هو إلا أعمال إرهابية هدفها إعادة حكم البعث الصدامي ليهلك الحرث والنسل، ليس في العراق فحسب، بل وفي المنطقة العربية كلها؟

إن هذه المظاهرات التي شارك بها الآلاف من البعثيين والصدريين وهم يحملون صور صدام حسين ومقتدى الصدر ويدافعون عن البعث وضد مبدأ اجتثاثه وخلاص الشعب من شروره قد كشفت المستور وفضحت أولئك الذين أدعوا أنهم يدافعون عن حقوق السنة العرب أو عن فقراء الشيعة من التيار الصدري، إنهم في الحقيقة بعثيون فاشيون حد النخاع، يدافعون عن حزب البعث وصدام حسين ويعملون على إجهاض الديمقراطية الوليدة وبدعم من بعض دول الجوار لحماية أنظمتهم الجائرة. ولكن هيهات أن يعيدوا عجلة التاريخ إلى الوراء. فمصير البعث قد انتهى في مزبلة التاريخ وإلى غير رجعة والخزي والعار للعبيد الذين تظاهروا دفاعاً عنه ورفعوا صور جرذ العوجة. إنهم يحنون لأيام عبوديتهم.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسودة الدستور.. ما لها وما عليها
- موقف الإسلامويين من المرأة
- الدستور العراقي في سباق المائة متر!!
- دعوة لتأجيل كتابة الدستور الدائم
- تركة صدام حسين في مسودة الدستور الدائم
- ملاحظات حول مسودة الدستور العراقي
- مخاطر زج العلم في السياسة
- هذه بضاعتكم ردت إليكم
- حرب إبادة الشيعة ستبيد الجميع
- الشماتة لا تليق*
- لماذا يغيِّر المثقفون جلودهم؟
- وأخيراً أنتبه شيخ الأزهر...
- قالوا عن الزعيم عبدالكريم قاسم
- تفجيرات لندن.. الدوافع والعواقب
- الديمقراطية والفساد
- الفن في خدمة الشعوب الفقيرة
- الإرهاب السني والإرهاب الشيعي
- البعث السوري على خطى توأمه العراقي
- هل للعقل دور في اختيار الحلول الصائبة؟
- قراءة في بيان، ليبراليون عرب: صرخة ضد التبسيط


المزيد.....




- الأردن يرفع عدد الوفيات بين حجاجه في السعودية ويوضح حالة الم ...
- مصر: وقف إصدار إحدى تأشيرات العمرة.. وعضو بغرفة شركات السياح ...
- شاهد: مقتل 5 من عناصر الشرطة بعد مداهمة مسلحين على كنيس وكن ...
- نتنياهو: الحرب في غزة مستمرة والقتال الشديد سينتهي قريبا ونس ...
- -حزب الله يبث لقطات من استهدافه لمبان في مستوطنة المطلة واند ...
- معرض -روسيا- الدولي.. الحدث الثقافي الأبرز لسنة 2024
- مفتي داغستان يكشف أهداف منفذي هجومي محج قلعة وديربنت اليوم
- حاكم سيفاستوبول يكشف العدد الفعلي لضحايا هجوم قوات كييف على ...
- حراك 17 فبراير بمصراتة ينتقد إحاطة نائبة رئيس البعثة الأممية ...
- نتنياهو يتحدث عن تقارير حول اغتيال -الرجل رقم 4- في -حماس-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - مظاهرة من أجل العبودية!!