أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - تاكسي إلي الشعب !














المزيد.....

تاكسي إلي الشعب !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4631 - 2014 / 11 / 12 - 23:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. أحمد الخميسي
في 11 أغسطس 1904 أصدر الشيخ أحمد أبو خطوة قاضي المحكمة الشرعية حكما بتفريق على يوسف صاحب جريدة المؤيد وصفية السادات زوجته، وارتكزت عريضة الدعوى إلي عدم الكفاءة بين الزوجين حيث أن صفية من أسرة محترمة أما على يوسف فيحترف" مهنة الجرائد التى هى أحقر الحرف"! وأكد محامي عائلة السادات في دعواه أن العمل في الصحافة " عار وشنار"! وغضب الشاعر حافظ إبراهيم من الحكم فكتب" ما أنت يامصر دار الأديب.. ولا أنت بالبلد الطيب"! ووصف سلامة موسى حال الصحفي بعد انقضاء ربع القرن على تلك الحادثة قائلا " إن كلمة غازيتجي التي تعني صحفي كانت تحمل معنى التشرد والفقر والصعلكة، حتى أنه حين اختار مسكنا ليستأجره وشرع في كتابة عقد الإيجار فهمت مالكة المسكن أنه صحفي ، فانتفضت من مقعدها وهي تقول" جورنالجي؟ وح يدفع منين ده؟ "! واستلزم الأمر كفاح نحو مئة عام لرفع الصحافة على الأكتاف ووضعها على كرسي " صاحبة جلالة"، وأنها " سلطة رابعة". انتزعت الصحافة احترام المجتمع أما الصحفي فظل ومازال يلقى أسوأ معاملة، مما دفع بيرم التونسي ليقول" أمشى حافي ولا أشتغلش صحافي". تعجرفت وتكبرت المهنة على أبنائها وصارت تتغذى على طاقة الشباب وتستغل عملهم بأجور زهيدة وأحيانا مجانا لسنوات طويلة من دون تعيين ثم تصرفهم وتشيعهم إلي الشارع من دون حقوق. سعداء الحظ ممن تم تعيينهم يمكن فصلهم بجرة قلم في أية لحظة كما فعلت جريدة "المصري اليوم" مع أربعين صحفيا العام الماضي. الآن لا يكاد يمر أسبوع إلا وأسمع أنهم صرفوا صحفيا شابا من جريدة، إما من البديل أو اليوم السابع أو العالم اليوم أوغيرها. ظهرت في بلاط صاحبة الجلالة تجارة "الرقيق الصحفي"، شباب يستنفدون طاقته ثم يلقون به إلي المقاهي حيث يجتر ذكريات إنجازاته. هذا في الوقت الذي تتصدر فيه صفحات تلك الجرائد أحر عبارات الدفاع عن حقوق الناس والحريات! كف المجتمع بعد نحو مئة سنة عن احتقار الصحفى، وبدأت الصحافة ذاتها تحتقره وتسوقه إلي الطرقات بحثا عن عمل ليصبح امتدادا لتاريخ المفصولين العظام. وعندما صدر قانون تنظيم الصحافة وأصله تأميمها في يوليو 1960، كان محمود السعدني وعبد الرحمن الخميسي وألفريد فرج وبيرم التونسي يعملون في جريدة الجمهورية، وتم فصلهم جميعا مع آخرين. ويحكي السعدني ماجرى فيقول إنه اتجه إلى الجريدة لاستلام راتبه الشهري، فناوله مسئول الخزينة محرجا ورقة أخرى ليوقع عليها، وإذا بها قرار فصله من الصحيفة! يقول السعدني " اتصلت بالخميسي وقلت له فصلوني ياعبد الرحمن"! فجلجل صوته في التلفون" مين الحمار اللي عمل كده؟ أنت فين دلوقت؟". قلت له " في الجريدة". قال" أنا جاي حالا أشوف المسخرة دي". وصل الخميسي ليحتج على فصل السعدني فتسلم هو الآخر قرار فصل من العمل! حل الذهول عليه وجرجر السعدني من يده إلي الشارع وأوقف تاكسي وجلس بداخله مع السعدني ونفخ بغضب يقول للسائق" اطلع بينا على الشعب يا أسطى". ظن السعدني أنهما في الطريق إلي جريدة الشعب ليحاولا الالتحاق بالعمل فيها، فسأل " تعتقد ح يشغلونا في جريدة الشعب؟". قال له الخميسي " جريدة إيه؟". استغرب السعدني" مش قلت للسواق اطلع على الشعب يا أسطى؟". فصاح فيه" الشعب يعني يطلع بينا على أي قهوة من القهاوى اللي الشعب المصري بيقعد فيها "! فقال له السعدني " لاء. نزلني أنا هنا وروح أنت للشعب"! الآن تلقى الصحافة بأبنائها إلي الشعب مشيا على الأقدام من دون تاكسي. لكن إن كان أولئك الشباب يعشقون الصحافة بصفتها " رسالة " كما علمنا سلامة موسى فإنهم سيواصلون السير على دربها وسيصبحون كتابا كبارا يمتعون الناس بأقلامهم برغم أو بفضل المشقة والتعب.

***
أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ندوس الآمال وهي صغيرة ؟
- باتريك موديانو .. خدعة نوبل !
- جنود بلادنا .. أرواح السماء
- مقبول للموت مرفوض للحياة
- النجم السينمائي بين الوعي والجهل
- أشياء لا تشترى
- ماذا يبقى عندما يسقط الهرم؟
- الشعب جاهز .. الحكومة جاهزة ؟
- أوباما يسطو على شابلن
- هذا القومي لحقوق الإنسان المصري
- حظر الأحاديث السياسية في المدارس المصرية
- نجيب محفوظ داخل الأدب وخارجه
- محمد ناجي .. الإبداع والألم
- الحقيقة حين تكذب في مهرجان للمسرح
- مستقبل - على الريحة - !
- ضمائر على الضفة الأخرى
- العالم يسمعنا الآن ..
- حماس .. أم فلسطين ؟!
- إفطار رمضاني في معبد
- بالميرو - قصة قصيرة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - تاكسي إلي الشعب !