جعفر المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 16:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ترى من الذي كان إنتصر في المناظرة التي جرت بين الدكتورة حنان الفتلاوي والسيد طه اللهبي, تلك التي تم عرضها على قناة دجلة وأدارها إعلامي كان هو أيضا بدوره فلتة من فلتات هذا الزمان الرديء .
التطلع إلى إجابة تحدد من كان المنتصر منهما تؤكد بدورها على أن المجيب, على إفتراض حسن النوايا , قد وقع في الفخ تماما, وصار ربما دون أن يدري, جزءا من اللعبة القذرة نفسها.
بلغة الحساب قد تكون السيدة الفتلاوي هي الفائزة يوم أشارت إلى أن الشيعة يشكلون ستين بالمئة من أبناء الشعب العراقي, وقد يكون اللهيبي قد قارب الصواب حينما دعاها إلى حساب الأمر بشكل مختلف لأن الأكراد هم سنة أيضا بما يدعو إلى إعادة حساب للنسب. وستجد أن هناك من يرى أن إقتراح اللهيبي بذكر إسم طائفة الشخص في بطاقته الشخصية هو حل عادل ومناسب لحسم حقيقة النسب تلك.
وأجزم لو أن كلمة واحدة من هذا الهذر الطائفي الذي جرى بين الشخصين كان قد حصل في اي عهد من العهود السابقة واذيع على الفضاء, لما قدر لقائلها أن يجد له مكانا لائقا بين العراقيين وللفظته الأغلبية من العراقيين بغض النظر عن أديانهم وطوائفهم.
غير أن حديثا من هذا النوع صار هو أحد المداخل الرئيسة للمشهد السياسي العراقي الحالي, وبفضل من الأحزاب الطائفية فإن ثقافة سُفلية كهذه صارت لها اليد العليا.
لست أرى أن هناك مشكلة حقيقة لدى الإنسان الطائفي حينما يستعرض عضلاته الطائفية إلا حينما يتحدث عن الوطنية العراقية.
بإمكان أي من النائبين أن يستعرض ثقافته الطائفية بالمستوى الذي يريد, ولكنه حينما يتحدث عن مفهوم إسمه الوطنية العراقية ثم يدعي إلتزامه بها فهو سيكون حينها كاذبا ومنافقا ومرائيا ودجالا بخمسة نجوم, لأن الطائفية هي النقيض الأساسي لمفهوم الوطن الواحد الذي يجمع بين طوائف مختلفة.
قد يكون من حق السيدة النائبة والسيد النائب ان يدعوان إلى وجود دولتين مستقلتين على اساس طائفي .. أقول: قد يكون !! ولكن ولأن المثل يقول (رمانتين فد إيد ما تلزم) فإن إفتراض أن ينجح أي من النائبين بمسك الرمانتين في يد واحدة هو أمر مستحيل.
إن الوطنية في أدنى مستوى لها هي نقيض للطائفية, أما الذين يراهنون على أن بالإمكان الجمع بين النقيضين, فعليهم أن يدرسوا الحال التي وصل إليها العراق اليوم, وسيعلم اصحاب النوايا الطيبة منهم أن مفهوم الدولة الوطنية لا يرفض فقط طريقة الحساب الطائفية وإنما هو يحرم العمل السياسي على اصحابها ويعتبرهم مخربين من الدرجة الأولى.
أما الجواب على السؤال, من كان المنتصر فيهما فسوف يكون : كلاهما إنتصرا بغض النظر عن ما ستسفر عنه نتيجة الإحصائية التي إقترحها اللهيبي.
أما الخاسر الأعظم فهو العراق ولا أحد غير العراق.
#جعفر_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟