محمد عبد القادر الفار
كاتب
(Mohammad Abdel Qader Alfar)
الحوار المتمدن-العدد: 4632 - 2014 / 11 / 13 - 15:40
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الأصم يشعر بعزلة أكبر من تلك التي يشعر بها الأعمى...
ويشعر من عوفي من الصمم والعمى بأنه أكثر تحققا من وجود الآخرين، فهو يراهم ويسمعهم .....
بينما الضرير يسمع أصواتا لا يرى أصحابها، والأصم يرى أشكالا لا يسمع أصحابها.....
ومع ذلك ... حين يموت الأصم والأعمى والمعافى، كلهم ينسحبون إلى داخلهم بعيدا، ويفقدون كل الحواس، هذا هو الخوف من الموت، فقدان اي اتصال مع الآخرين، مع أي آخر............... وفقدان إمكانية التحقق من وجود أي آخر ..... ويا لها من عزلة ....
وأنت طوال تلك الحياة كنت وحدك .... حواسك كانت تطلعك على وجود الآخرين ... لكنهم فعليا محجوبون عنك....
هب أنك نائم ... تستطيع الآن أن تتخيل أشكالا وأصواتا وتصدق آنهم آخرون، قدرتك على أن تصدق ذلك هي المنجي الوحيد من تلك العزلة ....
انت تولد وتعيش وتموت محبوسا داخل نفسك فقط إذا ...
كل ذلك مزعج جدا أليس كذلك ... نعم ... هذا هو عالم الحواس ... وكل الحواس تتراجع .. في هذه اللحظة، كل حواسك تتجه إلى التلاشي، ثانية بثانية ....
تعال نلتقي إذا ما بعد الحواس ... حيث لا يعتمد البصر على العين ولا السمع على الأذن ولا الوجود على حيّز الجسم في المكان ....
تعال نستقبل كل شيء بلا مستقبلات ...
http://1ofamany.wordpress.com
#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)
Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟