|
تصريحات محمود عباس كوميدية
سليم النجار
الحوار المتمدن-العدد: 1300 - 2005 / 8 / 28 - 10:56
المحور:
القضية الفلسطينية
تكتظ الساحة الثقافية او السيا- ثقافية الفلسطينية بالكتابة عن السلام أي عن حركات المسماة بالسلام ، وتتكاثف الكتابات حولها الى حد ان بعض الكتاب القى عن نفسه كل عبء غير هذا العبء وجعل محور نضاله وغاية سعيه ان يكتبويروج للسلام مع اسرائيل معتبرين عدم الكتابة عن السلام خطر بل هو الخطر الوحيد الاوحد بعد ان اعاد هذا البعض ترتيب قائمة ( الاعداء الرافضين للسلام ) حيث اصبحوا اعداء اليوم بعد ان كانوا حلفاء الامس ولم تعد الراسمالية الامريكية الاحتكارية ولا التخلف ولا حتى اسرائيل من بين الاعداء بل هي في نهاية الامر حلفاء في هذه الحرب المصيرية الرافضين للسلام .
هكذا يصبح العدو الاوحد لثمانين بالمئه من مثقفينا الفلسطنيين الرافض للسلام وهذه الالحاقة للتموية فالعدو هو من يرفض السلام نفسه ولتكتمل الصورة الفكرية على مسرح الكوميديا الفلسطينية ، تاتي تصريحات محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الاخيرة التي اثارت زوبعه كبيرة في اوساط المثقفين الفلسطينين والعرب حول عدم ممانعته لتجنس الفلسطينين في حال قبول الدول العربية بالقيام بتجنيس الفلسطينين جاءت تصريحات عباس في برنامج تلفزيوني اسمه المقال لقناة دبي ، ضمن هذا السياق الثقافي السياسي الذي مهد له العديد من الكتاب الفلسطينين والعرب سويا فالسلام حسب هذه الرؤية يتطلب ان يتخلص محمود عباس من قضية اللاجئين في تحويلها من قضية سياسية عالمية الى قضية محلية داخلية عربية تشتبك في البنى الاجتماعية العربية غير المكتملة والتي ترتبت طيلة فترة ما يعرف في العالم العربي عصر الاستقلال للدول العربية ويصبح النضال للفلسطينين على مقاعد برلمانية وبلدية في البلدان التي تم تجنيسهم فيها لان الدول العربية في الوقت الحالي غير مهيئة للرفض بل على العكس تماما هي مهيئة للقبول لنيل الرضى الامريكي ، فالفكر السياسي الامريكي الاستراتيجي قائم على ادخال الفلسطينين في معترك الصراع المحتدم في البنى الاجتماعية العربية الرافضة لواقع الحال الذي نعيشة ، فالعنصر الفلسطيني الجديد القديم حضر لقلب المعادلة الاجتماعية والانحياز بشكل واضح لصالح النخب السياسية العربية الحاكمة على اعتبار ان هذه النخب هي صاحبة الفضل هذا التجنيس اولا وثانيا .
الاستفادة من القطيعة الثقافية التاريخية المعاصرة بين الفلسطينين والشعوب العربية التي اسست لها حركة المقاومة الفلسطينية منذ اطلاقة الرصاصة الاولى عام 1965 فاصبح الفلسطيني من يومها يعيش في جزر نفسية منعزلة عن محيطه العربي الطبيعي وتجلت هذه الصورة في ما اطلق عليه الشاعر العربي الفلسطيني الكبير محمود درويش ( يا وحدنا ) .
هذا الانقلاق النفسي للفلسطيني القائم على ثقافة ( يا وحدنا ) جعلت منه يقبل ويساوم على كل شئ مقابل حياة معقولة وكريمة خاصة ان ممارسات الانظمة العربية دفعت موضوعيا بتكريس ثقافة الانعزال لدى الفلسطيني .
وكما حصل في منتصف القرن الماضي تغييب الصراع الحقيقي في الساحات العربية بتغييب الديمقراطية وجعل القضية الفلسطينية سببا موضوعيا في هذا التغييب من اجل تكريس انظمة سياسية مستبده ومتخلفة وتقاطعت مصالح هذه النظم مع الامبراطورية الامريكية الصاعدة والخارجة من الحرب العالمية الثانية منتصرة وجنت ارباح تلك الحرب ، في الوقت الذي دفع الثمن اصبح في الخلف كبريطانيا وفرنسا وباقي الدول الاوروبية .
اليوم استبدل وظيفة الفلسطيني فبعد مانعا للديمقراطية اصبح اليوم مانحا للديمقراطية في الوطن العربي من خلال تجنيسه ومشاركته الفعاله في اللعبة الديمقراطية المخرجة امريكيا وبقدرة قادر يتحول الفلسطيني الذي كان يتعامل في الدول التي يعيش فيها مع قضايا مثل الديمقراطية والاصلاح السياسي دورا صليبيا وغير معني اصلا بهذه القضايا منتظرا العودة لوطنه اصبح المطلوب منه اليوم ان يشارك وبفعالية بهذه القضايا المطروقة بقوة على الساحة العربية ليتحول الصراع الحقيقي في الساحات العربية ليس صراعا فكريا ، والمشكلة ليست مشكلة ايديولوجية وما هو مستهدف من قبل العدو ليس ارضنا وثرواتنا وكرامتنا الوطنية.
فالصراع اصبح حسب التعريف الامريكي هو صراع بين ديمقراطي وغير ديقراطي ويبدو ان المستهدف في هذا الصراع هو حقوق الشعب الفلسطيني – حقوق الشعوب لا حقوق الانسان الفلسطيني فهذه تقليعة تحض المثقفين الفلسطنيين الذين يروجون للديمقراطية الامريكية التي تريد من خلالها استعمار الارض العربية بتقليعات جديدة .
ان تسليع الفلسطيني في جميع البلدان العربية كي يصبح سوقا خالصا للبضاعة الامريكية ويقوم المثقفون الفلسطينيون الرسميون بهذه المهمة بحماس كاريكاتوري منقطع النظير بحيث استطاعوا في غضون عقود الى تحويل الاسواق الوطنية العربية الى مواقف للانتاج الاميريكي ولكي تعرف مدى الجريمة التي يرتكبها هؤلاء اذكر ان المثقف الفلسطيني بشكل عام متواطئ مع انظمة الحكم العربية فهومن جهة معارض او مساوم في الفكر السياسي الفلسطيني يتبرأ من مجرد الحديث علنا عن دور الانظمة العربية في الفساد والاستبداد تحت شعار كاذب ومخادع ان هذا شأن قطري لا علاقة لنا به مقابل الحصول على بعض الامتيازات الشخصية بان تفتح كل ابواب الاعلام المحلي له والتعامل معه كفلسطيني شاهداً على الانفتاح السياسي مع القضية الفلسطينية .
هذا التزيف بالوعي جعل من المثقفين الفلسطينين بهلواناً يتحين الفرصة التاريخية لاصطياد السرك الذي يناسبه من اجل الرقص فيه مقابل امتيازات رخيصة الثمن .
وفي هذا الصدد نعم في هذا الصدد فقط يمكننا فهم تصريحات محمود عباس في عدم رفضه في تجنيس الفلسطينيين في الدول العربية والكيفية التي استفاد منها من انقلاق المجتمع الفلسطيني على نفسه والمجتمع الضحية بعموميته هي اطروحة لخلق مستوى معين من السلام الاجتماعي الذي يقلل من دور المجتمع السياسي أي سيشارك الفلسطيني في صراع اجتماعي مطلبي في حال تجنيسه في الدول العربية واضعا حدا فاصلا بين ما هو سياسي وما هو اجتماعي وليس هذا التحليل محض خيال هناك تجربة غنية يمكن الاستفادة منها فالفلسطينيون الذين يتواجدون على اراضهم في فلسطين عام 1948 يمارسون هذا الدور فالصراع هناك هو صراع على حياه مطلبية طبعا هنالك الظروف الموضوعية تكريس حركة المقاومة الفلسطينية وبشكل غير مباشر صورة الصراع بالصورة التي نراه اليوم في فلسطين ( 1948 ) فليس دخول عدد محدود من الفلسطينين في الكنيست الاسرائيلي – دليل عافية بقدر ما هو تطبيع مع الواقع السياسي التي فرضته السياسات الاستعمارية القريبة عبر التاريخ المعاصر ضد العالم العربي .
تعاطت تاريخا حركة المقاومة الفليسطينية مع فلسطيني (48) كضرورة لترويج فكرة الواقع السياسي طبعا في هذا الصدد لا ننسى بعض المحاولات الجادة في رفض هذه الصورة وتم رفع شعارات الدولة العلمانية في فلسطين كلها كن هذه الستارات تم وادها في المهد لصالح الاصوليات السياسية سواء منها الاسرائيلية او الفلسطينية التي اعتبرت هذه الشعارات وليدة الفكر الامبريالي الاميريكي .
هذا الوأد انتج في الساحة الفلسيطنية وبعد عقود اصوليات سياسية اسلامية لتتبوأ الشارع الفلسطيني وتفرض اجندتها السياسية الميثولوجية البعيدة كل البعد عن العلمانية التي حسب رايها تقليعة غريبة .
في حين تبلورت رؤية الاسلام السياسي الفلسطيني في هذا الاطار غير المعرفي لطبيعة الصراع العربي – الاسرائيلي على انه صراع ميثولوجي ليعزز هامشية الفلسطيني في الصراع ويجعله خاضعا لتأويلات وتفسيرات لنصوص دينه تخرج من افواه امراء الدم الذين كرسوا قيادتهم من خلال شلال الدم الفلسطيني وحصلوا على اعتراف ربما من قبل قيادة (م ت ف ) الرسمية في دورهم النضاي لتتوزع مفردات النضال بين فلسطيني القطاع والضفة ويصبح الشتات الفلسطيني مفردة منعزلة عن هذه المفردات النضالية .
ويكفي فلسطيني الشتات دخول (250) الف فلسطيني الى اراضي السلطة الفلسطينية في الضفة والقطاع كما جاء لسان مهندس اوسلوا كما اطلق على نفسه محمود عباس في لقاء اجرته قناة المنار التابعة لحزب الله اثناء زيارة الاخير للبنان .
تصريحات عباس حول تجنيس الفلسطينين تقاطعت مع حركات الاسلامي السياسي الفلسطيني الذي يدرك في عمق وعيه ان الشتات الفلسطيني مزاجه لا يتقاطع معه بالرغم من بعض ظواهر التعاطف معه في بعض الحالات خاصة عندما تشترس القوات الاسرائيلية في القتل والاغتيال لايناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع .
وتاتي رد الحركات الاسلامية السياسية الفليسطينية في عمليات عسكرية تؤذي الاسرائيلين على الصعيد الوقتي لكن على الصعيد الاستراتيجي تخدم اليمين الاسرائيلي في تعزيز ثقافة الائتلاف لدى الاسرائيلي .
في مناخ كهذا مناخ اوسلوا الذي لايمكن النظر لهذا المناخ الا انه مناخ هزيمة تم استدخالها على يد قوى سياسية مجتمعيه يتاكد لدينا ان الوضع اعربي الحالي غير مؤاب لاستنهاض شعبي شامل الامر الذي يتطلب حرب مواقع لا جبهات حرب المواقع تشنها قوى داعية تدرك تمام الادراك خطورة استبدال الجغرافيا السياسية فبدلا ان يتحول الصراع من جغرافيا سياسية يتحول الى صراع اجتماعي جغرافي عربي تتناحر فيه قوى محلية تختلف في رؤاها اليساسية حول الجغرافيا السياسية ليتعمد هذا الائتلاف على الجغرافيا المحلية العربية وابراز مظاهر الاختلاف الذي ستراه في الايام القادمة ، ثقافة التسوية .
التي اصبحت العنوان الرئيسي للثقافة السياسية اعربية .
وبما اننا منتمون لثقافة الغرب الحاكم ومشبعون لدرجة الهوس بمواقف مضادة للوعي الذي يخدم شعوبنا العربية اننا مفتونون يالاقليمية بل بالكانتونات ايضا ان نبتنى مشروع اقامة دويلة في الضفة والقطاع ودويلات عربية في الوطن العربي قائمة على ائتلاف مصالح بين الطبقات المالية الطفيلية مع المؤسسات الحاكمة وتعزيزا لهذا النهج الكانتوني العربي الصيحات الاخيرة التي جاءت على لسان بعض " العلمانيين " في جنوب العراق لاقامة كانتون جنوبي في العراق هذه التصريحات التي يثتها الفضائيات العربية لايام معدودة وصمتت صمت القبور بعد ذلك وكأن الوقت غير مواتي لهذا الاعلان .
لا فسحه القول اذن ان تصريحات محمود عباس كانت استسلاما فهو حالة داخلية عربية مجتمعيه مرهونه باجتهاد امريكي ترى ان الحل الامريكي هو الافضل للمجتمع العربي لنها طبعة جديدة عن سايس بيكو – طبعه امريكية تقسم الوطن العربي الى وظائف استهلاكية تخدم الاسواق الامريكية والشعوب العربية هي الضحية في كل الاحوال جراء هذه الطبعة الجديدة التي تبلورت اشاراتها في العقدين الاخيرين من القرن الماضي .
ان الانعزالية الثقافية السياسية الفلسطينية التي اوصلتنا الى ما نحن عليه توظف الى استنتاجات لا علمية ولا تاريخية ذات هدف سياسي تفتيتي يعزز الطبعة الامريكية في العالم العربي .
لقد حلت ثقافة " التسوية " محل ثقافة النقد الفكري والنظري لحركة المقاومة الفلسطينية التي افرزت السلطة الوطنية الفلسطينية التي روجت " لغابة البنادق " بدل غابة العلم لتصل ايدي الاشبال الصغار في المخيمات والشتات بدل ان يصلهم العلم والتثقيف وصلتهم البندقية العمياء لا هدف لها سوى ترديد شعارات جوفاء هذا المرض الذي انتقل للانتفاضة الاولى الذي اعتبر ان الحجر وحده كاف ولذا كان يرفض في المعتقلات أي مستوى من التثقيف وهو نفس الجيل الذي اصبح الان جهاز السلطة التي تعمل بمقتضيات اوسلوا .
كان تقديس الحجر وحده مستوى من رد الفعل على هزيمة البندقية وهذا لم يكن يكفي فقدست انتفاضة الاقصى العمليات الاستشهادية دون التفكير بخيارات اخرى وباعتماد هذه الاشكال من النضال الفلسطيني لن يكون مستغربا ان تاتي تصريحات عباس في تجنيس الفلسطينين في الدول العربية فالجنسية كالبندقية والحجر والعملية الاستشهادية كلها ادوات في يد النخب السياسية الفلسطينية المعاصرة التي ما زالت تفكر في عقلية الخطأ والصواب نخطأ هنا ونصيب هناك .
والقضية الثانية الجديرة بالاهتمام في تصريحات عباس هي عرضه للاسباب التي ادت في راية الى شيوع ظاهرة " الارهاب " الفلسطيني الذي تتبناه تحديدا حركتي حماس والجهاد وقد ارجع هذه الظاهرة الى انتشار الشعور بالاحباط السياسي بسبب اخفاق نماذج البرامج السياسية التي تبتها فصائل 2 ت ف بما فيها البرنامج المرحلي الذي تم التوافق عليه بين فصائل 2 ت ف ففي القرن الماضي المنصرم حفل بقادة فلسطنيين كسيوا الاعلام في ميادين الصحافة العربية والعالمية لكنهم خسروا برامجهم السباسية في الشارع الشعبي الفلسطيني ولم يستطيعوا تسجيل أي خرق جدي في البنية الثقافية " الاسرائيلية " اتجاه ما كانوا ينادوا به السلام امام هذا الوضع شديد التعقيد برزت حركتي حماس والجهاد في النضال الفلسطيني ، وتبنتا العمليات الاستشهادية ليسجلوا حضورا جيدا في صفوف الشعب الفلسطيني في الداخل الفلسطيني او في الشتات وعلى الرغم من ارتفاع شعبية تلك الحركتان الا انهما لم يقدما نموذجا للمقاوم الاستشهاد الذي يمكن بناء مدماك سياسي على اثر فعله فكان التخبط سيد الموقف وبدت في حالات كثيرة العمليات الاستشهادية عمليات انتقامية ضد ممارسات قوات الاحتلال الاسرائيلي وهذا كان ما يهدف له المشروع " الاسرائيلي " على الصعيد الاستراتيجي ان الفلسطنين لا يملكون الا ثقافة القتل وهذه الثقافة تتمثل بما تقوما بهما حركتا حماس والجهاد او ثقافة الفساد التي تمارسه السلطة الوطنية الفلسطينية عبر مسؤوليها البارزين والمتنفذين في اجهزتها وضمن هذه المعالم التي رسمتها وكذلك روجتها " اسرائيل " عن الحالة النضالية الفلسطينية غابت أي فرصة للتطور السياسي السلمي داخل المجتمع الفلسطيني الذي بدا منحازا بشكل بروزا في اوساط والنتائج التي حصدت حماس معظم المقاعد البلدية في قطاع غزة الا مؤشرا على هذا النمو المظطرد لغياب فرص حقيقية لقيام ثقافة " للسلام " الذي يضمن الحق الادنى للشعب الفلسطيني في اقامة دولته في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس .
هذه الاطر الاجتماعية والسياسية والفكرية الفلسطينية هي التي تفسر لماذا لا يميزون بين العمليات الاستشهادية الاهداف المراد تحققها من تلك العمليات ان هذا التوجه يقترن غالبا بغياب فرص التعبير العلني والمنظم للفصائل الفلسطينية الديمقراطية ضد توجهات حركتا حماس والجهاد .
فقد تميز خطاب الحركة السياسية الاسلامية الفلسطينية ككل مكتمل في تحرير فلسطين حسب هذا الخطاب وضيق فرص التعبير واختفت كذلك القدرة على الحوار سواء مع السلطة او الفصائل الفلسطينية واستفادت الحركة السياسية الاسلامية الفلسطينية من دور الاعلام الكبير في تضخيم ظاهرة " الارهاب " وهو الامر المبالغ فيه – يعتمدون كثيرا على هذه الاعلامية في الحقيقة هو ميزهم الاساسي للتعريف بقضاياهم هذا التقليد اخذوه عن الحركات الوطنية التي اعتمدت على الاعلام الغربي حيث قسم منه كان مساندا لها وتعتبر انه لعب دورا كبيرا في النجاح الحركات الوطنية ، بحيث ان هناك تقليدا قديما في التعويل على الاعلام بالتعريف بالقضايا .
النقطة الثانية حاجة الولايات المتحدة لدور كبيرا ، بعد سقوط وانهيار الاتحاد السوفيتي ، فكانت الحركات الاسلامية ، هي الدور ، والتي قبلتا هذا الدور بكل طواعية ، وافراط في اقتباس الدور بكل اصراف .
واخطأت الحركات الاسلامية بشكل عام ، والفلسطينية بشكل خاص ، عندما نظرت لهذا النمط من العمليات ، واعتبرته رارثا للبشرية ، وللشعوب التي تعرضت للاضطهاد والاحتلال . فقد حاولت الحركات الاسلامية السياسية الفلسطينية ، التنظير فكريا لهذه الظاهرة من زوايا عدة ، منها الميثولوجي والاخر ، ارث حركات التحرر العالمي . اما الميثولوجي ، فهذا موضوع كبيرا ، ولا مجال لمناقشة الان هنا في هذه القراءة ، لكن يمكن مناقشة " الارهاب " الثوري من خلال تجارب حركات النضال العالمي ، التي تعرضتا شعوبها للاضطهاد والاحتلال . وبشكل عام فان القادة الثوريين الذين تناولوا موضوع " الارهاب " والذين سلموا باستحماله حرصوا على ان يفصوا له حدود واضحه . لتدأهتم تروتسكي بالرهاب ، ولكنة لم ينظر الية ابدا في ذاته وانما من خلال العملية الثورية كمكمل والتي رأى الضعف عنصرا رئيسا لها . ايضا فان لينين ، وبالرغم من اعترافه بالرهاب كسلاح للثورة الا انه وضعه في حجمة الصحيح بالنسبة للحركة الثورية ، وادان بشدة الاشخاضة عن العنف الجماهيري او عنف الطبقة العاملة ، بالضعف الفردي المغامر ، او الارهاب ، ايضا فان ما وتسى تونج لم يقبل الارهاب الاتي حدود ضيقة للغاية ، ولم يعتبرة على الاطلاق ، مرحلة من مراحل استيراتيجية حول الحرب الثورية في الصن اما " حيفا " فقد ادان الارهاب تماما كسلاح سلبي يؤدي الى الاضرار المباشرة بالحركة الثورية ، بل والقضاء عليها . في ضوء ذلك ، فان الذين حاولو التفطير ، " للارهاب "
على هذه الخلتية ، اخطأوا ، خطأ استراتيجيا ، عندما توهموا، ان غياب الفعل الجماهيري ، وتصعيد الفعل " الاشتهادي " هو الذي يدفع الاحتلال الاسرائيلي بالرحيل ، خاصة عندما تختلط الاوراق السياسية المحلية باخبره العربية والدولية . هذا ما يمكن ملاحظته في الصراع الاخير الذي ذر رحاه ، في غزة مين حركة حماس ، والسلطة وفتح من جانب اخر . فقد كانت حماس مصرلاة على الصداتم الان مشروعها السياسي قد اصطدم على ضخرة عباس ن عندما دعا حماس للانضمام للحكومة الفلسطينية ، فكان الرد الصدام العسكري فقادة حماس ، ليسوا سذج الاتنصال هذه المعركة بدون اسناد اقليمي عربي وايلامي . فبعد ان خريستا سوريا من لبنان ، حاولت ان تدخل مرة اخرى من الشباك " الفراوي " عبرو عمها للامحدود لحماس ، وهذه سياسية سورية معروفة منذ بداية السبحتيان من القرن الماضي ، التي حاولت جاهرة على جعل القضية الفلسطينية مرمى لاهدافها السياسية ، اما الدعم الاخر ، فقد حضر هذه المره من ايران ، التي حاولت ايصال رسالة واضحه لامريكايا انها تستطيع ان تعبر تجربة رامز بالله " في الجنوب اللبناني ، الى قطاع غزة . لكن ما فان على الاثنين ن ان الفلسطينيين ليسوا مجمعين على حركة حماس ، بارغم من الضواهر الشخصية ، التي تدعو للاعتقاد ، ان شخصية حماس طاغية .
فهذه الحركة لا يمكن ان تستمر شعبيهتا ، اذا ما تم تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني ، والسير قدوما في العمية الديمقراطية ، من ترسيخ مفهوم الديمقراطية على اعمدة ثلاث ، مجلس تشريعي ، بلديات ، وانتخابات رئاسية امام هذا المشروع المدني لاتملك حماس أي خيار ، الا الاستجابة لشروط السياسي المدني الفلسطيني ، الذي ما زال في بواكيرة . حركة الجهاد من جهتها ، مستعرة لهذا الخيار ، معتمد اعتمادا فقهيا على تجربة حزب الله والفرق بين حماس والجهاد الاولى تتعافى على ارضية سياسية براغمانية ، بينما الثانية تعتمد فقهيا . لذا ليس مشفريا ان تكون اخبرة الجهاد اخبره في غالبيتها خاضعه للظرف الداخلي الفلسطيني وان تكون في الظروف الحاكمة الفلسطينية وسيطا بين الصادامات في الاجتدات السياسية بين حماس والسلطة الوطنية وحركة فتح . وتفويت افرصة على الاجندات السياحية البرغمانية العربية والاقليمية ، التي تعترض ان القضية الفلسطينية ، ما زالت مرعى صالح للرماية !
اذا ليست الديمقراطية التي تعيشها فلسطين . منذ قدوم محمود عباس محمولا على صناديق الاقتراع الفلسطيني حيث امكن حلوه ، او مرة لكن لها مذاق خاص ، يحاول ان يثبت طعمه بثات في الاوساط الاجتماعية الفلسطينية لكن الصدام الاخير بين حماس والسلطة الفلسطينية ، يدفعنا للقول ، ان القادم هو الاسوا ، خاصة بعد انسحاب قوات الاحتلال " الاسرائيلي " من قطاع غزة فالصدام قادم لا محال بين اخبرة ديمقراطية مدينة تتمثل في حركة فتح ، وستلحقها باقي الفصائل الفلسطينية ، بما فيها حركة الجهاد الاسلامي ، مع تحديد الاخير بعض التمايز في هذا اللحات وبين حركة حماس التي ستجد نفسها امام استحقاق مدني هي في الاساس غير مستعدة له اصلا . حماس ستجد نفسها امام خيارات ، الخيار الاول ، الصدام مع السلطة وباقي الحركة الوطنية الفلسطينية ، لعجزها تقديم مشروع مدني سياسي ملموس للشعب الفلسطيني ، اما الخيار الثاني الانشقاق في صفوفها ، خاصة ان بنسبة حماس مهيأه لهذا الانشقق ، لكن هذا التنظيم الذي اعتاد لسنوات طوال ، ان يكون فاعا في الوسط الشعبي الفلسطيني ، سواء في قطاع غزة او الضفه الفلسطينية او في الشتات ، يجد نفسة مهمشا ، امام الفعل المدني السياسي الذي سيتحدد ملامحة بعد انسحاب القوات " الاسرائيلية " من غزة .
هذان الخياران احلامهم مر ، غير المتتبع لمسيرة حماس الساسية ستجد اخيار الاول معقولا نوعا ما ، خاصة اذا م توفر حاجتة عربية لهذا الخيار والمقصود بالحاضنة العربية سوريا ، التي تعيش مأزق كبيرا وشديد التعقيد امام الهجمه الامريكية اليومية ، التي بدون واضحه .
انه لا فكاك من الهجوم على النظام السوري فامريكيا على قناعه تامه ان صلاحية النظام السوري السياسي انتهت منذ فترة كبيرا ونحديد منذ رحيل حافظ الاسد . اما الحاضنة الاقليمية ، فمن الصعب المراهنه عليها ، لن ايران يرتبط دعمها لخيار حماس الاول باخذ الملف النووي ، والملف العراق ، وهذان الملفان يمكن فكهما عن بعضهما البعض في أي تسوية قادمه بين ايرن وامريكا ، فالصراع القائم حاليا بينهما ، هو صراع نفوذ ، وليس صراع مواجهه ، وامريكيا في الوقت الحالي ليست مفتنية ، في نقل وكثيرة الصراع مع ايران ، واعطائها صفة المواجهه . وتختم هذه القراءة بكلمات الشهيد الصحفي اللبناني كرم ملحم كرم . " علمتني الحقيقة ان اكرهها ما استطعت " .
#سليم_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حفل راقص امريكي ايراني
-
انبهـــــار الثقافـــــة العربيـــة فـي اشكالاتهـــا
-
انجاد مرشح الفقراء ........ حصر الاصوات .....
-
لمــاذا اليســـار الان ؟ قتـــل جـورج حـاوي خطوة علـى الطريـ
...
-
الحلقة الثانية في قراءة المشهد الثقافي الفلسطيني
-
قراءة في المشهد الثقافي الفلسطيني
-
الثقافة الفلسطينية -أنا- منغلقة على ذاتها، وفضاءا مفتوحا على
...
-
الماركسية في فلسطين فراغ سياسي، وطور زمني يحذر من التجدد
-
الجزء الثاني من القراءة للدولة الفلسطينية
-
الدولة الفلسطينية فلسفة يومية.. ضد الراهن المنهار.. ومقاومة
...
-
-الحركة العمالية العربية- بين طاعون الفقر وكوليرا القوانين ا
...
-
معضلة الأمن في الفكر السياسي الفلسطيني
-
عرضية أيدولوجية أزمة العقل العربي السياسي
-
سوريا في مفترق طرق استراتيجي ـ لبنانيا
-
الحركات الاسلامية الفلسطينية بين تقديس النص واختراق الآخر له
...
-
ابو مازن سكة الوعي المتأخر
-
جندرما فتح.. اليمين الفلسطيني سلطنة على زعامة فلسطين
-
السياسة الفلسطينية في عالم متغير فشل اليسار الفلسطيني في انت
...
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|