مليكة محافظي
الحوار المتمدن-العدد: 1300 - 2005 / 8 / 28 - 11:37
المحور:
المجتمع المدني
حقا إن الزمن الذي نعيش فيه هو زمن الرداءة . فبالرغم من تطور العلوم وظهور عصر التكنولوجيا الحديثة وظهور حضارة جديدة تشمل على العديد من النظريات والمفاهيم التي تخرج الأمة من أزمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحررها من قيود الجهل والتخلف إلى نور العلم وعصر الاكتشافات إلا أننا لازلنا نجد عامة الناس يؤمنون بالخرافات والطلاسم ، و يلجأون إلى السحرة والمشعوذين لمعرفة حظهم من الحياة وما ينتظرهم في المستقبل من أعمال ومشاريع مستقبلية يسعون إلى تحقيقها . والمؤسف أن الصحف و المجلات التي يفترض فيها نشر الثقافة و العلم تقوم بنشر البدع والخرافات وسط المجتمع من أجل جلب عدد كبير من القراء مع وضع أرقام هاتفية خاصة لأجل فك السحر والتعطيل والتزويج والحظ و..... و يلجأ البعض إلى استعمال الوسائل العلمية الحديثة من أجل إشباع غرائزهم الجنسية والاستمتاع بفنون الحياة كما يدعي من تسخير فضاء الانترنيت في مشاهدة مالا تحمد عقباه أو الاستماع إلى الموسيقى المنحطة التي تدعو إلى تفسخ الأخلاق وفساد المجتمع . فالمتعلم والمثقف الحقيقي يجد نفسه في صراع حاد ، صراع بين الحق والباطل ، صراع بين الخير و الشر ، صراع بين الهداية والضلال ، صراع بين الثقافة والسخافة .
و الأدهى والأمر أننا نصادف الطبقة المتعلمة والمثقفة تقع في أخطاء هؤلاء السفلة من الناس لينهجوا منهجهم باتباع الطريق الذي يؤدي إلى هذه الصراعات التي لا تحمد عقباها .
يؤلمي كثير ا حينما أصادف أمثال هؤلاء ممن يشغلون مناصب سامية في البلاد من رجال التربية والتعليم ورجال الإدارة والاقتصاد وأهل الحل والعقد و.......وغيرها من المناصب التي تتطلب منهم الوقار والاحترام والتفاني والإخلاص في العمل . يسعون وراء الرشوة والاختلاس من أجل تقديم أدنى المساعدات ، حتى ولو كانت من الحقوق الشرعية .
فمتى نتخلص من عقدة البيروقراطية والرشوة و...............ومتى ينفض غبار الرداءة من هذا الزمن الذي نعيش فيه . والى متى نبقى نعيب غيرنا ونتجاهل أخطائنا التي أحطت من مستوانا وجعلتنا نتساوى مع العوام في كفة واحدة . وعلى قول الشاعر :
نعيب الزمان و العيب فينــــا ما للزمــان عيب سـوانــا
و نهجو ذا الزمان بغير ذنب و لو نطق الزمان لهجانا
#مليكة_محافظي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟