أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - رسالة من مواطن سوري إلى حزب الإخوان المسلمين في سوريا.















المزيد.....

رسالة من مواطن سوري إلى حزب الإخوان المسلمين في سوريا.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1300 - 2005 / 8 / 28 - 06:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بغض النظر عن الخلاف الأيديولوجي والسياسي مع أطروحاتكم البرنامجية والسياسية والطريقة التي تديرون فيها معركتكم السياسية مع السلطة وعلاقاتكم مع بقية قوى المعارضة السورية ومهما كان شكل هذه العلاقات ..أود أن أبدأ رسالتي لكم بسؤال واضح وأتمنى أن يتم الجواب عليه في سياق الحوار الدائر الآن بين القوى الحية في المجتمع السوري , حول هموم هذا المجتمع و إشكاليات التغيير الديمقراطي والمدني فيه : أنا مواطن يساري فكرا على الأقل , علماني , لا يؤمن بقيام أحزاب في سوريا على أساس ديني أو طائفي أو عرقي أو قومجي حتى ..ولا أؤمن في تحول سوريا إلى دولة إسلامية أو دولة تستمد دستورها وقوانينها من الشريعة الإسلامية , بل أؤمن بدولة سورية علمانية مدنية بكل ما تعني هذه المدنية ..كيف يمكنكم ضم شخص مثلي إلى حزبكم ؟ وما هو تصوركم العملي والسياسي في التعامل مع هذه الكتلة من الشعب السوري التي تنضوي في إطار هذه الأيديولوجية ؟ هذا أولا . وثانيا : لكونكم حزبا يمثل في الواقع طائفة واحدة : فهل ستسمحون بقيام حزب : درزي أو علوي أو إسماعيلي أو مسيحي ..الخ ؟؟ تعالوا على الأرض الحقيقية للواقع السوري ودون الدخول في متاهات القول السياسي ــ التلفيقي وعذرا هنا على هذا المفهوم الذي نقصد فيه بالضبط : المنهج الذي اتبعتموه في لغة الخطاب البرنامجي والسياسي بعد مؤتمركم الأخير والذي فعلا رغم ذلك هو خطوة مهمة وليست قليلة على الإطلاق ــ هذه التلفيقية في محاولة الجمع التعويمي بين خطابا هو في الوضع السوري طائفيا ــ طائفيا بغض النظر عن نواياكم ـــ وبين مطلبكم بدولة مدنية تعاقدية حديثة .. بناء على مصادرتكم على المطلوب بشكل مسبق بدء باسم الحزب ومرورا بأيديولوجيته وانتهاء بمطالبكم , هذه المصادرة على المطلوب مدنيا كما تطرحون : كيف لحزب يمثل طائفة واحدة أن يطالب بدولة مدنية !! وليس لديه الاستعداد لقبول أحزاب طائفية أخرى أظن أن هذا بداية التلفيقية الأيديولوجية في خطابكم الأيديولوجي هذا ؟ هل يمكن لدرزي أو علوي أو مسيحي أن يقبل بأن تكون القوانين السورية ودستورها وفق أرضية لا يوافق عليها لأنها تخالف دينه أو عقيدته الدينية , وبالتالي هل يقبل حزبكم بقيام دولة في سوريا تعتمد الشرع !!! المسيحي مثلا في حالات: منع الطلاق , تحليل النبيذ والسماح بيعه
في أي مكان وزمان كما هو الحال في البلدان ــ التي تسمونها مسيحية !!ــ أتحدث برموز بسيطة واضحة كي يكون الحوار ذو معنى واضح ومباشر ؟؟؟ أم أنكم تنوون العودة لنفس النظام الذي أرساه الراحل في توزيع المناصب : التافهة على بقية طوائف المجتمع .. كالوزارات وغيرها .. وتبقون أنتم المناصب الحساسة في يد الأكثرية العددية التي تطرحون تمثيلها أقصد السنة السوريين.
عليكم كما على قوى المعارضة الأخرى ليس واجبا سياسيا بل أخلاقيا في تجاوز ذاتكم الطائفية : مع الأسف لهذه اللغة ولكنها من طبيعة الحوار نفسه , بقيام أحزاب مدنية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى , مدنية لا يكون هنالك فرقا بين مسلم ومسيحي أو بين كردي وعربي أو بين درزي وعلوي ..الخ : هذا واجب أخلاقي إن كنتم فعلا حريصين على هذا الوطن وأنا من موقعي كمواطن لا
أشكك بذلك ولكن : من أهم القضايا في هذه المرحلة السورية هو أن تتجاوز هذه المعارضة السلطة : ليس ديمقراطيا وسياسيا وحسب بل وأخلاقيا وهذا برأيي أهم عامل في تبنيكم لحزب مدني ...
لا يمكنكم في سوريا وفق هذه الاستمرارية من كسب سوى بعضا من الشارع السني أما بقية الشعب السوري فلن يكون معكم مهما حاولتم !!! إذا كانت السلطة السورية قد تحولت عبر مسارها هذا إلى أصولية طائفية فعليكم أنتم ألا تتحولوا إلى أصولية طائفية أخرى ألا يكفي هذا المجتمع ما حاق به على مدار أربعة عقود من حكم البعث !!!؟؟ وهذه القضية ليست سياسية أو أن هذا المطلب السوري ليس مطلبا سياسيا وحسب بل وأخلاقي أيضا .. وهذا لا ينقص من إيمانكم ولا من قيمة شريعتكم , أنا مؤمن بأنكم طرف وطني وحريص على هذا الوطن كغيركم ولكن النوايا والتطييف لا يمكن أن تؤدي بسوريا إلى أن تكون وطنا لجميع أبنائها وأظن علينا تعلم هذا الدرس مما نشاهده ونلمسه فيما يجري في العراق الآن .. ولو كنت أراكم بغير هذه الصورة لما توجهت لكم بخطابي هذا فأنا عشت مع معتقلين الأخوان المسلمين ورأيت مصائبهم وأحزانهم ولا يجب التعويض على هذا الهدر لإنسانية الكائن البشري في سوريا : بقيام أحزاب طائفية من جديد , سواء
بمسمى : كالأخوان المسلمين أو بمسمى بعثي .. الخ
وأنا مدرك بأنكم لا تختلفون عن أية قوة سياسية لديكم أيضا آراء متباينة وخلافات داخلية وغيره من ألعاب السياسة الحزبية .. ولكن ما أطرحه هنا : يمس البعد الأخلاقي في السياسة أولا وقبل كل شيء. ؟؟ سوريا : أول دولة في المنطقة ينتخب فيها رئيس وزراء مسيحي , وهي منذ جلاء الاستعمار الفرنسي عنها وكبار الضباط والفاعلين هم من أبناء الأقليات الدينية أو الطائفية ..وإذا كانت السلطة لا تأخذ هذا بعين الاعتبار لا أخلاقيا ولا سياسيا فواجب على كل حزب معارض أن يتجاوز هذا الحد الأخلاقي الطائفي التي تحاول السلطة إيقاف المجتمع السوري عنده ليتسنى لها الاستمرار
وتسويق نفسها للأمريكان بوصفها الطرف العلماني والمدني الوحيد في سوريا.. وإذا كان من مصلحة السلطة ألا تنزع هذا اللغم الطائفي بطريقة حضارية وأخلاقية من وجه تطور سوريا فعلى كاهل هذه المعارضة يقع إزالة هذا اللغم بطريقة إنسانية وحضارية .. دون أن تعود سوريا إلى نفس الدوامة ... : مثال : لجنة تنسيق العمل الوطني الديمقراطي في اللاذقية ودير الزور...#1
لا أظن أن في سوريا طائفة لم تدفع ثمن هذه السياسات الخاطئة للسلطة بدء بالطائفة العلوية وانتهاء بالأكراد.. وهذه المصالحة التي تدعون السلطة للقيام بها عليكم أن تؤسسوا لها أيديولوجيا و
دستوريا بمعنى أن يتم المضي في الطريق المدني حتى النهاية .. وأظن أنه معروف للجميع , وإلا ستبقى دعوتكم للمصالحة منقوصة وتطرح الكثير من الأسئلة والتأويلات حول نواياكم الحقيقية..
بقي نقطة أخيرة : وفق اسم حزبكم فقط !!!ــ الأخوان المسلمين , كافي لبث الرعب لديهم ــ : يجب ألا تلوموا مثقفي الأقليات من شعبنا السوري إذا لم يثقوا بطروحاتكم ونواياكم ....
أرجو أن يعاد التفكير جديا بما طرحناه من أسئلة حقيقية وحارقة على الأقل من وجهة نظر قطاع واسع من الشعب السوري ... وأظن من باب التخمين : أن تأسيس أي حزب على أساس طائفي هو في الواقع دعوة علنية للتقسيم .. ونصل إلى وجه آخر من وجوه هذه الأنظمة إما نحن في السلطة أو لا وطن للجميع ولا أظن أنكم تريدون إيصال سوريا إلى هذا الحد...؟
هامش :
#1ــ طرحت هذه اللجان كمثال يمكن لوتم العمل عليه ودعمه أن يكون نواة لعمل مدني حقيقي ...
هذه الرسالة جاءت في إطار الحوار الدائر حول العلمانية والديمقراطية ..والتي فتحت إدارة منتدى الأتاسي موقعها لهذا الحوار يمكن العودة لموقع منتدى الأتاسي لكي يتم الإطلاع على كافة الآراء المطروحة والتي يمكن أن تطرح مستقبلا...
رسالة من مواطن لا ينتمي لأي حزب سياسي أو جمعية مدنية.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والحداثة .في أفق الماركسية.
- الدستور العراقي والحقيقة السورية.
- الفدرالية العراقية وشرق المتوسط من جديد.
- العلمانية مرة أخرى
- السياسة العربية وغياب السياسة
- الفدرالية العراقية بين سطوة الإقطاعية وولاية الفقيه
- مرة أخرى
- المشروع الغربي والإسلام السياسي
- العلمانية والإسلاموية في سوريا
- الديمقراطية الثقافة والتأسيس
- المرأة بين حقوق الإنسان وجاهزيات الجسد ... وجهة نظر ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - رسالة من مواطن سوري إلى حزب الإخوان المسلمين في سوريا.