أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى / تونس - تونس :الانتخابات و الصّراع المحموم على الكراسي















المزيد.....

تونس :الانتخابات و الصّراع المحموم على الكراسي


حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى / تونس

الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من المتعارف عليه أنّ التنافس بين أعضاء الحزب الثوري أو بين مكونات الجبهة الثورية لا يخرج عن إطار التباري لخدمة برامج ذلك الحزب أو تلك الجبهة وبالتالي خدمة مصالح الشعب والاستماتة في الدفاع عن هذه المصالح، فالغاية من تحديد مراكز أعضاء الحزب أو المهام الموكولة لهم هي التشجيع على المزيد من بذل الجهد والتفاني لإنجاز تلك المهام خدمة للكادحين لا خدمة للمصالح الشخصيّة. فالعضو بانصهاره داخل الحزب من الواجبات المحمولة عليه تقديم مصالح الحزب أي مصالح الطبقة العاملة و الشعب على مصالحه الشخصية. تلك هي المبادئ الأساسية التي تربّى عليها اليسار الثوري ومازال متمسكا بها تتوارثها أجياله جيلا بعد جيل وهي القيم التي عبرت عنها كأروع ما يكون تلك الأغاني الثورية للمقاومة المسلحة الفلسطينيّة في السبعينات على سبيل المثال . في المقابل تكشف لنا الوقائع الحالية المرتبطة بالانتخابات التشريعية المقررة ليوم 26-10-2014 انتهازيّة الأحزاب الرجعية سواء منها الليبيــــرالية أو الدينية وخاصّة الأطراف التي تصنف نفسها بـ"اليسار" والتي شهدت بداخلها صراعات محمومة حول من سيتراءس قوائمها الانتخابيّة .
ففي الجبهة الشعبية مثلا أدى هذا الصراع إلى مغادرة البعض مكوناتها لها مثل حركة الديمقراطيين الاجتماعيين بزعامة أحمد الخصخوصي الذي تقدم بقوائم خاصة بحركته، بينما تمرد العديد من عناصرها على قراراتها بخصوص تعيينات رؤساء القوائم التي حاولت من خلالها العمل على إرضاء كافة مكونات الجبهة دون التركيز على صفة النضالية والإشعاع والقدرة على الدفاع عن برامجها، فظهرت العديد من القوائم المستقلّة ( بنزرت والقيروان مثلا)، كما أدّى ذلك إلى انقسام التيار الشعبي في سيدي بوزيد وظهور قائمة تمثل الجبهة وقائمة أخرى تمثل هذا التيار بينما انتهت آخر فصول المسرحيّة في قـــابس "بتنازل" مرشحة لفائدة مرشحة أخرى. أمّا بقيّة الأحزاب الأخرى، فإنّ صراعاتها الداخليّة أدّت إلى استقالة العديد من عناصرها التي التحقت بأحزاب أخرى تبحث عمن يرأس قوائمها في الجهات التي تفتقر فيها للحضور الكافي، بينما أسست عناصر أخرى أحزابا خاصّة بها غايتها في ذلك الحفاظ على مقاعدها بالمجلس. فنداء تونس مثلا والذي شهد عدّة استقالات اضطرّت رئيسه الباجي قايد السبسي للتدخل والمناورة عبر تقديم وعود تهمّ حقائب وزارية وغيرها من المناصب لبعض الغاضبين، كما عرفت حركة النهضة أيضا تذمرا للعديد من عناصرها القيادية التي سرعان ما تمّت محاصرتها بدعوى تغيير بعض الوجوه القديمة لإتاحة الفرصة لوجوه جديدة وبعض رجال الأعمال لحاجة الحركة لهم ورغم ذلك عرفت انسلاخ النائب نجيب مراد عنها وتكوينه لقائمة "تصحيح المسار" وتأسيس منار الإسكندراني للحزب الشعبي التقدمي .
لقد كشف هذا الصراع المحموم أنّ أغلب الأطراف المشاركة في الانتخابات التشريعيّة ، بما فيها بعض نواب التأسيسي الحالي، لا يبحثون سوى عن الكراسي التي تضمن لهم تواصل نفوذهم للحفاظ على مصالحهم الشخصيّة ومصالح حلفائهم وهم بذلك يؤكّدون استعدادهم التام للتضحية بكل شيء من أجل ذلك الكرسي وهو ما طرح تساؤلات عـــدّة لـدى الكادحين لعلّ أهمّها يتّصل بحقيقة هؤلاء وهل هم فعلا "نوابا للشعب" أم سماسرة يتاجرون بحقوقهم ؟
الإجابة أدركتها هذه الجماهير انطلاقا من الحرب المستعرة داخل صفوف هذه الأحزاب والتكتلات وكذلك بحكم السياحة التي مارسها العديد من الأعضاء بالمجلس الحالي والذين انتقلوا من حزب إلى آخر مقابـــل مبالغ ماليّة فمكـــنوا بذلــــك بعض الأطراف الرجعية النكرة (أصحاب المال والأعمال خاصة) من تكوين مجموعات نيابيّة خاصّة بها داخل المجلس للدفاع عن مصالحها وتمكينها من الإشهار اللازم استعدادا للانتخابات الرئاسيّة المقرّرة ليوم 23 نــوفمبر 2014 وهو ما دفع بهذا الكم الهائل من الترشحات للرئاسة (27 ترشحا بعد رفض عشرات الترشحات الأخرى).
كما أدركت هذه الجماهير أيضا وأنّ الغالبيّة العظمى لهذه الأحزاب لا تتنافس حاليا سوى على السلطة دون الالتفات لوضعها المتردي الذي يسوده الفقر والخصاصة والحرمان نتيجة للبطالة والارتفاع المهول للأسعار خاصة المواد الاستهــــلاكية الضرورية ( الطماطم مثلا وصل سعره في أكتوبر 2014 إلى 2310 مليم ) وكذلك ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية بالنسبة لتلاميذ المراحل الثلاث إضافة إلى الأزمة التي يعاني منها الطلبة والمرتبطة بالسكن الجامعي نتيجة للارتفاع معاليم الكراء إذ استغل السماسرة هجرة الأشقاء الليبيين وحاجتهم الماسة للسكن لمراكمة الأموال بطرق سهلة دون الأخذ بعين الاعتبار للإمكانيات الماديّة للطلبة وعائلاتهم . إضافة لتفاقم الجريمة بكامل أنحاء البلاد والتي نتج عنها مزيد من التفقير خاصة بالنسبة للفلاحين الفقراء والمتوسطين الذين يعيشون من تربية الماشية إذ يتم السطو على قطعانهم وافتكاكها منهم بالقوّة، كافتكاك وسائل النقل خاصة الشاحنات التي تمثّل مورد رزق للعديد من العائلات والتي غالبا ما يتمّ اقتراض أثمانها من شركات الإيجار المالي وبفوائض ماليّة مجحفة.
لقد أدركت هذه الجماهير ذلك من خلال تركيز هذه الأحزاب والتكتلات الحزبية طيلة أشهر عديدة على العملية الانتخابية مقدمة إيّاها على أنّها الحلّ السحري لأغلب المشاكل التي تمّ التطرق إليها ولم تكلّف نفسها دعوة الحكومة الحالية إلى إيقاف ارتفاع الأسعار الذي أصبح يهدّد الكادحين بالجوع ، و هم الذين يمثلون ركيزة اساسية للاقتصاد لكونهم الأكثر انتاجا و من شأن ذلك أن يرفع في نسبة الفقر التي بلغ معدلها العام 25 بالمائة، بينما وصلت في بعض الجهات المهمشة إلى 41 بالمائة. إنّ الوضع الكارثي للاقتصاد والذي فاقت نسبة التضخم فيه 10 بالمائة وازدادت معه معاناة الكادحين الذين أصبحوا عاجزين حتّى على توفير أدنى الضروريات لحياتهم الأمر الذي بات معه الآلاف منهم مهددين بالأمراض الناتجة عن سوء التغذية إلى جانب الأوبئـة التي تفشت نتيجة للتلوّث البيئي ، لم يجد اهتماما من طرف هذه الأطراف المتصارعة والتي يحلم كل طرف أو فرد منها بكرسي في المجلس النيابي القادم، هذا الكرسي الذي سيضمن للفائز به الحصول على جزء من الكعكة التي سيتم اقتسامها بين كافة الأطراف سواء الليبيرالية منها أو الدينية، في المقابل تتواصل كالعادة معاناة المفقرين والمهمشين والمعطلين عن العمل والذين يتعرضون اليوم للخداع من جديد عبرالأوهام والوعود الكاذبة التي توزعها الحملات الانتخابيّة يمنة ويسرة ليمثلوا جسرا لكل الانتهازيين يمرون عبره إلى الكراسي أي إلى المجلس للمشاركة في السلطة .
إنّ الصراعات الحالية والتي تفجرت بمناسبة الانتخابات التشريعية هي صراعات من أجل المشاركة في السلطة لا من أجل الدفاع عن مصالح الكادحين ، الذين يتوجب عليهم نبذ الأوهام والانخراط في النضال بكل حماسة من أجل الدفاع عـن حقهم في العيش الكريم و الشغل وفي الثروة و التعليم المجاني والصحة، و العيش في بيئة نظيفة وسليمة، و السكن اللائق. إنّ هذه الحقوق لن تتحقق بواسطة صناديق الاقتراع كما يروّج لذلك الانتهازيون وإنّما عبر الثورة التي تقيم سلطة الديمقراطية الشعبية التي من أولوياتها أن تضمن للكادحين الأرض والحرية والكرامة الوطنية وتوفر لها ظروفا معيشية لائقة من خلال السيطرة على الثروة الوطنية وتمكنها من المشاركة الحقيقية في الحياة العامة كما توفر لها أيضا المناخ الملائم لإقامة انتخابات ديمقراطية ونزيهة مغايرة تماما للإنتخابات 26 أكتوبر 2014 والتي تتحكم فيها القوى الإمبريالية والمال السياسي الفاسد والدعاية المبنية على تسويق الأوهام وخداع الشعب .

طريق الثورة / أكتوبر 2014



#حزب_الكادحين_الوطنى_الديمقراطى_/_تونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطّريق إلى القصر تبدأ من القبر
- افتتاحية العدد الجديد من طريق الثورة
- تونس : اعتقالات و محاكمات لعدد من مناضلى ملتقى مقاطعة الانتخ ...


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حزب الكادحين الوطنى الديمقراطى / تونس - تونس :الانتخابات و الصّراع المحموم على الكراسي