أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - الحراك الشعبي أمُّ المؤتمرات














المزيد.....

الحراك الشعبي أمُّ المؤتمرات


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1300 - 2005 / 8 / 28 - 11:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ سنوات والدعوة لعقد مؤتمرات وطنية تتالى من جميع أطياف المعارضة السورية وهو أمر مهم وتدفع نحوه مجمل الظروف السياسية والحياتية للشعب السوري بكلِّ مكوناته المذهبية والعرقية وذلك كخيار يحتمه هدف تجميع الطاقات المبعثرة وتنسيق تكتيكات العمل وترسيخ التطلعات المشتركة.. واليوم هناك دعوة لعقد مؤتمر في باريس.. وفي تشرين الأول هناك مساعي لعقد مؤتمر في لندن.. وكل هذا يعني من غير شك أن هناك ضرورة موضوعية تستدعي هذه الدعوات ونحن وإن كنا نرى أن كل لقاء مهما صغر داخلياً كان أم خارجياً هو في غاية الأهمية، غير أننا نرى أن كل المؤتمرات واللقاءات والحوارات ستظل في المستوى السياسي النظري ما لم تكن نتاج أو مواكبة لحراك شعبي لا تزال السلطة الأمنية تتحكم في ضبطه وتسريبه عبر قنوات التفافية مخادعة.!
ما نود قوله هو أن حلقة الصراع الأساسية تكمن في هذا الحراك المجمد قسرياً، وبقدر ما يكتسب هذا الحراك من حيوية بقدر ما يكتسب أي مؤتمر أو حوار من فاعلية وهذا يستدعي من الجميع التركيز على الطرائق الخلاقة لإضفاء الحيوية المطلوبة وهي المقدمة المفتاح لنجاح أي مسعى مؤتمري منشود.
المؤكد اليوم، وبعد المؤتمر البعثي المخيب للمتأملين، وللحالمين، أن السلطة لن تقدم أية تنازلات إلا تحت وقع حراك شعبي ضاغط مهما كان محدوداً، وهذه هي سمة كل سلطة استبدادية، وانطلاقاً من هذه الحقيقة، يكون من الواجب أن يجري التركيز على هذه المسألة وربما يكون التفكير بالوسائل التي تؤدي إلى هذا الحراك أهم كثيراً على صعيد الجدوى من التفكير بحيثيات المؤتمرات وجداول أعمالها ومستحقاتها وغير ذلك من متعلقات.
لقد أصبح واضحاً للعيان، أن السلطة الهرمة أعادت إنتاج نفسها بنجاح تام وإن ترافق ذلك بتبديل محدود لبعض الوجوه والمواقع إضافةً إلى رزمة من المراسيم التحريكية التي يجري تغريغها من مضامينها قبل وصولها إلى حيز الفعل.!
وفي ذات الوقت، أصبح واضحاً أن هذه السلطة غير معنية بتقديم أية تنازلات إلا للخارج الضاغط.!؟ ومن الطبيعي أنها لن تكون مضطرة لتقديم مثل هذه التازلات في الداخل من دون حراك مجتمعي ضاغط وهذا ما يجب أن تعمل عليه قوى المعارضة قبل أن تعمل على هدر المزيد من الوقت في سعيها الدائم لعقد مؤتمر هنا أو مؤتمر هناك.
وربما يكون مفيداً التذكير بدرجة الاحتقان المتقدمة في المجتمع والتي تعبر عن نفسها بسلسلة الحوادث التصادمية الدامية التي تجري في مختلف أنحاء البلاد والتي لم تعمل عليها قوى المعارضة اللهم سوى بإصدار بعض البيانات كعادتها في حين تستثمرها السلطة كصمامات تنفيس سرعان ما تعمل على سدها بذات العقلية الأمنية من خلال تسويات مؤقتة وتعويضات مادية وفي بعض الحالات تبويس لحى على الطريقة العشائرية بذريعة درء المخاطر وتحصين المواقف والسياسات الوطنية.
ومن الحقائق التي ظهرت مؤخراً، تقدم بعض فعاليات الناشطين في ميدان حقوق الإنسان وتمكنها من إحراز بعض الاختراقات في قضايا الاعتقالات والافراجات، ومثل هذا النجاح الجزئي المرتكز إلى المنظمات الحقوقية الدولية بما فيها هيئة الأمم المتحدة يمكن البناء عليه بقوة.. بينما ظلت القوى السياسية التقليدية رازحة تحت أشكال عملها السابقة والتي تبين عدم جدواها وانتفاء إمكانية تحقيقها شيء يذكر ومن الطبيعي أن تكون هذه الحقيقة حقيقة عقم أشكال وطرائق العمل من أوليات جدول عمل أي مؤتمر أو حوار.
ومن الحقائق الصعبة التي لا بد من الاعتراف بها درجة الخمول والجمود الشعبي بالرغم من الأوضاع السلبية المتراكمة خلال أربعة عقود وهي تعبر عن حالة من الانفلاش السياسي تحد بشكل كبير من امكانات التواصل الذي لا حراك من دونه.. ونحن نرى هذه الأيام كيف تشن السلطة هجوماً معاكساً لكسر الحلقات التواصلية على محدوديتها ويأتي هذا الهجوم ليعكس استشعار السلطة بمدى خطورة السماح بتفشي أي شكل من أشكال التواصل المجتمعي بالرغم من اقتصاره على أوساط النخبة لكنها تعتبره مظهر مقلق من مظاهر الحراك الذي يمكن أن يمتد ويتسع أفقياً ليتحول إلى حراك شعبي إذا لم يقمع في مهده. ومن اليوم، وإلى أن تبدأ إرهاصات هذا الحراك، يظل الجميع في سباقٌ مع الزمن.. وتظل سورية بما تعنيه من مستقبل هي الخاسر الأكبر إلى حينه.



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروبوت كاتباً
- البنية المجتمعية للإرهاب
- أتمتة الحزب القائد
- فساد..تنا الإصلاحيين..!
- مقدمة في علم الانشقاق
- الإخوان المسلمون وتوافقات الحد الأدنى.!؟
- في سورية الآن: فنتوزة* الفانتازيا.!؟
- الدور التكاثري لاتحاد شبيبة الثورة
- وما أكثر الإرهابيين الجبناء.!؟
- أخيراً..جاء المخلِّص.!؟
- فرقة السعادين القومية
- الفتاة الممسوخة أم العقل الممسوخ.!؟
- التجمع الليبرالي الديمقراطي خطوة أخرى نحو الأمام
- على خطا سيد القمني.!؟
- حول الغباء الأمريكي مرة أخرى.!؟
- المفتي السوري الجديد ..والصين الجديدة.؟
- العصفورية الأمريكية.!؟
- هيئة جهلاء المسلمين وبراعم بغداد
- مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟
- سيد القمني وأوباش الجهاد الإسلامي.!؟


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - الحراك الشعبي أمُّ المؤتمرات