أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - خطيئة النبي والانسان السوي















المزيد.....

خطيئة النبي والانسان السوي


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 4631 - 2014 / 11 / 12 - 19:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن دائما بحاجة الى اشخاص مستنيرين على صعيد الفهم الوجودي لكن دون التشبث بأحقيتهم بأنهم اصحاب الحقيقة المطلقة.
فمنذ بداية وجود العنصر البشري كان هناك فرضيات دينية وكانت بعد فترة زمنية تدحض ويأتي غيرها اكثر منطقية مما سبقها مجارية العقل في كل مرحلة زمنية .
فالانسان خلال رحتله على هذا الكوكب تخطى كثير من الديانات، منها ما كانت فكرته متجسدة، ومنها ما كان مرئيا، الى ان وصلنا اخيرا الى مرحلة عدم التجسد كليا والقوة الخارقة التي لا يشبهها شيء، وهنا بدأ مفهوم جديد، ولكن حصر مبدأ او عقيدة عدم التجسد في مكان واحد هو اشبه باول مبدأ ديني او عقيدة دينية اي( مكانك سر).
لذلك يجب ان يبقى المفهوم الوجودي لاي شخص يدّعي التنور الوجودي ان يبقى ضمن مفهوم الفرضية وليس حقيقة بحتة ليستطيع التناغم مع الفرضيات العلمية المتجددة اتجاه الوجود، ولا يحبس امته في قمقم مما يؤدي بدوره الى سجن العقل وضموره.
فالعلم مهما تطور لن يستطيع ان يفسر الوجود وكل المعلومات التي اقر بها العلم عن اساس الوجود والانفجار الكوني وتعدد الاكوان وغيرها من علوم كونية هو ليس حقيقة صرف وانما هي فرضيات علمية فيها حقائق من ناحية فيزائية الى حد ما.
ولكن ومن ناحية اخرى هي طريقة غربية ماسونية لاخضاع البشر، فمن يملك معرفة عالية بالاضافة الى قوة عسكرية ومالية يملك الرهبة والهيبة ويصبح دائما على صواب في اعين الشعوب الاقل تطورا واقل معرفة او اكثر غباء، ويصبح كما هي الحال شرطي هذا الكوكب، ويصبح هو من يمتلك اعطاء قرار نهائي بما يتعلق بالصح والخطأ. ولن اغوص في هذه الفكرة بل سأدعها لمقال تفصيلي فيما بعد.
وكما العلم يستمر في تطوره هكذا يجب ان تبقى الاديان، فنحن مخلوقات نصفها مادي ونصفها روحي، والتوازن بينهما هو ما يجعل الانسان سوي، ولكن حينما يتوقف الدين في مكان ما كما حصل ويعتبر مقدس لا يجوز المساس به ولا انتقاده هنا اصبحت النكسة كما لو بقينا على اول اكتشاف لاي مبدأ علمي.

فالخطيئة التي اتركبتها البشرية هي القناعة ان عهد الانبياء انتهى وهنا توقفت حقيقة الوجود الروحية عند فرضية واحدة، ولا اقصد بمفردة الانبياء بمفهومها الحرفي وانما فقط من ناحية الاستنارة الروحية فقط .
فالانبياء هم اصحاب رسالة كالاطباء و الباحثين والفلاسفة وغيرهم من من يبدأ ببحث والاخرين يكملون المسير، ويجب ان يكونوا في نفس المستوى التقديسي لأي عالم ولا تصل مرحلة التقديس الى ما نحن عليه الان، فالانبياء هم اشخاص مستنيرين روحيا وهم كاشاخص قليلة تمر بحياة الانسان كاي مبدع او عبقري ولكنهم دائما يمرون لاستكمال ما بدأ به سلفهم.
وبما ان اغلب البشر لا يملكون روحانية كافية اتجاه هذا الوجود الضخم، لذا نحتاج لهذا النوع من العلاج النفسي والتهدئة والطمأنينة لم يؤلمنا من المجهول ،ولكن الدين توقف عند مراحله الاولى، وما زال امام البشرية مسيرة طويلة واودية الظلام فيها كثيرة.
و توقف الدين في مرحلة كان يرمي ظلاله على ضعيفي العقول، فخيم اللجم على الفكرة والتهويل الصبياني وليس التعاطي العقلاني وربما هذا ما كانت تقتضيه تلك المرحلة، لذلك كانت الاستنارة الروحية ربما على حجم العقول من المتلقي(النبي) والملقىن (الانسان)، فكما العقل يتطور خلال رحلته، ايضا هذه الطاقة المسماة الروح تتطور وتصبح اكثر قدرة على اختراق الحواجز التي بينها وبين الطاقة الاساسية او بمفهوم اخر اي الله. لذا لو استمر الرسل بشكل موازي للتطور العقلي وتخليهم عن فكرة النبوة التي تعني الحقيقة المطلقة لكنا انتجنا الانسان السوي لمَ ما سنصل اليه من تناغم روحي ومادي علمي وديني، وايضا لكان ضاق الخناق وتخطينا التعصب الموجود ولكنا وصلنا الى حقيقة روحية عامة تقنع الجميع كما هو الحال اتجاه اي منتج طبي او هندسي او تكنولوجي.
ولكن ثورة العلم الغت مبدأ الوحي، وعندما اقول وحي ليس معناه انه وحي جبرائيل او من الله مباشرة، فالشعراء يكتبون بلغة الوحي، اي هو ما تستطيع الروح بصفائها ان تصل به للطاقة الوجودية العاقلة العارفة، او بعض خيوطها الاساسية، والاندماج معها ولو للحظات، وترى او تسرق بعض المعرفة الوجودية، وليس كما شاع عن الوحي النبوي وما جاراه من اساطير.
ولكن الغت ثورة العلم مفهوم الوحي لما اصبح عليه الدين من سذاجة امام العلم لانه لم يتطور وبقي قابعا بين براثن الجهل الذي اصبح ليس عبئا فقط بل مصدر تدميري لكل انواع التحضر، ولم يعود مجاريا للتطور الحياتي الطبيعي، وكلنا يعلم ان الطبيعة هي رحّالة مستمرة في تطورها منذ بداية وجود الحياة على هذا الكوكب ،وكما يقال (الثابت في الحياة هو المتغير)
والاديان كلها اغلقت باب التطور الروحي اتجاه الوجود في وقوفهم خلف اخر نبي.
وجاء النبي محمد وقال انا هو خاتم النبيين مما سكر الباب على كل متنور روحاني اسلامي، وطبعا حينها كانت كل المنطقة رازحة تحت الحكم الاسلامي وقتا طويلا مما اثر على جميع الاديان بطريقة ولو غير مباشرة ببروز اي شخص او معتقد، وهذا ما اثّر على فكر ابن عربي وغيره، وربما يقول قائل لماذا لم يظهر الانبياء في الغرب، اقول ان الشرق كان له التاثير الروحي وكأنها من القانوني الطبيعي كما هي الحال في اشياء كثيرة على هذا الكوكب تستطيع العيش في مكان ما ولا تستطيع في مكان اخر.
فحقيقة الوجود لا يمكن ان تدرك بالعلم العقلي بالعقل فقط ،بل بالعقل الروحي اي يجب ان نصل بالروح الى مرحلة الصفاء العقلي وهنا يتم الدمج بين التعقل والصفاء الروحي.
فالروح هي من تستطيع ان تصل بنا الى اساس الوجود لانها من النبع الاساسي وفي تعقلها نستطيع ان نفهم ونعي عن طريق ثقلها بالعقل بعض مفاهيم الوجود الغامضة، وليس العقل بمفهومه العام، فلكي نفهم الوجود علينا بالاثنين معا،
فقانون الفيزياء حتى لو استطاع ان يدلنا على مكونات الوجود وهذا ايضا مستحيل، لكنه لن يستطيع ان يقول لنا لما نحن في هذا الوجود او كيف اتينا لهذا الوجود والى اين سنذهب بعد الموت وما هو الموت ولماذا نموت، وليس طبعا مكانيكا وانما منطقيا. ما الغاية من وجودنا وموتنا، لم نحس اننا نعيش قدرية في لحظة ما وفي اخرى نحس اننا احرار ونملك الخيار.
امور كثيرة لا يستطيع العلم الاجابة عليها فيما يتعلق بالماورائيات لذا من الحكمة ان يبقى رجال مستنيرين روحيا لديهم القدرة على التناغم مع الوجود ليستطيعوا دائما ارساء بعض الطمانينة الروحية لهذه المخلوقات البشرية التي تعاني دائما من فكرة المجهول الماورائي، والمجهول الماورائي ينبطق على كل البشر دون استثناء.
فالتناغم بين الروحانية الوجودية والعلم هو اساس التحكم في المسيرة الحياتية لحياتنا وحياة هذا الكوكب



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمهلي في المسير
- عشوائية جميلة
- كيف ستنتهي الرحلة
- مقايضة مع القدر
- غرام كحقل الغام
- جنة الاله للقتلة والبسطاء!!؟
- لتحبينني ..
- رجال دين ..والله
- كتابة فوق تاريخ ممزق
- أنثى.. وكأس نبيذ
- حالة احتضار
- زوجة مهملة.. وشاعر
- الى كائن أسمى ..الى اله
- الجنس كله ضرب ٌمن الجنون
- في اخر كلامٍ لها
- أنثى تبتز حبي
- هناك خطْبٌ ما على هذا الكوكب
- الى فتاة مجهولة الهوية
- الكل في أمتي زعماء..فأين القادة؟
- عزيزي عزرائيل


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - خطيئة النبي والانسان السوي