قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 18:46
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
النيابة والاعتداء..
"كما تسارع مباحث الآداب العامة والأجهزة الأمنية المختلفة، الزمن للتوصل لهوية السيدات والفتيات لسرعة ضبطهن وتقديمهن للمحاكمة".
هكذا أنهت صحيفة عربية خبرها ،عن إكتشاف قوى الأمن لرجل ، وتحت غطاء "تقديم " مساعدات مالية وتشغيل بعض الفتيات ل"يكسبن " ما يُقيم أودهن ، تحت هذه "الأغطية " وغيرها ك-"طقم " التدين من لحية طويلة ودشداش قصير ، كان يعتدي عليهن جنسيا . وقد تكون علاقته مع بعض النسوة البالغات قد تمت برضا وإتفاق الطرفين . وقد تكون نتيجة حاجة بعض هؤلاء النسوة إلى المال "المتوفر " بكثرة بين يدي هذا "الشيخ " المحسوب على التيار السلفي .
ما علينا ، لا يهمني في كثير أو قليل ، مدى تديُن هذا المُعتدي ، كما ولا يهمني طبيعة علاقته مع النساء البالغات واللواتي كُنّ مُضطرات إلى بيع الخدمات الجنسية لهذا أو ذاك . ما يهمني من السياق هو الإعتداء الجنسي والتحرش على بعض القاصرات ..
علمنا من سياق الخبر بأن الشرطة تبذل جهودها من أجل التعرف على هوية بعض هاته النساء والفتيات ، ليس من أجل الإستماع الى شهاداتهن ، بل من أجل ضبطهن وتقديمهن للمحاكمة ...!!
في دولنا المُشوهة فقط ، تتم محاكمة الضحايا ..الدول المحكومة بثنائية العقلية القبلية الذكورية ، وقراءة ظلامية مُتخلفة لتعاليم الدين الإسلامي ..!!
ما هو ذنب النساء اللواتي رضخن لضغوطات هذا "الرجل " ، وأقمن علاقة جنسية معه !! أو حتى أولئك اللواتي قُمنَ ببيع خدماتهن الجنسية له ، نتيجة الوضع ..!!
لماذا تتدخل الدولة في الشُركاء في الفراش ؟؟ وما هو شأن الدولة في الحياة الجنسية للبالغين ؟؟
إذا شاءت الدولة مُحاربة بيع الجنس ، فعليها أولا وقبل كل شيء ، واجب بناء دولة الرفاه ، التي تُوفر للإنسان كفايته ، لئلا يحتاج إلى تأدية خدمات من نوع بيع الخدمات الجنسية .. !! الدولة ليست حارسا على الأعضاء الجنسية لشركاء بالغين ومُتفقين . .بل هي حارس على راحة ورفاهية المواطن .
والدولة، أيضا وبكل تأكيد ، حارس على مواطنيها وخاصة صغار السن ، تحميهم من المُعتدين جنسيا .. لا أن تُلاحق ضحايا الإعتداء لمُعاقبتهم على أنها ، أي الدولة، لم تقم بواجبها ولم توفر لهم حماية من " المُفترسين " !!
كيف ستقوم النيابة بتوجيه الإتهام ؟؟ !!
المُتهمة : فلانة بنت فلان . السن : 14 عاما .
التُهمة : التعرض لإعتداء جنسي تحت التهديد بالسلاح ..!!
قرار الحُكم : ترى المحكمة بأن فلانة مذنبة .. لأنها خافت من القتل ..!!
تبا لها من صحافة ونيابة ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟