أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانا جلال - الفواحش مِنْ خِلال الدواعش















المزيد.....


الفواحش مِنْ خِلال الدواعش


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 4633 - 2014 / 11 / 14 - 10:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يُمثِل التَراكُم البدائي للجريمةِ الدينية تراكماً لِما أنتجه النَّص والحديث النبوي فحسب، بل هو الامتداد التاريخي لِخَلَفٍ استَّند على سَلف شَبقي وجد في النَّصِ والحديث ضالته بارتكاب جرائم النَهبِ، والنَحرِ، والجَزِ، والإغتِصاب كما هو عليه الحال مع عصابات داعش الإرهابية المُستَّنِدة على عكازة الموروث الديني بإعادة انتاجها للجرائم التي ارتكبت تحت راية "الله اكبر" ضد "الآخر" الديني والمذهبي .
لا يُمثل داعش التكِرار الأخير لِما أقدمَ عليه الأوائل مِنْ فَعِلِ الجريمةِ، فالنَّص والحَديث، وإنْ إختَّلفَ عليه المُسلمين في تفسيرهِ وصحيحهِ يُمثلان المُحَرِكان الأساسيان للتاريخ الاسلامي، وإن الخطاب الديني للخِلافات، والامبراطوريات، والدول الإسلامية كانت تؤمن بالضعيف، "إنْ كان ضعيفاً" كقوة دافعة ومُنتِجة لسلطاتها التي أُقيمت على اشلاءِ ضحاياها.
الحقيقة التي لا يُمكن تجاوزها تتمثل بأن التفسير الذي لا يتلاءم مع المعنى الباطن للقرآن وضعيف الحديث كما يدعي بعض المفكرين الإسلاميين يُمثلان العاملان الأكثر قساوة وتطابقاً مع جوهر الدين الإسلامي وانتشاره من جهة، ويُفسر المَّد الديني الذي نشهده وفق النموذج الداعشي المُتَّحَججِ بالنصِ والحديث والسيرة النبوية تحت جدارية الأجساد المَنحورةِ والرؤوس التي تُجَّز على ايقاعِ التَّكبير وأسماء الرب من جهة أخرى .
الجرائم الدينية لا تولد مِن فراغٍ فكري، ولا يمكن فَصلها عَنْ التيَّ سَبقتها مِنْ جرائم، فحروب الإبادة بحق الكورد الايزديين، وآخرها كانت الثالثة بعد السبعون إثر إحتِلال قضاء شنكال الكوردستانية وسبي نسائها، وبيعهن في سوق النخاسة في عاصمة الآشوريين " نينوى" التي تحولت بعد احتلال الموصل في 11-6 - 2014 الى عاصمة للخلافة الاسلامية وإرهابها توضح وتكشف مهزلة العَقل الإسلاموي بما يعتبرونه ضَعيفْ، ودخيلْ، ومُخالف لصَحيح مُحَمدهم لأن ما يتحجج به داعش الان هو الذي نشر الدين الإسلامي، بلْ وإن من اخترع فكرة الإسرائيليات حول المروي من الحديث يمثل الأب الشرعي لدواعش اليوم لأن المنطق لا يستقيم مع قيام بني اسرائيل بتقوية سلطة الراية والسيف وتَّمدده بعد حرب الابادة التي ارتبكت بحق بني قريظة (1) .
لِمَ هذهِ الضَجةِ مِنْ قبل بعض الإسلاميين حولَ ما نرتكبه مِنْ موروث نجدده في عملياتِ النَّحرِ، والجَّز، والسبي، والاغتصاب. نحنُ لَمْ نأتي بِبُدعةٍ ولسنا بأهلِ ظلالة. هكذا يتحدث "داعش" في وسائل اعلامه مؤكدا بأنه أحيا النَّص والسنن ومنها النَحر (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ-;- إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ-;- تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) سورة 47- محمد.
في تَفسير السَعدي للسورة إنها نزلت عِتاباً لمحمد (هذه الآية معاتبة من الله لرسوله والمؤمنين يوم بدر إذ اسروا المشركين وأبقوهم لأجل الفداء، فلا ينبغي ولا يليق به صلى الله عليه وسلم).وعَن أحمد في مُسندهِ ( يا معشر قريش ! أما والذي نفسي بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذبح ، – وأشار بيده إلى حلقه – فقال له أبو جهل : يا محمد ! ما كنت جهولا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت منهم (2)
ان جز الرؤوس والتمثيل بها ليست بُدعة داعشية، ففي معركة بدر ( مر عبد الله بن مسعود رضى الله عنه فوجد أبو جهل في آخر رمق، فاحتز رأسه، وجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال: هذا فرعون هذه الأمه) (3). وقال ابن كثير في البداية والنهاية : "عن أبي بردة بن نيار قال : جئت يوم بدر بثلاثة أرؤس ، فوضعتهن بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : أما رأسان فقتلتهما ، وأما الثالث فإني رأيت رجلا طويلا ضربه ، فتدهدى أمامه ، فأخذت رأسه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك فلان من الملائكة". (4)
ان الصور التي ظهرت في وسائل الإعلام ببيع الايزدييات والمزايدة عليهن من قبل "داعش" لم تأتي من ذاكرة تاريخ مثقوبة، فعن أبى سعيد الخدرى قال: بينما هو جالس عند النبى (ص) قال: يا رسول الله إنا نصيب سبياً فنحب الأثمان فكيف ترى فى العزل؟ فقال: "أوإنكم تفعلون ذلك لا عليكم أن تفعلوا ذلكم، فإنها ليست نسمة كتب الله أن تخرج إلا هى خارجة" (5).
إنَّ الجريمة الدينية وإن كانت ليست حِكراً على دين مُحدد فإنها ومعَ مَنْ أحيا النَّص والسنن في القرن 21 تمثل الأكثر بشاعةً في التاريخ الانساني، لان القتلة والورثة لا يكتفون بفعلِ الجريمة، بلْ ويطالبون مِن ضحاياهم الشكر، لان سبي النساء الكافرات من قبَل المسلمين وفق داعش: قد يجر عليهن خيراً عظيماً، وذلك بأن تدخل في دين الله تعالى فتصير مسلمةً، وهي بذلك تُنجي نفسها من الخلود في نار جهنم ، كما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ )، بل وقد يحصل لبعض المسبيات فضائل دنيوية كالمال والجاه والعلم ، وعلى رأس الشرف الديني والدنيوي وما حصل لصفية بنت حيي بن أخطب، وجويرية بنت الحارث، وقد كان سبيهما سبباً في تزوج النبي صلى الله عليه بهما ، حتى صارتا أمهات للمؤمنين جميعاً ، فهما زوجتاه في الدنيا والآخرة ، وأي شرف يمكن أن تحظى به مسبية مثل هذا ، فلا ندري كيف لواحدٍ أن يُنكر تشريع السبي وفعل المسلمين بهنَّ .... هكذا تحدث داعش اليوم.

(1) - وحفرت الخنادق في سوق المدينة للتخلص من جثث رجال بنى قريظة وكان عددهم نحو تسعمائة الذين قام محمد بذبحهم في تلك الليلة (انظر: ابن هشام؛ السيرة النبوية، الجزء الثاني، صفحــة 40 و41).
(2) (الراوي: عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: حسن- المحدث: الألباني المصدر: صحيح الموارد الصفحة: 1403) (الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص خلاصة الدرجة: حسن -المحدث: الألباني -المصدر: صحيح الموارد الصفحة: 1404) (الراوي: عروة بن الزبير -خلاصة الدرجة: إسناده صحيح -المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد -الصفحة: 11/203
(3) (توضيح الاحكام ج 1- 323 ) وقال الشوكاني: )قوله "ويكره حمل الرؤوس"؛ أقول: إذا كان في حملها تقوية لقلوب المسلمين أو إضعاف لشوكة الكافرين فلا مانع من ذلك، بل هو فعل حسن وتدبير صحيح ولا وجه للتعليل بكونها نجسة، فإن ذلك ممكن بدون التلوث بها والمباشرة لها، ولا يتوقف جواز هذا على النبي صلى الله عليه وسلم فإن تقوية جيش الإسلام وترهيب جيش الكفار مقصد من مقاصد الشرع ومطلب من مطالبه لاشك في ذلك ( السيل الجرار ج4- 21 .512)
(4) رواه البخارى، ومسلم (1438).صحيح البخارى – (34) كتاب البيوع – (109) باب بيع الرقيق – حديث رقم 2229 – مكتبة أولاد الشيخ –
(5) رواه البخاري ( 2848 )



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرجوازية الأسمية ( ناليا نموذجاً)
- نداء كوردستاني
- ليسَ للجنوبي الا الحلم
- بوكو حرام في كوردستان
- أوقفوا فوراً حفر خندق الفصل بين كرد غرب كردستان وجنوبها
- اسكتي يا أدب سز
- الإدارة الذاتية الديمقراطية في غرب كردستان
- تَناقُضستانْ
- بيان تأييد للإدارة الديمقراطية في غربي كردستان
- الاباحية والجهادي
- فياغرا الثورة المضادة
- توضيح من الكاتب دانا جلال:حول المصدر الإعلامي في رئاسة الإقل ...
- اميرة سومرية ترسم حضاراتنا في عاصمة الثلوج
- مؤتمر دولي حول -الأكراد والعدالة الجنائية الدولية-
- التجمع الأمازيغي الكوردستاني للصداقة والسلام:- ندين قمع الحر ...
- سري كانيه
- عن شهيدات كومونة باريس الكوردستانيات
- أميرات كوردستان وربيع الإخوان – هيفار حسن ودانا جلال
- ام هريرة في البرلمان العراقي
- شرنقة الدكتاتور في عاصمة الرشيد 2-2


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانا جلال - الفواحش مِنْ خِلال الدواعش