أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - موت العظماء حياة لأممهم ..














المزيد.....

موت العظماء حياة لأممهم ..


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4631 - 2014 / 11 / 12 - 22:10
المحور: المجتمع المدني
    


موت العظماء حياة لأممهم ..
يموت العظماء فلا يندثر منهم إلا العنصر الترابي الذي يرجع إلى أصله ، و تبقى معانيهم حية على الأرض ، قوة حية تحرك ، و رابطة متينة تجمع ، و نور ساطع يهدي ، وعطر فواح ينعش ، وهذه هي العظمة ، وذاك هو خلودا ، فكل ما يخلفه العظماء من ميراث ، هو آثار مشهودة يُنتفع بها ، وأمجاد يُعتز ويُفخر بها ، وأعمال جليلة تُحتذى ، وأفكار نيرة يُهتدى بها من بعدهم ، كما قال الشاعر:
المرء بعد الموت أحدوثة … يفنى و تبقى منه آثاره
فأحسن الحالات حال امرئ … تطيب بعد الموت أخبــاره
لقد اشتهت- قبل أيام - تربة مدينة بوزنيقة ، أحد ابنائها البررة السيد أحمد الزيدي ، الذي لم يقو على البعد عنها ، فعاد إليها ليكون جوفها متواه الأخير ، ويغادرنا مبكرا قبل أن تكتحل عيناه بتحرر الإعلام الذي ينتمي اليه ، بل والذي كان من أكبر رجالاته ، رحل قبل ان يتحقق ما يصبو إليه ويرغب فيه لوطنه ، من ديمقراطية حقة في زمن باتت فيه الخيانة عبارة عن وجهة نظر لدى البعض ، وأصبح فيه التنازل عن المبادئ تعبيرا عن حسن النوايا والرغبة في تحقيق التوافق ....
لقد ترجلت أيها الوطني الاستثنائي ، والصحفي الاستثنائي ، والحزبي الاستثنائي ، والبرلماني الاستثنائي عن فرس النضال قبل الأوان ، وفي وقت ما زلنا بأشد الحاجة إليك ، خاصة أن الاستثنائيين أمثالك لا يعوضون ..
ولا أخال نفسي مسرفاً إن اشتهيت أن يتذوقَ الناس وسامة أوصافك ، وصدق أقوالك ، وتميز أفعالك ، حتى يعلموا مقدار ما خسرت الحزبية من مناقب النضال ، وليعرفوا ما فقد الوطن من ذاكرة وطنية ، جديرة بالاحتفاء والتكريم ، وما خسره الذين عرفوك عن قرب وتعلموا الكثير أثناء مزاملتهم لك ، وشرفوا بتسجيل أسمائهم معك في سجل وأصداء نضالاتك التي تستحق منا جميعا أن نؤلف فيها وعنها كتبا ترصد وتتحدث عن مسيراتك النضالية ، التي تستحق عليها وعن جدارة ، أن يقام لك تماثيل ، تليق بنضالاتك وتضحياتك ، في رحاب كل مقرات حزب الاتحاد الاشتراكي وفي مدخل مقر البرلمان .
عزاؤنا في رحيلك أيها المناضل الصلب الذي خسرت الحزبية الحقة والصحافة الديمقراطية بوفاتك أحد أبرز عناصر النقاء الثوري ، هو فيما اذخرت عند ربك مما قدمت يداك من باقيات النضال من اجل المستضعفين ، وصالحات الدفاع عن الكادحين والعمال ، الذين كنت لهم صوتا صارخا بأوجاعِهم ولواعجهم ، تكتب وتسأل ، تشكو وتحرض ، تلوم وتلسع بكلمِ نافذ عبقري لا يتوقف عن فتح كوات الأمل والتبصير بواقع الحال العصيب ، وأعظم عزاء لك هو التزام أصدقاؤك ومحبوك السير على خطاك وانتهاج وتكريس أفكارك وممارساتك وسلوكياتك ، التي لا يسعني إلا أن أقول في حقك ، بعد قول رب العالمين الذي : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي" ، لقد تركت برحيلك فراغا في النقاء والزهد والوفاء والتواضع والالتزام من الصعب أن يملأه اخرون بعدك ، لقد خسرناك بحق ومن الصعوبة بمكان تعويضك
و لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكريم سلوك متحضر يضع الشخص في مكانته المناسبة لعمله أو إنج ...
- مولاي يعقوب أو دائرة الموت !!
- شباط واللبارابطال موسم المشاوشة المنسي !!
- العنف في البرلمان !!
- المصداقية في مطار الدار البيضاء !!!
- مسألة مبدأ
- ذكريات من وحي العيد أسطورة ذهاب القطط للحج في يوم العيد !!
- ظواهر عيدية سلبيه مستفزة .
- من المسؤول عن ضياع أموال المتقاعدين ؟؟؟
- الشهوة !!
- مظاهر عيدية في حاجة لمعالجة !!
- يوم عالمي للمعلم وآخر للحمار !!
- إصلاح التقاعد ، لن يكون غير ب-العين الحمرا-.
- المحاصصة دعم لأفراد طائفة معينة ، أم هي توزيع للمغانم ؟؟
- المحاصصة دعم لافراد طائفة معينة ، أم هي توزيع للمغانم ؟؟
- رهانات الدخول السياسي لدى حكومة ومعارضة صاحب الجلالة !!
- الصحافة الجهوية مهنة من لا مهنة له
- القضية الفلسطينية والأقلام الخربة
- الأحفاد ودفئ التفاعل الاجتماعي
- قيمة الأمتعة من قيمة أصاحبها ، أو على وجه الجلدة كيتباس الكت ...


المزيد.....




- السعودية.. إعدام المواطن الجماعين لقتل الرشيدي وإعدام مقيم ب ...
- اعتقال رجل مسلح قرب مكان انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري
- لبنان يتقدم بشكوى ضد إسرائيل إلى الأمم المتحدة بسبب تشويشها ...
- بعثة إيران لدى الأمم المتحدة لـ -CNN-: اتهام طهران بمؤامرة ض ...
- إسرائيل استهدفت 70% من مدارس الأونروا في غزة
- منتدى الحوار الإقليمي حول حقوق الإنسان يوصي بضرورة تعزيز الو ...
- غارة إسرائيلية استهدفت منطقة مكتظة بالنازحين في مواصي خان يو ...
- تقرير عبري: خلافات بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية بسبب صف ...
- شاهد.. متطوعون بولاية القضارف في خدمة النازحين من سنجة وسنار ...
- الهند تقدم 2.5 مليون دولار للأونروا من أجل رعاية اللاجئين ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - موت العظماء حياة لأممهم ..