الطريق إلى الثورة الرقمية

حسين علي غالب

الحوار المتمدن-العدد: 1300 - 2005 / 8 / 28 - 07:34
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    

لم يعد هناك من خلاف بأن العلاقة وثيقة جدا بين
النجاح في إحراز معدلات عالية في التنمية و الأخذ الواسع بمعطيات
الثورة المعلوماتية أو الرقمية و أن الأمر ليس ترفا و لكنه ضرورة
بالنسبة لأي دولة تحرص على تقدم مجتمعها غير أن السؤال
الذي يطرح نفسه هنا هو كيف يمكن لدولة نامية اللحاق
بركب هذه الثورة المتسارعة الخطى لو جئنا نستقرئ الطرق و الأساليب
المختلفة التي اتبعتها هذه الدول فأننا نجد أنفسنا أمام ثلاثة
مناهج أو مداخل رئيسية الأول يركز على محاولة الاستخدام الواسع و
المنتشر لتطبيقات ثورة المعلومات المدخل الثاني هو أن يتم التركيز
على الأبحاث و ينفق مبالغ لا بأس بها في هذا الشأن أما
المدخل الثالث فهو بأن نضع الشأن التقني في ميداني التعليم
و التدريب كما هو متبع في مختلف دول العالم و في واقع
الحال فإن أيا من المداخل الثلاثة له عيبه و حسناته بنفس
الوقت فالاستخدام يعين على الانتفاع بمزايا و ثمرات هذا التطور و يجعل
الجمهور و المؤسسات تلمس مدى النفع و الفائدة المترتبة و يدفعها لاهتمام أكبر
غير أن عيبه يتمثل في أن هذا المظهر الحضاري قد
يكون بلا بنية تحتية بمعنى أنه معتمد على الغير و مستهلك
لما ينجزونه أما المدخل الثاني القائم على الأبحاث فرغم حسناته
المتمثلة في إيجاد طبقة من العلماء و الباحثين و مسايرة الدول المتقدمة
فإن الاتفاق المخصص له قد لا يبدو مجديا إذا ما قورن بما
تفعله الدول المتقدمة إذ يبدو أن ما تخصصه الدول النامية يعد
بسيطا جدا إزاءها كما أن أولويات هذه الدول قد تجعل
البعض يعترض على تخصص الأموال لمثل هذه الأبحاث و يرى أن
استهلاك و استثمار منجزات الآخرين أجدى و أوفر أما مدخل التعليم و التدريب
فمزيته أنه ينشر المعرفة بهذا التطور على نطاق واسع و ينتج
عنه أعداد كبيرة من الفنيين و التطبيقيين و الممارسين و يقرب المجتمع من
الانتفاع بهذه الثورة العلمية الشاملة غير أن معرفة و خبرة هذه
الشريحة تبقى ضمن حدود معينة و لا تتجاوزها ولا يمكن اعتبارهم طبقة من
العلماء أو الباحثين إن نظرة واحدة عميقة إلى القضية تظهر
أن الجمع بين هذه المداخل الثلاثة هو المنهج الأشمل و الأكثر
نجاعة و عملية فالتوسع في الاستخدام و نشره على مساحة واسعة في
المجتمع و الحض عليه مع تخصيص مبلغ معين للأبحاث و الدراسات المنتقاة و
ضمن الأولويات المعقولة لوطننا و المجتمع مع تشجيع المؤسسات الخاصة على
فعل ذلك بالإضافة إلى توفير العلماء و الباحثين مع الطبقة التي
تليهم من الكوادر الوسطى و التطبيقيين كل ذلك يقترب بالمجتمع من
حيازة مكاسب الثورة المعلوماتية و أي نقص في توفير هذه المستلزمات
أو المداخل الثلاثة سوف يؤدي إلى حدوث تعثرات و وجود ثغرات
معيقة و وطننا العراق وهو يبحث عن مكانه في هذا التطور
العالمي المتسارع بحاجة إلى أن يتعامل مع الملف بشمولية و جدية
و كذلك علينا أن نطالب من وزارة التكنولوجيا و هي وزارة
معنية بهذا الشأن بأن تساعد مجتمعنا من أن ينهي أمية
الكومبيوتر و المعلومات و يستفيد من ميزاتها العظيمة و التي بات يحتاجها أي
مجتمع في وقتنا الحاضر
حسين علي غالب
[email protected]
www.baban.biz

#حسين_علي_غالب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات