دعاء صبيح النعيمي
الحوار المتمدن-العدد: 4631 - 2014 / 11 / 12 - 04:24
المحور:
حقوق الانسان
أسير في الشارع بكامل زهوي وعنفوان أنوثتي ، لفرط إعتدادي بنفسي .. أتحدّث لها .. كم تبدين جميلة هذا اليوم .. أرد على نفسي شكراً شكراً .. لا جديد بهذا .. فأنا جميلة مثل كلّ يوم .. تمرّ دقيقة .. أنظر داخل حقيبتي اليدوية في مرآة دسستها قريب متناول يدي .. أستعين بها ما بين الحين والآخر للتأكّد من بقاء مظهري يشع نظارة وبهاء .. في أثناء ذلك تسقط بضع نقود منّي .. لا يهمّ .. لن أنحني .!أواصل سيري .. أسمع أصوات مخلوطة ما بين همسات ودمدات ووقع أقدام خلفي .. علّها ذبابة أو قط أو أي شيئ آخر .. لا يهمّ.. أضحك بخبث .. أجل هي كذلك ..تتكرر تلك الأصوات وتعلو .. لا أبدي أي انزعاج ظاهر .. بضعة فتية عابثين أو ممن تنقصهم الثقافة والنضج الكافي ، لا يهم .. المهم أنني لن ألتفت .. لن ألتفت لهم .وحين أراك أتساقط كلّي ...أصبح خجلة من مظهري .. حانقة على كل ما حولي .. خذ مرآتي .. خذ حقيبتي .. خذ جميع ما أملك .. وهات يدك لا تخف كاذب هو مظهري .. لست مهمّة كما أدعي .. بل أنت المهم .. أنت من يجب أن تباهي بنفسك .. تقف وكلك إرادة وحياة تبيع المناديل الورقية ، حينها أخالك أكثر شياكة وأناقة منّي .. أيّها الصغير الجائع رغم تشرّدك .. رغم جوعك وضياعك .. أراك تبتسم .!إقترب .. أودّ إحتضانك .. لعلّ قربك منّي يجرّدني من نرجسيّتي .. يهذب روحي النزقة .. يعلّمني كيف أبتسم بحب خالص بلا مغالاة ولا غرور كما تفعل أنت .!
#دعاء_صبيح_النعيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟