أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي رمضان فاضل علي - مقارنة الأديان وخراب الأوطان














المزيد.....

مقارنة الأديان وخراب الأوطان


علي رمضان فاضل علي

الحوار المتمدن-العدد: 4633 - 2014 / 11 / 14 - 12:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



في القرن السابع عشر عاشت أوربا فترات صعبة للغاية, من جراء تسلط الدين علي رقاب الناس وتحكم رجال الدين في حياتهم وبعد مماتهم : في حياتهم عن طريق دفع الإتاوات والهبات للقساوسة , والشماسين والرهبان وفي الآخرة عن طريق بيع صكوك الغفران لمن لدية القدرة المالية فيحجزون له ما يريد من مساحة في جنة الخلد ويعطونه صك بان كل أعمالة الشريرة التي ارتكبها في حق أخوانة في الإنسانية قد غفرها الله له. لم يكن هذا فحسب بل كان لدي الباباوات سلطة سياسية بجانب السلطة الدينية فكان من حقه عزل من يريد من الملوك, وتولية من يريد وإعطاء من يريد من الملوك الشرعية بان يحكم باسم الإله, وكان الباباوات يستخدمون نظام العزل من الكنيسة ضد من يعارض أوامرهم من الملوك والأباطرة . هذا الوضع الديني التسلطي , خلق حالة من المنافسة بين المذاهب المسيحية في هذا الوقت ونشطت عملية المقارنة بين المذاهب, وأدت المنافسة في الأخر إلي وقوع الحروب الدينية ( حرب الثلاثين عاماً) التي راح ضحيتها أكثر من مليون مسيحي. لذلك انبري فلاسفة ومصلحين ورجال دين عظماء من أمثال جون لوك وجان جاك , وديفبد هيوم , ومارتن لوثر , ينادون بالإصلاح الديني, وبالتسامح الديني, وكتب جون لوك كتابة رسالة في التسامح: وقال فيه "أديان متعددة + تسنح ديني يؤدي إلي تعايش سلامي" و التسامح الديني من وجه نظرة لا يكون إلا من خلال إبعاد الأديان والمذاهب عن الحياة السياسية والاجتماعية, وبهذا يعتبر جون لوك هو المؤسس الحقيقي للعلمانية واعتبرها العلاج الناجع الذي خلص أوربا من التسلط الديني والحروب الدينية. أتي بعد جون لوك فلاسفة عظام صاغوا الفكر العلماني بصورة أكثر وضوحاً, وبدأت أوربا تعايش الفكرة وتتخلي خطوة بخطوة عن التأثير الديني في الحياة السياسية والاجتماعية حتى تم عزل تأثير الدين وجعل كل إنسان حر في أن يعبد ما يريد, وان يمارس طقوسه الدينية كما يريد ولكن بشرط ألا يؤثر ذلك علي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية, وابتعد شبح الحروب الدينية , والمذهبية من أوربا بهذه الطريقة, وتخلصت أوربا من عقدة التنافس الديني, وعرفت طريقها منذ بداية القرن الثامن عشر, وأصبحت العلمانية منهجهم في التفكير , وأسلوب حياة يسيرون علية .
في الوقت التي عرفت فيه أوربا طريقها, ضلت الدول العربية الطريق, وأصبحت في حالة من التخبط, فلا هي دول دينية صرف ولا هي دول علمانية صرف, وفي دساتير كل الدول العربية تجد هناك نصوصا دستورية تدعم الممارسات الدينية وذلك مثل المادة الثانية من الدستور المصري التي تعتبر مصادر الشريعة الإسلامية من مصادر الدستور, وفي نفس الدستور نجد هناك الكثير من المواد العلمانية والتي تدعم المنهج العلماني ... هذا التخبط والخلط في النصوص الدستورية أدي إلي خلق حالة من التخبط الفكري في المجتمعات العربية.. . فالمسلم ألان أصبح لا يطيق العيش مع المسيحي, والمسيحي كذلك, والسني لا يطيق العيش مع الشيعي والشيعي كذلك وأصبحت فكرة المنافسة بين الأديان والمذاهب من الأفكار الحاضرة علي كل الساحات العربية مما أدي إلي, عنف ديني ومذهبي محموم في كل البلاد العربية,وتحولت تلك البلاد إلي بلاد التخلف والمرض والفقر رغم الثروات الطبيعية الهائلة
هذا الوضع العربي المتأزم لا يمكن الخلاص منة إلا إذا عرفت البلاد العربية طريقها نجو العلمانية وإبعاد تأثير الدين والمذهب عن الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمواطنين وإعطاء كل مواطن الحق في أن يعبد ما يريد وان يمارس طقوسه الدينية كما يشاء,وعدم الحجر علي الحرية الدينية للآخرين .....



#علي_رمضان_فاضل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة من الأعماق إلي الأعماق
- تشريح العقل العربي
- قراءة نقدية لدعائم الحاكمية الإسلامية لدي ألمواردي
- السهروردي المقتول عشقا في نور الأنوار
- وحدة الوجود وحق كل إنسان في تصوره لله عند ابن عربي
- حدود العلاقة بين العقل والنقل عند أبو حامد الغزالي
- ابن مسكوية حياتة وفلسفتة
- العاشقون للماضي
- السلفية البعيدة والقريبة
- قراءة نقدية في منافستو الأخوان المسلمين (كتاب معالم في الطري ...
- صراع الافكار
- دوافع العنف والقتل عند دعاة الإسلام السياسي
- الطائفية والمذهبية في عالمنا العربي


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي رمضان فاضل علي - مقارنة الأديان وخراب الأوطان