أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاسي يوسف - الحلقة الاخيرة من مسلسل اسمه سوريا














المزيد.....

الحلقة الاخيرة من مسلسل اسمه سوريا


كاسي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4630 - 2014 / 11 / 11 - 01:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كاسي يوسف
سورية التي تحتضر كدولة,وككيان جغرافي معهود منذ اتفاقية سايكس بيكو 1916 ذلك الاتفاق السري الذي تم بين كل من بريطانيا و فرنسا على رسم حدود منطقة الهلال الخصيب ,وتوزيع مناطق النفوذ حسبما املت على تلك الدولتين مصالحهما و رؤاهما للمنطقة والعالم آنذاك.
سورية المسماة قلب العروبة,يصيب عروقها اكثر من تجلط ,نتيجة للترسبات الكتيمة من العناصر الدبقة في دمائها.فينبض بالكاد ولن يفيده الانعاش ولا يمكن اجراء تبديل القلب ولا الاوردة,فلا علاج لسورية الا كالشاة التي يتم ذبحها ومن ثم اما توزيع لحما مجانا على المحتاجين او ذوي القربى,او يتم بيع لحمها في الاسواق,عند القصابين.
لن يعود ذلك النشيد الذي لم نألفه كأبناء قومية مضطهدة في سورية على الرغم من محاولات تسويقه لأذواقنا العصية ,لن يعود ذلك النشيد ليسمع على آذاننا مرارا في اليوم الواحد,عندما يفتح التلفزيون السوري ويبدئ ببث برامجه,وعندما ينتهي من بث برامجه,وفي المدرسة كل صباح ,وفي دوائر الدولة المحيطة بنا والتي لم نوظف فيها يوما كوننا كوردا.
العملة السورية ستزول من الوجود ولن يتذكرها الناس بعد بضع سنين,ومشهد الجندي السوري المتسخ دائما سيزول.
الاسماء العربية التي اطلقها النظام على كل قرية كوردية والبسها لباس الضاد ستمزق,وستعود للحضن الدافئ كعهدها السابق,ولن نسمع بعد اليوم باسماء من شبه الجزيرة العربية او من اليمن تطلق على قرانا في الجزيرة الكوردية,الا في الدراسات المتابعة لهذه الحقبة من حكم البعث.
المستوطنون العرب الذين قامت دولة البعث بجلبهم وتوطينهم ,ليس لهم اي مستقبل في منطقتنا الكوردية,
ولكن,ما هي الآلية والوسيلة التي سيعبر عليها السوريون جميعهم ما تبقى لهم من الوقت ومن الزمن للضفة الاخرى ,المغايرة تماما لما هو قائم الان؟
الارض السورية غدت جزرا معزولة عن بعضها,فالساحل السوري اقليم ينأى بنفسه عن الدمار والخراب العمراني,في الوقت الذي يدفع ثمنا باهظا من ارواح ابناءه ,كما نسمع جميعنا من وسائل الاعلام المختلفة,عن اعداد الضحايا من العلويين ممن هم في الساحل السوري,والمنطقة الكوردية دفعت اثمانا باهظة لا يلحظها غبر المتابع,فاعداد المهجرين الكورد يتجاوز المليون مهجر للخارج,ولربما اكثر,والمدن الكوردية المتضررة كانت رأس العين,ومن ثم كوباني من ناحية الدمار والتهديم,في بنيانها العمراني,وعددا لا يستهان من القتلى في صفوف ابناء الشعب الكوردي,في مواجهات غامضة بين ال ب ي د و مجموعات من جبهة النصرة في بادئ الامر,ولكن داعش انقلبت على النظام وعلى مخططاته,وعلى كل من يتبعه,وتشابكت الخطوط,وحدثت تعقيدات ابعد واكثر من ذي قبل,حتى شهدنا معارك كوباني,ومع ذلك فان المنطقة الكوردية في الشمال والشمال الشرقي اصبحت ذات توصيف واحد وهو المنطقة ذات الفالبية الكوردية,في الاعلام بعد ان كانت تلك المنطقة مشكوكة الانتماء,على الرغم من ان الب ي د قد عزز من علاقاته مع النظام,في بداية الثورة السورية,فان النظام لم يحرك ساكنا في ضائقة ال ب ي د في كوباني,وكأنه يؤكد نيته علنا هذه المرة في رغبته ان يكسر الفخار ببعضه,الا ان الاهتمام العالمي بكوباني,وارسال البيشمركة اليها بعد اتفاقية دهوك بي المجلسين الكورديين زاد من رسوخ الصورة وبروزها حول مناطق الكورد المحازية لتركيا من الشمال حيث الامتداد والبعد الكوردستاني جغرافيا و سياسيا.
وفي الوسط والجنوب السوري حتى درعا,هناك التفاف جماهيري واسع حول داعش,التي تحولت لزوبعة تقتلع كل ما تصادفه,وداعش التي تدغدغ مشاعر السنة من العرب,وتعزف على اوتارهم القومية والطائفية,تمكنت من استقطاب نسبة لا بأس بها من سواد السنة العرب,وبذلك توضحت الخارطة الداعشية,او البعثية السنية,وحصدت المدن المتعاطفة مع هذا التيار خرابا ودمارا و قتلا و خشونة من قبل النطام افقدتها الكثير الكثير من الارواح والممتلكات.
بقيت السويداء الدرزية لا تنتمي لهؤلاء ولا لهؤلاء.
لذلك يصعب ترميم ما دمرته آلة الحرب,والنعرة الطائفية الصاعدة في سورية,بل و يستحيل مع كل التجاوزات والتجاوزات المضادة من قبل طرفي النزاع الاساسيين في حرب ضروس على مدى ثلاث سنين ان ينبلج ويتضح في الافق حل ما لاعادة سورية لسابق عهدها من الوحدة الجفرافية والسياسية,وكل ما نسمعها من تصريحات في هذا الاتجاه انما هو من باب تبرئة كل طرف لنفسه من تهمة التقسيم التي هي واقع حال,وسورية ان تم تقسيمها كحل نهائي بين المكونات الاساسية,انما يكون هو الحل الامثل لعدم التناغم,والتنافر الطبيعي بين تلك المكونات لاسباب الاختلاف الكثيرة من لغة و تاريخ و ثقافة,وتبقى الالية الوحيدة للسلام هي الجلوس والتفاهم على الحدود والحدود فقطوعلى عدم الاعتداء على بعض,والا فان سوريا لن تخمد النار فيها حتى يوم يبعثون.



#كاسي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسراء في شنكال,أو براق الماء الأرجواني
- علامات الترقيم على حافة الخارطة
- مقام النفي في العزف الخفي........ وترانيم بمستوى الدياليكتيك ...
- رجم الذات -على تخوم الأمة الديمقراطية(عشوائيات الكوميديا الح ...
- آليات الغزو الثقافي والولوج لما ورائيات المراسيم
- أمنيات ممنوعة من الصرف.. من هو خادم غربي كوردستان في الحزب ا ...
- القامشلي ومزاد بحري الدلال, والتوت الأحمر, وأشياء لا يمكن أن ...
- البعد الترهيبي للنظام وبعض اتجاهات المعارضة تجاه الكورد
- آذار ...شهر ليس ككل الأزمنة
- الشرق الأوسط النظيف
- فقيه الجن
- أوكسيد الغناء
- شارع المنغوليين
- السدراتيون
- رسائل من البرزخ
- غزوات الابادة غزوات اذار
- غزوات الإبادة غزوات آذار


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاسي يوسف - الحلقة الاخيرة من مسلسل اسمه سوريا