أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - القدس وتفجيرات غزة















المزيد.....

القدس وتفجيرات غزة


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 19:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتصاعد الهجمة الشرسة لقطعان المستعمرين بجدائلهم المقززة وهم يبذلون كل جهد مستطاع برعاية مباشرة من حكومة الكيان الصهيوني لاقتحام الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكاناً بين اليهود والمسلمين تمهيداً لاقتناصه كاملاً ، بهدف بناء هيكل مزعوم لا يوجد إلا في خيال عنصري لئيم لا يعترف بالغير ولا يمارس الا القوة الوحشية والاغتصاب القذر، وفي ذات الوقت ، وبعد أن مضت أيام ثلاث ما اصطلح على تسميته بتفجيرات غزة ، تلك التفجيرات التي استهدفت عدداً من بيوت ومكاتب قادة فتح في قطاع غزة ، إضافةً للمنصة الرئيسية في المكان الذي كان مخصصاً للاحتفال بذكرى تسميم ياسر عرفات – قبل إلغاء الاحتفال -، أيام تمضي والرجم والاتهامات مستمرة بين فتح وحماس، وكأن قادة الفريقين المتنازعين على السلطة قد نسوا أو تناسوا الظروف المحيطة بهما وتجاوزوا مأساة القدس التي يدعي كل طرف منهما بانها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المنتظرة علاوة على كونها قبلة المسلمين الأولى التي كثيراً ما تباهوا بها واستنكروا بذلك عدم وقوف العالمين العربي والاسلامي مع الشعب الفلسطيني لتحريرها من الاحتلال ، وتبقى القدس وحيدة لا ينجدها أو يقف معها إلا أخوات الخنساء من بنات فلسطين والقدس ، نسوة بذلن ويبذلن كل ما باستطاعتهن لمنع القطعان المتوحشة من دخول الاقصى وتدنيسه .
ثلاث أيام مضت على تلك التفجيرات التي أقل ما يقال عنها أنها جريمة بامتياز، فهي جريمة تحمل في ثناياها الكثير من المصائب والتناحر والدم والدمار التي ستقود إلى تفاقم الوضع على الساحة الفلسطينية وتزيد من احتمالية الاقتتال الفلسطيني بعد مصالحة ورقية عبثية حاول من خلالها الطرفان المتخاصمان المتصالحان اقتناص أكبر فائدة تنظيمية منها، ففتح أرادت استعادت هيبتها في القطاع وفرض سلطتها على ما تسمح به اتفاقية اوسلو من الاراضي المحتلة سنة 1967 وحماس تريد أن تخرج من أزمتها ولو بالتخفيف اللفظي من قبضتها وسلطتها على قطاع غزة ، وإذا أخذنا بعين الاعتبار وجود الكثير من أصحاب الأهداف المشبوهة على الساحة الفلسطينية سواء كان هؤلاء فرادى أو تنظيمات فإننا نستطيع أن نجزم مدى ضخامة الخطر وكبر حجم المؤامرة .
وبعيداً عما نسمعه من أبواق سلطة رام الله ومن مزامير سلطة غزة ن وإذا ما اتفقنا على مقولة أن تلك المحاولات والتفجيرات ما هي إلا جريمة مكتملة العناصر ، وانسجاماً مع بديهية القول ، بأن لا جريمة دون دافع ، فإنني استطيع أن ألخص الاحتمالات المتعلقة بمن قام بتلك الجريمة فيما يلي :-
• الجريمة من صنع الإحتلال الصهيوني وتنفيذ عملاءه المباشرين ، حيث أن هدف الإحتلال خلق النزاعات الداخلية على الساحة الفلسطينية وصولاً للاقتتال المباشر ، بما يمهد له تثبيط أي مقاومة محتملة ، وبما يتيح له المزيد من الهيمنة في الطريق لإنهاء الملف لفلسطيني على الطريقة الصهيونية بعد أن فشل في تحقيق ذلك من خلال عدوانه المباشر على غزة .
• الجريمة من صنع الإحتلال الصهيوني وتنفيذ عملاءه المباشرين ، فهدف الاحتلال إلهاء الشارع الفلسطيني والعربي والاسلامي عما يقوم به من محاولات تدنيس للمسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم ، بعد أن استطاع المسجد الأقصى توحيد الشعب الفلسطيني بما فيه القاطنين على أراضيهم في القدس والأراضي التي احتلت عام 1948 ، حين وقفت النسوة المقدسيات ومن استطاع من الداخل الفلسطيني في مواجهة قطعان المستعمرين من ذوي الشعور الكثة واللحى المتدلية المقرفة ، علاوة على ما قام الجهد الأردني على مستوى مجلس الأمن لمنع الصهاينة من الاستمرار بمحاولتهم واعتداءاتهم تحقيقاً لبنود معاهدة وادي عربة التي تنص على السيادة الاردنية على المقدسات في القدس ، فعصابات الصهاينة مستمرة باستغلال اي فرصة بل وخلق تلك الفرص لتحقيق الأهداف ، ولن تجد فرصة أفضل من الفرقة والاقتتال الفلسطيني لتحقيق الأهداف في ظل وضع عربي منهار ومغيب عن كل ما يدور في القضايا القومية وبعد أن تم إغراق الدول العربية بالمشاكل والحروب والاقتتال الداخلي .
• قد يقف وراء جريمة كتلك الجريمة صغار النفوس وضيقي الأفق ممن فضلوا الاقتتال والتناحر على المصالحة التي وإن تعمقت وتجسدت فمن الممكن أن تكون خطراً على استمراريتهم في مواقعم ومراكزهم ، بعد أن قامت الحكومة المشكلة – حكومة المصالحة - بزيارة غزة للمرة الأولى وكانت تخطط لزيارتها للمرة الثانية ، وقد يكون صغار النفوس هؤلاء من فئات مختلفة ، فقد يكونوا من رافضي المصالحة أصلاً في أي من القطبين الكبيرين ، ولعل شاهدي على ذلك مقاطعة قيادات فتح زيارة الحمد الله الاولى لغزة والذين يروا أنهم الأصل والأساس وكان من الواجب التنسيق معم عند أي زيارة ، وعلى الجانب الآخر هناك تيار فئوي ضيق الأفق من حماس لاهم له الا تكفير الكل على اعتبار كونه المرجع الأول والأخير لكل ما تقوم به حماس فمصالحة حقيقية ستقلم أظافره وتحد من سلطته .
• وقد يقف وراء الجريمة تلك ... معارضي فتح عباس وممن لا يتفقون مع حماس في نفس الوقت ، وممن يتمنوا إغراق الطرفين في الاقتتال ليركبوا بردعة حمارهم المدعوم من البعض الخارجي لاستلام السلطة بدلاً عن الطرفين والتحكم بالشأن والقضية الفلسطينية ، حيث لاحظنا عبارات ومحاولات خارجية متعددة تجهزهم لتلك المرحلة ففشل مفاوضات عباس مع الكيان الصهيوني واتهام حماس بالإرهاب هي الطريق الأقصر لذلك وذاك يرتبط بما حصل ويحصل على الأراضي المصرية .
• وربما يقف وراء تلك الجريمة قطعان هاربة من السلفيين ومناصري داعش فتاريخ هؤلاء وأعمالهم الارهابية تجعل أمر اتهامهم احتمالاً يقبله العقل والمنطق ، فالحركة السلفية بافكارها وشخوصها موجودة على أرض غزة وربما كان لتلك الحركة خيوط متصلة مع داعش أو ربما كونت لداعش فرعاً في غزة .
ومن خلال ما أسردت من احتمالات ، يبقى المنطق الأكثر تصديقاً واحتمالاً قيام الصهاينة وعملاءهم بتلك الجريمة ، وهؤلاء جل همهم السيطرة على الأقصى وإنهاء ملف القدس وإلهاء الكل عما يقوم به قطعان المستعمرين على أرض الأقصى الشريف ، متناسياً أن المقدسيين والمقدسيات بمساندة أخوة لهم على أرض فلسطين الداخل أفشلوا وسيفشلوا كل محاولة من محاولاتهم المسعورة فقد أعاد المقدسيون والمقدسيات وفلسطينيي الداخل صورة ووهج النضال والمقاومة كما يجب ان تكون عليه ، فاحتلال الصهاينة لن يبقى رخيصاً غير مكلف بعد الآن.
وهنا وللحق وبالمنطق أقول ، وبعيداً عن الجهة التي قامت بتلك الجريمة ، فإن الأمر يستوجب بذل كل جهد مستطاع من حماس وهي الطرف المسيطر على قطاع غزة في الحرب والسلم وفي تحقيق الأمن لتقوم بالكشف عن هؤلاء المجرمين المأجورين وإشراك القوى الفلسطينية الأخرى وعلى رأسها فتح عباس بما تقوم به من تحقيقات وجهود تثبيتاً لمصداقيتها وإثباتاً لعدم قيامها بتلك الجريمة ، والاستعانة في ذلك بما يتوفر للسلطة في رام الله من معلومات آخذين بالاعتبار ما قاله رئيس السلطة عن معرفته بمن قام بالجريمة ، وعلى كافة الأطراف عدم الإنجرار وراء تصريحات عبثية متعجرفة ضيقة الأفق ، فأصابع الاتهام ، ربما تطال من يلجأ لتلك الأساليب ، فمصلحة القدس والأقصى وفلسطين تتجاوز كل المصالح الشخصية ، وربما ومن خلال الكشف على مثل هؤلاء المجرمين تتكشف جرائم أخرى على الساحتين الفلسطينية والعربية والتي ما زال من قام بها مجهول الهوية.



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلوسات السلطة بين الأقصى وتسميم عرفات
- تونس من جديد
- تعيش السلطة .. بين إدارة الصراع والحكم الذاتي
- يوم الشحدة ( التسول ) العربي
- نحن والصهاينة وحق الرد
- عباس وطلقاته الفارغة ...
- أمريكا بين محاربة الإرهاب وصناعة الأصنام
- نقص المناعة العربية
- ابو مرزوق وشرعنة المفاوضات
- وتبدد الحلم من أجل السلطة والحكم
- عباس وحماس ومحاضر الاجتماعات المسربة
- طربوش أم رئيس ...
- أمريكا رأس الحية
- وانتصرت فلسطين ...
- عباس بين عدم الممانعة والمفاجأة ...
- غزة تقول .. المخفي دائماً أعظم
- أوسلو 2014
- النصر .. بين القسام والشعب الغزي / الغزاوي ....
- - من وحي غزة - الهزيمة يتيمة ...أما النصر فله ألف أب
- الحرب على غزة .. بين حماس والإرهاب ... وشؤون أخرى


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - القدس وتفجيرات غزة